نجح فريق من المستكشفين مطلع إبريل الماضي من الوصول إلى أعمق حطام لسفينة غارقة في العالم، وهي المدمرة الأمريكية «يو إس إس جونستون»، التي تم اغراقها في 25 أكتوبر 1944، بعد معركة ضارية مع البحرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. غرقت المدمرة التي يبلغ طولها حوالي 115 متراً وعرضها 12 متراً، خلال معركة «خليج لايت» The Battle of Leyte Gulf، وهي أكبر معركة بحرية في التاريخ، وفقاً لبيان صادر عن شركة «كالادان أوشانيك» (Caladan Oceanic)، المختصة بتطوير تكنولوجيا أعماق البحار ودعم البعثات.
وتم اكتشاف الحطام لأول مرة في عام 2019 قبالة ساحل جزيرة سمر Samar Island في بحر الفلبين، حيث قامت مركبة غير مأهولة تعمل بنظام التحكم عن بعد remotely operated vehicle (ROV) بتصوير أجزاء من الحطام، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى جميع أجزاء الحطام التي تقبع في القاع.
حيث يرقد حطام السفينة على عمق حوالي 6456 متراً، وقد استعمل «فيكتور فسكوفو» ضابط البحرية الأسبق – الممول لهذه الحملة الاستكشافية - مركبة الغطس العميق deep-submergence vehicle «ليميتنغ فاكتور» (DSV Limiting Factor)، للوصول إلى الحطام خلال غطستين، 8 ساعات لكل غطسة، مما يعد أكبر عمق يصله أي إنسان أو غواصة لاستكشاف حطام سفينة.
وصرح المستكشفون بأنه لن يتم نشر بيانات السونار والصور والملاحظات الميدانية، ولكن سيتم تقديمها للبحرية الأمريكية للتصرف على النحو الذي تراه مناسباً، وقال «فيسكوفو» إن الطاقم حرص على عدم المساس بالحطام، ويأمل أن تصبح المعلومات التي أحضروها من بعثتهم مفيدة للمؤرخين والأرشيفيين البحريين.
وقد قام قائدا المركبة الملازم البحري ومؤرخ البحرية المتقاعد «باركس ستيفنسون» وكبير الفنيين «وشين إيجل»، بمسح والتقاط صور عالية الدقة للسفينة، وتمكن الفريق من التقاط صور لمقدمة السفينة والمقصورة الرئيسية وسطحها، والتي كانت على عمق أكبر من العمق الذي استطاعت المركبة غير المأهولة الوصول إليه في عام 2019.
وأفاد «ستيفنسون»: «يمكننا أن نرى حجم الحطام والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدمرة خلال المعركة الحامية التي دارت»، ويضيف قائلاً «لقد تلقت المدمرة النيران من أكبر سفينة حربية تم بناؤها على الإطلاق – البارجة البحرية ياماتو التابعة للإمبراطورية اليابانية – وقاومت بضراوة».
وأفاد بأن رقم الهيكل (557) لا يزال واضحاً على جانبي المقدمة؛ وذكر البيان أن أبراج المدافع وفوهات الطوربيدات والعديد من منصات الرمي ما زالت موجودة، ولم يعثروا على أي رفات أو متعلقات بشرية.
وأضاف «ستيفنسون» أن «جميع الشواهد تشيد بشجاعة الطاقم وعدم التردد في الرد على الهجمات، وهو الظاهر على الحطام». وكان قد تم تكريم السفينة وقائدها «إرنستإيفانز» الذي مات في المعركة لاحقاً لشجاعتهما وبطولاتهما، وفي نهاية الرحلة، وضع فريق الغوص إكليلاً من الزهور في مكان الغرق.