تسعى القوات الجوية الأمريكية إلى تطوير نظام إدارة معارك قادر على تغيير المفاهيم في سرعة التصدي لأي هجوم يستهدف أراضي الولايات المتحدة بواسطة صواريخ كروز، حيث سيمنح النظام الجديد سرعة رد فائقة في اتخاذ القرار والتصدي لأي هجوم صاروخي من قبل جهات خارجية. وأوضح مسؤول في القيادة العسكرية الشمالية الأمريكية أن الهدف من نظام إدارة المعركة المتقدم للقوات الجوية هو تسريع دورة العمليات، مما يسمح باتخاذ قرارات إنقاذ الأرواح بشكل أسرع. ففي الأوقات السابقة كان مراقبة خلاصات البيانات يدوياً، وإجراء مكالمات هاتفية لربط المعلومات مع القوات الأخرى التي تراقب موجزات بيانات مختلفة، وإنتاج شرائح «باوربوينت» لا نهاية لها لنقل المعلومات إلى القيادات العليا، وهذه العملية تتطلب عدداً كبيراً من الطواقم قبل التوصل إلى القرار بشأن التصدي لأي هجوم محتمل. وشملت التجربة التي قامت بها القوات الجوية الأمريكية مطلع سبتمبر الماضي 2020 بمحاكاة سيناريو لقيام دولة باتخاذ «إجراءات عدائية» ضد الولايات المتحدة، من خلال شن هجوم إلكتروني في بداية الأمر ثم تعطيل نظم الاتصال الفضائية، قبل إطلاق وابل من صواريخ كروز تجاه الأراضي الأمريكية.
إمكانيات وتقنيات مذهلة
وجرى استخدام ست طائرات بدون طيار من طراز BQM-167 لمحاكاة خصائص طريقة انطلاق الصواريخ، وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون أنظمة الرصد والمتابعة قادرة على تحديد مسار الصاروخ المعادي بدقة وتقديم كافة الخيارات المتاحة للتصدي له بسرعة، وفقاً لما يراه القائد العسكري المسؤول. وفي هذا السياق رفض «ويل روبر»، المدير التنفيذي للاستحواذ بالقوات الجوية الأمريكية، توضيح نجاح التجربة في التصدي لكافة الصواريخ المعادية، وأردف: في الحقيقة أن التجارب لم تكن مكلفة جداً، واتسمت بالكثافة وتمكنا من القيام بأشياء رائعة للدفاع.
ونوه إلى أن الإنجاز الأكبر تمثل في نقل البيانات بسرعات فائقة عبر اتصالات الجيلين الرابع والخامس، في سلسلة عمليات قد لا تستغرق سوى ثوان معدودة، بعد أن كانت تستغرق ساعات وفي أفضل الأحوال دقائق.
من بين مجموعة التقنيات التي سهلت المشاركة السريعة للبيانات خمسة متنافسين على ما يسميه سلاح الجو OmniaONE، والذي يوفر صورة واحدة لساحة المعركة باستخدام خلاصات متعددة يتم دمجها من خلال نظام يدعى FuseONE. كما توجد تقنية، SmartONE، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإرشاد الجيش الأمريكي إلى معلومات حاسمة، لكن «روبر» أوضح أن برنامج الذكاء الاصطناعي، ورغم أنه واعد جداً، بيد أنه يحتاج إلى مزيد من العمل قبل أن يصبح جاهزاً بما يكفي للمشاركة في المعارك الميدانية.