583-Web-Analysis-A2

أسلحة الدقة العالية قوه تدميرية كبرى تتسابق على اقتنائها الجيوش

حظي‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬عقوده‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بثورة‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬الاختراعات‭ ‬والمكتشفات‭ ‬الحديثة،‭ ‬حيث‭ ‬استمر‭ ‬تطور‭ ‬وسائط‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭ ‬وتحسينها‭. ‬ويعود‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬السريع‭ ‬والمكتشفات‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفيزياء‭ ‬والكيمياء‭ ‬والعلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬جهة‭. ‬وبسبب‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سائداً‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭. ‬

وتتصف‭ ‬السمة‭ ‬المميزة‭ ‬لتطور‭ ‬وسائط‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الراهن‭ ‬بظهور‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والأعتدة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭ ‬نوعياً،‭ ‬وبنشرها‭ ‬بكميات‭ ‬كثيرة‭ ‬وبشكل‭ ‬سريع‭ ‬في‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عنه‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التنظيمية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وفي‭ ‬طرق‭ ‬وأشكال‭ ‬خوض‭ ‬عملية‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭. ‬وبفضل‭ ‬الاكتشافات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬فروع‭ ‬العلم‭ ‬أمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحربية‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬طليعتها‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية،‭ ‬بنشرها‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬وبشكل‭ ‬سريع‭ ‬في‭ ‬الجيوش،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التنظيمية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الحديثة‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية؟

أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مركب‭ ‬تكنولوجي‭ ‬ذي‭ ‬احتمال‭ ‬إصابة‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬0‭.‬6‭ ‬متكون‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬القيادة‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬وسائل‭ ‬توجيه‭ ‬وتدمير‭ ‬الهدف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬متحركة‭ ‬أو‭ ‬ثابتة،‭ ‬محدودة‭ ‬أو‭ ‬كبيرة‭ ‬المساحة‭ ‬وموجودة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الماء‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لعلم‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متطورة‭ ‬للاتصالات‭ ‬والقيادة‭ ‬والسيطرة،‭ ‬فله‭ ‬أيضاً‭ ‬يرجع‭ ‬الفضل‭  ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬النيران‭ ‬لإصابة‭ ‬الأهداف‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬صحيحاً‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬إصابة‭ ‬الأهداف‭ ‬ودقتها‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬بفضل‭ ‬إدخال‭ ‬الحلزنة‭ ‬على‭ ‬مواسير‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وبآلية‭ ‬التعمير،‭ ‬وبزيادة‭ ‬السرعة‭ ‬ومداها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬احتمال‭ ‬إصابة‭ ‬المقذوف‭ ‬للهدف‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬بنسبة‭ %‬100‭ ‬من‭ ‬الطلقة‭ ‬الأولى،‭ ‬ظل‭ ‬أمراً‭ ‬يرواد‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬زمناً‭ ‬طويلاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬بفضل‭ ‬استخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭. ‬وتعميم‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬يعرف‭ ‬اليوم‭ ‬بأسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ (‬بي‭. ‬جي‭. ‬إم‭) ‬Precision Guided Munition‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬بنجاح‭ ‬وفاعلية‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وحرب‭ ‬الخليج‭ ‬وتستخدم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وسوف‭ ‬تغير‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬اليقين‭ ‬طبيعة‭ ‬الحرب‭ ‬المعاصرة‭.‬

تقسيم‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية

يمكن‭ ‬تقسيم‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬إلى‭ ‬أسلحة‭ ‬مضادة‭ ‬للطائرات،‭ ‬جوية،‭ ‬مضادة‭ ‬للسفن،‭ ‬مضادة‭ ‬للرادارات،‭ ‬مضادة‭ ‬للمدرعات،‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأغراض‭.‬

بالنسبة‭ ‬للمضادة‭ ‬للطائرات‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬التصدي‭ ‬لخطر‭ ‬جوي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭:‬

طائرات‭ ‬محلقة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الارتفاعات‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬مشحون‭ ‬بإجراءات‭ ‬مضادة‭ ‬كهرومغناطيسية‭ ‬وما‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭.‬

رمايات‭ ‬جوية‭ ‬على‭ ‬مسافات‭ ‬مؤمنة‭. ‬

حوامات‭ ‬تظهر‭ ‬فجاة‭ ‬لبعض‭ ‬الثواني‭ ‬أو‭ ‬مختفية‭ ‬دوماً‭ ‬خلف‭ ‬ستائر‭ ‬طبيعية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬رمايات‭ ‬متتالية‭ ‬ثم‭ ‬تختفي‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬

تعميم‭ ‬استعمال‭ ‬معدات‭ ‬جوية‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬تحقق‭ ‬مهام‭ ‬استطلاعية‭ ‬وهجومية‭.‬

تصنيف‭ ‬الأسلحة‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬

حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تصنيف‭ ‬موحد‭ ‬للأسلحة‭ ‬عالية‭ ‬الدقة،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬تصنيف‭ ‬سائد‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬والمراجع‭ ‬العلمية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬حيث‭ ‬تصنف‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭. ‬وهذه‭ ‬الأسس‭ ‬هي‭:‬

1‭ ‬  من‭ ‬حيث‭ ‬مستوى‭ ‬وأبعاد‭ ‬استخدامها‭: ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬أسلحة‭ ‬عابرة‭ ‬للقارات‭ ‬وأسلحة‭ ‬عملياتية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وأسلحة‭ ‬تكتيكية‭.‬

2‭ ‬  من‭ ‬حيث‭ ‬تمركز‭ ‬قواعد‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭:‬‭ ‬تقسم‭ ‬إلى‭ ‬أسلحة‭ ‬موجهة‭ ‬برية‭ ‬وأسلحة‭ ‬موجهة‭ ‬جوية‭ ‬وأسلحة‭ ‬موجهة‭ ‬بحرية‭.‬

3‭ ‬  من‭ ‬حيث‭ ‬الأهداف‭ ‬المراد‭ ‬التأثير‭ ‬عليها‭: ‬أهداف‭ ‬باعثة‭ ‬للإشارات‭ ‬اللاسلكية‭ ‬وأهداف‭ ‬باعثة‭ ‬للحرارة‭ ‬وأهداف‭ ‬تباينية‭.‬

4‭ ‬  من‭ ‬حيث‭ ‬طرق‭ ‬توجيه‭ ‬الأسلحة‭ (‬مقذوفات‭ ‬وصواريخ‭):‬‭ ‬تلفزيوني‭ ‬–‭ ‬حراري‭ ‬–‭ ‬راداري‭ ‬–‭ ‬تناسبي‭ ‬–‭ ‬ليزري‭.‬

5‭ ‬  من‭ ‬حيث‭ ‬أنظمة‭ ‬القيادة‭ ‬والتحكم‭:‬‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬المقذوف‭ ‬أو‭ ‬الصاروخ‭ ‬يوجد‭ ‬عدة‭ ‬أنظمة‭ ‬للقيادة‭ ‬والتحكم‭ ‬وهي‭:‬

التحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

ذاتية‭ ‬التوجيه‭:‬‭ ‬تقسم‭ ‬لتوجيه‭ ‬ذاتي‭ ‬سلبي‭ ‬وآخر‭ ‬إيجابي‭ ‬أو‭ ‬نصف‭ ‬إيجابي‭.‬

طريقة‭ ‬مختلطة‭:‬‭ ‬ويتم‭ ‬بوساطة‭ ‬الكابلات‭ ‬الألياف‭ ‬الزجاجية‭). ‬أو‭ ‬لاسلكياً‭ ‬أو‭ ‬سلكياً‭.‬

6‭ ‬ من‭ ‬حيث‭ ‬نوع‭ ‬الذخيرة:‬‭ ‬تصنف‭ ‬إلى‭: ‬صواريخ‭ ‬بالستية‭ ‬–‭ ‬صواريخ‭ ‬مجنحة ‭)‬كروز)‭ ‬–‭ ‬صواريخ‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬موجهة‭ ‬جوية‭ ‬–‭ ‬قذائف‭ ‬مدفعية‭ ‬وهاونات‭ ‬عالية‭ ‬الدقة‭ ‬وصواريخ‭ ‬م‭/‬د‭ ‬موجهة،‭ ‬وصواريخ‭ ‬دفاع‭ ‬جوي‭ ‬موجهة‭.‬

تحديد‭ ‬الهدف‭ ‬

يشتمل‭ ‬نظام‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬على‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف‭ ‬بوساطة‭ ‬ارتداد‭ ‬موجات‭ ‬الأشعة‭ ‬منه‭: ‬رادار،‭ ‬سونار،‭ ‬راديو،‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭ ‬وليزر‭. ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغناطيسي‭ ‬المرئي‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬تجري‭ ‬معالجة‭ ‬بيانات‭ ‬الهدف‭ ‬بوساطة‭ ‬ميكرو‭ ‬كومبيوتر‭ ‬مرتبط‭ ‬بالسلاح‭ ‬وبقتضاه‭ ‬يجري‭ ‬توجيه‭ ‬النيران‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬وإصابتة‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬بصورة‭ ‬آلية‭ ‬بغير‭ ‬التدخل‭ ‬اليدوي‭.‬

ويعتمد‭ ‬التوجيه‭ ‬الدقيق‭ ‬للأسلحة‭ ‬على‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحكمه‭ ‬أساساً‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬خصائص‭ ‬الهدف‭ ‬وخصائص‭ ‬الرأس‭ ‬المدمر،‭ ‬وقد‭ ‬مر‭ ‬التوجيه‭ ‬الدقيق‭ ‬للأسلحة‭ ‬بمراحل‭ ‬كثيرة‭ ‬بدأت‭ ‬بالحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬حيث‭ ‬صمم‭ ‬الأمريكان‭ ‬قنابل‭ ‬موجهة‭ ‬بالراديو‭ ‬زنة‭ ‬2000‭ ‬رطل‭ ‬ألقيت‭ ‬على‭ ‬ألمانيا‭ ‬النازية‭ ‬عام‭ ‬1944‭ ‬وطوربيدات‭ ‬بحرية‭ ‬موجهة‭ ‬رادرارياً‭ ‬أغرقت‭ ‬مدمرات‭ ‬يابانية‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬كما‭ ‬قاموا‭ ‬بتجارب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لاستخدام‭ ‬قنابل‭ ‬موجهة‭ ‬تلفزيونياً‭ ‬وبالأشعة‭ ‬الحرارية،‭ ‬وبانتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬اتجهت‭ ‬البحوث‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬وتوقف‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬لدى‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬قناعة‭ ‬باستحالة‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬كما‭ ‬أجبر‭ ‬اشتعال‭ ‬الحروب‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬اتساع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬البحوث‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬وزيادة‭ ‬فاعليتها،‭ ‬وأسفر‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬المتطورة‭ ‬عن‭ ‬تصميم‭ ‬أسحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭ ‬وجوية‭.‬

تعتبر‭ ‬الحرب‭ ‬الفيتنامية‭ ‬مجالاً‭ ‬لتجارب‭ ‬ميدانية‭ ‬أجريت‭ ‬لاختبار‭ ‬فاعلية‭ ‬نظم‭ ‬التوجيه‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬زودت‭ ‬بها‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية،‭ ‬فقد‭ ‬اختبرت‭ ‬بنجاح‭ ‬قنابل‭ ‬الطائرات‭ ‬والصواريخ‭ ‬الموجهة‭ ‬بالليزر‭ ‬طراز‭ ‬باف‭ ‬واي،‭ ‬وكذلك‭ ‬قنابل‭ ‬الطائرات‭ ‬الموجهة‭ ‬كهروبصرياً‭ ‬طراز‭ ‬هوبر‭. ‬

ويعتبر‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬1972‭ ‬تاريخ‭ ‬قصف‭ ‬معبر‭ ‬تانهو‭ ‬بفيتنام‭ ‬الشمالية‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الإقرار‭ ‬بفاعلية‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬هذا‭ ‬المعبر‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬600‭ ‬طلعة‭ ‬طيران‭ ‬في‭ ‬تدميره‭ ‬بالأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬وفقدان‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬16‭ ‬قاذفة‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطلعات‭.‬

قوة‭ ‬تدميرية‭ ‬هائلة

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬الأسلحه‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬قوه‭ ‬تدميرية‭ ‬كبيرة‭ ‬الأهمية،‭ ‬تتسابق‭ ‬على‭ ‬اقتنائها‭ ‬معظم‭ ‬الجيوش‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكاليفها‭ ‬العالية،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قدراتها‭ ‬التدميرية‭ ‬وحسن‭ ‬أدئها‭ ‬وتميزها‭ ‬بالدقة‭ ‬العالية،‭ ‬فهي‭ ‬أيضاً‭ ‬تتمتع‭ ‬بخواص‭ ‬القيام‭ ‬بتوجيهها‭ ‬ناحية‭ ‬أهدافها‭ ‬بدقه‭ ‬بالغة‭ ‬تحسد‭ ‬عليها‭!! ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬سرعتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬مما‭ ‬جعلت‭ ‬أهدافها‭ ‬تقف‭ ‬أمامها‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدي‭ ‬وعاجزه‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬المراوغه‭ ‬أو‭ ‬الهروب‭ ‬منها‭ ‬استعداداً‭ ‬للتدمير‭.‬

ولقد‭ ‬باتت‭ ‬الصواريخ‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬قوتها‭ ‬التدميرية،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬مقارنتها‭ ‬بالصواريخ‭ ‬أو‭ ‬القذائف‭ ‬الموجهه‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭  ‬1939‭ – ‬1945م،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كانت‭ ‬الحاجة‭ ‬اللازمة‭ ‬لأجل‭ ‬تدمير‭ ‬هدف‭ ‬حيوي‭ ‬مثل‭ ‬أحد‭ ‬الجسور‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬مائة‭ ‬طائرة،‭ ‬ليقوم‭ ‬ذلك‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬بإسقاط‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ألف‭ ‬قنبلة‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثقيل‭ ‬العيار،‭ ‬وكان‭ ‬لزاماً‭ ‬على‭ ‬المهاجمين‭ ‬ضرب‭ ‬المنطقه‭ ‬كلها‭ ‬وليس‭ ‬الهدف‭ ‬فقط‭!! ‬وأما‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يتطلب‭ ‬قصف‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬المماثله‭ ‬السابق‭ ‬ذكرها‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬طائرة‭.. ‬وهكذا‭. ‬وقد‭ ‬جرى‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬الخاصة‭ ‬بأسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اختبارها‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬الأحوال‭ ‬ومختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬مع‭ ‬القيام‭ ‬بتحديد‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬دون‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬كسل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تواكل،‭ ‬كما‭ ‬تستخدم‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الصور‭ ‬الرقمية‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأوجه‭ ‬ولكافة‭ ‬الأهداف‭ ‬الممكنه‭ ‬مثل‭ ‬الطائرات‭ ‬أو‭ ‬المدرعات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وأحجامها‭.‬

ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يستدعي‭ ‬الأمر‭ ‬تغيير‭ ‬البرمجة‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬القتالي‭ ‬نتيجة‭ ‬لتغير‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬في‭ ‬مسارح‭ ‬العمليات،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬بات‭ ‬حتمياً‭. ‬هذا‭ ‬وتتطلب‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الحديثة‭ ‬السعي‭ ‬لزيادة‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعقيد‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وأن‭ ‬تتوافر‭ ‬العناصر‭ ‬البشرية‭ ‬المدربة‭ ‬المستخدمة‭ ‬للأسلحة‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭  ‬والقائمة‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬صيانتها‭ ‬ورعايتها،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بوضع‭ ‬برامجها‭ ‬وخططها‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬توفير‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التدريب‭ ‬المستمر‭ ‬للفرد‭ ‬كماً‭ ‬وكيفاً،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬معمماً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬نظم‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬ودور‭ ‬القيمة‭ ‬النوعية‭ ‬لأسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬اتساع‭ ‬مسرح‭ ‬العمليات‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقلص‭ ‬فيه‭ ‬أعداد‭ ‬القوات‭ ‬والآليات‭ ‬تدريجياً‭.‬

اعتماد‭ ‬الجيوش‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭:‬

إن‭ ‬اعتماد‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬الذكيه‭ ‬المتطورة‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭  ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أسس‭ ‬بنائها،‭ ‬وتتميز‭ ‬الأجيال‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬رؤوس‭ ‬الذخائر‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬بالقدرة‭ ‬والفاعلية‭ ‬ضد‭ ‬كافة‭ ‬الأهداف،‭ ‬وبالأخص‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬المحمية‭ ‬أو‭ ‬المحصنة‭ ‬بطريقة‭ ‬جيدة،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬يتولى‭ ‬حاسب‭ ‬التوجيه‭ ‬القيام‭ ‬بتنبيه‭ ‬جهاز‭ ‬التفجير‭ ‬بنوع‭ ‬الهدف‭ ‬المطلوب‭ ‬الاصطدام‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬أنواع‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬الذخائر‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬ثبت‭ ‬تطورها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬ذكائها‭ ‬الفعلي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬مستشعرات‭ ‬التوجيه‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬أهدافها‭ ‬بدقه‭ ‬كبيرة‭. ‬

وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬مفهوم‭ ‬فلسفة‭ ‬صنع‭ ‬واستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬قوة‭ ‬عبوة‭ ‬النسف‭ ‬للمقذوف‭ ‬وبين‭ ‬دقة‭ ‬الإيصال‭ ‬المخوله‭ ‬له،‭ ‬والتي‭ ‬تتولى‭ ‬توصيله‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬مساره‭ (‬هدفه‭) ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬تحديده‭ ‬آنفاً‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬المستقرة‭ ‬أو‭ ‬السيئة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تنويع‭ ‬وتجهيز‭ ‬تلك‭ ‬القذائف‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬بما‭ ‬يؤمن‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬العالية‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بيانات‭ ‬الهدف‭ ‬وأيضاً‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬أيضاً‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬عناصرها‭ ‬المطلوبة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬متطلبات‭ ‬عمل‭ ‬السلاح‭ ‬لتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬الغرض‭ ‬الأساسي‭ ‬لتأدية‭ ‬المهمة‭.‬

وتعتبر‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬هي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬وأساس‭ ‬أنظمة‭ ‬تسليح‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬دوماً‭ ‬واقعة‭ ‬تحت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث،‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬عملها‭ ‬من‭ ‬دقة‭ ‬الإصابة‭ ‬والمدى‭ ‬وآلية‭ ‬ونظام‭ ‬التحكم،‭ ‬وكذلك‭ ‬قدرتها‭ ‬العالية‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬لتدمرها‭.‬

وأياً‭ ‬كانت‭ ‬الذخائر‭ ‬الذكية‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬أوقصيره‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬متوسطة‭ ‬المدى،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬نوعياتها‭ ‬مضاده‭ ‬للطائرات‭ ‬كالصواريخ‭ ‬جو‭ – ‬جو‭ ‬أو‭ ‬جو‭ – ‬أرض،‭ ‬أو‭ ‬مضادة‭ ‬للسفن‭ ‬كالصواريخ‭ ‬أرض‭ – ‬سطح،‭ ‬أو‭ ‬مضاده‭ ‬للأهداف‭ ‬البرية‭ ‬مثل‭ ‬القذائف‭ ‬المضاده‭ ‬للدروع،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬أداه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬قوات‭ ‬تعمل‭ ‬بمفهوم‭ ‬نظرية‭ ‬الجيش‭ ‬الحديث‭ ‬أن‭ ‬تستغنى‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تتهاون‭ ‬في‭ ‬امتلاكها‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬الذخائر‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬باتت‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬أولى‭ ‬ومتقدمة‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬تلك‭ ‬الجيوش‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مضطرة‭ ‬إلى‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الذخائر‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬بالتالي‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬اللوجستية‭ ‬عن‭ ‬الجيوش‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬البرية

لقد‭ ‬اقتضى‭ ‬تطبيق‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬إطلاق‭ ‬إصابة‮»‬‭ ‬صنع‭ ‬أسلحة‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬مبادئ‭ ‬فيزيائية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬قوة‭ ‬العبوة‭ ‬القتالية‭‭)‬‬الحشوة‭‬،‭(‬والدقة‭ ‬في‭ ‬إيصالها‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬مدى‭ ‬يسمح‭ ‬بالتأثير‭ ‬على‭ ‬الهدف‭ ‬المحدد‭ ‬بدقة،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬كان،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬الأحوال‭ ‬والظروف‭ ‬الجوية‭ ‬والمناخية،‭ ‬ومهما‭ ‬ازدادت‭ ‬شدة‭ ‬مقاومة‭ ‬العدو،‭ ‬وبالطلقة‭ ‬الأولى‭ ‬وباحتمال‭ ‬إصابة‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬0‭.‬5‭ – ‬0‭.‬8‭ ‬والسلاح‭ ‬التكتيكي‭ ‬والعملياتي‭ ‬التكتيكي‭ ‬‮«‬غير‭ ‬النووي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يستجيب‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المتطلبات‭ ‬والشروط‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬سلاح‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬منظومات‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الجيوش‭ ‬الغربية‭ ‬ضد‭ ‬الأغراض‭ ‬والأهداف‭ ‬الأرضية‭ (‬أغراض‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭) ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬

الصواريخ‭ ‬والقنابل‭ ‬والحواضن‭‭)‬‬الحاويات‭ (‬الجوية‭ ‬الموجهة‭ ‬الذخائر‭ ‭)‬‬القذائف‭‭)‬‬ الموجهة‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬مدفعية‭ ‬الميدان‭. ‬

منظومات‭ ‬الصواريخ‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬من‭ ‬منصات‭ ‬جوية‭ ‬وأرضية‭.‬

منظومات‭ ‬الاستطلاع‭ ‬النارية‭‭)‬‬الضاربة)

ذخائر‭ ‬وقذائف‭ ‬مدفعية‭ ‬الميدان‭ ‬عالية‭ ‬الدقة

يرى‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريون‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬أن‭ ‬الذخائر‭ (‬القذائف‭) ‬الموجهة‭ ‬أو‭ ‬ذاتية‭ ‬التوجيه‭ ‬والتي‭ ‬تطلقها‭ ‬مدفعية‭ ‬الميدان‭ ‬والمدفعية‭ ‬الصاروخية‭ ‬هي‭ ‬الواسطة‭ ‬الأساسية‭ ‬لزيادة‭ ‬دقة‭ ‬الرمي‭ ‬لمدافع‭ ‬الميدان‭ ‬والواسطة‭ ‬الفعالة‭ ‬للصراع‭ ‬ضد‭ ‬الدبابات‭ ‬على‭ ‬مسافات‭ ‬بعيدة،‭ ‬وبالرمي‭ ‬من‭ ‬مرابض‭ ‬رمي‭ ‬مستورة،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الذخائر‭ ‬المتطلبات‭ ‬والشروط‭ ‬التالية‭: ‬ألا‭ ‬يقل‭ ‬مدى‭ ‬طيران‭ ‬القذيفة‭ ‬عن‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬مدى‭ ‬طيران‭ ‬القذيفة‭ ‬العادية،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تقل‭ ‬الدقة‭ ‬عن‭ ‬9‭.‬0‭ % ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬الدائري‭ ‬المحتمل‭ ‬للقذائف‭ ‬العادية،‭ ‬ووجوب‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الفعالية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬التشويش‭ ‬مثل‭ ‬الستائر‭ ‬الدخانية‭ ‬والغبار‭ ‬والأهداف‭ ‬الخداعية‭ (‬الكاذبة‭)‬،‭ ‬وأن‭ ‬يؤمن‭ ‬مدى‭ ‬عمل‭ ‬نظام‭ ‬التوجيه‭ ‬الذاتي‭ ‬إمكانية‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬حتى‭ ‬مسافة‭ ‬التقاط‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رأس‭ ‬التوجيه‭ ‬الذاتي‭ (‬2‭ ‬5‭ ‬كم‭).  ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القذائف‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬القذيفة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذات‭ ‬الحشوة‭ ‬الجوفاء‭ ‬عيار‭ ‬155‭ ‬ملم‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬كوبرهيد‭) ‬AM-712‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ثم‭ ‬طور‭ ‬نموذج‭ ‬جديد‭ ‬منها،‭ ‬المدى‭ ‬الأبعد‭ ‬في‭ ‬الطراز‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬كم‭ ‬وفي‭ ‬الطراز‭ ‬المعدل‭ ‬حتى‭ ‬40‭ ‬كم،‭ ‬والمدى‭ ‬الأصغر‭ ‬3‭ ‬كم،‭ ‬واحتمال‭ ‬الإصاب‭ ‬بالطلقة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬5‭.‬0‭ ‬7‭.‬0‭ ‬وفي‭ ‬الطراز‭ ‬الجديد‭ ‬حتى‭ ‬8‭.‬0‭ ‬ودقة‭ ‬الإصابة‭ (‬الخطأ‭ ‬الدائري‭ ‬المحتمل‭) ‬كاملة‭ ‬الوزن‭ ‬3‭.‬62‭ ‬كغ،‭ ‬الطول‭ ‬1380مم،‭ ‬نوع‭ ‬نظام‭ ‬التوجيه‭ ‬نصف‭ ‬إيجابي‭ ‬ليزري،‭ ‬ونوع‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬التأثير‭ ‬عليه‭: ‬أهداف‭ ‬مدرعة‭ ‬مختلفة‭. ‬

وكذلك‭ ‬القذيفة‭ ‬الأخرى‭ ‬عيار‭ ‬2‭.‬203‭ ‬مم‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬XM-836‭) (‬سادارم‭) ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفيها‭ (‬حاضن‭) ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سادارم،‭ ‬المدى‭ ‬الأقصى‭ ‬للرمي‭ ‬23‭ ‬كم‭ ‬احتمال‭ ‬الإصابة‭ ‬بالطلقة‭ ‬الأولى‭ ‬25‭ .‬0‭ ‬بقذيفة‭ ‬واحدة،‭ ‬دقة‭ ‬الإصابة‭ ‬من‭ ‬5‭. ‬0‭ ‬إلى‭ ‬متر‭ ‬واحد،‭ ‬الوزن‭ ‬من‭ ‬92‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬كغ،‭ ‬الطول‭ ‬1140‭ ‬ملم،‭ ‬نظام‭ ‬التوجيه‭ ‬سلبي‭ ‬راديو‭ ‬متري،‭ ‬نوع‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬التأثير‭ ‬عليه‭ ‬دبابات‭ ‬ومدرعات‭ ‬وحاملات‭ ‬الجند‭ ‬المدرعة‭. ‬وننوه‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬صنعت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬قذائف‭ ‬موجهة‭ ‬ذاتياً‭ ‬من‭ ‬عيار‭ ‬155‭ ‬ملم‭ ‬على‭ ‬نوعين‭ (‬XM-836‭) ‬و‭ (‬XM-898‭) ‬الأولي‭ ‬نموذج‭ ‬مصغر‭ ‬للقذيفة‭ ‬عيار‭ ‬2‭.‬203‭ ‬ملم‭ ‬لكن‭ ‬الثانية‭ (‬XM-898‭) ‬فإنها‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬وستة‭ ‬عناصر‭ ‬قتالية‭ ‬دقيقة‭ ‬التسديد‭ ‬وصاعق‭ ‬غير‭ ‬طرفي‭ ‬وحشوة‭ ‬وثابة‭. ‬وهذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬توجه‭ ‬توجيه‭ ‬نصف‭ ‬إيجابي‭ ‬ليزري‭ ‬أو‭ ‬راداري‭. ‬

يجرى‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ (‬GAMP‭) ‬الذي‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬قذيف‭ ‬موجهة‭ ‬ترمي‭ ‬من‭ ‬مدفع‭ ‬الهاون‭ ‬عيار‭ ‬7‭.‬106‭ ‬ملم‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عنصرين‭ ‬متتاليين‭ ‬‮«‬سكيت‮»‬‭ ‬مدى‭ ‬هذه‭ ‬القذيفة‭ ‬الأقصى‭ ‬حتى‭ ‬6‭ ‬كم،‭ ‬واحتمال‭ ‬إصابة‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬الطلقة‭ ‬الأول‭ ‬6‭.‬0‭ ‬والخطأ‭ ‬الدائري‭ ‬المحتمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬متر‭ ‬ووزن‭ ‬قذيفة‭ ‬الهاون‭ ‬المذكور‭ ‬15‭ ‬كغ،‭ ‬ونوع‭ ‬نظام‭ ‬التوجيه‭ ‬نصف‭ ‬إيجابي‭ ‬ليزري‭ ‬أو‭ ‬سلبي‭ ‬يعمل‭ ‬بالأشعة‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭. ‬

ولا‭ ‬ننسى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬راجمات‭ ‬الصواريخ‭ (‬متعددة‭ ‬السبطانات‭) ‬كالراجمة‭ ‬الأمريكية‭ (‬MLRS‭) ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬صواريخ‭ ‬غير‭ ‬موجهة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬M-77‭)‬،‭ ‬طول‭ ‬الصاروخ‭ ‬7‭.‬393‭ ‬متر،‭ ‬الوزن‭ ‬7‭.‬305‭ ‬كغ،‭ ‬المدى‭ ‬حتى‭ ‬32‭ ‬كم،‭ ‬والرأس‭ ‬القتالي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قنابل‭ ‬صغيرة‭ ‬ضد‭ ‬الأفراد‭ ‬والمعدات‭ ‬القتالية‭ ‬الأخرى‭. ‬

استعمال‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية

يمكن‭ ‬نشر‭ ‬أسلحة‭ ‬الدقة‭ ‬العالية‭ ‬كأسلحة‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭ ‬وجوية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬وحسب‭ ‬الظروف،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬إدماج‭ ‬الصواريخ‭ ‬أرض‭ ‬–‭ ‬جو‭ ‬كلياً‭ ‬مع‭ ‬المنظومة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬الجوي‭.‬

‮»‬‭ ‬الدكتور‭ ‬معين‭ ‬أحمد‭ ‬محمود ‭)‬باحث‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية‭(‬

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض