تعتبر شركة آركوس الفرنسية من الشركات الرائدة في مجال صناعة المركبات الدفاعية المتطورة، وقد أوجدت لنفسها مكاناً متميزاً في تسليح مختلف جيوش العالم بآليات ومركبات عسكرية تعمل وفق أعلى المعايير العالمية.
لإلقاء الضوء على الشركة الفرنسية ومجالات عملها ومنتجاتها، التقت مجلة الجندي السيد/ إيمانويل ليفاشر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Arquus، وأجرت معه الحوار التالي:
هلّا تحدثت إلينا عن Arquus ومجالات عملها بشكل عام، وعن أبرز المنتجات التي تقدمها الشركة لعملائها، وما مدى الرضا والطلب عليها؟
علامة Arquus التجارية حديثة العهد، لكنها تستند بقوة إلى بعض الأسماء الأقدم في صناعة الدفاع الفرنسية، مثل : Renault Trucks Defense وAcmat وPanhard وSOMUA و Berliet.
وتعدّ آركوس شركة رائدة في مجال المركبات الدفاعية، حيث قامت بتزويد الجيش الفرنسي بأول مركبة آلية منذ عام 1904، وهي مركبة بانهارد 24 إتش بي، والتي تم تحويلها بعد ذلك إلى أول مركبة قتالية فعلية، بعد أن ركبت عليها الشركة مدفعاً رشاشاً. من خلال ملحمة بانهارد، وتاريخها الطويل المتميز بإحراز خرق علمي، وتطوير مركبات متطورة صنعت لنفسها تاريخاً أو لا تزال تصنع، مثل مركبة AMD أو AML أو EBR أو VBL، يمكن القول إن آركوس Arquus هي الشركة الأقدم والأكثر خبرة في مجال المركبات المدرعة الخفيفة للاستطلاع والقتال.
نحرص على التفكير في أسلافنا العظماء، الذين ألهموننا بعقلية الريادة وقدرتهم على العمل بشكل وثيق قدر الإمكان مع الجيش وشركائهم الصناعيين لتحديد المعدات التي يحتاجها الجيش، غالباً قبل إدراك هذه الحاجة من قبل الضباط القادة. وهذا كل ما تركز عليه آركوس: «الرؤية والتآزر في خدمة الجيوش».
في الوقت الحالي، تعد Arquus شريكاً رئيسياً للجيش الفرنسي بفضل تزويدها له بـِ 25000 مركبة موجودة في الخدمة حالياً، وهي تتراوح ما بين مركبة VAB APC الناقلة للجنود إلى شاحنة TRM10000 الثقيلة، ومن مركبة الاستطلاع VBL إلى VBCI IFV التي تم تطويرها بالشراكة معة شركة Nexter. تشارك آركوس بشكل كبير في تحديث القدرات القتالية للجيش الفرنسي، كونها جزءاً من تحالف مع Nexter وThales لتصميم وتصنيع المركبات القتالية الجديدة Griffon وJaguar التي ستزود الجيش الفرنسي، والتي تشكل المكوّن الأرضي للجيش البلجيكي. علاوة على تصميم وتصنيع أنظمة الحركة لهذه المركبات، فإن Arquus هي المسؤولة عن نظام سلاح RCWS الذي تُزود به جميع المركبات الجديدة للجيش الفرنسي، والذي يُعرف باسم Hornet RCWS.
علاوة على ذلك ، فإن آركوس شريك لأكثر من 60 دولة حول العالم، مع أفضل أنظمة المركبات مبيعاً مثل Bastion أو Sherpa Light أو VLRA أو VAB Mk3، على سبيل المثال لا الحصر. ويمكن لسلسلة مركباتنا الخفيفة، والمركبات التكتيكية، ومركبات القوات الخاصة، والشاحنات اللوجستية، من 4×4 إلى 8×8، أن تلبي متطلبات أي عميل. وقد تم تصميمها وتصنيعها في فرنسا، بأعلى المعايير المتاحة، وبالاستفادة من أكثر من قرن من الخبرة والعمل في خدمة الجيوش. ونبني أيضاً شراكات في جميع أنحاء العالم.
تم اختبار جميع مركباتنا القتالية في عدة مناسبات، وهي تلبي تماماً توقعات عملائنا. ويخدم العديد منها بالفعل في جيوش مختلفة في منطقة الخليج، مثل Sherpa Light أو VAB التي تم تصميمها بشكل خاص لمثل هذه البيئات.
علاوة على ذلك فإننا ندعم الجيوش في جميع القارات خلال انتشارها وعملياتها منذ عقود، في البيئات الأكثر تطلباً، بداًا من الجيش الفرنسي، الذي ندعمه بأكثر من 20000 مركبة من جميع الأنواع. ولهذا، فإننا نستفيد من فرق الخبراء التقنيين المؤهلين تأهيلاً عالياً، فضلاً عن منصة مخصصة وشبكة عالمية للخدمات اللوجستية في جميع أنحاء العالم.
نحن أيضاً نستثمر بكثافة في الابتكار للبقاء في المقدمة، مع التركيز على محور بارز مثل الطاقات الجديدة، والمحرك الهجين الواعد على المدى القصير، والأتمتة والحماية. يتضمن ذلك أيضاً العديد من الابتكارات الأخرى التي تهدف إلى تسهيل المهمة لكل من العملاء في ساحة المعركة وفرق الصيانة التي تدعمهم.
ما أهمية سوق الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لشركة Arquus؟
الإمارات العربية المتحدة وفرنسا شريكان لسنوات عديدة في العديد من المجالات، بما في ذلك التعاون الدفاعي. تتجلى هذه الشراكة من خلال وجود الفوج الخامس من Cuirassiers في أبوظبي، والذي يضم العديد من المركبات القتالية والدعم من Arquus. الإمارات لاعب أساسي في مجلس التعاون الخليجي وفي منطقة الخليج ككل، وقواتها المسلحة مثال يُحتذى في المنطقة.
تستضيف الإمارات العربية المتحدة أيضاً أهم معرض تجاري لنا خارج Eurosatory ، IDEX، الذي يعد المحور الرئيسي في مساعينا التجارية.
علاوة على ذلك، تشتهر صناعة الدفاع في الإمارات العربية المتحدة بمستواها العالي من الجودة والتميز في إنتاجها، وستكون Arquus مهتمة جداً بإنشاء تعاونات صناعية جديدة أو حتى توطين بعض الأنشطة وفقاً للاحتياجات أو البرامج.
ما أبرز مشاريعكم للمرحلة القادمة؟
تهدف جهودنا الحالية في فرنسا إلى إنتاج الجيل الجديد من الشاحنات التكتيكية واللوجستية، والتي تُوِّجت بتطويرنا لعائلة مركبات آرميس Armis، ولكن أيضاً فيما يعرف ببرنامج VBAE الذي يهدف إلى استبدال قدرات الاستطلاع والاستكشاف للجيش الفرنسي. لذلك قمنا بتطوير مركبة Scarabee المدرعة والتي تم إطلاقها رسمياً في 2021 IDEX.
علاوة على هذين المشروعين، نعمل على خلق أوجه تآزر جديدة وزيادة تواجدنا في جميع القارات بالنظر إلى الإمكانات التي نمتلكها، ولكن أيضاً نعمل على إيجاد حلول وخدمات التنقل التي تتيح التعاون على نطاق واسع لتلبية جميع الاحتياجات.
ما هي الخطط المستقبلية لشركتكم؟ وكيف ترون تغيير الشركة في غضون عامين؟
لقد أطلقنا Arquus في عام 2018، قبل أربع سنوات، وقد تغيرت الشركة بالفعل بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. لقد أطلقنا استراتيجية صناعية جديدة بأساليب إنتاج جديدة وتخصص لكل من مصانعنا الصناعية. من الآن فصاعداً، سيتم إنتاج جميع مركباتنا الجديدة في ليموج، ويتم إجراء جميع الإصلاحات في سان نازير، وما إلى ذلك. وقد زادت هذه الاستراتيجية من جودة واستجابة إنتاجنا، لصالح عملائنا وشركائنا.
نحن نخطط لمواصلة الابتكار مع تقدمنا، لمواصلة تحسين مركباتنا والبقاء في صدارة القدرات الحالية في الدفاع: القوافل المستقلة، وحماية الجيل الجديد، وتكامل الأنظمة، والقيادة عن بعد، إلخ… ونعتزم توفير ذلك الابتكار لعملائنا الأكثر تطلباً، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.
ما أكبر إنجازاتكم الأخيرة في قطاع الدفاع؟
كان آخر إنجاز لنا هو تسليم 119 مركبة قتالية جديدة من طراز Griffon 6×6 للجيش الفرنسي في عام 2021، جنباً إلى جنب مع شركائنا Nexter وThales. وتم نشر هذه المركبات أيضاً لأول مرة على الإطلاق في الخارج، مما يعني تجهيز جميع وظائفها وأنظمة الدعم في الوقت المحدد. كان التغلب على حالة COVID تحدياً حققناه بفضل المشاركة الكاملة لفرقنا في خدمة الجيوش.
أخبرنا عن تجربتكم ومشاركتكم في آيدكس 2021 وهل كانت تلبي توقعاتكم؟
آيدكس هو دائماً حدث كبير بالنسبة لنا، وكان هذا العام حدثاً مهماً للغاية بالنسبة لنا، حيث كان أول معرض تجاري يُعقد بعد توقف المعارض لمدة عام تقريباً، وكان لدينا الكثير لنعرضه لشركائنا في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط. هذا هو السبب في أننا انتهزنا الفرصة للكشف عن أحدث منتجاتنا وإطلاقها تجارياً: مركبة Scarabee ووحدة أعمال هورنت Hornet Business Unit المخصصة لتسويق مركبات RCWS. لقيَ كلا المنتجين ترحيباً ممتازاً من الجميع في آيدكس وسعدنا كثيراً بالمعرض. لقد بدأنا بالفعل الاستعداد منذ الآن للمشاركة في النسخة القادمة للمعرض.
ما هي المنتجات الجديدة التي تقدمها Arquus لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج؟
كما قلت، لدى Arquus مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات لتلبية جميع احتياجات أي جيش في منطقة الخليج.
لقد تلقينا بالفعل العديد من مؤشرات الاهتمام من مختلف البلدان بالنسبة إلى مركبة Scarabee. إنها أول مركبة عسكرية يتم تزويدها بنظام دفع هجين، ولكنها أيضاً مركبة استطلاع وقتال ناضجة جداً والتي ستكون متاحة بسرعة كبيرة للعملاء الجدد. باعتبارها أكثر مركبات Arquus تقدماً، فهي مجهزة بكافة خبراتنا من حيث القدرة على التنقل بفضل محركها الحراري ومحركها الكهربائي اللذين تبلغ قوتهما الإجماليه 400 حصان لحوالي 8 أطنان، وبفضل محور توجيهها الخلفي، وطاقتها الكهربائية وقدراتها الإنتاجية والتخزينية والحماية، وتكامل أنظمتها…
الابتكار ليس هدفاً بحد ذاته، لكننا نعتقد أن الجيل الجديد من المركبات القتالية سيحتاج إلى قدرات أعلى بشكل كبير للسماح بالتخفي والاستقلالية والتنقل اللازمين في ساحة المعركة، فضلاً عن جميع الأنظمة المستهلكة للطاقة المطلوبة لمهام القتال الحديث.
نظرًا لأن مركبة Scarabee تدمج العديد من التقنيات المختلفة، يمكن أن يكون تصنيعها وإنتاجها مفتوحاً جداً للشراكات، حتى أنه يمكن إنتاجها محلياً بمستوى عالٍ من المشاركات الخليجية، وبالتالي خلق تعاون صناعي وتكنولوجي جديد.
تعتبر مجموعة هورنت أيضاً منافساً ممتازاً لمشتريات مركبات RCWS المستقبلية في المنطقة. ولدينا حل من الدرجة الأولى، مؤهل بالفعل ويستخدمه الجيش الفرنسي، وهو يشتمل على مجموعة واسعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار، وسلاح للدفاع عن النفس، إضافة إلى حلول الحماية الذاتية بفضل حلقة قاذفة قنابل الدخان المستقلة.
هل ترغب في إرسال أي رسالة عبر مجلة الجندي إلى مجتمع الدفاع بشكل عام، أو في الإمارات بشكل خاص؟
شكراً جزيلاً على استضافتنا اليوم.. ونراكم في Eurosatory 2022 في باريس.
بروفايل
الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ARQUUS
59 عاماً، تخرج من مدرسة الإدارة في ليون، من معهد الدراسات السياسية في باريس ومن إنسياد CEDEP INSEAD
تولى العديد من الوظائف التشغيلية والاستراتيجية وعلى اتصال مع الأسواق في القارات الخمس، خلال حياته المهنية الغنية، 30 عاماً في صناعة السيارات (شاحنات رينو، وسيارات رينو، وفولفو)
اكتسب أيضاً خبرة واسعة مع الحكومات الفرنسية والأجنبية وسلطات الدولة والمؤسسات العامة والدبلوماسية.
لقاء: جاسم شاهين البلوشي