تلعب الهوية الوطنية دوراً أساسياً في بناء الشخصية للشباب، وتشكيل مستقبلهم، حيث تمنحهم القيم والمبادئ التي يمكنهم الاعتماد عليها في مختلف جوانب الحياة، كما تعزز الهوية الوطنية الشعور بالفخر بالتاريخ والثقافة والتقاليد الوطنية، وتعزز الاندماج الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع، كما تعمل الهوية الوطنية كمحفز للابتكار والابداع، وذلك من خلال شعور الشباب بالمسؤولية تجاه تطوير بلدهم ومساهمتهم في بناء مستقبله، ضمن المحاور الثلاثة التالية:
المحور الأول: دور الشباب في التخطيط ورسم السياسات الحكومية المستقبلية، بالتأكيد تفعيل دور الشباب ومشاركتهم في رسم السياسات الحكومية يؤدي الى إحداث تغيير إيجابي وتحسين مستمر من خلال عدة طرق:
- المشاركة السياسية والانتخابية: يجب تشجيع الشباب على المشاركة في العملية الانتخابية والحصول على مقاعد في الهيئات والمجالس الحكومية والتشريعية، حيث يمكنهم تمثيل أصواتهم وتقديم مطالبهم بشكل فعال.
- التواصل والشفافية: ينبغي على الحكومات تعزيز التواصل المفتوح والشفاف مع الشباب، من خلال الحلقات الشبابية ومختبرات المسرعات الحكومية ومشاركتهم في مراجعة القرارات الحكومية وتبادل الأفكار المرتبطة بصناعة المستقبل.
المحور الثاني: أسس الهوية من الجوانب الثقافية والإسلامية والوطنية والعربية، الهوية تتألف من عدة جوانب تشمل الثقافة والديانة واللغة والتاريخ والتراث، وترتبط هذه الجوانب بشكل وثيق بالهوية الوطنية:
- الجانب الثقافي: يعكس التنوع والثراء الثقافي للمنطقة العربية والإسلامية من خلال الفنون والأدب والعمارة والتراث الشعبي وهذه العناصر تعكس الهوية الثقافية للشعوب والدول في المنطقة.
- الجانب الديني: يلعب الإسلام دوراً مهماً في تحديد الهوية الدينية والقيم الأخلاقية للفرد والمجتمع.
- الجانب اللغوي: تعتبر اللغة العربية وسيلة رئيسية للتواصل والتعبير عن الهوية الثقافية والدينية وتشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية.
المحور الثالث: أثر المواهب على تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب، حيث تعتمدان على بعضهما بعضاً لتشكيل صورة شاملة ومتكاملة عن إنجازات الوطن، عندما يتمكن الشباب الموهوب من التعبير عن ذواتهم من خلال مواهبهم يساهمون في إثراء الهوية الوطنية من خلال إضافة أبعاد تتناسب مع البيئة المحلية مما يعكس الشعور بالانتماء لهذا الوطن ويعزز روح المسؤولية لديهم.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى جهود دولة الامارات العربية المتحدة في صناعة الشباب وضمان مشاركتهم الفاعلة، وذلك من خلال تعيين وزير دولة للشباب، كما قامت بعدة مبادرات لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ سياسة إشراك الشباب من خلال استحداث المؤسسة الاتحادية للشباب، حتى يكون للشباب صوت في كل شيء.