عندما تكون الرؤية البِكْرُ سخيةً، والواقع شاهد على عمقها وصوابها واستدامة فعلها التنموي النهضوي، نكون إزاء حالة تُلزمنا بالتأمل الحريص على استقراء المستقبل، وفق نبض الحاضر وأنفاس الماضي الزاخر بالإبداع والتحدي والثقة بقدرة الإنسان على صياغة حاضره ومستقبله، بوعيه وصلابة إرادته، وليس بفعل “الإمكانيات المادية المنظورة والمحدودة.. بحسابات القدرات والممكنات الأدائية الفنية” فحسب.
لأن قيادتنا المبدعة ذات الرؤية الواقعية العلمية والآفاق الاستراتيجية تمنحنا دائماً طرازاً فريداً من الأفكار والمبادرات، تنتمي إلى الواقع المتجدد المُنتج للمشاريع العملاقة، التي يمتد تأثيرها الحضاري والاقتصادي والثقافي والإنساني إلى عطاء أيامنا وإلى عموم جغرافية كوكبنا، دون أن ينفصل عن الجذور المعرفية والروحية العميقة في تاريخنا، أو تلك القِيَم النابضة إلى يومنا هذا في كل ذراعٍ وباعٍ على أديم “الإمارات”.. التي وضع “غرسها” الآباء المؤسسون، وذلك التواتر المُضْطَّرد لأفعال الخير الروحية والمادية، الكامنة في كل ذرة رمل أينعت زرعاً، أو تجارة، أو صناعة، وقبل هذا وذاك.. صارت إنساناً ينعم بالزهو والأمان والإبداع والأمل.. ذلك “الغرس” الذي رعته يد العطاء لتشيع النهوض في كل مفصل من كيان الدولة.. المتسارعة التحديث، والمجتمع المبدع المتسامح، فصارت “الإمارات” محط أنظار العالم، ومركز اهتمام وفخر كل الساعين إلى استدعاء المستقبل لحقول الرخاء في الحاضر.
ونحن إذ تغمرنا البهجة والدهشة في كل مرة تَزِفُّ فيها إلينا قيادتنا الحكيمة بشرى إنجاز كبير، لا تلبث عقولنا أن تُدرك عظمة ذلك الإنجاز المُعلَن، حتى نُفاجأ بمشروع عملاق آخر يُبدد الاسترخاء في خارطة العلاقات الاقتصادية والثقافية، وتتشعب تأثيراته، إلى أبعد خلايا الجسد الإنتاجي العالمي، وإلى أكثرها حداثة وتجديداً، فصارت أكثر المراكز العلمية العالمية المتعاملة مع “تكنولوجيا عصرنا” المعلوماتية والإنتاجية والتسويقية والترفيهية، تترقب على الدوام، وعيونها شاخصة إلى “الإمارات” تتوقع من قيادتها الرشيدة في كل آن سماع نبأ “البدء” بمشروعٍ عملاقٍ جديدٍ، لا “الإعلان” عنه فحسب، وتدرس وتحلل مدى تأثيره على خططها الاستراتيجية.. فتُعيد حساباتها، وتُرَتب مفردات خطابها، وتبني جسور علاقةٍ واثقةٍ معها، بل تَشِدُّ الرحال إلى”الإمارات”..لأنها دائماً رائدة عالمية بالمبادرات ومتفوقة بالإنجازات.