Travel and health

السفر والصحة

يعد السفر في العطلات تجربة ممتعة لتجديد النشاط الجسدي والنفسي، فهو يساعد على الاستجمام والاسترخاء والتقليل من الضغوطات، ومع حلول فصل الصيف تبدأ العائلات بالتخطيط لقضاء العطلة في بلدان مختلفة من انحاء العالم، إلا أن الزيادة في أعداد المسافرين والرحلات العالمية قد تؤدي إلى ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض المتعلقة بالسفر.

يتعرض البعض خلال عطلته لعوارض مرضية مثل التلبك المعوي وغيرها من الأمراض المعدية التي قد تفسد متعة هذه العطلة، هذا وبالإضافة إلى أن في كثير من الأحيان يسافر العديد من الأشخاص إلى أماكن قد تكون موطناً لبعض الامراض غير الشائعة أو غير موجودة في بلدهم، ولهذا السبب تحدد هذه البلدان متطلّبات وقائية محدّدة مثل التطعيمات لحماية سكّانها.

فلذا من المهم توعية العائلات قبل موعد سفرهم للاطلاع على آخر المستجدات الصحية التي تنشرها السلطات الصحية عن التطعيمات أو الوضع الصحي المتعلق بالبلد المقصود.

ومن هنا يمكن أن نقسم النصائح الصحية المتعلقة بالسفر إلى ثلاث مراحل:

1. قبل السفر
من المهم عند التحضير للسفر إلى الخارج ان يتم زيارة عيادة المسافرين قبل 4 إلى 6 أسابيع من تاريخ السفر، حيث إن هذه العيادات مختصة بتوفير كافة المعلومات والنصائح الصحية المتعلقة بالسفر والتي تتضمن كيفية الحفاظ على سلامة الطعام والشراب والحرص على النظافة الشخصية للحد من العدوى وانتشار الامراض، بالإضافة إلى الحصول على الاستشارات الطبية للأشخاص الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمضاعفات الصحية مثل النساء الحوامل والأطفال والكبار في السن أو ممن يعانون ضعف المناعة. كما تقدم هذه العيادات التطعيمات والأدوية اللازمة حسب وجهة السفر، ولذا يوصى باصطحاب نسخة عن سجل التطعيمات ولائحة بالأدوية المستخدمة عند زيارة عيادة المسافرين.

التطعيمات المتعلقة بالسفر:

من الضروري التأكد من استكمال التطعيمات الروتينية والتطعيمات المتعلقة بالسفر وأخذها قبل أسبوعين على الأقل من موعد السفر، حيث إن هذه التطعيمات تسهم في حماية الأفراد والتقليل من احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض المعدية أو الشائعة.

وتتضمن هذه التطعيمات: لقاح المكورات السحائية، لقاح الإنفلونزا الموسمية، لقاح الحمى الصفراء، لقاح المكورات الرئوية، لقاح الالتهاب الكبدي (أ)، لقاح الالتهاب الكبدي (ب)، لقاح التيفوئيد، ولقاح داء الكلب، حيث تعتمد التطعيمات التي يجب أن تؤخذ لبعض الدول حسب نوعية الأوبئة المنتشرة والتي وتختلف من دولة إلى أخرى.

2. رحلة الطائرة

هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها خلال التواجد على متن الطائرة والتي من أهمها:

تحفيز الدورة الدموية والحرص على نشاطها، فالجلوس لفترات طويلة قد يؤدّي إلى تجلّط في الأوردة العميقة وللوقاية من هذه التجلطات يجب تمديد الساقين وتحريكهما باستمرار، النهوض من المعقد والتجوّل لبضع ثوان، ومن الممكن كذلك استخدام جوارب الضغط التي تساعد في الحفاظ على تدفق الدم بشكل طبيعي والتخفيف من خطر التجلد.

الحفاظ على ترطيب الجسم وذلك بالحرص على تناول كميات كافية من السوائل من خلال شرب العصائر والماء وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة وخاصة خلال الرحلات الطويلة.

ويعتبر الدوار الحركي من الأمراض التي ترتبط بالسفر والذي ينتج عنه اضطراب في حواس الإنسان نتيجة للحركة الزائدة، ومن أعراضه القيء والغثيان والصداع، وللتخفيف من هذه الأعراض ينصح المسافر بالجلوس بالوضعية الصحية في الطائرة، وتجنب تناول الطعام مباشرة في بداية الرحلة، وفي حال وجود مثل هذه الأعراض، قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تخفف من هذه الأعراض قبل ركوب الطائرة.

أثناء السفر

هناك مخاطر صحية ناتجة عن تناول الأطعمة والمياه الملوثة أثناء السفر، ومنها الإسهال، وهذا أمر شائع بين المسافرين، وينتج عن الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي خاصة عند السفر إلى الأماكن التي تفتقر إلى النظافة العامة، وعادة ما تكون الأعراض مصحوبة بالإسهال أو ألم في المعدة أو الغثيان أو الحمى أو القيء، وتجنباً لحدوث ذلك يُنصح المسافرون بالتالي:

المحافظة على النظافة الشخصية وضرورة غسل اليدين وتعقيمهما بانتظام قبل الأكل أو بعد لمس أي سطح ملوث للحد من انتشار العدوى وانتقالها.

عدم تناول الطعام غير المطهو جيداً أو شراء الأغذية والحليب من الباعة المتجولين في الشوارع وعلى الأرصفة.

شرب المياه المعبأة في الزجاجات واستخدام المياه المغلية أو مياه أجهزة التنقية وتجنب وضع الثلج في المشروبات، فقد تكون المشروبات نظيفة لكن الثلج ملوث.

تجنب الخضار النية، بما في ذلك الخضار الورقية، وتناول الفاكهة ذات القشرة السميكة، مثل الموز والبرتقال واليوسفي وتجنب الفواكه التي تؤكل بقشورها.

التأكد قدر الإمكان من نظافة المطعم المراد تناول الوجبة فيه للتأكد من مراعاتهم معايير النظافة.

ومن الأمور الأخرى المهمة التي يجب الحرص عليها أثناء السفر، نذكر التالي:

التقليل من تناول الأطعمة سريعة التحضير والمليئة بالدهون الثقيلة، والتي قد تسبب الشعور بالغثيان والخمول والحرص على استبدالها بالأطعمة الصحية الخفيفة، وهناك بعض الفنادق والمطاعم التي توفر خيارات طعام صحية لنزلائها، لذلك يجب البحث عنها لتجنب الاضطرابات الصحية خلال الرحلة.

الحرص على ترطيب الجسم وشرب كميات كافية من السوائل والمياه.

الحفاظ على الحد الأدنى من النشاط البدني للحصول على الفوائد الصحية العديدة للرياضة اثناء السفر.

الحرص على أخذ قدر كافٍ من النوم، فالجسم يحتاج إلى الراحة أثناء السفر وخاصة عند عبور مناطق زمنية مختلفة، أو حمل الأمتعة من مكانٍ إلى آخر، أو التمشي طوال اليوم.

تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية من الشمس ذات ألوان فاتحة وخامات قطنية تسمح بتهوية الجسم وامتصاص العرق.

ضرورة استخدام طارد الحشرات عند الحاجة للوقاية من لسعات البعوض والحشرات في البلدان التي تنتشر بها.

الاحتفاظ ببطاقة تحوي باللغة المحلية، على فصيلة الدم، الأمراض المزمنة أو أمراض الحساسية الخطيرة، والأسماء العامة للأدوية التي يتم تناولها.

ومن أهم الاضطرابات التي قد تصيب المسافرين، اضطراب الساعة البيولوجية (آلية ضبط الوقت داخل الجسم)، حيث يظهر هذا الاضطراب بوضوح عند المسافرين المتجهين إلى البلدان البعيدة جداً، والذي يؤدي إلى حدوث خلل في النوم، واضطرابات في المعدة، والشعور بالإرهاق وعدم التركيز، ولذا ينصح المسافرون دائماً بشرب السوائل بكثرة، وتناول الأطعمة الخفيفة، مع تجنب التدخين والتقليل من شرب القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، وأخذ قسط من النوم والراحة أثناء الرحلات الطويلة.

الدكتورة بدرية الحرمي، استشاري الصحة العامة، جمعية الإمارات للصحة العامة

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض