أكد تقرير متخصص حديث التزام دولة الإمارات بخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع الرعاية الصحية بنسبة 20 % بحلول عام 2030، من خلال تنفيذها العديد من المستشفيات الرائدة التي تتخذ تدابير لتوفير الطاقة وبرامج إعادة التدوير ومبادرات الحد من النفايات.
وسلط التقرير، الصادر عن شركة «آرثر دي ليتل» العالمية للاستشارات الإدارية، الضوء على التحديات والفرص البيئية المتزايدة في قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط.
وأكد التقرير الذي يحمل عنوان «الكوكب سيراك الآن»، الحاجة الملحة للمؤسسات العاملة في قطاع الرعاية الصحية إلى تبني ممارسات مستدامة لمواجهة التحديات الناجمة عن الانبعاثات الكربونية واستهلاك الطاقة والنفايات، وأوصى بأهمية مواءمة استراتيجيات الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية مع الأهداف الوطنية، مثل «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050».
ويبرز تقرير «آرثر دي ليتل» الجهود الرائدة في مجال تصميم المستشفيات الصديقة للبيئة وبرامج الحد من النفايات وتحسين سلسلة التوريد كخطوات حيوية للحد من البصمة الكربونية في أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار التقرير إلى أنه من خلال تبني الابتكار والاستدامة، يتمتع قطاع الرعاية الصحية في الإمارات والسعودية بمكانة فريدة لقيادة تحول المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يعد قطاع الرعاية الصحية أحد أكبر مستهلكي الطاقة والموارد الطبيعية عالمياً، ويساهم بنسبة 4.4 % من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يضع القطاع كخامس أكبر مصدر للانبعاثات على مستوى العالم. ولكن يقدر في منطقة الشرق الأوسط أن انبعاثات مرافق الرعاية الصحية هي أعلى من المتوسط العالمي.
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن المنطقة تستفيد من البنية التحتية الحديثة للرعاية الصحية التي تتضمن ممارسات البناء البيئية المتقدمة، إلا أن المناخ الحار يتطلب استهلاكاً أكبر للطاقة للتبريد، وتظل إدارة النفايات الطبية تشكل تحدياً كبيراً.
وأكد الدكتور علي أليساندرو عياش، الشريك لدى “آرثر دي ليتل الشرق الأوسط” أن الإمارات والسعودية رائدتان في مجال الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية بسبب تبني الابتكار والممارسات الحديثة، لافتاً إلى أنه مع ذلك، لا يزال هناك الكثير للقيام به لتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية الطموحة، حيث يجب على قطاع الرعاية الصحية في المنطقة تسريع جهوده في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية وتبني ممارسات مستدامة.
وأوضح أن الاستدامة تشكل ضرورة استراتيجية للتحكم في التكاليف، وتحسين نتائج المرضى، والوفاء بالالتزامات المناخية الدولية، منوهاً بأن المستشفيات التي تتبنى كفاءة الطاقة وتحسين سير العمل السريري تنخفض لديها التكاليف التشغيلية بشكل كبير.
من جهته قال «فرحان ميرزا»، المدير في «آرثر دي ليتل الشرق الأوسط» إن صحة كوكبنا وصحة الإنسان وجهان لعملة واحدة.. ومن خلال التركيز على الاستدامة، يمكن لأنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط تحقيق نتائج إيجابية للمرضى، وخفض التكاليف، وبالتالي المساهمة في مستقبل أكثر استدامة للمنطقة.