وجد باحثون في مستشفى «كليفلاند كلينك»، في الولايات المتحدة، أن تطبيقًا طبيًا جديدًا على الويب يُعطي نتائج فحص بدقة مقاربة جدًا لنتائج الفحص السريري الذي يحدّد أهليّة المرضى لاستخدام الأدوية المخفّضة للكوليسترول، التي تُعرف بالستاتينات، وذلك دعمًا للمساعي الرامية إلى إتاحة المجال أمام المرضى للحصول على هذه الأدوية من دون وصفة طبية.
ونُشرت الدراسة هذا الأسبوع في مجلة «جورنال أوف ذا أمريكان كوليدج أوف كارديولوجي» المتخصصة بأمراض القلب.
وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إذ توفّي بسببها نحو 17.9 مليون شخص في العام 2019 بحسب التقديرات. وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية وعيوب القلب الخلقية. وهناك أكثر من 17 مليون شخص مصاب بأحد أمراض القلب التاجية، الناجمة عن تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين التي تغذي عضلة القلب.
ووفقًا لمكتب صحة الأقليات في وزارة الصحة الأمريكية، تُعدّ هذه المشكلة أكثر حدّة لدى الأقليات العرقية؛ فالأمريكيون من أصل إفريقي، مثلًا، أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 30 في المائة مقارنة بالأمريكيين البيض، ومع ذلك فإن استخدامهم للستاتينات أقلّ بكثير.
وتُعتبر الستاتينات خط الوقاية الأول من أمراض القلب والأوعية الدموية، نظرًا لأنها تخفض مستويات الكوليسترول في الدم. وأظهرت العديد من الدراسات أن الأدوية المخفضة للكوليسترول تقلّل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والوفاة عند إعطائها للمرضى المناسبين، سواء كان لديهم تاريخ من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية أم لا.
وقال الدكتور «ستيفن نيسن» كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر التابع لـ«كليفلاند كلينك»، ورئيس الفريق الطبي الذي وضع الدراسة حول الستاتينات، إن الوصول إلى الأدوية المخفضة للكوليسترول لا يزال يمثل عائقًا كبيرًا أمام المرضى، بالرغم من الأدلة العلمية التي تُظهر أن هذه الأدوية يمكن أن تمنع حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى المرضى الذين لم يصابوا بأي منهما من قبل، مشيرًا إلى أنه لا يتلقّى العلاج بهذه الأدوية سوى نصف المرضى المؤهلين للعلاج بها تقريبًا. وأضاف: «يبرز هذا الأمر حاجة ماسّة إلى إتاحة هذه الأدوية على نطاق أوسع».
وكانت المحاولات السابقة لجعل الستاتينات قابلة للصرف من دون وصفة طبية قد باءت بالفشل، لأسباب تعود في الغالب إلى العجز عن إيجاد طريقة لمنع المرضى الذين لا ينبغي لهم تناول هذه الأدوية من الحصول عليها من دون وصفة طبية. وقد أكمل ما مجموعه 500 مشارك في هذه الدراسة، 83 منهم لديهم معرفة محدودة بالقراءة والكتابة، تطبيقًا على الويب لتقييم مدى ملاءمة تلقيهم علاجًا من 5 ملليغرامات من الرسيوفاستاتين، أحد الستاتينات. وبُرمج التطبيق لإعطاء المشارك واحدة من 3 نتائج: “لا بأس في استخدام الدواء”، أو «الدواء ليس مناسبًا لك»، أو «اسأل طبيبك».
بعد ذلك، زار المشاركون موقعًا بحثيًا أجرى فيه الأطباء بعد أن أُخفيت عنهم معلومات المشاركين، تقييمًا مستقلاً لهذه المعلومات.
وأظهرت النتائج أن اختيار المشاركين للعلاج بالأدوية المخفضة للكوليسترول كان مماثلاً لاختيار الطبيب في 481 مشاركًا من أصل 500، أي بنسبة 96.2 في المائة. ووجد الأطباء أن عدد الحالات التي يناسبها الدواء كان 23 حالة، في حين أن 458 حالة لم يناسبها الدواء.
وانتهى الدكتور نيسن إلى القول: «نجحت هذه الدراسة في تأكيد أن المرضى لن يحصلوا على أدوية الستاتينات ما لم تكن مناسبة لهم، وهي خطوة مشجعة في سبيل إتاحة المجال أمام المرضى للحصول على الستاتين من دون وصفة طبية».