تعتبر صحة كبار السن من المواضيع المهمة التي تتطلب اهتماماً خاصاً، نظراً للتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تحدث مع تقدمهم بالعمر، والتي قد تعرضهم لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، وأهمها:
المشاكل الصحية البدنية:
الأمراض المزمنة مثل: داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، هشاشة العظام، ضعف البصر والسمع، حوادث السقوط والكسور.
أمراض الجهاز العضلي مثل: التهاب المفاصل، فقد التوازن واضطراب المشي
أمراض الجهاز التنفسي مثل: الإنفلونزا، والتهاب الرئتين
أمراض الجهاز العصبي مثل: الجلطة الدماغية، والرعاش
مشاكل الجهاز الهضمي مثل: سوء التغذية والسمنة، الإمساك والجفاف
مشاكل الفم والأسنان مثل: سقوط الأسنان
المشاكل العقلية والنفسية:
الخرف ومرض الزهايمر
الاكتئاب والقلق
اضطراب النوم
المشاكل الاجتماعية:
العزلة الاجتماعية
انخفاض مستوى الأداء الوظيفي
لذلك من الضروري التركيز على الجوانب الجسدية، والنفسية، والاجتماعية التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة كبار السن، واتخاذ خطوات إيجابية للحفاظ على صحتهم، ومن أهم هذه الجوانب:
التغذية السليمة
مع التقدم في العمر تتغير احتياجات الجسم الغذائية بسبب التغيرات الفسيولوجية، مثل انخفاض معدل الأيض وضعف الهضم، لذلك تعتبر التغذية السليمة من الركائز الأساسية للحفاظ على صحة كبار السن مع مراعاة النقاط التالية:
الحفاظ على نظام غذائي متوازن: يتضمن العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات (كفيتامين د)، المعادن (كالكالسيوم)، الألياف، والدهون الصحية (كالأحماض الدهنية أوميغا- 3).
التركيز على الأطعمة الصحية: كتناول الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والأسماك، وتجنب الأطعمة المعالجة والمعلبة التي تحتوي على الكثير من الاملاح والسكر والدهون غير المشبعة.
شرب كمية كافية من الماء والسوائل: للوقاية من خطر الإصابة بالجفاف.
تناول وجبات صغيرة ومتوازنة: على مدار اليوم بدلاً من الوجبات الثقيلة.
استشارة اختصاصي التغذية: لتحديد خطة غذائية مناسبة حسب الاحتياجات.
النشاط البدني
يعتبر النشاط البدني المعتدل أحد العوامل الرئيسية لتحسين صحة كبار السن والوقاية من الامراض كأمراض القلب، الجلطات، وبعض أنواع السرطان، كما أن التمارين الرياضية لها دور في التقليل من القلق والاكتئاب، وتحسين القدرات العقلية لكبار السن. هذا بالإضافة إلى مراعاة استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج رياضي جديد، للتأكد من ملاءمته للحالة الصحية، ومن أمثلة التمارين الرياضية:
التمارين الهوائية: التي تقوي القلب وتحسن التنفس والدورة الدموية مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة
تمارين تقوية العضلات: مع تقدم العمر تفقد العضلات قوتها، مما قد يؤدي إلى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية، ومن هذه التمارين: رفع الأوزان الخفيفة أو تمارين المقاومة.
تمارين التوازن: مثل اليوغا والتي تساعد في الوقاية من السقوط، وهو أمر مهم جداً لكبار السن الذين هم أكثر عرضة للإصابة بسبب هشاشة العظام أو ضعف العضلات.
تمارين المرونة والتمدد: التي تساعد في تجنب الإصابات وتقلل الألم الناتج عن التوتر العضلي.
النوم الصحي
الحصول على قسط كافٍ من النوم، أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية لكبار السن، فالتقدم بالعمر يمكن أن يغير نمط النوم، وقد يعاني البعض صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم طوال الليل، لذلك من المهم اتباع بعض الخطوات لتحسين نوعية النوم، كالتأكد من أن غرفة النوم مريحة وهادئة، استخدام فراش مريح، تجنب تناول الكافيين أو الوجبات الثقيلة قبل النوم، واتباع روتين مريح قبل النوم مثل الاستحمام الدافئ أو القراءة.
الوقاية من الحوادث والإصابات
يعتبر السقوط والإصابات من المشاكل الشائعة لدى كبار السن، والتي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ولذلك من المهم مراعاة النقاط التالية:
الحفاظ على بيئة آمنة: والتحقق من سلامتها بشكل دوري لإزالة أي مخاطر محتملة مثل إزالة السجاد الزلق، تركيب قضبان الدعم في الحمام، وضمان وجود إضاءة جيدة.
استخدام الأدوات المساعدة: مثل العكازات أو المشايات وارتداء أحذية مريحة وآمنة لتقليل مخاطر السقوط.
الفحوصات للتوازن والمشي: يجب استشارة الطبيب المختص في حال وجود مشاكل في الحركة او التوازن لتحديد العلاج المناسب سواء العلاج الفيزيائي أو التمارين الخاصة بتحسين التوازن.
الصحة النفسية
يؤثر التقدم في العمر على الحالة النفسية لكبار السن بسبب العزلة، والتغيرات في الحياة اليومية، أو فقدان الأصدقاء والأحباء، ولذا تعتبر الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من صحة كبار السن، ومن أهم المشاكل النفسية التي قد يعانونها وتؤثر على التركيز والذاكرة وتؤدي إلى صعوبة أداء الأنشطة اليومية هي الاكتئاب، القلق، الخرف، ومرض الزهايمر، لذا من الضروري اتباع الخطوات التالية لتحسين الصحة النفسية لكبار السن مثل:
الحفاظ على التواصل والانشطة الاجتماعية: مثل الانضمام إلى الأندية أو المجموعات المجتمعية أو قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة للتقليل من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
الأنشطة العقلية: مثل القراءة، ممارسة الألعاب الذهنية كحل الألغاز، أو تعلم مهارات جديدة يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتحسين القدرة على التفكير والتركيز.
الرعاية الطبية المنتظمة
الرعاية الطبية الدورية مهمة لتشخيص الأمراض في مراحلها المبكرة، وبالتالي تؤدي لتحسين العلاج وجودة الحياة لدى كبار السن، وتتضمن النواحي التالية:
الفحوصات الدورية: من المهم إجراؤها للكشف المبكر عن الأمراض مثل مرض السكري، ضغط الدم، أمراض القلب، وهشاشة العظام، بالإضافة إلى الفحوصات الخاصة بالصحة النفسية (مثل اختبار الذاكرة).
إدارة الأمراض المزمنة: يعاني العديد من كبار السن بسبب الأمراض المزمنة والتي يجب أن يتم التعامل معها بشكل دوري وفقاً لتوجيهات الطبيب.
الأدوية: غالباً ما يتناول كبار السن أدوية لعلاج الحالات المزمنة، لذلك من المهم مراجعة الأدوية بانتظام مع الطبيب لتجنب التفاعلات أو الجرعات الزائدة، والتأكد من أخذ الأدوية الموصوفة في وقتها، ويفضل أن يكون ذلك في وجود أحد أفراد الأسرة
العناية بصحة الفم والاسنان: ومراجعة طبيب الأسنان بصفة دورية والاقلاع عن التدخين.
في النهاية
العناية بصحة كبار السن تتطلب مزيجاً من الرعاية الجسدية والنفسية والاجتماعية، وبدعم الأسرة والمجتمع يمكن تحسين جودة الحياة لكبار السن للاستمتاع بحياة أكثر صحة وسعادة.
إعداد: الدكتورة بدرية الحرمي، استشاري الصحة العامة ـــــ جمعية الإمارات للصحة العامة
