يعتبر مرض هشاشة العظام أو ترقق العظام من الأمراض الشائعة الذي تنخفض فيه كثافة ونوعية العظم، فتصبح العظام أكثر مسامية، هشة، ضعيفة وقابلة للكسر وذلك بسبب خسارة العناصر والمعادن الضرورية لصحة العظام مثل عنصر الكالسيوم.
عوامل الخطورة
هناك العديد من العوامل التي لها تأثير مباشر في تكوين العظام وتؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن فيها، كما أن هناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالكسور بشكل غير مباشر، وتشمل عوامل الخطورة ما يلي:
الجنس: تعد النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهشاشة العظام
العمر: يمكن أن يصيب مرض هشاشة العظام الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعاً مع التقدم بالعمر عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
التاريخ العائلي: يزيد خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام في حال إصابة أحد الوالدين أو الإخوة بهذا المرض.
نقص إفراز بعض الهرمونات مثل نقص هرمون الأستروجين لدى النساء بسبب انقطاع الطمث، استئصال الرحم، أو علاجات سرطان الثدي، ونقص هرمون التستوستيرون في الرجال عند التقدم بالعمر أو بسبب علاجات سرطان البروستاتا.
سوء التغذية واضطرابات الشهية حيث تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) و الكالسيوم والذي يسبّب انخفاض كثافة العظام والفقدان المبكر لها وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالكسور.
العمليات الجراحية للجهاز الهضمي مثل عمليات إنقاص الوزن التي يتم فيها تقليل حجم المعدة أو إزالة جزء من الأمعاء، وبالتالي قد تزيد هذه العمليات من خطر نقص العناصر والمعادن الضرورية لصحة العظام.
فقدان الوزن وانخفاض مؤشر كتلة الجسم (أقل من 20)، بغض النظر عن العمر أو الجنس، فقد يرتبط بفقدان المزيد من العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
أمراض الغدة الدرقية يمكن أن يسبب فرط هرمون الغدة الدرقية الى فقدان العظم وزيادة خطر الإصابة.
الأمراض الأخرى والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في صحة العظام كالربو، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الجهاز الهضمي، أمراض الكلى أو الكبد، والسرطان.
بعض الأدوية التي تؤثر في صحة العظام مثل: الأدوية المضادة للصرع والذهان، وأدوية المناعة والكورتيزون.
أنماط الحياة غير الصحية، حيث ممكن أن تزيد بعض العادات السيئة من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مثل:
شرب الكحول: الذي يحول دون امتصاص الكالسيوم وتكوين العظام.
التدخين: المدخنون أكثر عرضة لهشاشة العظام مقارنة مع غير المدخنين.
عدم ممارسة النشاط البدني الذي يزيد من خطر الإصابة بالكسور وخاصة كسر الفخذ.
الأعراض
لا تظهر عادةً أي أعراض في المراحل المبكرة من مرض هشاشة العظام لهذا السبب يُشار إليه أحياناً على أنه مرض صامت، ولكن مع تقدم المرض تظهر بعض العلامات مثل:
آلام حادة في الظهر والناجمة عن كسر عظام العمود الفقري أو تآكلها او انزلاق في إحدى فقراته
نقص في الطول وإنحناء القامة
خشونة وتصلب في المفاصل
سهولة حدوث الكسور في العظام
المضاعفات
تُعد كسور العظام أكثر المضاعفات انتشاراً وخطورةً لدى المصابين بمرض هشاشة العظام وخصوصاً في العمود الفقري أو الورك نظراً لكونها العظام الرئيسة التي تحمل الجزء الأكبر من وزن الجسم، وتحدث هذه الكسور بسبب تلقي ضربات أو جراء حوادث السقوط، وقد تتسبب هذه الكسور في بعض الحالات إلى حدوث الإعاقات وتزايد خطر الوفاة خلال العام الأول بعد الإصابة وخاصةً لدى كبار السن.
وفي بعض الحالات يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط، وقد تتأثر وتتآكل فقرات العمود الفقري مما يؤدي إلى الشعور بآلام في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري.
التشخيص
بما أنه لا توجد أعراض واضحة لهذا المرض فهناك بعض الدلالات التي من الممكن أن تساعد في التشخيص:
الشكل الخارجي: إنحناء الظهر وتناقص الطول يدل على الإصابة بترقق العظام مع احتمال أن يكون لدى المريض كسر في العمود الفقري.
قياس كثافة المعادن بالعظام: وذلك عن طريق جهاز (DEXA) الذي يستخدم فيه مستويات منخفضة من الأشعة السينية لتحديد نسبة المعادن الموجودة في العظام.
العلاج
من الممكن تجنب العديد من الكسور وعلاج بعض الحالات باستخدام الأدوية التي تعد فعالة في إبطاء فقدان الكتلة العظمية وتسهم في التخفيف من أعراض المرض بالإضافة إلى تناول الكالسيوم وفيتامين (د) كأدوية داعمة لعلاج هشاشة العظام، بالإضافة إلى أن بعض الحالات قد تتطلب متابعة اختصاصي العلاج الطبيعي لإجراء تمارين تقوية العضلات حول المفصل المصاب وزيادة المرونة وتخفيف الألم.
الوقاية
تبدأ الوقاية من هشاشة العظام من مرحلة الطفولة، وتمتد إلى كل مراحل العمر من خلال تعزيز وبناء عظام صحية وقوية.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها للوقاية من خطر الإصابة من هذا المرض ما يلي:
الكشف المبكر، حيث يجرى فحص هشاشة العظام للنساء عند بلوغ سن 65 فأكثر، وقد يجرى قبل هذا العمر في حال انقطاع الطمث أو وجود أي من عوامل الخطورة.
الحرص على التغذية المتوازنة والمتكاملة وذلك للحصول على كمية كافية من العناصر والمعادن المهمة لصحة العظام مثل:
الكالسيوم: ويمكن الحصول على كمية كافية منه من خلال نظام غذائي يحتوي على:
مشتقات الحليب قليلة الدسم.
الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن.
السلمون أو السردين.
حبوب الإفطار وعصير البرتقال المعززَين بالكالسيوم.
أما في حال وجود صعوبة في الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من النظام الغذائي فمن الممكن تناول مكملات الكالسيوم تحت إشراف الطبيب المختص.
فيتامين (د)
يعزز فيتامين (د) قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، وبالتالي يحسن من صحة العظام، ويمكن الحصول عليه عن طريق التعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن 15- 20 دقيقة يومياً، ومن المصادر الغذائية الغنية بفيتامين (د): زيت كبد أسماك القد والسلمون، والحليب وحبوب الإفطار المعززة بفيتامين (د).
الممارسة المنتظمة للرياضة التي تسهم في تقوية العظام وإبطاء فقدانها.
الوقاية من خطر السقوط لأنه يزيد من فرص حدوث الكسور ولذلك ينبغي تجنب المشي على الأسطح الزلقة والحرص على إزالة الأسلاك الكهربائية، أو السجاد من على الأرض التي قد تؤدي إلى التعثر والسقوط مع توفير الإضاءة الكافية في جميع المناطق داخل المنزل وحوله بما في ذلك السلالم.
اتباع أنماط حياة صحية مثل تجنب التدخين والكحول، التقليل من استهلاك الكافيين، تقييم خطر الإصابة بهشاشة العظام، والالتزام بتناول الأدوية والمكملات التي يتم وصفها عن طريق الطبيب المعالج والتي تسهم في الحفاظ على كتلة العظام وتقليل من خطر الكسور.
الدكتورة بدرية الحرمي، استشارية الصحة العامة ـــــ جمعية الإمارات للصحة العامة
Dr. Badreyya Al-Harmi, Consultant Public Health, Emirates Public Health Association