كثيرة هي الأجنحة التي اهتمت بالطبيعة في إكسبو 2020 دبي، لكن عشاق هذه المساحات القريبة من القلب، والمريحة لكل المخلوقات، على موعد مع تجارب خاصة في بعض الأجنحة التي تنقل زوارها إلى عالم آخر من الخضرة والجمال أقرب إلى الطبيعة الأم.
جناح سنغافورة يعد من أكثر الأجنحة خضرة في إكسبو 2020 دبي هذا العام، حيث يضم الجناح أكثر من 170 نوعاً من النباتات، ضمن طبقات مختلفة من المساحات الخضراء في أماكن متنوعة من الجناح تلفت أنظار الزائرين فور الدخول من بوابة الاستدامة.
ومن الحدائق المعلقة، إلى الجدران الرأسية التي تتميز بنباتات ذات قيمة عرقية نباتية، تحيط المساحات الخضراء الجاذبة وتلك ثلاثية الأبعاد بالزوار. ولأجل إعداد المناظر الطبيعية الخضراء والمتعددة الطبقات في جناح سنغافورة، تم شراء العديد من النباتات من مشاتل دبي “للتنبيت والنمو المسبق” منذ عام 2019، كما جرى زرع أكثر من 150 شجرة ونخلة في موقع الجناح.
أما في الجناح الماليزي، حيث ترافق الزوار ثلاثة “جدران خضراء” أو حدائق عمودية صغيرة، أثناء سيرهم على المنحدر المتعرج الذي يقودهم إلى قاعات العرض داخل الجناح، وهناك يمكن للزائر عيش تجربة طبيعية حية تبقى خالدة في ذهنه على امتداد العمر.
وقد تم تصميم قاعة على طراز الغابات المطيرة في الجناح المحاط بنحو 3000 شجرة، لينغمس الزوار في أجواء من الطبيعة مع التأثيرات المرئية والصوتية للعواصف الرعدية والضباب ونداءات الحيوانات، وكذلك المياه المتدفقة ووفرة أوراق الشجر الخضراء. كما تعرض خرائط الإسقاط ثلاثية الأبعاد العديد من أنواع الحيوانات الشهيرة في البلاد.
أما جناح السويد فاسمه يعبر عن مضمونه، فقد اتخذ الجناح اسم “الغابة”، وهو عبارة عن 2500 متر مكعب من الأخشاب القادمة من غابات منطقة “سوديرباركي”، وهدفه تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ليعبر عن هوية الحياة السويدية وخطط التشجير والاهتمام بالطبيعة في هذه البلاد الساحرة.
ويعتمد تصميم الجناح السويدي على فكرة تنوع واتساع مساحات الغابات في البلاد، إذ تحاكي المساحات الموجودة داخل أروقة الجناح، تشكيلات الغابات والأشجار العملاقة والهضاب والمساحات الخضراء، كما يرتكز الجناح على أعمدة خشبية مع مساحات مفتوحة، إضافة إلى أدوار علوية محمولة على الأعمدة، بما يشبه بيوت الأطفال الخشبية التي يتم بناؤها فوق الأشجار.
وتذكر المعلومات أن السويد تزرع أشجاراً أكثر بكثير مما تقوم بقطعه، وأكثر من 70% من مساحة السويد تغطيها الغابات، لذلك اعتنى مصمم الجناح في إكسبو 2020 دبي بإبراز هذه الميزة التي تظهر التنوع الطبيعي في السويد بين المياه والخضرة.
وإلى جناح كمبوديا، حيث يستطيع رواد إكسبو 2020 زيارة الشواطئ في رحلة افتراضية ضوئية، إذ تتمايل الأمواج البحرية عند أقدام زوار الجناح، بالتزامن مع سماع أصوات البحر وطيور النورس، وكذلك يتعرف الزائر على طبيعة الحياة الزراعية التي تعد العصب الاقتصادي لسكان كمبوديا، وأهم المحاصيل والبذور التي تنتجها البلاد وأيضاً الأدوات المستخدمة.
وينصح الزائر بالقيام بجولة في جناح سورينام، الدولة الأصغر في أمريكا اللاتينية، وهي واحدة من ثماني دول على هذا الكوكب تمتلك غطاء مرتفعاً من الغابات، حيث تشكل الخضرة فيها 93% من إجمالي المساحة التي تمتلكها الدولة وتبرزها خلال مشاركتها في إكسبو 2020.
وفي جناح سورينام يمكن للزائر التجول بين الشلالات والمساحات الخضراء والتعرف على أبرز الحيوانات التي تحاول الدولة حمايتها من الانقراض واكتشاف البيئات المتنوعة، والغابات المظلمة التي تعيش فيها العشرات من أنواع الحيوانات النادرة، كما يمكن للزائر عيش مغامرة استوائية برية لا تنسى.
وتعد المساحات الخضراء والمناظر الطبيعية جزءاً أساسياً من موقع إكسبو 2020 دبي، إذ تم زراعة مئات الأشجار في المناطق الثلاث (الاستدامة والفرص والتنقل) أبرزها شجرة الغاف، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، وأشجار النخيل، والأكاسيا، ونباتات التيكوما الصفراء المزهرة، نظراً لقدرتها على التكيف مع مناخ الدولة.
كما تم إنتاج آلاف من النباتات في مشاتل زراعية خاصة، ليظهر الابتكار في عملية تنسيق الأنواع المختلفة من النباتات والأشجار في الموقع بطريقة غنية ومتناغمة، تسمح للزائر بالاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة.