مع تصاعد الصراعات الدولية والإقليمية، تصاعد توظيف الاستفزاز العسكري بين الدول وبعضها بعضاً، وهو الأمر الذي ينذر بتصاعد التوتر الدولي. ونظراً لأهمية هذه الظاهرة في التفاعلات الدولية، فسوف يسعى التحليل إلى فهم أبعاد هذا المفهوم وأسبابه، وأخيراً كيفية مواجهة الدول لمثل هذا السلوك، وذلك بالتركيز على عدد من الحالات، مثل الصراع الروسي – الأوكراني، أو الصراع التوتر التايواني – الصيني، أو كوريا الشمالية مع جارتها الجنوبية.
تتعدد التعريفات المقدمة للاستفزاز العسكري، ويلاحظ أن أغلب الدراسات التي ركزت على هذا الموضوع قد استندت بالأساس إلى سياسات كوريا الشمالية، خاصة ضد جارتها الجنوبية. ويأتي من ضمن التعريفات في هذا الإطار تعريف الاستفزاز العسكري بأنه «جميع التصرفات العدوانية ذات الطابع العسكري، والتي تهدف من خلالها الدولة إلى تحقيق هدف معين تجاه شعب وسيادة دولة أخرى في مجال معين»، ويعاب على هذا التعريف أنه غامض، خاصة فيما يتعلق بالهدف الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه من وراء ارتكاب السلوك الاستفزازي.
ويأتي من ضمن التعريفات المقدمة في هذا الإطار تعريف «الاستفزاز العسكري» على أنه «استخدام الدولة لتكتيكات خادعة لتحريض دولة معادية على شن الحرب ضد الدولة الأولى». ويعاب على هذا التعريف أنه يركز على نمط واحد من أشكال الاستفزازات، والتي تهدف من خلاله الدولة إلى استدراج الدولة المعادية لها إلى حرب يترتب عليها هزيمة الدولة المستهدفة، ولذلك يغفل هذا التعريف أشكال الاستفزازات الأخرى، والتي تسعى من خلالها الدولة إلى تحقيق أهداف أخرى، غير إثارة الحرب. ولذلك، فإن التعريف الأنسب هو ذلك التعريف الذي يعرف الاستفزازات العسكرية على إنها «أفعال أو حوادث ترى الجهات الفاعلة في الدولة أنها تتحدى أو تنتهك قيمها وأهدافها عن قصد وبشكل غير مبرر، وبالتالي تثير ردود فعل غاضبة تحفز بدورها ردود فعل متهورة وعدوانية». فلا يجب إغفال أن السلوك الاستفزازي بطبيعته يتحدى شيئاً ذا قيمة بالنسبة للدولة وقادتها، مثل المكانة، أو الشعور بالاعتزاز، والاعتقاد بما هو صحيح أو سليم.
ويلاحظ أن الاستفزاز قد يؤثر فقط على صانع القرار، ويمكن أن يؤدي شعوره بالغضب إلى ثلاثة تأثيرات مهمة، إذ إنه يمكن أن يؤدي إلى تغيير تفضيلات صانع القرار، ويزيد من إقدامه على سياسات تتسم بقدر عالٍ من المخاطرة، كما يعظم الشعور لدى صانع القرار بضرورة تبني سياسات عاجلة بدون قدر كافٍ من التدبر. وتتمثل النتيجة الإجمالية لهذه التأثيرات الثلاثة في الميل نحو التصرف المتهور والعدواني. كما يجب عدم إغفال أن الشعور بالغضب قد لا يقتصر فقط على صانع القرار، ولكن قد يمتد كذلك إلى شعب الدولة المعنية، إذا ما كانت الحادثة التي أدت إلى إثارة الغضب ترتبط بقضية جماعية يرتبط بها الشعب المعني ارتباطاً وثيقاً، بل ومن المتوقع أن يتجه الشعب إلى فرض ضغوط على صانع القرار تتمثل في سرعة الرد على السلوك الاستفزازي من جانب الدولة المعادية. وبطبيعة الحال، فإن الضغوط على صانع القرار تكون مرتفعة عندما يتعلق الأمر بقضية تتصل بشرعية النظام، مثل الدفاع عن إثنية معينة، أو منطقة متنازع عليها، أو غيرها من الأمور.
أسباب الاستفزاز
هناك عدد من الدوافع التي قد تؤدي إلى انتهاج إحدى الدول لاستراتيجية الاستفزاز، ويمكن بيان أبرز هذه التفسيرات في التالي:
إثارة الحرب: يعد هذا أحد الأهداف الرئيسية للسلوك الاستفزازي، وهو دفع الخصم إلى شن الحرب، بصورة تهدف إلى تحقيق أهداف الدولة القائمة بالسلوك الاستفزازي، والذي عادة ما يتمثل في هذه الحالة في إضعاف الدولة المستهدفة من خلال توريطها في حرب خاسرة. ولعل من الأمثلة على ذلك هو إعلان أوكرانيا، بتحريض من واشنطن، على سعيها للانضمام إلى حلف الناتو، وهو الأمر الذي استفز روسيا، ودفعها إلى إعلان الحرب ضد أوكرانيا، إذ إن واشنطن تدرك جيداً أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو هو أوضح «الخطوط الحمراء» لدى روسيا، وفقاً لويليام بيرنز، السفير الأمريكي الأسبق إلى موسكو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حالياً. وبالتالي لم يكن خافياً على واشنطن أن إصرار أوكرانيا على الانضمام إلى الناتو، وفتح واشنطن الباب أمام انضمامها إليه سوف يؤدي إلى استفزاز روسيا، ودفعها للحرب ضد أوكرانيا.
وقد وضح هذا الأمر في اتهام الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للمستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، بأنها قدمت تنازلات لصالح روسيا طوال 14 عاماً، واصفاً سياسة المستشارة السابقة بالفاشلة، وذلك في إشارة إلى اتفاقات مينسك 1 و2، والتي لم تقم أوكرانيا بتنفيذ أي من بنودها. فقد اتجهت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، أحد رعاة الاتفاقيتين، في مقابلة مع مجلة «تسايت» في ديسمبر 2022، للتأكيد أن اتفاق عام 2014 كان «محاولة لشراء الوقت لأوكرانيا»، والذي استخدمته لتصبح أكثر قدرة على الدفاع عن نفسها، وهي التصريحات التي عقَّب عليها بوتين قائلاً «اتضح أن لا أحد كان سيفي بكل اتفاقات مينسك»، «وكان الهدف فقط هو ضخ الأسلحة في أوكرانيا وإعدادها للأعمال العدائية» ضد روسيا.
تأمين الدولة في مواجهة التهديدات: تشدد نظرية «الضرورة الأمنية» على أن الدولة تتبنى سلوك الاستفزاز بدافع شعورها بالخوف والتهديد من جانب دولة أقوى منها. وعلى سبيل المثال، تذهب هذه النظرية إلى أنه نظراً لأن كوريا الشمالية تواجه تهديداً أمنياً كبيراً من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا (اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما)، فليس أمامها من خيار آخر سوى القيام بأعمال عسكرية تظهر قوتها مثل القيام باختبار قنابل نووية، أو صواريخ باليستية، أو إطلاق صواريخ حاملة لأقمار اصطناعية، بالإضافة إلى تأكيد إرادتها في خوض الحروب لردع خطة خصومها عن شن هجوم وقائي يستهدف بيونج يانج، بينما يرى آخرون أن استفزازات كوريا الشمالية تهدف بالأساس إلى إجبار الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الجلوس على طاولة التفاوض، وانتزاع تنازلات منهما. وأياً كان الأمر، فإن سلوك الدولة المستفزة في هذه الحالة يهدف بالدرجة الأساسية إلى حماية الدولة، أو تأمين مصالحها الرئيسية.
تحقيق أهداف عسكرية تكتيكية أو استراتيجية: تسعى الدول في هذه الحالة إلى استفزاز الدولة المعادية لدفعها للرد، وتبني سياسات متسرعة غير مدروسة تصب في النهاية في صالح الدولة القائمة بالاستفزاز. ويأتي من ضمن الأمثلة هنا هو إقدام الجيش الأوكراني على شن هجوم على إقليم كورسك الروسي، والتوغل لمسافة تصل إلى بضعة كيلومترات في عمق الأراضي الروسية، وهو الهجوم الذي اعتبره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استفزازاً، لجهة إقدام دولة مثل أوكرانيا، وهي دولة تتمتع بقدرات عسكرية محدودة مقارنة بروسيا بشن هجوم على الأراضي الروسية، وهو هجوم هدف إلى إحراج روسيا بالنظر إلى أنها تنظر إلى نفسها، باعتبارها دولة عظمى. وتمثل هدف أوكرانيا من هذا الهجوم المباغت هو إثارة الغضب لدى الجيش الروسي، ودفعه إلى سحب قواته من جبهة الدونباس، وتخفيف الضغط الروسي على المنطقة المحيطة بمدينة «بوكروفسك»، وهي المدينة الاستراتيجية التي كانت لأسابيع مركز الحرب في شرق أوكرانيا، وذلك وفقاً لما أعلن عنه قائد الجيش الأوكراني الجنرال، أولكسندر سيرسكي، في سبتمبر 2024، إلى جانب رفع معنويات الجيش الأوكراني، والذي تعرض لعدد من الانتكاسات المتتالية أمام تقدم الجيش الروسي.
وعلى الجانب الآخر، فإن السلوك الاستفزازي قد يهدف إلى فرض أمر واقع جديد، كما في مساعي تايوان للانفصال عن الصين، وإصدارها تصريحات تؤكد هذا المعنى. ففي 20 مايو 2024، أكد الرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ تي، في خطاب تنصيبه، أن «الصين لم تتخلَّ بعد عن استخدام القوة لغزو تايوان»، مضيفاً أن على الجزيرة أن «تفهم أنه حتى لو قبلت اقتراح الصين بالكامل وتخلَّت عن سيادتها، فإن محاولة الصين لضم تايوان لن تختفي»، وهو التصريح الذي اعتبرته بكين تصريحاً استفزازياً يهدف إلى تأكيد انفصال تايوان عن الصين، وردت عليه الصين عسكرياً عبر القيام بمناورات عسكرية حول الجزيرة.
إرسال رسائل تهديد للخصوم: تسعى الدول في بعض الحالات إلى القيام بسلوك استفزازي لإرسال رسائل تحذير إلى الخصوم. ويأتي ضمن الأمثلة على ذلك قيام خمس سفن صينية، في 8 مارس 2009، بمراقبة السفينة البحرية الأمريكية «يو إس إن إس إيمبيسكبل» ثم القيام بعملية مناورة تحمل قدراً كبيراً من التهور على مقربة من السفينة البحرية الأمريكية. كما اقتربت سفينتان من السفن الخمس، وهما سفينتا صيد صينيتان على بعد 50 قدماً من السفينة الأمريكية وحاول طاقمهما إعاقة السونار الصوتي للسفينة الأمريكية. وكانت الصين تستهدف من ذلك دفع الولايات المتحدة إلى وقف عمليات المراقبة بالقرب من مناطقها العسكرية الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي.
ويأتي من ضمن الأمثلة على ذلك إسقاط مقاتلة روسية طائرة مسيرة من طراز «إم كيو – 9 ريبر» تابعة للقوات الجوية الأمريكية فوق البحر الأسود في مارس 2023، بعد أن ألحقت الضرر بمروحة المسيرة الأمريكية، وفقاً للجيش الأمريكي. وعلى الرغم من أن المسيرة الأمريكية كانت تطير فوق المياه الدولية في البحر الأسود، فإنها في حقيقة الأمر كانت تقوم بجمع معلومات استخباراتية عن انتشار القوات البحرية الروسية بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، فضلاً عن إمداد الأخيرة بها، من أجل تنفيذ هجمات ضد القواعد الروسية هناك.
وتؤكد وزارة الدفاع الروسية أن زيادة كثافة الطائرات الأمريكية المسيرة فوق البحر الأسود تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية عن مواقع انتشار الأصول العسكرية الروسية، وذلك لتوجيه الأسلحة الدقيقة التي تزود بها الدول الغربية الجيش الأوكراني لتوجيه ضربات إلى المنشآت الروسية، وهو ما عدته روسيا مشاركة مباشرة من جانب الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا عسكرياً ضد روسيا، ومن ثم استفزازاً صريحاً لها.
وتمثل الهدف الروسي من إسقاط المسيرة الأمريكية هو دفع الولايات المتحدة إلى وقف عمليات التجسس التي تقوم بها واشنطن دعماً للجيش الأوكراني في معاركه ضد روسيا. وهددت روسيا صراحة بذلك بعد مواصلة واشنطن طلعاتها الجوية ضد روسيا، غير أن واشنطن تعهدت بمواصلة طلعاتها الجوية ضد روسيا فوق البحر الأسود، وهو ما ردت عليه موسكو من خلال تكليف رئيس الأركان لتطوير خيارات لكيفية التعامل مع الاستفزازات الأمريكية، وفقاً لوجهة نظر موسكو.
الرد على الاستفزازات
من خلال استقراء الوقائع الدولية المختلفة، يمكن القول إن الدول تلجأ إلى مواجهة السلوك الاستفزازي من خلال انتهاج إحدى السياسات التالية:
تبني سياسات مكافئة: يقصد بهذا الأسلوب أن تقوم الدولة في هذه الحالة بانتهاج سلوك مكافئ للدولة المرتكبة للسلوك المستفز، وذلك لردعها عن التمادي في الاستفزاز. ففي موازاة التصريحات والسياسات التايوانية المتواترة، والتي تهدف من خلالها إلى فرض واقع جديد يؤكد استقلالها تايبيه عن الصين، اتجهت بكين إلى تأكيد وضع جديد مقابل، وهو القيام بمناورات عسكرية حول الجزيرة لتأكيد هيمنتها عليها، وأحقيتها في الانتشار حولها، بالإضافة إلى تأكيد جدية بكين في استخدام كافة الوسائل لاستعادة الجزيرة، بما في ذلك الوسائل العسكرية، ومن ثم دفع تايبيه عن التراجع عن سياستها للانفصال عن بكين. ولذلك أكد المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني، وو تشيان، أن التدريبات المشتركة لجيش التحرير الشعبي الصيني هو «إجراء لاحتواء الأنشطة العدوانية التايوانية الاستقلالية والانفصالية وتحذير من التدخل الأجنبي» في إشارة إلى الولايات المتحدة.
تبني سلوك دفاعي: يقصد بذلك أن تقوم الدولة التي تتعرض لسلوك استفزازي من دولة مناوئة لها بتبني سياسات دفاعية، تهدف من خلالها إلى تعزيز أمنها، وتجنب أن يتم استدراجها إلى التصعيد، حتى لا يتحقق هدف الدولة التي تنتهج سلوك الاستفزاز.
ومن الأمثلة على ذلك موقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من كوريا الشمالية، إذ تصف واشنطن كافة التجارب الصاروخية والنووية لبيونج يانج بأنها عمل استفزازي، غير أنه لا يقابَل سوى بتأكيد واشنطن دعمها لأمن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية، فضلاً عن إطلاق التهديدات تجاه الأخيرة.
ويعاب على مثل هذه السياسة أنها تعجز عن مواجهة مصدر التهديد، إذ قامت كوريا الشمالية بست تفجيرات نووية، فضلاً عن إطلاق عدة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما لا يدع مجالاً للشك على امتلاكها لأسلحة نووية، كما أنه لا يتوقع أن تتراجع الأخيرة عن امتلاك هذه الأسلحة مهما كانت حجم الضغوط التي تتعرض لها.
إفشال هدف السلوك الاستفزازي: تسعى الدول في هذه الحالة إلى تجنب الاستدراك لتبني سلوكيات مرسومة سلفاً من جانب الخصوم، وتبني سياسات أخرى، تستهدف إفشال أغراض الخصم من الفعل الاستفزازي. وقد يتمثل هذا الأمر في التجاوب مع السلوك الاستفزازي وشن الحرب، كما تهدف الدولة القائمة بالاستفزاز، مع محاولة تحقيق النصر العسكري، وتجنب الهزيمة، كما في شن موسكو الحرب ضد أوكرانيا، مع محاولة تجنب استنزافها من جانب الغرب في هذه الحرب وتحقيق النصر.
أما المثال الآخر، فيتمثل في تجنب موسكو الاستدراج إلى المخطط الأوكراني، والذي كان يستهدف دفعها إلى سحب قواتها من جبهة الدونباس، ونقلها إلى كورسك للدفاع عنها، بل قامت بحشد قوات أغلبها ينتمي إلى القوات الخاصة وغيرها من القوات من خارج جبهة الدونباس، واستغل الجيش الروسي نقل كييف قوات من شرق أوكرانيا لشن هجوم كورسك المفاجئ، وقام الأخير بتصعيد هجومه على الدونباس، وهو ما مكنّه، من تهديد مدينتي بوكروفسك وميرنوهراد، وهما المدينتان الحيويتان بالنسبة لدفاع أوكرانيا عن الجبهة الشرقية، خاصة الأولى، والتي تمثل نقطة لوجستية استراتيجية بالنسبة إلى أوكرانيا، وبالتالي، فإنه في حالة سقوطهما، فإن ذلك سيعرض المدن الكبرى كوستيانتينيفكا ودروزكيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك لمخاطر السقوط في قبضة الجيش الروسي، ويعزز بشكل كبير من موقع روسيا الاستراتيجي في المنطقة. وأكد هذا المعنى الرئيس الروسي نفسه، إذ أكد إن أوكرانيا كانت تسعى إلى «وقف عملياتنا الهجومية في أجزاء رئيسية من منطقة دونباس. النتيجة معروفة… لم ينجحوا في وقف تقدمنا في دونباس». مضيفاً: «أنا متأكد من أن هذا الاستفزاز سيفشل».
وفي الختام، يتضح أن الدول تلجأ إلى تبني السلوك الاستفزازي بهدف استدراج خصومها إلى تبني سياسات متسرعة غير عقلانية تستهدف، في النهاية، إلى دفعهم لارتكاب سياسات خاطئة تخدم الدولة القائمة بالسلوك الاستفزازي. وتتنوع السياسات للرد على هذا السلوك الاستفزازي بين التجاوب مع هذا السلوك، بطرق مختلفة تتراوح بين الرد عليه، أو تبني سلوكيات دفاعية، أو محاولة إفشال الهدف النهائي من السلوك الاستفزازي. ●
د. شادي عبدالوهاب أستاذ مشارك في كلية الدفاع الوطني