على مر التاريخ كانت السيطرة على البحر أو حرية الحركة في البحر، تعتبر الرهان الرئيسي للأمم والشعوب، ومن أجل الفوز بهذا الرهان، تم بناء السفن القتالية، بحيث يكون استخدامها هو الهدف المحدد من استراتيجية الحرب البحرية، ومن مهمة هذه الاستراتيجية في زمن الحرب، الهجوم أو الدفاع ضد القوات البحرية للعدو، وفي زمن السلم، الاستعداد القتالي الذي يتضمن بناء السفن والقواعد البحرية والتدريب.
يقول الفيلسوف فرانسيس بيكون: «سيد البحر هو من يتمتع بحرية الفعل كاملة، بحيث يتمكن من الانخراط في الحرب قدر استطاعته»، كما يقول والتر رالي أحد مهندسي الانتصار الإنجليزي على الأسطول البحري الإسباني في العام 1588: «من يسيطر على البحر يتحكم بالتجارة ومن يتحكم بالتجارة العالمية يسيطر على ثروة العالم». ويقول الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون واصفاً أهمية وجود قوات بحرية: «إذا أردنا الاستمرار في تجارتنا، علينا أن نؤسس قوة بحرية قوية».
سلاح البحرية أو القوات البحرية هي تلك القوات المنوط بها الدفاع عن شواطئ وسواحل الوطن والقتال داخل البحر لحماية الطرق البحرية ومهاجمة سفن وشواطئ العدو. وتشمل القوات البحرية عدة أسلحة، منها المدمرات والبوارج والقوارب والغواصات وحاملات الطائرات وتشكيلها معاً بصورة مكتملة تعرف باسم أسطول. ويمكن للقوات البحرية أن تتشكل من عدة أساطيل.
البحرية عبر التاريخ
لقد عرفت استراتيجية الحرب البحرية في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ أقنع القائد ثيميستوكليس مواطنيه بتصميم أسطول يضم مئتي سفينة، وقد أكد لهم أن هذا الأمر سيجعلهم أقوى الشعوب في العالم، وفعلاً بعد 3 سنوات، عندما تقدم الجيش الفارسي الهائل ومعه أسطول بحري للإمداد اللوجستي نحو أثينا، كانت فرصة دحره في معركة برية صعبة جداً، ولذلك نظم ثيميستوكليس سفنه، وقام بإبادة السفن الفارسية، مما أجبر جيش العدو على التراجع وتحقيق هيبة أثينا.
ظلت الولايات المتحدة من دون سلاح بحرية لمدة عقد من الزمن، وبسبب الهجمات التي تعرضت لها السفن التجارية الأمريكية من قبل القراصنة البربر، كان الحل وجود قوة بحرية مسلحة لحماية السفن التجارية للولايات المتحدة، وتم إطلاق أول سفينة حربية للبحرية الأمريكية للمرة الأولى في سنة 1797. وعلى الرغم من الحماية الجيدة التي وفرتها تلك السفينة للتجارة، اقترح القادة الأمريكان إضافة سفن أخرى وتوسيع قدرة البحرية. وفي أعقاب الحرب مع فرنسا، وضعت البحرية الأمريكية خطة عمل كبيرة للقيام بحروب ضد بريطانيا وفرنسا لطرد قواتهما من الأراضي الأمريكية عام 1812، حيث طردت البحرية الأمريكية سفناً عديدة تابعة إلى البحرية الملكية البريطانية، ودفعت جميع القوات البريطانية للخروج من بحيرة إري وبحيرة شامبلين. في 26 يونيو 1897، أجرت البحرية الملكية البريطانية مراجعة على شرف اليوبيل الماسي للملكة فيكتوريا، تمثل المراجعة أكبر عرض للبوارج التابعة للقوة البحرية شهده العالم على الإطلاق.
ساهم التقدم في صناعة الحديد والصلب في القرن التاسع عشر في التوسع السريع في البحرية الأمريكية، وفي عام 1907 تم صناعة أسطول سفن أمريكية، أطلق عليها اسم الأسطول الأبيض العظيم، قام بالطواف حول العالم خلال 14 شهراً، بأمر من الرئيس ثيودور روزفلت، في مهمة تهدف إلى إظهار قدرة القوات البحرية، لتمتد إلى المسرح العالمي. وبحلول عام 1911، كانت الولايات المتحدة قد بدأت ببناء أسطول من البوارج البحرية أطلق عليها اسم (سوبر دريدنوت) لتصبح في نهاية المطاف قادرة على منافسة بريطانيا.
بعد الحرب العالمية الثانية، شاركت البحرية الأمريكية بالحرب الكورية وحرب فيتنام، حيث كانت العمليات المركزة للبحرية هي على السواحل، وتقوم على استخدام حاملات الطائرات لضرب العدو ومحاولة السيطرة على المدن الساحلية ونقل الأسلحة والمعدات والمروحيات إلى الجيش والقوة الجوية إلى الداخل الفيتنامي.
دفعت احتمالات الصراع المسلح مع الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، البحرية الأمريكية لمواصلة تقدمها التكنولوجي من خلال تطوير نظم أسلحة جديدة، وسفنها، وطائراتها. تغيرت استراتيجية البحرية الأمريكية إلى التركيز على الانتشار إلى الأمام في دعم حلفاء الولايات المتحدة، مع التركيز على صنع وتطوير مجموعات من حاملات الطائرات المقاتلة. في عام 2007، انضمت مشاة البحرية الأمريكية وقوات حرس السواحل الأمريكية إلى البحرية الأمريكية، لاعتماد استراتيجية جديدة تسمى البحرية الاستراتيجية التعاونية. كما وضعت قيادة البحرية الأمريكية قانوناً ينص على أنه يجب أن تكون هناك 11 حاملة طائرات على الأقل في الخدمة في أي وقت. وتنتشر عادة حاملة الطائرات جنباً إلى جنب مع مجموعة من سفن إضافية، تُشكل مجموعة هجومية للحاملة، مدعومة بطرادات ومدمرات وفرقاطة وغواصة، مع توفير الدفاع ضد الجو، والتهديدات تحت سطح البحر، كما يتم توفير الدعم اللوجستي عن طريق سفينة امدادات وذخائر.
الاستراتيجية البحرية
على الأرض تتحرك الجيوش مقارنة بالبحر في مسارح العمليات الصغيرة نسبياً بأراض تابعة للمتحاربين الذين يضطرون إلى اتباع الطرق الطبيعية التي تربط المناطق المأهولة بالسكان بشكل عام، لذلك سيكون من السهولة اكتشاف أهدافها، في حين يعد اكتشاف وحدات قوات العدو البحرية في أعالي البحار كالبحث عن إبرة في كومة قش. وقد ينجم عن هذا الوضع ضعف الدفاع في استراتيجية الحرب البحرية، بسبب عدم معرفة مكان وحدات قوات العدو البحرية، أما على الأرض فيكفي أن نلاحظ تقدم جيش العدو لاكتشاف أهدافه واتخاذ موقف معين للتعامل مع الموقف بفعالية. يأتي أيضاً الضعف الدفاعي ليصيب التكتيكات البحرية، فعلى الأرض يمكن للجيش تعويض الضعف العددي باللجوء لقمم الجبال والغابات والقرى، بينما هذا لا ينطبق على البحر. كما يعد البحر منطقة عبور دولية فيها تختلط مصالح المتحاربين وجهات خارجية أخرى، وعندما يتجاوز الفعل البحري مصالح الأطراف المحايدة، فإن العواقب يمكن أن تكون كارثية، وأكبر مثال على ذلك ما حدث عام 1915 عندما أصابت غواصة ألمانية السفينة العملاقة الإنجليزية (لستونيا) مما أدى الى مقتل 128 أمريكياً، مما أدى إلى وضع الولايات المتحدة الأمريكية في خط المواجهة مع ألمانيا. خلال القرن التاسع عشر، حلَّ البخار محل الشراع، كما حلت البوارج والطرادات محل السفن والفرقاطات القديمة، والزوارق الحربية والطوربيدات محل سفن القذف وسفن الحرق. في فترة ما بعد الحرب الباردة.
اعتمدت البحرية بشكل كبير على حاملات الطائرات والتي تحتاج إلى استراتيجيات جديدة وأسطول مختلف تماماً. وبحلول الأيام الأولى من الحرب العالمية الثانية، حلت حاملة الطائرات محل السفينة الحربية باعتبارها السفينة الرئيسية للأسطول البحري. كما أدى التقدم السريع في تكنولوجيا الطيران إلى تحويل الحاملة من سفينة توفر الطائرات لاستكشاف أسطول العدو وتوفير إمكانية تعديل إطلاق النار للبوارج إلى منصة هجوم في حد ذاتها. حيث يمكن لحاملات الطائرات الآن شن ضربات على بعد مئات الأميال من أهدافها، بالمقارنة مع السفن الحربية التي تستطيع إطلاق قذائفها على بعد بضعة أميال فقط.
تهديدات متزايدة
يهدد التقدم في تكنولوجيا المعلومات اليوم، إلى جانب انتشار التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بجعل حاملات الطائرات، وأطقمها المكونة من الآلاف، عرضة للهجوم على نحو متزايد. ولمواجهة ذلك تخطط البحرية الأمريكية لإنفاق مليارات الدولارات على حاملة طائرات خارقة جديدة، وتختبر أنظمة صاروخية جديدة باهظة الثمن، للدفاع عن مجموعات حاملاتها القتالية. إن التقدم التكنولوجي الذي يُعَرِّض حاملات الطائرات للخطر يمكن أن يمهد الطريق لبعث السفينة الحربية، وإن كان ذلك بشكل أكثر كفاءة وفتكاً ومختلفاً. في أعقاب الحرب الباردة، يقوم عدد متزايد من أعداء الولايات المتحدة المحتملين بتطوير أو شراء قدرات عسكرية واستخباراتية، قد تسمح لهم قريباً بتشكيل تهديد خطير لحاملات الطائرات الأمريكية. تتضمن هذه القدرات ما يلي:
قدرات الاستطلاع والقصف بعيد المدى
بالرغم من حجمها، فإنه ليس من السهل العثور على حاملات الطائرات في البحر، وفي السنوات الأخيرة تمتع عدد من الدول بإمكانية الوصول إلى أقمار المراقبة الصناعية، وغيرها من قدرات جمع المعلومات الاستخبارية التي من شأنها أن تسمح لها بمراقبة حاملات الطائرات من الفضاء، وربما قبل أيام من اقتراب حاملة الطائرات، بما يكفي لقصف أهدافها. من ناحية أخرى، شهدت عمليات الحرب الباردة استخدام حاملة الطائرات للحفاظ على السيطرة على أعالي البحار، وبالتالي إبقاء الممرات البحرية مفتوحة. ولكن مع انتهاء الحرب الباردة، أدى القلق بشأن التهديدات الإقليمية مثل إيران وكوريا الشمالية إلى قيام البحرية بالتركيز على العمليات في المناطق الساحلية، لتقديم دعم أفضل للعمليات العسكرية الأمريكية على الشواطئ في حالة حدوث هجوم. وتمتلك دول العالم الثالث أيضاً الوسائل اللازمة والصواريخ الباليستية لضرب أهداف على مسافات أكبر بكثير وبدقة أكبر مما كانت عليه قبل بضع سنوات.. وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الدول قادرة على نقل معلومات الاستهداف بسرعة كافية للقيام بضربات ناجحة ضد الحاملات، أو ما إذا كانت ستكون قادرة على اختراق الدفاعات الصاروخية للأسطول الأمريكي. لكن التهديد خطير بما فيه الكفاية لدرجة أن البحرية تنفق موارد كبيرة لحماية الحاملات من مثل هذه الهجمات.
صواريخ كروز المضادة للسفن
تمتلك بعض الجيوش الآن صواريخ كروز مضادة للسفن، والتي يمكن إطلاقها من الشواطئ أو الطائرات أو السفن أو الغواصات. وعلى الرغم من أن هذه الصواريخ ليست رخيصة الثمن، فإنها استخدمت في السنوات الأخيرة بشكل جيد ومدمر في بعض الأحيان. خلال حرب الفوكلاند عام 1982، ألحقت صواريخ إكسوسيت الأرجنتينية أضراراً جسيمة بالبحرية الملكية. في عام 1987، أثناء مرافقة البحرية الأمريكية لناقلات النفط الكويتية في الخليج العربي في خضم الحرب الإيرانية العراقية، أطلق العراق صاروخاً آخر من نوع إكسوسيت ألحق أضراراً بالغة بالسفينة يو إس إس ستارك، مما أسفر عن مقتل 37 من طاقمها. أعرب قائد القوات البحرية الأمريكية في المنطقة عن قلقه من أن حصول بعض الدول، بمرور الوقت، على مخزون متزايد القدرة من صواريخ كروز المضادة للسفن، عند دمجها مع غواصاتها الهجومية، والصواريخ الباليستية، والألغام المضادة للسفن، يمكن أن يجعل مهمة الأسطول أكثر صعوبة بكثير.
الألغام المضادة للسفن
طالما شكلت الألغام تحدياً محيراً للبحرية، إذ تشير الإحصائيات إلى أنه منذ عام 1950 تعرضت 14 سفينة للألغام، وأصيبت بأضرار جسيمة في العمليات من أصل 18 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. خلال حرب الخليج، تعرض الطراد يو إس إس برينستون وسفينة يو إس إس الرائدة في مكافحة الألغام لأضرار بسبب الألغام. وبعد حرب الخليج، وصف الجنرال شوارتزكوف قوة كاسحة الألغام التابعة للبحرية بأنها (قديمة، وبطيئة، وغير فعالة، وغير قادرة على القيام بالمهمة).
واليوم، هناك 48 قوة بحرية قادرة على زرع الألغام. وتقوم إحدى وثلاثون دولة بتصنيع الألغام، أي بزيادة تسع دول عما كانت عليه في عام 1991. وتقوم الآن أكثر من 20 دولة بتصدير الألغام. وقد جعل رئيس العمليات البحرية السابق، الأدميرال جيريمي بوردا، تحسين قدرات الخدمة في هذا المجال أولوية قصوى. ومع ذلك، فقد اعترف بأنه لا توجد طريقة سهلة للدفاع ضد الألغام. وأضاف: بمجرد نزول هذه الألغام إلى الماء، ستواجه البحرية مشكلة كبيرة.
الغواصات
من المتوقع أن تتضاعف مبيعات الغواصات التقليدية خلال العقد المقبل، حيث سيتم شراء ما بين 50 إلى 60 غواصة من قبل حوالي 20 دولة. قد يكون من الصعب على البحرية إجراء عمليات حربية فعالة ضد الغواصات في المناطق الساحلية، حيث تكون مستويات الضوضاء أكبر بكثير مما هي عليه في المحيط المفتوح. علاوة على ذلك، من خلال العمل بالقرب من الشاطئ، ستجعل حاملات الطائرات مهمة الغواصات أسهل من خلال تقليل منطقة البحث الخاصة بها. يمكن موازنة هذه المشاكل إلى حد ما من خلال الصعوبة التي تواجهها أساطيل العالم الثالث أثناء محاولتها أن تصبح ماهرة في تشغيل هذه القطع المعقدة من المعدات العسكرية. وفي نهاية المطاف، من المرجح أن يكون التأثير التراكمي لهذه التهديدات، وليس أياً منها، هو الذي يؤدي إلى تآكل فائدة الحاملة بشكل كبير. على سبيل المثال، قد لا يؤدي انفجار لغم واحد إلى إغراق حاملة طائرات، لكنه قد يقلل من سرعة الحاملة، مما يجعلها هدفاً أسهل للصواريخ. حتى لو لم تصب الحاملة بالألغام، إذا دخلت حقل ألغام فقد تضطر إلى تقليل سرعتها لتجنب الألغام. ومن خلال العمل بالقرب من الشاطئ، مع تقليل أوقات التحذير من الهجوم، قد تتعرض دفاعات الحاملة للضغط، ليس بسبب نوع واحد من الصواريخ، بل بسبب مجموعة متنوعة منها.
البحرية على مفترق طرق
يمكن للبحرية أن تتبع المسار المألوف نحو المستقبل، بالاعتماد في المقام الأول على القدرات المجربة والحقيقية التي أثبتت قيمتها على مدى نصف القرن الماضي. أو يمكنها أن تقلل إلى حد ما من اعتمادها على القوى التقليدية، بينما تستغل التقنيات الناشئة بسرعة لإنشاء أسطول مختلف تماماً لمواجهة ما قد يكون تحديات مستقبلية مختلفة تماماً. باختصار، إذا أرادت البحرية القفز إلى مستقبل أسطول أصغر ولكنه مختلف تماماً، فمن المرجح أن تجد البحرية نفسها تحتضن رمزاً مألوفاً لماضيها، ألا وهو السفينة الحربية. هل ستستغل البحرية الأمريكية التقنيات الناشئة بسرعة لبناء هذا الأسطول المختلف تماماً، وربما الأكثر فعالية، أم أنها ستستخدم هذه التقنيات لتحسين القدرات الحالية على الهامش؟ في الوقت الحاضر، الجواب غير واضح.
إن التقدم في تكنولوجيا الصواريخ والتوجيه الدقيق، إلى جانب تكنولوجيا الاستطلاع والاستهداف بعيد المدى، يمنح السفن القدرة على تجاوز مدى الطائرات الحاملة في القيام بعمليات الهجوم. بالنسبة للبحرية التي تشعر بالقلق إزاء الميزانيات المحدودة، فمن المحتمل أن يتم شراء مثل هذه السفن وتشغيلها بتكلفة أقل بكثير من حاملات الطائرات، مع تعريض عدد أقل بكثير من البحارة للخطر. تَعِدُ القدرات الهجومية الناشئة لهذه «البوارج» الجديدة بتغيير الدور الاستراتيجي لحاملة الطائرات.
وكما حولت ثورة المعلومات عالم الكمبيوتر من التركيز على الكمبيوتر المركزي إلى شبكة موزعة من الحاسبات المركزية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، كذلك يمكنها تحويل البحرية المستقبلية. وفي حين تركز الأساطيل الحالية على حاملة الطائرات باعتبارها محور القدرة على الضربة البحرية وتكرس مواردها للدفاع عنها، فإن أسطول المستقبل يمكن أن يوزع قدراته الهجومية بين مجموعة متنوعة من السفن المرتبطة بشبكة في بنية الأنظمة، أو «نظام الأنظمة». ستشكل السفينة الموزعة الجديدة كوكبة من منصات الضربات ضمن شبكة من أنظمة المراقبة والاستطلاع وإدارة المعارك.
ستكون العقدة الرئيسية في هذا النظام هي الشكل الجديد للسفينة الحربية. البحرية لديها بالفعل اسم لها: سفينة الترسانة. يعود مفهوم سفينة الترسانة إلى أواخر الثمانينات على الأقل. لا تمتلك سفينة الترسانة المظهر المهيب للبوارج التقليدية أو الحاملات الفائقة. في الواقع، إنها تبدو أشبه بالحاملة. ستكون السفينة آلية للغاية بطاقم يقل عن 100 فرد. ولتعزيز الحماية، ستكون شبه غاطسة مع ظهور منخفض للغاية، وسيتضمن تصميمها تقنيات التخفي، وستكون مجهزة أيضاً بدفاعات نقطة نشطة للحماية من الهجمات الصاروخية وتصميم مزدوج الهيكل، مما يوفر حماية جيدة ضد الألغام أو الطوربيدات. سيتضمن السطح الطويل لسفينة الترسانة شبكة من أنظمة إطلاق عمودي، أو أنابيب صواريخ، قادرة على إطلاق مجموعة واسعة من الذخائر الدقيقة طويلة المدى مثل صاروخ توماهوك أو كروز، يمكن للأنابيب إطلاق صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية وطائرات مسيرة يتم توجيهها عن بعد والتي تجمع البيانات وتنقلها أيضاً.
» العقيد المتقاعد المهندس خالد العنانزة
)مستشار ومدرب في البيئة والسلامة المهنية)