603 Web File Cover

مستقبل التكنولوجيا في القوات الجوية

منذ‭ ‬ظهور‭ ‬الطيران،‭ ‬شكلت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬دائماً‭ ‬وجه‭ ‬الحرب‭ ‬الجوية،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الحرب‭ ‬أكثر‭ ‬فتكاً‭ ‬وحسماً،‭ ‬ويقول‭ ‬مؤسس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجوية‭ ‬ومؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬الملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬الجنرال‭ ‬الإيطالي‭ ‬جوليو‭ ‬دوهيت‭: ‬سيكون‭ ‬سيد‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الجو‭. ‬ويؤكد‭ ‬الكابتن‭ ‬رينيه‭ ‬فونك‭ ‬أحد‭ ‬أبطال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬التفوق‭ ‬المطلق‭ ‬للطيران‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأخرى،‭ ‬ويضيف‭: ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الحديثة‭ ‬قوة‭ ‬النيران،‭ ‬والطيران‭ ‬هو‭ ‬أسرع‭ ‬وسيلة‭ ‬للدفع‭ ‬بقوة‭ ‬النيران‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وعملياً‭ ‬أصبح‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬هيمنتها‭ ‬المطلقة‭ ‬تقريباً‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬والفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬للغلاف‭ ‬الجوي‭.‬

وطوال‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد،‭ ‬طورت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أساليب‭ ‬توظيف‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القوة‭ ‬الجوية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مهامها‭ ‬الأساسية‭ ‬ظلت‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬وتتميز‭ ‬هذا‭ ‬المهام‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي‭ ‬والفضائي،‭ ‬الاستخبارات‭ ‬والمراقبة‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬التنقل‭ ‬العالمي‭ ‬السريع،‭ ‬الردع‭ ‬الدولي،‭ ‬والقيادة‭ ‬والسيطرة‭. ‬كانت‭ ‬الطائرات‭ ‬كأداة‭ ‬حرب‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بمثابة‭ ‬تغيير‭ ‬لقواعد‭ ‬اللعبة،‭ ‬وهذا‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التالية‭ ‬التي‭ ‬ستغير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬أمر‭ ‬أساسي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الميزة‭ ‬غير‭ ‬المتماثلة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬قدمتها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للأمم‭ ‬المنتصرة‭. ‬

يرتبط‭ ‬تاريخ‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بتاريخ‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطيران،‭ ‬وقد‭ ‬أثَّرت‭ ‬الثورات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬قدرات‭ ‬وأنظمة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬وثورة‭ ‬المحركات‭ ‬النفاثة،‭ ‬والطيران‭ ‬الأسرع‭ ‬من‭ ‬الصوت،‭ ‬وإلكترونيات‭ ‬الطيران،‭ ‬والتزود‭ ‬بالوقود‭ ‬الجوي،‭ ‬ورحلات‭ ‬الفضاء،‭ ‬والأسلحة‭ ‬الدقيقة،‭ ‬وأجهزة‭ ‬التحكم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الطيران،‭ ‬والمواد‭ ‬المركبة،‭ ‬والتخفي‭ ‬‮«‬الشبح‮»‬‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1928‭ ‬توقع‭ ‬مرشح‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البريطاني‭ ‬فرانك‭ ‬ويتل‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحقيق‭ ‬سرعات‭ ‬طيران‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬500‭ ‬ميل‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬إذا‭ ‬تمكن‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬رحلة‭ ‬في‭ ‬الستراتوسفير‭. ‬لقد‭ ‬أدرك‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬الطائرة‭ ‬ذات‭ ‬المحرك‭ ‬المكبس‭ ‬والمروحة‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬أبداً،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬السرعة‭ ‬والارتفاع‭ ‬الذي‭ ‬تصوره،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬وجود‭ ‬شكل‭ ‬بديل‭ ‬لنظام‭ ‬الدفع‭ ‬يناسب‭ ‬بشكل‭ ‬فريد‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭. ‬وخلال‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬خضعت‭ ‬الطائرة‭ ‬ذات‭ ‬المحرك‭ ‬المكبسي‭ ‬والمروحة‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬الدرامي‭. ‬فأصبح‭ ‬شكلها‭ ‬انسيابياً،‭ ‬وجسمها‭ ‬معدنياً‭ ‬بالكامل،‭ ‬خفيفة‭ ‬الوزن،‭ ‬وأحادية‭ ‬الهيكل،‭ ‬وأصبحت‭ ‬معدات‭ ‬الهبوط‭ ‬قابلة‭ ‬للسحب،‭ ‬وتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ابتكارات‭ ‬هيكل‭ ‬الطائرة‭ ‬الأخرى‭ ‬وتقليل‭ ‬وزن‭ ‬الطائرة‭ ‬ومقاومة‭ ‬الهواء‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متخيلة‭ ‬سابقاً‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬قدم‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬آنذاك‭ ‬الجنرال‭ ‬رونالد‭ ‬فوغلمان‭ ‬رؤيته‭ ‬للقوة‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬جوية‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬جوية‭ ‬وفضائية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬فوغلمان‭: ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬هويتنا،‭ ‬أعتقد‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أننا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬سيتم‭ ‬فيه‭ ‬توزيع‭ ‬المهام‭ ‬ومشاركتها‭ ‬عبر‭ ‬الهواء‭ ‬والفضاء،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬أحب‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الفضاء‭ ‬الجوي‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬ضد‭ ‬منافسينا‭ ‬المحتملين‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬الطائرات‭ ‬الموجهة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬قد‭ ‬أحدث‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬قيامها‭ ‬بالغارات‭ ‬الجوية‭ ‬والمراقبة‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬السلبية،‭ ‬فإن‭ ‬الخدمات‭ ‬الجوية‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬أكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬بطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬ذات‭ ‬قدرات‭ ‬عالية،‭ ‬وعلى‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬أقصر‭ ‬مما‭ ‬يتوقع‭ ‬البعض‭.‬

ثبات‭ ‬المهمة‭ ‬وتغير‭ ‬التنفيذ‭  

إن‭ ‬المهام‭ ‬الأساسية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭. ‬لكن‭ ‬بالطبع،‭ ‬يتغير‭ ‬كيفية‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتوفرة،‭ ‬فلا‭ ‬يهم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬أو‭ ‬الأسلحة،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬بسرعة‭ ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬

أكد‭ ‬تقدم‭ ‬الأسلحة‭ ‬الحركية‭ ‬وغير‭ ‬الحركية‭ ‬أن‭ ‬الحماية‭ ‬الكاملة‭ ‬هي‭ ‬خرافة،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬من‭ ‬هجوم‭. ‬الأجهزة‭ ‬المعرضة‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمليات‭ ‬السيبرانية‭ ‬الهجومية،‭ ‬والضربات‭ ‬المتقدمة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬‮«‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فوق‭ ‬الصوت‮»‬،‭ ‬والزيادات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الترسانات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تشكل‭ ‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2040،‭ ‬تعمل‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬منصات‭ ‬نووية‭ ‬وتقليدية‭ ‬متنقلة‭ ‬فوق‭ ‬صوتية‭ ‬تحمل‭ ‬ذخائر‭ ‬تتمتع‭ ‬بالكتلة‭ ‬والدقة‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬الدفاعات‭ ‬الأمريكية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬استثمر‭ ‬الخصوم‭ ‬المحتملون‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحركية‭ ‬السيبرانية‭ ‬والنار‭ ‬غير‭ ‬الحركية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬وصولها‭ ‬وقوتها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وبالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يزيل‭ ‬الملاذ‭ ‬للخصوم‭ ‬المحتملين‭ ‬ويزيد‭ ‬تعقيد‭ ‬عملياتهم‭ ‬واستراتيجياتهم‭ ‬العسكرية‭.‬

تقرير‭ ‬المستقبل‭ ‬العالمي‭ ‬2040‭ ‬

إن‭ ‬التقدم‭ ‬التحويلي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحوسبة،‭ ‬والتركيز‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التخفي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬متناول‭ ‬الخصوم،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ستشكل‭ ‬الحرب‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2040‭ ‬وفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬المستقبل‭ ‬العالمي‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬إبريل‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬عن‭ ‬مكتب‭ ‬مستقبل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكي‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬طريقة‭ ‬للتنبؤ‭ ‬بدقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الآفاق‭ ‬الزمنية‭ ‬الطويلة‭ ‬والأحداث‭ ‬المتداخلة،‭ ‬يوفر‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تقييماً‭ ‬تحليلياً‭ ‬لبيئات‭ ‬التشغيل‭ ‬المحتملة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التحليل‭ ‬المقارن،‭ ‬يثير‭ ‬قضايا‭ ‬رئيسية‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬البحث‭. ‬

يحدد‭ ‬التقرير‭ ‬4‭ ‬سيناريوهات‭ ‬محتملة‭ ‬تتشكل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسارات‭ ‬مختلفة‭ ‬مطبقة‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الناشئة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتستند‭ ‬السيناريوهات‭ ‬الأربعة‭ ‬المتصورة‭ ‬على‭ ‬النماذج‭ ‬الأربعة‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وهي‭ ‬منهجية‭ ‬طورها‭ ‬مركز‭ ‬أبحاث‭ ‬هاواي‭ ‬للدراسات‭ ‬المستقبلية‭ ‬والتي‭ ‬تحدد‭ ‬4‭ ‬مسارات‭ ‬عامة‭ ‬قد‭ ‬يتبعها‭ ‬المستقبل‭ ‬وهي‭: ‬استمرار‭ ‬النمو‭ ‬‮«‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الحالي‮»‬،‭ ‬التحولات‭ ‬‮«‬تغيرات‭ ‬اقتصادية‮»‬،‭ ‬التحديدات«مواجهة‭ ‬تقييدات‮»‬،‭ ‬الانهيار‭ ‬‮«‬الفشل‭ ‬في‭ ‬التكيف‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬على‭ ‬اتجاهات‭ ‬محددة،‭ ‬قامت‭ ‬مجلة‭ ‬Air Force Futures‭ ‬بفحص‭ ‬الوظائف‭ ‬الأساسية‭ ‬للقوة‭ ‬المشتركة‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬النار،‭ ‬والحماية،‭ ‬والحركة‭ ‬والمناورة،‭ ‬والمعلومات،‭ ‬والاستخبارات،‭ ‬والقيادة‭ ‬والسيطرة‭ (‬C2‭)‬،‭ ‬والإدامة‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬المسارات‭ ‬المستقبلية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

في‭ ‬مستقبل‭ ‬يتسم‭ ‬بالنمو‭ ‬المستمر،‭ ‬تستمر‭ ‬منافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬مع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬الجانبين‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬واختبار‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬سرعتها‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬والأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية،‭ ‬وحتى‭ ‬تغيير‭ ‬الجينات‭ ‬لتحسين‭ ‬أداء‭ ‬الجنود‭. ‬يستمر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والأتمتة‭ ‬في‭ ‬التقدم،‭ ‬لكن‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والسياسية‭ ‬قد‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬له‭. ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬أفضل،‭ ‬ونيران‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬وشبكات‭ ‬قتل،‭ ‬تجبر‭ ‬المخططين‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الملاذات‮»‬‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬تشتيت‭ ‬الأصول‭ ‬والقوات‭. ‬

في‭ ‬المواقف‭ ‬‮«‬المقيدة‮»‬،‭ ‬تكون‭ ‬للكوارث‭ ‬البيولوجية‭ ‬والطبيعية‭ ‬موارد‭ ‬محدودة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أنظمة‭ ‬منع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الجيوش‭ ‬المناورة‭. ‬النيران‭ ‬الرائعة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تعني‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والخدمات‭ ‬الأخرى‭ ‬توزيع‭ ‬أصولها‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬أصغر‭ ‬وأكثر‭ ‬تحصيناً،‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬تتسبب‭ ‬الأسلحة‭ ‬المتقدمة‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬الرمادية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬وقد‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬صراع‭ ‬مفتوح،‭ ‬مثل‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬واختراق‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرئيسية‭. 

وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬‮«‬التحولي‮»‬،‭ ‬تكتسب‭ ‬الدول‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬أهداف‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬فوري،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الموجهة‭.‬‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬‮«‬ملاذات‭ ‬آمنة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬البلدان‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬جديدة‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬اكتشافات‭ ‬بيولوجية‭ ‬وكيميائية‭ ‬جديدة‭. ‬لقد‭ ‬تطور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والحوسبة‭ ‬الكمومية‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬البشر‭ ‬خارج‭ ‬الحلقة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬سرعة‭ ‬الإنترنت‭ ‬سريعة‭ ‬للغاية‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭. ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬بتوحيد‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬صغيرة‭ ‬محصنة‭ ‬وتعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الإقلاع‭ ‬والهبوط‭ ‬العمودي‭ ‬عالية‭ ‬السرعة‭ ‬التي‭ ‬مكنتها‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقة‭.‬

وفي‭ ‬سيناريو‭ ‬‮«‬الانهيار‮»‬،‭ ‬تؤدي‭ ‬الأزمات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬اتجاهات‭ ‬انعزالية‭ ‬وقومية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬البلدان‭ ‬الأقوى‭ ‬نسبياً‭ ‬تحمي‭ ‬مصالحها‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخرين‭ ‬مباشرة،‭ ‬البلدان‭ ‬الأضعف‭ ‬تكافح‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭. ‬تهدد‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬وتعطل‭ ‬المحطات‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬تصادمات‭ ‬في‭ ‬مدارات‭ ‬أرضية‭ ‬منخفضة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬سحب‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬الحطام‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭. ‬تنتشر‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يمنح‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬نفوذاً‭ ‬وقدرات‭ ‬هائلة‭. ‬وتعاني‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬انقسام‭ ‬سياسي‭ ‬واجتماعي‭ ‬داخلي،‭ ‬وتتراجع‭ ‬عن‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الانعزالية،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انكماش‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والخدمات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأخرى‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الاستثمار‭.‬‭ ‬وقد‭ ‬تصبح‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬متزايدة‭ ‬مع‭ ‬تدهور‭ ‬الاتصالات‭. ‬

استراتيجية‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا
في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬2030

تعمل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬الجهود‭ ‬لفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬المختلفة‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستراتيجيتها‭ ‬الرسمية‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬2030‭. ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬الوثيقة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ويتابعها‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد‭ ‬مطورو‭ ‬أسلحة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والعلماء‭ ‬والباحثون‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬تسعى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المدعومة‭ ‬والمحسنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬مجالات‭ ‬التركيز‭ ‬العلمي‭ ‬لضمان‭ ‬الجاهزية‭ ‬القتالية‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬صورها،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬استمرار‭ ‬تطور‭ ‬بيئة‭ ‬التهديد‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭. ‬ترسم‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مستقبل‭ ‬فرع‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬تغير‭ ‬مؤخراً‭ ‬بفضل‭ ‬الابتكارات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬مثل‭ ‬تطوير‭ ‬الطائرات‭ ‬المتقدمة‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭. ‬وفي‭ ‬الخطة‭ ‬الجديدة،‭ ‬سلطت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬ستستهدفها‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬القادمة‭. ‬وسوف‭ ‬تركز‭ ‬التطورات‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السرعة‭ ‬والمدى‭ ‬والمرونة‭ ‬والدقة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭. 

تتعلق‭ ‬مجالات‭ ‬التركيز‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬باستكشاف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬سريعة‭ ‬التطور‭ ‬مثل‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬لسرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬والمواد‭ ‬المركبة،‭ ‬وتقنيات‭ ‬التخفي،‭ ‬والشبكات،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الأسلحة‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬سرعتها‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬أحد‭ ‬مجالات‭ ‬التركيز‭ ‬الرئيسية،‭ ‬والذي‭ ‬يحقق‭ ‬الآن‭ ‬تقدماً‭ ‬ملموساً،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬ظواهر‭ ‬الطبقة‭ ‬الحدودية‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بدراسة‭ ‬‮«‬تدفق‭ ‬الهواء‮»‬‭ ‬المحيط‭ ‬بقذيفة‭ ‬تفوق‭ ‬سرعتها‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭.‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قام‭ ‬مختبر‭ ‬أبحاث‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬بإجراء‭ ‬تجربة‭ ‬ناجحة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا‭ ‬تسمى‭ ‬تجربة‭ ‬الطيران‭ ‬السائبة‭ ‬للطبقة‭ ‬الحدودية،‭ ‬وساعد‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬العلماء‭ ‬ومطوري‭ ‬الأسلحة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لكيفية‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬المسار‮»‬‭ ‬المطلوب‭ ‬لسلاح‭ ‬تفوق‭ ‬سرعته‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬أثناء‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬عالية‭ ‬السرعة‭ ‬أكثر‭ ‬اضطراباً‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬تم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬أيضاً‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬2030‭ ‬كمجال‭ ‬تركيز‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بزيادة‭ ‬‮«‬الموثوقية‮»‬‭ ‬للعمليات‭ ‬المستقبلية‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬قيمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لأنه‭ ‬يعمل‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬البشري،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬المدخلات‭ ‬البشرية‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بإعلام‭ ‬الأنظمة‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أو‭ ‬توجيهها‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭.‬

وكجزء‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتسريع‭ ‬هذه‭ ‬الطموحات‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬تعمل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬وصولها‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ومجتمعات‭ ‬الأعمال‭ ‬الصغيرة‭ ‬لإجراء‭ ‬أبحاث‭ ‬متطورة‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬الأسلحة‭ ‬المستقبلية‭ ‬والمعارك‭. ‬وسلطت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬مجالات‭ ‬سيتم‭ ‬توجيه‭ ‬الاهتمام‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهي‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبقي‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬مستعدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬المستقبلية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬العالمية،‭ ‬وهذه‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬هي‭:‬

تجاوز‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬

لدى‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬مصلحة‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬سرعة‭ ‬طائراتها،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يوسع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خيارات‭ ‬الحركة‭ ‬والهجوم‭ ‬المتاحة‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬مطلوباً‭ ‬أحياناً،‭ ‬فإن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬تخلق‭ ‬ميزة‭ ‬كبيرة‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬اختبرت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬طائرة‭ ‬Boeing X-51A،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬سرعتها‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬1‭ ‬ماخ،‭ ‬وسافرت‭ ‬230‭ ‬ميلاً‭ ‬في‭ ‬ست‭ ‬دقائق،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أطول‭ ‬رحلة‭ ‬تفوق‭ ‬سرعتها‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

تكنولوجيا‭ ‬النانو‭ ‬

تعتقد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬أن‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬النانو‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬تطبيق‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬والسفر‭ ‬عبر‭ ‬الفضاء‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬المواد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجزيئي،‭ ‬يمكن‭ ‬إنشاء‭ ‬هياكل‭ ‬أقوى‭ ‬وأخف‭ ‬وزناً،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬السرعة‭ ‬والمدى‭. ‬ستسمح‭ ‬الأنظمة‭ ‬المصغرة‭ ‬أيضاً‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬جديدة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬مع‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬‮«‬البيئات‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬بشدة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬صغير‭ ‬مماثل،‭ ‬قام‭ ‬باحثون‭ ‬مدعومون‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬بتصميم‭ ‬رقعة‭ ‬صغيرة‭ ‬تشبه‭ ‬الضمادة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مراقبة‭ ‬مستويات‭ ‬التوتر‭ ‬والإرهاق‭ ‬لدى‭ ‬الطيارين‭ ‬المقاتلين‭. ‬

الطاقة‭ ‬الموجهة‭ ‬

يستخدم‭ ‬الجيش‭ ‬الصواريخ‭ ‬الموجهة‭ ‬بالليزر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ستحاول‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬دمج‭ ‬أشعة‭ ‬الليزر‭ ‬نفسها‭ ‬كسلاح‭ ‬مشروع‭. ‬تعمل‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬أسلحة‭ ‬الليزر،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمجلة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭. ‬يجمع‭ ‬النظام‭ ‬بين‭ ‬ستة‭ ‬إشعاعات‭ ‬ليزر‭ ‬تتلاقى‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭. ‬وقبل‭ ‬سنوات‭ ‬تم‭ ‬تركيب‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬واختباره‭ ‬على‭ ‬طائرة‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭. ‬وعندما‭ ‬تقاربت‭ ‬أشعة‭ ‬الليزر،‭ ‬اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬في‭ ‬الجو،‭ ‬حسبما‭ ‬ذكرت‭ ‬مجلة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭. ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬ماستروياني،‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬حماية‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المناورات‭ ‬الاستكشافية‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التابعة‭ ‬لمكتب‭ ‬البحوث‭ ‬البحرية،‭ ‬لمجلة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭: ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقوة،‭ ‬يريد‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية‭ ‬كرات‭ ‬مشتعلة‭ ‬من‭ ‬الحطام‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬السماء‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬برنامجنا‭.‬

الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار 

بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬حصرياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجيش،‭ ‬بدأ‭ ‬الآن‭ ‬اعتماد‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬للاستخدام‭ ‬المدني،‭ ‬لكن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقود‭ ‬طليعة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجوية‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭. ‬أوضحت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬توسيع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬تريد‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬‮«‬السيناريو‭ ‬الهجومي‮»‬،‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تحشد‭ ‬أو‭ ‬تقمع‭ ‬أو‭ ‬تخدع‭ ‬أو‭ ‬تدمر‭ ‬بقوة‭. ‬بعبارات‭ ‬أبسط،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬السماء،‭ ‬أو‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬صاروخي‭ ‬موجه،‭ ‬ترغب‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬يمكنها‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قتال‭ ‬قريب‭ ‬لتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬طائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬مستقبلية‭.‬

الانظمة‭ ‬الذاتية  (‬الروبوتات‭(

ستكون‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقبلية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬بيئتها‭ ‬وأداء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الظرفية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬متزامنة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬الأخرى‭. ‬تريد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬استخدام‭ ‬الروبوتات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬خياراتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬المقبلة‭.‬

‮»‬‭ ‬العقيد‭ ‬المتقاعد‭ ‬المهندس‭ ‬خالد‭ ‬العنانزة‭ ‬
(‬مستشار‭ ‬ومدرب‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭(

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض