1-TRAM-VLS-reloading-at-sea-US-Navy

نظام TRAMهل يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة في الهيمنة البحرية؟

باتت‭ ‬عملية‭ ‬حسم‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة‭ ‬معقدة‭ ‬للغاية،‭ ‬وتتطلب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬المتطلبات‭ ‬ضرورة‭ ‬توافر‭ ‬سلسلة‭ ‬إمداد‭ ‬لوجستية‭ ‬مناسبة‭ ‬تربط‭ ‬القوات‭ ‬بقاعدة‭ ‬دعمها،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬دورها‭ ‬جوهرياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهيمنة‭ ‬العسكرية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬اكتسب‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬آلية‭ ‬إعادة‭ ‬التسليح‭ ‬القابلة‭ ‬للتحويل‭ ‬في‭ ‬البحر‮»‬‭ (‬TRAM‭) ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬المنتشرة‭ ‬بقاعدة‭ ‬دعمها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬تسليح‭ ‬سفنها‭ ‬الحربية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تمديد‭ ‬العمليات‭ ‬القتالية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للعودة‭ ‬المتكررة‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬اللوجستية‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬المستقبلية‭.‬

نظام‭ (‬TRAM‭) ‬الأمريكي

في‭ ‬خطوة‭ ‬شكلت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬البحرية‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬أول‭ ‬اختبار‭ ‬لآلية‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬التسليح‭ ‬القابلة‭ ‬للتحويل‭ ‬في‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬Transferable Reload At-sea Method‭ (‬TRAM‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬ستتيح‭ ‬للمقاتلات‭ ‬السطحية‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬فرصة‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ (‬VLS‭) ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬ويشكل‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬لحظة‭ ‬محورية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مرونتها‭ ‬التشغيلية‭ ‬وجاهزيتها‭. ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬خلايا‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ (‬VLS‭) ‬في‭ ‬البحر‭ ‬ظل‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬إحدى‭ ‬أبرز‭ ‬الأولويات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فقد‭ ‬حاولت‭ ‬الأخيرة‭ ‬جاهدةً‭ ‬الوصول‭ ‬لهذا‭ ‬الهدف‭. ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كارلوس‭ ‬ديل‭ ‬تورو،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬القدرات،‭ ‬وأن‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬سيكون‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬والأكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للتطبيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬الحاسمة‭. ‬ولطالما‭ ‬احتفظت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بقدرات‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التزويد‭ ‬الجاري‭ ‬أثناء‭ ‬الطقس‭ ‬القاسي،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬اعتادت‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الرافعات‭ ‬المثبتة‭ ‬على‭ ‬الطرادات‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬تيكونديروجا‮»‬‭ ‬والمدمرات‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬أرلي‭ ‬بيرك‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬الإمدادات،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬هذه‭ ‬الرافعات‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالحركة‭ ‬النسبية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬جعلتها‭ ‬غير‭ ‬فعالة،‭ ‬بالتالي‭ ‬تم‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬‭(‬TRAM‭) ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬الاشكاليات،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إحدات‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬البحر‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬التوترات‭ ‬الراهنة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬ثمة‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬مستقبلية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تندلع‭ ‬بسبب‭ ‬تايوان،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المحتملة‭ ‬ستخاض‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بنفاد‭ ‬الذخيرة‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ستكون‭ ‬فيه‭ ‬أقرب‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬يصل‭ ‬لـ‭ ‬5000‭ ‬ميل‭. ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬القواعد‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬الصينية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬صعوبة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القواعد‭ ‬لإعادة‭ ‬الامداد‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬شكلت‭ ‬تجربة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬مساراً‭ ‬جديداً‭ ‬سيسمح‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬بإعادة‭ ‬التسليح‭ ‬أثناء‭ ‬الإبحار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬حاوية‭ ‬صواريخ‭ ‬فارغة‭ ‬من‭ ‬سفينة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬تشامبرز‮»‬‭ (‬T-AKE 11‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬سفينة‭ ‬شحن‭ ‬وذخيرة‭ ‬تابعة‭ ‬لقيادة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬العسكري،‭ ‬إلى‭ ‬السفينة‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬تشوسين‮»‬‭ (‬CG-65‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬الكابلات،‭ ‬وبمجرد‭ ‬الصعود‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الطراد‭ ‬الصاروخي،‭ ‬وصلت‭ ‬الحاوية‭ ‬إلى‭ ‬خلية‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬قضبان‭ ‬متصلة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بنظام‭ (‬MK 41‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬عمد‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬إمالة‭ ‬الحاوية‭ ‬عمودياً‭ ‬وخفضها‭ ‬إلى‭ ‬الخلية‭. ‬

وشكل‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الناجح‭ ‬خطوة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تسليح‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬وزير‭ ‬البحرية،‭ ‬كارولوس‭ ‬ديل‭ ‬تورو،‭ ‬والذي‭ ‬أعلن‭ ‬نجاح‭ ‬العرض،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬خصومها‭. ‬

وحظيت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فبعد‭ ‬العرض‭ ‬الناجح‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الحرب‭ ‬السطحية‭ ‬البحرية‮»‬‭ (‬Port Hueneme‭ ‬Division‭) ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬جاء‭ ‬العرض‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬ليشكل‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬وإثبات‭ ‬نجاح‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭. ‬

ويتم‭ ‬استخدام‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الهيدروليكية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬سفينة‭ ‬الإمداد‭ ‬بنقل‭ ‬كافة‭ ‬أنواع‭ ‬الإمدادات‭ ‬إلى‭ ‬السفينة‭ ‬الحربية‭ ‬أثناء‭ ‬التحرك‭ ‬بشكل‭ ‬متواز‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬بعضاً‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬لتجديد‭ ‬خلايا‭ ‬أسلحة‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ (‬MK 41‭) ‬أثناء‭ ‬العمليات،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬يسمح‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬السطحية‭ ‬بإعادة‭ ‬تحميل‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للنظام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬تزويد‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬بالوقود‭ ‬وإعادة‭ ‬تخزينها‭ ‬بالمؤن‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬خلايا‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بتمديد‭ ‬العمليات‭ ‬القتالية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ‭. ‬

‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬لكنه‭ ‬مصمم‭ ‬بالأساس‭ ‬لتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يعالج‭ ‬مشكلات‭ ‬الحركة‭ ‬النسبية‭ ‬لرافعات‭ ‬الإسقاط‭ ‬السابقة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬القابلة‭ ‬للنقل‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تفوقها‭ ‬القتالي‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬المطولة‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الصعبة‭. ‬فبفضل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬باتت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الجاهزية‭ ‬والاستعداد‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دعم‭ ‬مساعيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬سيكون‭ ‬لهذه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬آثار‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬الجاهزية‭ ‬القتالية‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فبعكس‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬فيه‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬هاواي‭ ‬وكاليفورنيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل،‭ ‬سوف‭ ‬يغير‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬المعادلة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تمكين‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعزيز‭ ‬مدى‭ ‬ومرونة‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية،‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المرافق‭ ‬البحرية‭ ‬الضعيفة‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تكشف‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬لنظام‭ (‬TRAM‭)‬،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمدة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ ‬التي‭ ‬عادةً‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمآلات‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬المستخدمة،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭.‬

نظام‭ (‬TRAM‭) ‬والحروب‭ ‬المستقبلية‭ ‬عالية‭ ‬الكثافة‭ ‬

‌تعد‭ ‬المهمة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬هي‭ ‬تحقيق‭ ‬الهيمنة‭ ‬البحرية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬فإن‭ ‬أبرز‭ ‬وظائف‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬وصول‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬ممر‭ ‬مائي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بسرعة،‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز‭ ‬بأي‭ ‬صراع‭ ‬ربما‭ ‬تخوضه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬تقلصت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬قدرات‭ ‬منافسيها،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الصين‭. ‬

وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطرح،‭ ‬وبسبب‭ ‬تنامي‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬لاستمرارية‭ ‬الهيمنة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تسعى‭ ‬الأخيرة‭ ‬باستمرار‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬المتنامية‭ ‬لقدرات‭ ‬بكين‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬بُعْد‭ ‬الصين‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬يفصلهما‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬ستلعب‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬مستقبلية‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن،‭ ‬بحيث‭ ‬تتمكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬قواتها‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬المعارك‭ ‬المحتملة‭. ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تركيز‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬بوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تقويض‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬للأخيرة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬ضد‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬المحتمل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬واشنطن‭ ‬لأي‭ ‬أنشطة‭ ‬بحرية‭ ‬محتملة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭. ‬

بالتالي،‭ ‬تعاني‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬معضلة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬بسبب‭ ‬القدرات‭ ‬الصينية‭ ‬المتنامية،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬الأخيرة‭ ‬متفوقة‭ ‬على‭ ‬قدرات‭ ‬واشطن‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحجم‭. ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬مستقبلي،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تستنفد‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذخائرها‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬محدودة‭. ‬ووفقاً‭ ‬للتقديرات‭ ‬الغربية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفق‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬عالي‭ ‬الكثافة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬360‭ ‬صاروخاً‭ ‬يومياً،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬لا‭ ‬تخزن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬فإنها‭ ‬تفتقر‭ ‬أيضاً‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬الحافظ‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الذخيرة‭ ‬لسفنها‭ ‬الحربية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬

كذا،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الموانئ‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بإعادة‭ ‬إمداد‭ ‬‮«‬أنظمة‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‮»‬‭ ‬بعيدة‭ ‬للغاية‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬معرضة‭ ‬للهجوم،‭ ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالسفن‭ ‬المقاتلة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الصراع‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬فكل‭ ‬سفينة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الصراع‭ ‬ستكون‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬استراتيجية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬طرحت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العجز،‭ ‬حيث‭ ‬ينظر‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬باعتباره‭ ‬آلية‭ ‬حاسمة‭ ‬لقدرة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬بحرية‭ ‬عالية‭ ‬الكثافة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والذي‭ ‬أظهر‭ ‬نجاح‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬إبقاء‭ ‬الوحدات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قتال‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭. ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ (‬MK41‭) ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬السطحية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ثمة‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬الجديدة‭ ‬للقدرات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستكون‭ ‬حاسمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأسطول‭ ‬السطحي‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حروب‭ ‬مستقبلية،‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬تحتاج‭ ‬سفنها‭ ‬للانسحاب‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬لإعادة‭ ‬التسليح‭.‬

ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬والتي‭ ‬كشفت‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬أنظمة‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ (‬VLS‭) ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭. ‬وإذا‭ ‬تمكن‭ ‬الحوثيون‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬ثغرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مخزونات‭ ‬الأسلحة‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬ستكون‭ ‬أسوأ‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن‭. ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تمتلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تسع‭ ‬سفن‭ ‬أصغر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬البحر‭. ‬لكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭)‬،‭ ‬يمكن‭ ‬ترقية‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬القديمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬السفن‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬سفينة‭.‬

تنامي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعمليات‭ ‬إعادة‭ ‬التسليح‭ ‬في‭ ‬البحر

تعود‭ ‬فكرة‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬الصواريخ‭ ‬إلى‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬حاول‭ ‬المهندسون‭ ‬آنذاك‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬لإعادة‭ ‬تحميل‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬غير‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬نجاح‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬الكبيرة‭ ‬والحساسة‭ ‬بين‭ ‬السفن‭ ‬المتحركة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتطوير‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتنافسة،‭ ‬وتنامي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الجاهزية‭ ‬البحرية‭. ‬وبفضل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬تمكن‭ ‬المهندسون‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬النماذج‭ ‬القديمة‭ ‬وإضافة‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬الحركة‭ ‬وضوابط‭ ‬محوسبة‭ ‬ومكونات‭ ‬أكثر‭ ‬تطوراً‭. ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نفذت‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬الصواريخ‭ ‬من‭ ‬سفن‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬سفنها‭ ‬الحربية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬مناسباً‭ ‬آنذاك‭ ‬للأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭. ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وظهور‭ ‬الأسلحة‭ ‬والصواريخ‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬وقاذفات‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودية‭ (‬VLS‭)‬،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قدرة‭ ‬إعادة‭ ‬التحميل‭ ‬التقليدية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المطلوبة‭. ‬وقد‭ ‬تزايد‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬بإحياء‭ ‬قدرات‭ ‬اعادة‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التنافس‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الدولية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬بدأت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬لإعادة‭ ‬تسليح‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬كما‭ ‬أدت‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬الشحن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬فقد‭ ‬اضطرت‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ونظيرتها‭ ‬الغربية،‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬إمداد‭ ‬مخازنها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تضمن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬العودة‭ ‬لقواعد‭ ‬بعيدة‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬العمليات،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬اضطرت‭ ‬المدمرة‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬لبريطانيا‭ (‬إتش‭ ‬إم‭ ‬إس‭ ‬دايموند‭) ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬لجبل‭ ‬طارق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬التسليح‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬الفجوة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أضفى‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬لنظام‭ (‬TRAM‭) ‬الأمريكي،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تضمنت‭ ‬فقط‭ ‬نقل‭ ‬حاوية‭ ‬فارغة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭ ‬وليس‭ ‬صاروخاً‭ ‬حقيقياً،‭ ‬لكنه‭ ‬يظل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬باعتباره‭ ‬أول‭ ‬اختبار‭ ‬ناجح‭ ‬لنظام‭ (‬VLS‭) ‬بين‭ ‬السفن‭ ‬أثناء‭ ‬الإبحار‭.‬

وكان‭ ‬الكاتب‭ ‬العسكري‭ ‬البروسي،‭ ‬كارل‭ ‬فون‭ ‬كلاوزفيتز،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعارك‭ ‬يتطلب‭ ‬توجيه‭ ‬الضربات‭ ‬المتتالية‭ ‬للخصم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وأن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬الضربات‭ ‬يمنح‭ ‬العدو‭ ‬مهلة‭ ‬للتعافي‭ ‬مع‭ ‬إضعاف‭ ‬القوة‭ ‬القتالية‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تجاهلت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬مبدأ‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬حيث‭ ‬يحتاج‭ ‬المقاتلون‭ ‬السطحيون‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬المعركة‭ ‬عندما‭ ‬تستنفد‭ ‬مخزوناتها‭ ‬من‭ ‬الصواريخ،‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬التسليح‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأسطول‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬إعادة‭ ‬تسليحهم‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬لتجنب‭ ‬اتلاف‭ ‬الذخائر‭ ‬أو‭ ‬القاذفات‭ ‬العمودية‭. ‬ويضاف‭ ‬لذلك‭ ‬أن‭ ‬إبحار‭ ‬سفن‭ ‬اللوجستيات‭ ‬القتالية‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الأسطول‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬لإعادة‭ ‬التزود‭ ‬بالوقود‭ ‬والذخيرة‭ ‬وتسليمها‭ ‬إلى‭ ‬الأسطول‭ ‬قد‭ ‬يعرضها‭ ‬للخطر‭ ‬والاستهداف‭ ‬في‭ ‬رحلتها‭ ‬الطويلة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬كشفت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬دفع‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬السباق‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬وإعادة‭ ‬تسليح‭ ‬سفنها‭ ‬الحربية‭ ‬بالصواريخ‭ ‬في‭ ‬البحر‭. ‬فعملية‭ ‬إعادة‭ ‬التسليح‭ ‬كانت‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إخراج‭ ‬المدمرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬لحوالي‭ ‬شهرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬مستقبلية‭ ‬مع‭ ‬الصين‭. ‬

وتشكل‭ ‬منطقة‭ ‬الإندوباسيفيك‭ ‬ساحة‭ ‬معركة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬المستقبلية‭ ‬وبلورة‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬جديد،‭ ‬ويمكن‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬نتيجة‭ ‬الصراعات‭ ‬المستقبلية‭. ‬ولطالما‭ ‬لعبت‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬مدمرات‭ ‬وطرادات‭ ‬مجهزة‭ ‬بصواريخ‭ ‬متقدمة،‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬لضمان‭ ‬الهيمنة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لواشنطن‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬إشكالية‭ ‬رئيسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬هذه‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬تحميل‭ ‬أنظمة‭ ‬الإطلاق‭ ‬العمودي‭. ‬وبالتالي،‭ ‬يسمح‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬بإعادة‭ ‬تحميل‭ ‬قاذفات‭ ‬الصواريخ‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬أثناء‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة،‭ ‬ويسمح‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالبقاء‭ ‬عاملة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬والاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬للتهديدات‭. ‬

لذا،‭ ‬يأتي‭ ‬تطوير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لنظام‭ (‬TRAM‭) ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬مساعيها‭ ‬لتعزيز‭ ‬تحالفاتها‭ ‬ودعم‭ ‬وجودها‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬وقدراتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬التوسع‭ ‬السريع‭ ‬والمتنامي‭ ‬للقدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

تحديات‭ ‬قائمة

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬يحققها‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬قدرات‭ ‬الصين‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الوصول‭/ ‬منع‭ ‬المنطقة‭ (‬A2‭/‬AD‭) ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬القدرات‭ ‬الصينية‭ ‬المتنامية‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬التشغيلي،‭ ‬فإن‭ ‬فاعليته‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محدودة‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬دفاعات‭ (‬A2‭/‬AD‭) ‬الصينية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬كشفت‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬الصين‭ ‬بتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬مضادة‭ ‬مصممة‭ ‬بالأساس‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد،‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬قدرات‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الوصول‭/ ‬منع‭ ‬المنطقة‭ (‬A2‭/‬AD‭) ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬للوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬والشرقي‭. ‬وقد‭ ‬طورت‭ ‬الصين‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬بالأساس‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وصول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭. ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قدرات‭ ‬عسكرية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬نظيرتها‭ ‬الصينية‭ ‬بشكل‭ ‬موثوق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخلق‭ ‬عجزاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن‭ ‬ويمنح‭ ‬بكين‭ ‬مزايا‭ ‬تكتيكية‭ ‬كبيرة‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬ثمة‭ ‬إشكالية‭ ‬أخرى‭ ‬تواجه‭ ‬النظام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد‭ ‬تتعلق‭ ‬بعملية‭ ‬نقل‭ ‬عبوات‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذه‭ ‬العملية،‭ ‬نتيجة‭ ‬حجم‭ ‬ووزن‭ ‬الصواريخ،‭ ‬وزيادة‭ ‬احتمالات‭ ‬وقوع‭ ‬الحوادث‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذها‭. ‬لكن‭ ‬ربما‭ ‬يعمل‭ ‬مهندسو‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬قدرة‭ ‬النظام‭ ‬لتجنب‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأنه‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دمج‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬التشغيلي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬2‭-‬3‭ ‬أعوام‭.‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬هناك‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬التغلب‭ ‬عليها،‭ ‬يتعلق‭ ‬بعضها‭ ‬بفاعلية‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬بالكامل،‭ ‬فالتجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬البحرية‭ ‬لنظام‭ (‬TRAM‭) ‬تمت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬بحرية‭ ‬غير‭ ‬مضطربة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬فاعلية‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭. ‬يضاف‭ ‬لذلك‭ ‬تحدٍّ‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنقص‭ ‬الحاد‭ ‬الذي‭ ‬تعانيه‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬سفن‭ ‬الإمداد‭ ‬المناسبة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لنقص‭ ‬المخزونات‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬لإعادة‭ ‬تحميلها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬لتطوير‭ ‬الأسطول‭ ‬وتعديل‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بحيث‭ ‬تصبح‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الإمدادات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭. ‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يشكل‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬الهيمنة‭ ‬البحرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬للسفن‭ ‬الحربية‭ ‬بالعمل‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬استقلالية‭ ‬ومرونة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬البيئات‭ ‬صعوبةً‭. ‬لكنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يبقى‭ ‬مقيداً‭ ‬بسبب‭ ‬القدرات‭ ‬الصينية‭ ‬المضادة،‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لإعادة‭ ‬التسليح‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬ضرورة‭ ‬حقيقية‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الأسطول‭ ‬السطحي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬بدرجة‭ ‬كافية‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬أهدافه‭. ‬بفبضل‭ ‬أنظمة‭ (‬A2‭/‬AD‭) ‬الصينية،‭ ‬ستكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إغراق‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭). ‬وبالتالي،‭ ‬حال‭ ‬تمكنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬المضادة،‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬الأسطول‭ ‬السطحي‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬اكتمالاً،‭ ‬وحينها‭ ‬يصبح‭ ‬نظام‭ (‬TRAM‭) ‬أكثر‭ ‬جدوى‭.

عدنان‭ ‬موسى

‬مدرس‭ ‬مساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬ـــــ‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض