يُعَدُّ معرض الدفاع العالمي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس»، إلى جانب المؤتمر المصاحب لهما، من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الصناعات الدفاعية والتقنيات العسكرية المتطورة، التي تُقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي كل عامين، لتكون منصة استراتيجية تجمع بين صناع القرار، وخبراء الدفاع، وممثلي الشركات الكبرى، لعرض أحدث الابتكارات واستشراف مستقبل الدفاع والأمن.
تكتسب هذه الفعاليات الدفاعية أهمية بالغة ليس فقط من حيث كونها ملتقى عالمي للتعاون العسكري والدبلوماسي، ولكن أيضاً لدورها الحيوي في تعزيز الابتكار وتبادل المعرفة، وإلقاء الضوء على الدور المتنامي لدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز رئيسي رائد للابتكار التكنولوجي في مجال الدفاع.
كما تتيح هذه الفعاليات فرصة مميزة لاستعراض أحدث المنظومات الدفاعية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
ويشكل «آيدكس» و«نافدكس» من خلال الجمع بين الحلول البرية والبحرية والجوية في منصة واحدة، حدثاً استثنائياً يعكس التزام دولة الإمارات بتطوير منظومة دفاعية شاملة ومستدامة.
2025.. الدورة الأكبر والأضخم لمعرضي «آيدكس» و«نافدكس»
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، تنظم مجموعة «أدنيك» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بالتعاون مع وزارة الدفاع ومجلس التوازن، معرضي الدفاع الدولي «آيدكس» والدفاع البحري «نافدكس» خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 21 فبراير 2025، واللذين يمثلان فعاليتين مرتقبتين ورائدتين عالمياً ضمن القطاع، بالإضافة للمؤتمر الدفاعي الدولي الذي يعقد في 16 فبراير 2025، وذلك بفندق قصر الإمارات في أبوظبي.
ويجسد تنظيم المعرضين والمؤتمر المصاحب التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في مجالات الدفاع والأمن، ويعكس مكانتها داعماً أساسياً للاستقرار والسلام العالميين.
مشاركة دولية واسعة
ويشهد المعرضان والمؤتمر المصاحب لهما حضوراً دولياً لافتاً ومشاركة كبار القادة والمسؤولين الحكوميين والشركات العالمية الكبرى إضافة إلى كبريات الشركات المحلية الرائدة في الصناعات الدفاعية.
ويقدم معرضا آيدكس 2025 ونافدكس 2025، ملتقى عالمياً مهماً يحشد نخبة من قادة الجهات الحكومية والمسؤولين التنفيذيين والخبراء ضمن قطاعي الدفاع والأمن حول العالم، مما يتيح فرصة استثنائية للتواصل مع المستثمرين وبناء شراكات جديدة والتفاعل مع المسؤولين التنفيذيين في القطاع.
وتشهد دورة 2025 مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة، تشمل كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الصناعات الدفاعية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التطورات المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.
ويعود «آيدكس» لتقديم منصة عالمية لإبراز أحدث التقنيات الدفاعية وتعزيز التعاون بين الهيئات الدفاعية الدولية، عبر مشاركة نخبة من رواد الدفاع والأمن، كما يواصل «نافدكس» دوره كأكبر معرض للدفاع والأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتركيز على الأمن البحري ودعم مساعي التقدم نحو مستقبل أكثر أماناً حيث ستُقام الفعالية في قاعة المارينا على الواجهة البحرية لمركز «أدنيك» أبوظبي، وتستضيف أحدث التقنيات والمعدات والسفن المرتبطة بأمن السواحل والأمن البحري.
منصة استراتيجية لعرض أحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية
ويوفر المعرضان منصة استراتيجية لعرض أحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية، ومنصة أساسية ورائدة عالمياً لتعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات تسعى من خلالهما إلى إقامة شراكات مع كبرى الشركات العالمية بما يسهم في تطوير الصناعات الدفاعية المحلية ويعزز من تنافسيتها على المستوى الدولي.
وتحرص مجموعة «أدنيك» ووزارة الدفاع على دعم الصناعات الدفاعية والأمنية كأولوية وطنية لتطوير قطاع مهم يسهم في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع أبرز الشركات العالمية في هذا القطاع.
وتشير توقعات المنظمين إلى أن الدورة الجديدة الـ17 لمعرض «آيدكس» والدورة الثامنة لمعرض الدفاع البحري «نافدكس» سوف تكونان الأكبر والأضخم في تاريخ الحدثين علاوة على أنهما سيساهمان في تعزيز الابتكار وبناء شراكات تجارية جديدة مع وضع رؤية لمستقبل أكثر أماناً واستقراراً بفضل الحضور العالمي المتميز لرواد قطاع الدفاع والأمن.
وفي هذا السياق، تسجل الشركات الوطنية الإماراتية حضوراً فاعلاً في المعرضين لتثبت المكانة المرموقة التي باتت تحتلها المنتجات التي تحمل عبارة «صنع في الإمارات» في عالم الصناعات الدفاعية.
ويقول سعادة حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «أدنيك»، إن تنظيم هذه الفعاليات الرائدة، يجسد التزام مجموعة «أدنيك»، بتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي، عاصمة عالمية لصناعات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
وبين سعادته أنه وعلى مدار 32 عاماً تمكن معرض «آيدكس» من تعزيز مكانته ليصبح أحد أبرز وأكبر الفعاليات الدفاعية الدولية في العالم التي تساهم في تشكيل مستقبل الصناعة الدفاعية، حيث استقطبت المعارض على مدار دوراتها السابقة نحو 1.3 مليون مشارك، من صناع القرار والخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم، في حين تجاوز إجمالي قيمة الصفقات المعلنة أكثر من 175 مليار درهم، ما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه كمنصة استراتيجية لتوقيع الاتفاقيات وتعزيز الشراكات طويلة الأمد، حيث تتطلع مجموعة «أدنيك» لمواصلة البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات، وإنجاح الدورة المقبلة بالتعاون مع الشركاء في وزارة الدفاع ومجلس التوازن، وإخراجها بالشكل الذي يليق بسمعة ومكانة الدولة.
برامج مبتكرة لتعزيز التعاون الدفاعي
وستشهد دورة هذا العام من «آيدكس» و«نافدكس» برامج مبتكرة تشمل منصة «آيدكس نكست- جين»، التي تسلط الضوء على الشركات الناشئة العالمية، ومنصة «آيدكس ثينك- تانك» التي تجمع نخبة من خبراء الدفاع والأمن الدوليين لمناقشة أبرز التحديات والتطورات.
كما ستتضمن برامج المعرضين «حوارات آيدكس» و«حوارات نافدكس»، وهي جلسات حوارية تجمع صُناع السياسات ورواد الفكر والخبراء بهدف استشراف مستقبل التقنيات الدفاعية والابتكارات التي تُشكل تطورات القطاع، ومناقشة سُبل تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وكانت الدورة السادسة عشرة من «آيدكس» لعام 2023 والدورة السابعة من «نافدكس» لعام 2023 حققتا نجاحاً واسعاً، واستقطبتا 132.507 مشاركين في مركز أدنيك أبوظبي، إذ ضم المعرضان 41 جناحاً دولياً، وشارك فيهما 1.353 جهة عارضة من 65 دولة، منها 216 شركة وطنية.
وسجلت الدورة الماضية من معرضي «أيدكس ونافدكس 2023» نتائج قياسية من حيث المشاركات ومساحات العروض وبلغ إجمالي قيمة الصفقات المبرمة 23.34 مليار درهم.
واستقطب المعرضان 367 وفداً رسمياً من مختلف دول العالم، فيما شارك في مؤتمر الدفاع الدولي 1.800 شخص.
مؤتمر الدفاع الدولي 2025
يجمع مؤتمر الدفاع الدولي 2025، المصاحب لمعرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس»، قادة وخبراء وشركات الدفاع والأمن من أنحاء العالم؛ لمناقشة أبرز التحديات والفرص في هذا القطاع.
وتنظم مجموعة «أدنيك» بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الدفاع، وبالتعاون مع مجلس التوازن، المؤتمر يوم 16 فبراير، في قصر الإمارات، أي قبل يوم من انطلاق معرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس».
ويشكل مؤتمر الدفاع الدولي 2025، منصة رئيسية لتعزيز التعاون العابر للحدود وتأسيس شراكات طويلة الأمد، ما يعكس التزام دولة الإمارات بتطوير التعاون الدولي والابتكار في قطاع الدفاع.
«إعادة بلورة منظومة الدفاع: الابتكار والتكامل والمرونة»
وينطلق مؤتمر الدفاع الدولي 2025، تحت شعار «إعادة بلورة منظومة الدفاع: الابتكار والتكامل والمرونة»، ليشكل منصة عالمية تجمع نخبة من صناع القرار والخبراء والقادة من أنحاء العالم، لبناء جسور التعاون بين الدول والمؤسسات والشركات الدفاعية، من خلال مناقشة أهم القضايا والتهديدات العالمية، وتقديم الحلول الابتكارية للتغلب على التحديات المستقبلية.
ويتمتع المؤتمر بسجل حافل بالنجاح، ما رسّخ سمعته كواحد من أبرز المنتديات العالمية للحوار في مجال الدفاع والأمن، وقد لعبت نسخه السابقة دوراً مهماً في تعزيز التعاون الدولي، وعرض أحدث الابتكارات، وصياغة مستقبل إستراتيجيات الدفاع.
وسيشارك في المؤتمر مجموعة متنوعة من الشخصيات، تتضمن مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، وصناع السياسات الدفاعية، وقادة الصناعة، والمبتكرين، وممثلي الشركات متعددة الجنسيات.
ويُتوقع أن يسهم الحدث، من خلال تسهيل تبادل الأفكار والرؤى، في تعزيز التعاون العالمي وإجراء نقاشات مؤثرة لمواجهة التحديات المتسارعة في مجالي الدفاع والأمن.
جلسات المؤتمر
وستناقش جلسات المؤتمر الثلاث «الاضطرابات العالمية والاستعدادات الدفاعية: تخفيف حدة التهديدات التي تواجه سلاسل التوريد الضرورية»، و«المعلومات المضللة وعمليات التأثير: استخدام المعلومات كسلاح في النزاعات المعاصرة»، و«الفضاء: الساحة الجديدة للدفاع والأمن».
وستؤكد الكلمة الافتتاحية في الجلسة الأولى للمؤتمر على أهميته في تعزيز التعاون الدولي وابتكار حلول دفاعية تواكب التحديات العالمية، واستعراض التحديات غير المسبوقة التي تفرضها الاضطرابات العالمية، بما يشمل التوترات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية، والهجمات السيبرانية والأوبئة، وسبل تعزيز مرونة سلاسل التوريد الضرورية للدفاع والأمن الوطني من خلال التعاون بين الحكومات والقطاعات المختلفة، بجانب تسليط الضوء على الابتكارات التقنية التي تقدمها الشركات الناشئة ودورها في تعزيز متانة تلك «السلاسل».
وسيتم خلال الجلسة الأولى استعراض التحديات الحالية التي تواجه سلاسل التوريد العالمية والتدابير الاستباقية اللازمة لاستشراف الاضطرابات وإدارتها، ودور قطاع الدفاع في تأمين سلاسل التوريد الحيوية وأهمية الابتكار التكنولوجي والشركات الناشئة في دعم الدفاع والأمن الوطني، واستراتيجيات بناء شبكات تعاونية دولية لتخفيف المخاطر، والدروس المستفادة من أزمات سلاسل التوريد العالمية الأخيرة.
وتتناول الجلسة الثانية «المعلومات المضللة وعمليات التأثير: استخدام المعلومات كسلاح في النزاعات المعاصرة»، وتناقش تكتيكات التضليل ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير حملات المعلومات المضللة وتأثيراتها على استقرار المجتمعات والأنظمة السياسية، بجانب استعراض أساليب التضليل المستخدمة من الدول والجهات غير الحكومية وتأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على حملات التضليل والأبعاد الأخلاقية لاستخدام المعلومات كسلاح ودور منصات التواصل الاجتماعي في نشر التضليل واستراتيجيات الكشف عنه والتصدي له والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لبناء بيئة معلوماتية مرنة.
وتناقش الجلسة الثالثة موضوع «الفضاء: الساحة الجديدة للدفاع والأمن»، وتتطرق إلى الأهمية المتزايدة للفضاء في مجال الدفاع والحروب الحديثة، والتهديدات والفرص في هذا المجال المزدحم والتنافسي والمتنازع عليه، والتغييرات في البيئة الاستراتيجية للفضاء التي تتمثل في الزيادة الملحوظة في إطلاق الأقمار الصناعية واستخدام الأقمار الصناعية التجارية في العمليات القتالية الفعلية، بجانب أهمية تطوير تقنيات جديدة للوعي بالوضع الفضائي، والدفاع الصاروخي، والاتصالات الآمنة عبر الأقمار الصناعية، وتعزيز الأصول الفضائية القادرة على الصمود، وأهمية قيام الدول بإنشاء قوات وقيادات واستراتيجيات وسياسات وتحالفات فضائية.
ويناقش المؤتمر أبرز القضايا الحالية المتعلقة بالفضاء والدفاع، مع التركيز على التهديدات الناشئة لأنظمة الفضاء، والفرص لتعزيز الصمود، والتطورات في التقنيات الجديدة، والدور المحوري للقطاع الخاص، والحاجة إلى التحالفات الفضائية، بمشاركة دولية رفيعة المستوى؛ حيث سيستقطب كوكبة من الشخصيات العالمية البارزة في مجالات الدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا، من بينهم الدكتور «يوسي شيفي»، مدير مركز النقل والخدمات اللوجستية بمعهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، وكبار القادة العسكريين من الدول المختلفة.
وستعقد في ختام المؤتمر، جلسة مخصصة لتقديم توصيات استراتيجية ترسم الإطار المستقبلي لبرامج الدفاع.
المشاركة الافتراضية
وسيتيح المؤتمر هذا العام أيضاً، المشاركة الافتراضية من خلال منصات رقمية عالمية، ما يضمن مشاركة أوسع من جمهور عالمي، وسيوفر هذا النموذج الهجين فرصة لقادة الصناعة وصناع السياسات والخبراء الإعلاميين الذين لا يستطيعون الحضور شخصياً ليكونوا جزءاً من النقاشات المهمة من أي مكان في العالم.
ويعكس إرث المؤتمر، المتمثل في النقاشات المؤثرة والمشاركة رفيعة المستوى، التزام الإمارات الثابت بدفع عجلة التقدم وتأسيس شراكات هادفة في المجتمع الدفاعي العالمي.
إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون الدفاعية)