ارتفع إنتاج شركات السلاح وحجم مبيعاتها على مستوى العالم بوتيرة كبيرة، فقد أظهرت أحدث دراسة لمعهد استوكهولم لأبحاث السلام “SIPRI”، أن شركة “لوكهيد مارتن”Lockheed Martin الأمريكية لاتزال تحتل المرتبة الأولى بلا منازع منذ عام 2009 في قائمة أكبر 100 مجموعة إنتاج سلاح في العالم، حيث ارتفع حجم مبيعاتها بنسبة 5,2 % إلى 47,3 مليار دولار واستحوذت على 11 % من مبيعات سوق السلاح العالمي الذي بلغ 420 مليار دولار في عام 2018. ولأن ارتفاع مبيعات “لوكهيد مارتن” يعود بشكل أساسي حسب “SIPRI” إلى بيعها المقاتلة «F35» إلى عدة دول حول العالم، بدأ يتساءل الكثيرون عن هذه الطائرة المقاتلة، فما هي مميزاتها؟ وما هي مواصفاتها؟ وكم تبلغ قيمتها؟
تنتمي الطائرة المقاتلة طراز “F-35 Lightning II” التي تطورها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية إلى أحدث جيل من المقاتلات وهو الجيل الخامس، وتعد المقاتلة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في المجال الحربي، فهي الطائرة الأكثر تقدماً في الجيش الأمريكي بل والعالم كما يراها المراقبون.
المميزات والمواصفات
وتتميز طائرات الجيل الخامس التي بدأ إنتاجها في عام 2006 بأنها شبحية، وتجمع بين القدرات المتعددة التي تقوم بها مختلف أنواع الطائرات المقاتلة، بما يشمل القدرات الهجومية والاعتراضية، والقدرة على توفير تغطية جوية للقوات الأرضية، كما تتمتع بأنظمة إلكترونية متطورة للغاية، وتصنع من مواد تجعلها هدفاً صعباً أمام رصد الرادارات، ما يتيح لها إنجاز مهمتها متخفية.
وقد أطلق على هذه الطائرة اسم “المقاتلة المشتركة الهجومية” (Joint Striker Fighter) لما يتضمنه تصميمها من دمج لتكنولوجيات مختلفة متوافرة في الطائرات المقاتلة على مختلف أنواعها، وقد صممت هذه الطائرة المقاتلة بعمر يصل إلى 50 عاماً، ويتوقع استمرار استخدامها إلى العام 2070، حسب وكالة “بلومبيرغ”. ويعتبر مشروع بناء الطائرة “F35” أكبر مشروع صناعي عسكري، وأكثرها كلفة في التاريخ البشرية، إذ تقدر التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بأكثر من تريليون دولار أمريكي حسب العديد من الدراسات والتقارير. وتتميز طائرة “F35” بسرعتها الفائقة، حيث تصل إلى 2000 كيلو متر في الساعة تقريباً (1,6 ماخ)، والفضل في ذلك يعود لمحركها المتطور، كما تتمتع بميزة الإقلاع والهبوط العمودي، أي أنها قد لا تحتاج إلى مدرج للهبوط أو الإقلاع. وتمثل المقاتلة المتعددة الأدوار والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت، قفزة نوعية في قدرة الهيمنة على الهواء والقدرة على التواجد والبقاء في بيئات جوية معادية، حيث تحتوي على أجهزة استشعار متطورة أكثر من أي طراز آخر، وتستطيع حمل صواريخ تمكنها من التقدم وحسم المعارك، ولها القدرة أيضاً على تفادي المضادات الأرضية. وتستطيع “F35” الشبحية بمختلف أنواعها حمل ذخائر داخلية وخارجية تصل أوزانها إلى آلاف الكيلوغرامات، ويتسع خزان الوقود فيها لنحو 18 ألف لتر. وتمتلك “F35” أسلحة الحرب الإلكترونية الأكثر تطوراً، ما يمكنها من تحديد وتتبع طائرات العدو وتعطيل الهجمات بكفاءة، بالإضافة إلى مشاركتها المعلومات مع الوحدات البحرية والبرية. وتحتوي المقاتلة الأمريكية على قمرة قيادة واحدة بمقعد واحد، وتساهم في خلق وعي مكاني لدى الطيار بحيث تمكنه من رؤية المجال الجوي على مدى 360 درجة. وتلعب خوذة الطائرة دوراً مهماً في تجميع وعرض المعلومات اللازمة في لوحة واحدة، وتصل تكلفة الخوذة وحدها إلى 400 ألف دولار حسب وكالة بلومبيرغ.
وتحتوي المقاتلة على نظام معلومات لوجستية يُمكن مشغل الطائرة بالتخطيط لعمليات الصيانة وإدامة النظم المستخدمة على مدى دورة حياة الطائرة وأنظمة تشغيلها.
النماذج والأسعار
وتنتج شركة “لوكهيد مارتن” 3 نماذج من هذه المقاتلة الشبح متعددة الأغراض والقدرات، ولكل نموذج مزاياه الخاصة وسعره الخاص وفقاً للموقع الإلكتروني الخاص بالمقاتلة “www.f35.com”، وقد خفضت الشركة أسعار نماذج المقاتلة على مدى 4 سنوات منذ العام 2015 أكثر من 35%.
وقالت الشركة مطلع العام الجاري 2020، إنها أنتجت 134 من نوعية “F35”، في العام الماضي 2019، وهي زيادة بنسبة 47% عن صناعتها للطائرات نفسها في العام السابق 2018، وبزيادة وصلت إلى 200% عن العام 2016، وأوضحت أنها تنوي إنتاج 141 طائرة خلال العام الجاري. وأشارت “لوكهيد مارتن” إلى أنها سلمت في مع نهاية العام الماضي (2019) 134 طائرة، منها81 للقوات الجوية الأمريكية، و30 طائرة لعملاء دوليين، و23 طائرة تم بيعها خلال معاملات عسكرية خارجية، وبذلك يصل عدد المقاتلات التي سلمتها الشركة منذ بداية التصنيع إلى 491 طائرة، وأصبح لديها 490 طائرة في 21 قاعدة جوية حول العالم. وبينت الشركة، أنها قامت بتدريب نحو 975 طياراً و8585 مشرفاً، على آلية العمل مع هذه المقاتلة، التي تجاوز أسطولها أكثر من 240 ألف ساعة طيران.
إكرام بندلة (باحثة في الشؤون العسكرية)