تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، تنطلق فعاليات النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي، خلال الفترة من 4 إلى 8 فبراير 2024، بالعاصمة الرياض، وذلك بتنظيم من الهيئة العامة للصناعات العسكرية، تحت شعار «للغد نستعد»، وذلك بحضور صُناع القرار بمجالات الدفاع عالمياً، حيث سيتم استعراض أحدث التقنيات المستقبلية في التصنيع العسكري.
يحظى «المعرض العالمي» في نسخته الثانية، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بما يعكس حرص القيادة على تحقيق الريادة العالمية في مجالات الصناعات العسكرية، وتحقيق المستهدفات الوطنية بشأن مساهمة قطاع الدفاع في تعزيز الاقتصاد الوطني. ويعتبر معرض الدفاع العالمي 2024 نقطة تقاطع حاسمة لمجتمع الدفاع العالمي، إذ يوفر رؤية شاملة لأحدث ما توصلت إليه تقنيات الدفاع، كما يعزز المناقشات والتعاون العالمي. ومع استمرار تطور قطاع الدفاع، يظل معرض الدفاع العالمي 2024 حدثاً محورياً في تشكيل مستقبل صناعة الدفاع والأمن على المستوى العالمي. ويستقطب «المعرض» الذي صُمم ليصبح أحد أبرز معارض الدفاع والأمن في العالم، أكثر من 750 جهة عارضة وشركة عالمية من أكثر من 77 دولة، وبحضور نحو 219 وفداً رسمياً، و100 ألف زائر داخل المملكة وخارجها، على مساحة تبلغ أكثر من 800 ألف متر مربع، مُقسمة إلى صالات عرض وأجنحة للضيافة ولقاءات المشترين بالعارضين، فضلاً عن مدرج للطائرات والعروض الحية بطول 3 كيلومترات وعرض 50 متراً، ومركز إعلامي.
ويهدف «المعرض» الرائد دفاعياً وأمنياً، والذي يجري تنظيمه مرة كل عامين، إلى تعزيز موقع المملكة كوجهة عالمية رائدة في الصناعات العسكرية من خلال دفع عجلة التوطين والتصنيع الدفاعي محلياً، وتبادل الخبرات التصنيعية والاستفادة من أحدث التقنيات وتسليط الضوء على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيات العسكرية.
ويستعرض مستقبل مجالات الدفاع الخمسة في البرّ والبحر والجو والفضاء وأمن المعلومات، وأحدث الأنظمة حول العالم، فضلاً عن آخر التقنيات الجوية والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية العسكرية. كما يستضيف «المعرض»، أبرز صُناع القرار بمجالات الدفاع محلياً وإقليمياً ودولياً، بما فيها شركات دفاع عالمية كبرى، ليوفر فرصاً واعدة لشراكات استراتيجية بين الموردين والمشترين العالميين، من خلال برنامج اللقاءات الثنائية.
منتدى مستقبل الدفاع
تأتي النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي، ببرنامج ثري لإطلاع زوار المعرض على أحدث التقنيات التي ستشكل مستقبل صناعة الدفاع، عبر العديد من الفعاليات والمنصات المصاحبة للحدث، فقد جرى تخصيص أول أيام المعرض، لكبار الشخصيات والوفود الرسمية والجهات الحكومية والعارضين ووسائل الإعلام، بجانب تنظيم منتدى مستقبل الدفاع الذي يتميز بمراسم الافتتاح وجلسات الريادة الفكرية مع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين والصناعيين الذين يناقشون مستقبل الدفاع في العالم.
وستقدم هذه الفعالية الحصرية رؤى من كبار الشخصيات، بما في ذلك معالي المهندس أحمد عبد العزيز العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، ومعالي الفريق الركن فياض الرويلي، رئيس أركان القوات المسلحة السعودية، ومعالي الأستاذ خالد الفالح، وزير الاستثمار، والمهندس وليد أبو خالد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، بالإضافة إلى مجموعة من كبار الزوار والمتحدثين الذين سيستعرضون وجهات نظرهم حول التحديات الدفاعية المتوقعة خلال العقد المقبل.
«برنامج الوفود الرسمية»
يُمَكِّن المعرض من خلال «برنامج الوفود الرسمية»، العارضين من لقاء المشترين والـممثلين العسكريين من مختلف دول العالم، حيث يستقطب البرنامج في نسخته القادمة 219 وفداً رسمياً من 147 دولة.
ويُعدّ هذا البرنامج، الذي من المقرر أن يمتد على مدار أيام المعرض، عنصراً حاسماً في جهود المملكة لتعزيز التواصل بين الشركات الدولية والكيانات الحكومية.
لقاء الجهات الحكومية السعودية
يُعد برنامج «لقاء الجهات الحكومية السعودية» أحد العناصر الأساسية لمعرض الدفاع العالمي 2024، إذ يوفر للمشاركين منصة قيّمة لفهم فرص المملكة العربية السعودية المتنامية في قطاع الدفاع والاستفادة منها.
ويسهم برنامج «لقاء الجهات الحكومية السعودية» في فهم الفرص المتاحة في صناعة الدفاع والأمن في المملكة.
ويهدف البرنامج إلى تعريف الشركات العارضة والزوار بالجهات الحكومية السعودية الرئيسية، لتعزيز الوعي بإجراءات الشراء ومتطلبات الاستثمار وعمليات الشراكة الاستراتيجية بما يتماشى مع الأهداف العامة لصناعة الدفاع الوطنية.
ويمثل هذا البرنامج فرصة ثمينة لبناء العلاقات والتعاون داخل قطاع الدفاع السعودي، وستشمل جلسات يقدمها ممثلون من جهات رئيسية في المملكة العربية السعودية مثل الهيئة العامة للصناعات العسكرية وكل من وزارة الدفاع والداخلية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني وغيرها، مما يجعلها منصة أساسية لمن يرغب في التعرف على النظام البيئي الدفاعي السعودي.
أفكار وبرامج جديدة
يستحدث المعرض في نسخته الحالية، العديد من الأفكار والبرامج الجديدة، منها: «منصة مستقبل الدفاع» المخصصة لاستعراض دور التكنولوجيا وبحث إمكانيات التقنيات الحالية والمستقبلية عبر 3 أنشطة رئيسية هي منصة البحث والتطوير للتعرف على الجامعات والمراكز التي ترسم مستقبل صناعة الدفاع والأمن، ومنصة الابتكار التي تجمع روّاد المستقبل والمؤسسات الناشئة، وقاعة العرض الرئيسة التي تجمع المبتكرين بالمستثمرين لاستعراض الأفكار عبر العروض التقديمية. ويسعى المعرض من خلال «منصة الدفاع للفضاء»، إلى تسليط الضوء على أهمية الفضاء وتأثيره على جميع جوانب الأمن والدفاع والصناعة والاستثمار في القطاع. فيما يستضيف «برنامج المرأة في الدفاع»، نخبة من القيادات النسائية من مختلف دول العالم، لإبراز إنجازات المرأة، ومناقشة التحديات المستمرة، ومعرفة كيفية مساهمتها في قطاع صناعة الدفاع والأمن عالمياً.
«رحلة إلى المستقبل»
يُعتبر برنامج «رحلة إلى المستقبل» عنصراً أساسياً ومبتكراً في معرض الدفاع العالمي 2024، حيث يمنح الحضور تجربة غامرة عبر أكثر الميزات تطلعاً إلى المستقبل، بينما يستعرض قدرات المنتجات الجديدة. صُمم هذا البرنامج التفاعلي لجذب الزوار من خلال إطلاعهم على أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل قطاع الدفاع. وباعتباره عنصراً محورياً في الموضوع الأساسي للمعرض «للغد نستعد»، فهو يشكّل منصة فريدة لعرض الحلول المتطورة وتسليط الضوء على الإصدارات والتطورات الجديدة التي تصدرها الشركات الرائدة. يضمن برنامج «رحلة إلى المستقبل» الذي يشمل منصة الفضاء، ومنصة مستقبل الدفاع وبرنامج مواهب المستقبل وجلسات الريادة الفكرية والعروض الحية، تجربة شاملة ومثيرة، تسلط الضوء على التطور التكنولوجي والمنتجات الجديدة في قطاع الدفاع.
منصة الدفاع للفضاء
علاوة على ذلك، يشمل المعرض منصة فضاء دفاعية جديدة، والتي ستعمل على تسليط الضوء على الأهمية الناشئة للفضاء في الدفاع، تقديراً للأهمية المتزايدة لتقنيات الفضاء في القدرات العسكرية والأمن القومي.
وتهدف هذه المنصة لتعزيز التعاون والمشاركة الدوليين بين كبرى الكيانات الفضائية، من خلال عرض أكثر قدرات وتقنيات الفضاء ابتكاراً، كما ستركز منصة الدفاع للفضاء على الطموحات الفضائية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، مسلطة الضوء على الفرص المستقبلية أمام المملكة وشركائها الدوليين في هذا المجال الحيوي المتنامي.
عروض حية وثابتة
يوفر المعرض لزواره فرصة فريدة لمشاهدة العروض الحية البرية والجوية المميزة عن قرب، بدءاً من عروض الطيران للطائرات النفاثة، والطائرات المروحيّة وعروض المركبات العسكرية طوال أيام المعرض، وذلك لإبراز القدرات المستقبلية المتعددة في مجال العمليات العسكرية، بالإضافة إلى استعراض تقنيات الدفاع والأمن المستقبلية من قبل العارضين من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن العديد من منصات العرض الحية والثابتة لاستعراض تقنيات الدفاع والأمن المستقبلية عبر مجالات البر، والبحر، والجو، والفضاء.
دفع عجلة التوطين
معرض الدفاع العالمي يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بشأن تبادل المعرفة وتوطين أكثر من 50% من الإنفاق على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030. وأضافت أن معرض الدفاع يشكل بيئة جاذبة وحاضنة للمبدعين في مجالات التصنيع العسكري، موضحة أنه يوجد جسر من التواصل بين الموردين والمشترين بهدف إثراء الشراكات الاستراتيجية الدولية فيما يتعلق بالابتكارات العسكرية. ويعد معرض الدفاع العالمي، أحد إنجازات الهيئة العامة للصناعات العسكرية التي تسابق الزمن من أجل الوصول إلى الريادة العالمية في التصنيع العسكري محلياً، حيث تمكنت من الوصول بتوطين التقنيات العسكرية إلى نسبة 12% بنهاية عام 2021، وتواصل السعي الحثيث للوصول نسبة توطين 50% من الإنفاق العسكري بحلول 2030.
إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون العسكرية)