DRAILER IMAGE-00_ (1)

«درايلر».. قفزة نوعية في مجال المركبات العسكرية ذاتية القيادة

تعمل جيوش العالم الحديثة اليوم أكثر من أي وقت مضى على تحديث وتطوير أساليب عملها وتغيير تركيبة قواتها من معدات وفرق متخصصة، حيث باتت العمليات العسكرية تتطور بشكل متسارع، مما يحتم على قوات الدفاع مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة التي تخدم تحقيق أهداف مختلف المهام العسكرية.

ولتلبية متطلبات الجيوش الحديثة، خاصة في مجال المركبات ذاتية القيادة، تخوض الشركات الدفاعية سباقاً محموماً.

«درايلر».. مرحلة فاصلة في مشهد التكنولوجيا العسكرية سريع التطور

وقد برزت في هذا السياق شركة «أركوس» (ARQUUS) الفرنسية كلاعب مميز، يلعب دوراً فعالاً في إنتاج العديد من المركبات، أبرزها المركبة الروبوتية «درايلر» DRAILER، التي أحدثت قفزة نوعية في مجال الروبوتات العسكرية ذاتية القيادة، ونجحت في تلبية العديد من المتطلبات التي تحتاجها الجيوش المتطورة.

وتعتبر شركة «أركوس» الفرنسية من الشركات العالمية المتخصصة في مجال صناعة المركبات الدفاعية المتطورة، وقد أوجدت لنفسها مكاناً متميزاً في تسليح مختلف جيوش العالم بآليات ومركبات عسكرية تعمل وفق أعلى المعايير العالمية.

وكشفت شركة «أركوس» النقاب عن الروبوت الجديد «درايلر»، والذي يعتبر مرحلة فاصلة في مشهد التكنولوجيا العسكرية سريع التطور.

ويَعِدُ هذا الروبوت بتحسين العمليات العسكرية بمستويات غير مسبوقة من الكفاءة والأمان، فمع التعمق في قدرات وتأثيرات «درايلر»، يتضح أن هذا الروبوت ليس مجرد ابتكار جديد؛ بل يمثل تغييراً جذرياً في كيفية تنفيذ العمليات العسكرية.

قفزة تكنولوجية

يمثل روبوت «درايلر» ذروة تكنولوجيا الروبوتات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الحديثة، حيث صممته شركة «أركوس» لأداء مجموعة متنوعة من المهام دون الحاجة للتدخل البشري، بدءاً من العمليات اللوجستية والاستطلاع وصولاً إلى الدعم المباشر في السيناريوهات القتالية.

وتعتبر الاستخدامات المتعددة أكثر ما يميز «درايلر»، فعلى عكس العديد من الطرازات المماثلة السابقة والتي كانت غالباً محصورة في أدوار محددة، صُمم روبوت «درايلر» ليتكيف مع متطلبات المهام المتعددة، مما يجعله أداة قيمة في مختلف السياقات التشغيلية.

يشمل تصميم الروبوت أحدث أجهزة الاستشعار وأنظمة الاتصال، مما يتيح له التنقل في البيئات المعقدة بأقل تدخل بشري، حيث تُمَكِّنُه الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي من اتخاذ القرارات آنياً، مما يعزز فعاليته في المواقف غير المتوقعة.

كما يضمن تكامل شبكات الاتصالات القوية التي يتميز بها «درايلر» قدرته على العمل بسلاسة ضمن إطار تكتيكي أوسع، وذلك بالتنسيق مع وحدات وأنظمة أخرى لتحقيق الأهداف.

تعزيز الكفاءة التشغيلية

إحدى الفوائد الرئيسية لـ«درايلر» هو قدرته على تعزيز كفاءة العمليات العسكرية التقليدية التي غالباً ما تتطلب دعماً لوجستياً كبيراً يستهلك الوقت والموارد.

وبفضل قدراته المتقدمة على العمل باستقلالية، يستطيع «درايلر» تولي العديد من المهام، مما يتيح للمشغلين الفرصة لأداء أدوار أكثر أهمية، وهو أمر لا يؤدي إلى تبسيط العمليات فحسب بل يقلل أيضاً من الخطر الذي قد يتعرض له الجنود.

فعلى سبيل المثال، في مجال إدارة سلسلة التوريد، يمكن لـ«درايلر» نقل المعدات والإمدادات عبر التضاريس الصعبة بشكل مستقل، مما يضمن حصول القوات على الموارد اللازمة دون الحاجة إلى قوافل تكون عرضة للهجمات العدائية.

وفي مهام الاستطلاع، يمكن للروبوت جمع ونقل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الحقيقي، مما يوفر للقادة معلومات دقيقة في الوقت المناسب دون تعريض الجنود للخطر.

وتعتبر هذه القدرة على العمل باستقلالية في البيئات الخطرة تحولاً نوعياً من شأنه إنقاذ الأرواح وتحسين نتائج المهام.

أداة مضاعفة للقوة في القتال

بعيداً عن الدعم اللوجستي، يعمل هذا الروبوت كأداة لمضاعفة القوة في السيناريوهات القتالية، حيث يمكن نشره في المناطق الخطرة التي يكون الوجود البشري فيها بالغ الخطورة.

وبفضل تجهيزه بأسلحة متقدمة وأنظمة دفاعية، يمكن لـ«درايلر» المشاركة في القتال المباشر، حيث يقدم دعماً حاسماً للقوات في الصفوف الأمامية، ويمكن لدقته وموثوقيته في تنفيذ المناورات المعقدة أثناء القتال أن تحدث فرقاً كبيراً في نتيجة المعركة.

علاوة على ذلك، صُممت أنظمة الذكاء الاصطناعي في «درايلر» لتتعلم وتتأقلم مع كل مهمة، مما يُحَسِّن أداءه باستمرار. وتضمن هذه القدرة أن يظل الروبوت فعالاً حتى مع تطور التكتيكات والتهديدات. فالقدرة على تحليل الموقف والاستجابة للتحديات الجديدة آنياً، تمنح «درايلر» ميزة استراتيجية، مما يجعله أداة لا غنى عنها في الحروب الحديثة والمعقدة.

الآثار الأخلاقية والاستراتيجية

يطرح استخدام الروبوتات ذاتية القيادة مثل «درايلر» تساؤلات أخلاقية واستراتيجية مهمة، فمع تولي الآلات أدواراً أكثر فاعلية في العمليات العسكرية، يصبح من الضروري وضع إرشادات وبروتوكولات واضحة تحكم استخدامها.

فلا يمكن التغاضي عن إمكانيات سوء الاستخدام أو النتائج غير المتوقعة، فعلى سبيل المثال، يعتبر ضمان التزام الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي بقواعد الاشتباك والقانون الدولي أمراً بالغ الأهمية لمنع الانتهاكات والحفاظ على المعايير الأخلاقية في الحروب.

من الناحية الاستراتيجية، يمكن أن يؤدي دمج الروبوتات ذاتية القيادة في القوات العسكرية إلى تغيير توازن القوى على الساحة العالمية، حيث يمكن للدول التي تستثمر في تطوير تقنيات الروبوتات المتقدمة أن تحقق ميزة استراتيجية كبيرة، مما قد يعيد تشكيل الاستراتيجيات والتحالفات العسكرية، الأمر الذي من شأنه أن يبرز أهمية الحوار والتعاون الدولي لمعالجة التحديات والفرص التي تطرحها هذه التقنيات.

مستقبل الروبوتات العسكرية

يعد ابتكار شركة «أركوس» لـ«درايلر» بداية مرحلة جديدة في تطوير الروبوتات العسكرية، حيث تلعب الأنظمة ذاتية القيادة دوراً مركزياً في مهمات الدعم والقتال. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، من المتوقع أن نرى روبوتات أكثر تعقيداً وقدرة في الميدان.

فمن المحتمل أن يضم ميدان القتال المستقبلي مزيجاً من القوات البشرية والروبوتية التي تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

فضلاً عن ذلك، يمثل «درايلر» خطوة كبيرة نحو تحسين العمليات العسكرية، حيث تَعِدُ قدراته بتعزيز الكفاءة والقوة وتقليل المخاطر في المعارك والحروب.

ومع ذلك، عند تبني هذه الابتكارات، من الضروري التعامل بحذر مع التداعيات الأخلاقية والاستراتيجية، حيث يتم تشكيل مستقبل الحروب اليوم، ويقف «درايلر» في طليعة هذا التحول، حيث تلعب كيفية دمج وتنظيم هذه التقنيات دوراً بالغ الأهمية في تحديد تأثيرها على الأمن العالمي وطبيعة الصراعات في المستقبل.

قوة متعددة الوظائف

يوجد في قلب تصميم «درايلر» منصة دفع رباعي يمكن نشرها في مجموعة متنوعة من المهام، حيث تتراوح تطبيقاتها من دعم المشاة إلى المهام الهندسية، والحرب الإلكترونية، ومكافحة الطائرات المسيرة، والمهام الأرضية قصيرة المدى.

بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز «درايلر» بنظام دفع هجين كهربائي/ديزل، يضمن الحركة الصامتة، وهي ميزة حاسمة للعمليات التي تتطلب التخفي، كما يتمتع هذا الروبوت المتطور بالقدرة على القيادة الذاتية في مختلف ميادين العمليات، ليوفر الدعم المستمر دون الحاجة المستمرة لإعادة التزود بالوقود أو الشحن، مما يجعله رفيقاً موثوقاً في الميدان، يمتلك القدرة على التكيف مع العديد من الحمولات مع الحفاظ على قدرات تشغيلية عالية.

الميزات والقدرات الرئيسية

يمتلك «درايلر» مجموعة واسعة من الميزات تجعله يتفوق على المنصات الروبوتية الأخرى. وفيما يلي بعض القدرات البارزة التي تجعله أداة لا غنى عنها في ساحة المعركة:

الحركة والمرونة: بفضل الدفع الرباعي والتوجيه الكلي، يوفر «درايلر» قدرة استثنائية على الحركة، حيث يمكنه التنقل عبر التضاريس الصعبة بسهولة بفضل نظام التعليق المستقل الذي يسمح له بتسلق منحدرات تصل إلى 60% والمنحدرات الجانبية حتى 30%.

السرعة العالية وقابلية السحب: يمكن سحب «درايلر» بسرعة تصل إلى 90 كم/س وتشغيله عن بُعد بسرعة تصل إلى 40 كم/س، مما يجعله فعالاً للغاية في الميادين ذات الكثافة العالية، ويضمن قدرته على مواكبة عمليات الانتشار السريعة والتحركات المطلوبة في المواقف القتالية الديناميكية.

قدرة تحمل عالية: يشتمل النظام الهجين لـ«درايلر» على بطارية بسعة 14 كيلوواط في الساعة ومولد ديزل، مما يسمح له بالعمل بشكل مستمر لمسافة 200 كم بسرعة 20 كم/س أو البقاء في وضع الاستعداد لمدة 24 ساعة، مما يضمن قدرته على دعم المهام الطويلة دون انقطاع.

تصميم مسطح قابل للتعديل: صمم سطح «درايلر» لنقل المعدات الثقيلة والتي يصل وزنها حتى 700 كجم، كما تتيح قابليته للتعديل إمكانية نقل أنواع مختلفة من الحمولات، بدءاً من الذخيرة والإمدادات وصولاً إلى المعدات المتخصصة.

التشغيل عن بُعد خارج خط الرؤية (BLOS – Beyond Line of Sight): يمكن تشغيل «درايلر» عن بعد من مسافة تصل إلى 2 كم، مما يتيح للمشغلين القدرة على التحكم فيه من مسافة آمنة، ويعزز السلامة والمرونة الاستراتيجية.

نسخة دعم المشاة: تبرز نسخة «درايلر» المجهزة ببرج HORNET عيار 12.7 ملم قدرته على تقديم دعم ناري مباشر لوحدات المشاة، كما تؤكد دوره كأداة لمضاعفة القوة في ساحة المعركة.

إنفوجرافيك

المواصفات:

النوع: روبوت رباعي الدفع (4×4) ذاتي القيادة

الوزن الإجمالي للمركبة: 7 طن

الحمولة: 700 كجم

قوة المحرك: 100 حصان

موسع نطاق وقود الديزل (x2)

بطارية ليثيوم أيون 14 كيلوواط في الساعة

التشغيل عن بعد خارج خط الرؤية (BLOS) حتى 2 كم

مكونات تتميز بالأمن السيبراني

محطة سلاح ذات تحكم عن بُعد (RCWS) عيار 12.7 ملم

صناديق ذخيرة

صواريخ مضادة للدبابات

الأداء:

أقصى سرعة سحب: 90 كم/س

أقصى سرعة على الطرق الوعرة: 40 كم/س

الميل الأقصى: 60%

الميل الجانبي: 30%

إعداد: إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون العسكرية)

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض