NEURON-11-DA000_Sc

«نيورون».. بصمة أوروبية مبتكرة في عالم الطائرات المسيرة

برزت الطائرات المسيرة المقاتلة كابتكار ثوري في مجال الطيران دائم التطور، والذي من شأنه تغيير شكل العقيدة العسكرية والقدرات التشغيلية في جميع أنحاء العالم.

وباتت تُعتبر الطائرات المقاتلة المسيرة في عصرنا الحالي، أداة حيوية للدفاع والأمن الوطني، فهي تمثل تطوراً مهماً في التكنولوجيا العسكرية وتقدم قدرة استخباراتية وهجومية متطورة.

وبفضل قدرتها على الطيران بدون طيار، تتميز هذه الطائرات بالقدرة على تنفيذ مهام متعددة بشكل فعال، بما في ذلك الاستطلاع، والرصد، والهجوم الدقيق على أهداف عسكرية أو إرهابية دون تعريض الطيارين للخطر، مما يعزز القدرة الدفاعية للدول التي تستخدمها.

وتعتبر طائرة «نيورون» NEURON المسيرة من أبرز رواد هذه الثورة التكنولوجية، حيث تمثل اقتحام أوروبا لمجال الطائرات القتالية غير المأهولة كبيرة الحجم.

وتجسد هذه الطائرة المسيرة التي تطورها شركة «داسو» للطيران مع عدة شركاء أوروبيين، دمجاً للهندسة المتقدمة وتكنولوجيا التخفي وقدرات القيادة الذاتية.

رمز لطموح أوروبا

تعتبر طائرة «نيورون» المسيرة عنصراً أساسياً في استراتيجية الاستقلال الدفاعي الأوروبي والسيادة التكنولوجية، بوصفها أول طائرة مسيرة أوروبية كبيرة الحجم، حيث تعزز الابتكار والتعاون عبر الحدود داخل صناعة الطيران الأوروبية، وتمثل رمزاً لطموح أوروبا وإنجازاً تاريخياً في سعي القارة لتطوير طائرات مسيرة قتالية متقدمة.

وبفضل تصميمها وقدرتها على التخفي وأنظمتها الجوية المتقدمة، وتنوع مهامها، يمكن لطائرة «نيورون» تغيير شكل مستقبل الحرب الجوية، مما يوفر للدول الأوروبية أداة فعالة وقابلة للتكيف لحماية مصالحها واستعراض قوتها في بيئة أمنية متزايدة التعقيد.

ثمرة التعاون الدولي

يُجسد مشروع «نيورون» روح التعاون الدولي والابتكار التكنولوجي، حيث يجمع مساهمات تحالف من شركات الطيران الأوروبية والمؤسسات البحثية.

ومن خلال الخبرة والموارد الجماعية لشركائها، تمكنت شركة «داسو» للطيران من جعل «نيورون» برنامجاً رائداً للتعاون الدفاعي الأوروبي، مما يمهد الطريق للمزيد من التعاون والمبادرات المشتركة في تطوير أنظمة الطيران المسيرة.

وتم تصميم «نيورون» وتطويرها ضمن مشروع عسكري بناءً على الخبرة المكتسبة من مشاريع صناعة الطائرات الدفاعية، وذلك ضمن بيئة عمل متكاملة تماماً تسمى بـ«إدارة دورة حياة المنتج» (PLM)، عبر «منصة افتراضية» (virtual plateau)، مما سمح لشركة «داسو» للطيران وشركائها الموجودين في البلدان المختلفة، العمل معاً على قاعدة بيانات مشتركة للتصميم من أماكنهم المختلفة.

ويتيح هذا التنظيم المبتكر إمكانية تسريع وتيرة العمل لحل أي مشاكل فنية تحدث خلال مرحلة تطوير البرنامج.

ومن المتوقع أن يكون تطوير برنامج «نيورون» وتكامله التشغيلي دافعاً لمزيد من التقدم في تكنولوجيا التخفي، والذكاء الاصطناعي، والتوافقية داخل صناعة الدفاع الأوروبية، مما يعزز الاستقلال الاستراتيجي للقارة والتنافسية العالمية في مجال الفضاء الجوي.

تصميم شبحي فريد

يتميز تصميم «نيورون» بانخفاض بصمته الرادارية والحرارية، فبفضل التكوين الهجين لجناحي وجسم الطائرة والذي يتميز بحواف مسننة وأسطح متعددة الأوجه، فضلاً عن استخدام المواد والطلاء الذي يشتت إشارات الرادار، يعمل تصميم الطائرة الديناميكي على تجنب الرصد من قِبل الرادار ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء ويعزز قدرتها على اختراق دفاعات العدو الجوية دون اكتشافها، مما يعزز قدرتها على النجاة وفعاليتها في البيئات العدائية، ويساعد في تعزيز الأمن الوطني والتصدي للتهديدات المحتملة.

الأنظمة الجوية

بفضل مجموعة من الأدوات وأنظمة الطيران المتقدمة وأحدث تكنولوجيا القيادة الذاتية، تستطيع «نيورون» تنفيذ المهام بأقل قدر من التدخل البشري.

المستشعرات

تمتلك الطائرة مجموعة متكاملة من المستشعرات، بما في ذلك الرادار وكاميرات الرؤية الكهروبصرية/الأشعة تحت الحمراء (EO/IR)، وأنظمة الحرب الإلكترونية، مما يمنحها قدرة شاملة على فهم الوضع وتحديد الأهداف، ويتيح لها العمل بشكل مستقل أو بالتعاون مع الطائرات المأهولة والأصول الأرضية.

مهام متعددة

بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأنظمة القيادة الذاتية، يمكن لـ«نيورون» تنفيذ المهمات المعقدة، وتفادي دفاعات العدو، والتكيف مع البيئات التشغيلية الديناميكية، مما يعزز من فعاليتها واستجابتها على ساحة المعركة.

ويسمح تصميم هذه الطائرة المسيرة القابل للتعديل بأداء مجموعة متنوعة من المهام، بدءاً من توجيه الضربات الدقيقة، والمراقبة والاستطلاع، وصولاً إلى الحرب الإلكترونية وتزويد الطائرات بالوقود في الجو.

ويمكن أن تستوعب حجرة الأسلحة الداخلية للطائرة مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك القنابل الموجهة، وصواريخ جو- أرض، والأسلحة ذات المدى البعيد، مما يمكنها من استهداف العدو بدقة وفعالية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة الطائرة على العمل في المجالات الجوية العدائية والبيئات المحظورة يجعلها أداة حيوية لمهام التفوق الجوي، وقمع الدفاع الجوي، والردع الاستراتيجي، مما يعزز قدرة أوروبا على توسيع نفوذها وحماية مصالحها في جميع أنحاء العالم.

إنفوجرافيك

إعداد: إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون العسكرية)

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض