609_0006_Vector Smart Object

الحروب‭ ‬القمرية‭ ‬هل‭ ‬يشكل‭ ‬القمر‭ ‬ساحة‭ ‬لحرب‭ ‬باردة‭ ‬جديدة؟

منذ‭ ‬أن‭ ‬غادر‭ ‬البشر‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1972،‭ ‬ظلت‭ ‬هناك‭ ‬تطلعات‭ ‬للعودة‭ ‬إليه،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المساعي‭ ‬ظلت‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬سياسية،‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬لتفرض‭ ‬نفسها‭ ‬كأحد‭ ‬ملامح‭ ‬التنافس‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭. ‬وكانت‭ ‬فترة‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬منافسة‭ ‬حادة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أول‭ ‬هبوط‭ ‬بشري‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬رحلة‭ ‬أبولو‭ ‬11‭ ‬المأهولة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬1969‭ ‬بمثابة‭ ‬تطور‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنافسة،‭ ‬وتأكيد‭ ‬التفوق‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الأمريكي‭ ‬ونظامها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭.‬

في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬انضمت‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬لاستكشاف‭ ‬الفضاء‭ ‬وتشغيل‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية،‭ ‬حتى‭ ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬وكأن‭ ‬سباق‭ ‬الفضاء‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬سباقاً‭ ‬جديداً‭ ‬نحو‭ ‬القمر،‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بمساعي‭ ‬الاستغلال‭ ‬التجاري‭ ‬للموارد‭ ‬القمرية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تنافس‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬الجديدة‭ ‬المشتعلة‭ ‬حالياً‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وبكين‭. ‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن‭ ‬بالمجال‭ ‬القمري،‭ ‬كشفت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تخوفات‭ ‬أمريكية‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحركات‭ ‬بكين‭ ‬لإنشاء‭ ‬محطتها‭ ‬لأبحاث‭ ‬القمر‭ ‬الدولية‭ (‬ILRS‭) ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬أرتميس‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬واشنطن‭ ‬ويستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬القمري‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ستهيمن‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الصراع‭ ‬الأرضي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬بدأت‭ ‬تطرح‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬القمرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التنافس‭.‬

أبعاد‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي

شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬المتنامي‭ ‬بشأن‭ ‬الاندفاع‭ ‬إلى‭ ‬القمر،‭ ‬فهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬دولة‭ ‬تمتلك‭ ‬حالياً‭ ‬برامج‭ ‬فضائية،‭ ‬وثمة‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬بمحاولة‭ ‬العودة‭ ‬للقمر‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬برنامج‭ ‬أبولو‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬وبخلاف‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961،‭ ‬عندما‭ ‬دار‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬سوفييتي‭ ‬حول‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وقامت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لاحقاً‭ ‬بإرسال‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬اتسم‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬الثاني،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬وشهد‭ ‬بناء‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية،‭ ‬وبدايةً‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تواجد‭ ‬مستمر‭ ‬للبشر‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬المداري،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬ملامح‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬الثاني‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإرسال‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬مهام‭ ‬أبعد‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬الثالث،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكل،‭ ‬سيشهد‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إرسال‭ ‬البشر‭ ‬لمهام‭ ‬أبعد‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭.‬

ويتسق‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬البعثات‭ ‬القمرية‭ ‬التي‭ ‬أرسلتها‭ ‬الصين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬عدد‭ ‬بعثات‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقد‭ ‬أثارت‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬تخوفات‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬اتجاه‭ ‬الصين‭ ‬لتوظيف‭ ‬الميزة‭ ‬النسبية‭ ‬للتحرك‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬واحتمالية‭ ‬تفوقها‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لاستكشاف‭ ‬المناطق‭ ‬الحرجة‭ ‬كالقطبين‭ ‬القمريين‭ ‬واحتياطياتهما‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الموارد،‭ ‬خاصة‭ ‬الجليد‭ ‬المائي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بيل‭ ‬نيلسون،‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬وصول‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬الصينين‭ ‬إلى‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬للقمر‭ ‬قبل‭ ‬نظرائهم‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬خاصة‭ ‬لبكين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

وعلى‭ ‬المنوال‭ ‬ذاته،‭ ‬حذرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬اتجاه‭ ‬الصين‭ ‬للتفوق‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفضاء‭ ‬القمري،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعدما‭ ‬تمكنت‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تنفذ‭ ‬مهمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بإعادة‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬البعيد‭ ‬من‭ ‬القمر‭. ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬مركبة‭ ‬الهبوط‭ ‬الصينية‭ ‬غير‭ ‬المأهولة‭ ‬‮«‬تشانغ‭ ‬إي‭ ‬6‮»‬‭ (‬Chang’e 6‭) ‬بالهبوط‭ ‬عند‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬للقمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬الصخور‭ ‬والتربة،‭ ‬وهو‭ ‬الهبوط‭ ‬الناجح‭ ‬الثاني‭ ‬لبكين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬بكين‭ ‬آنذاك‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬هبوط‭ ‬ناجح‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬البعيد‭ ‬من‭ ‬القمر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬المركبة‭ ‬‮«‬تشانج‭ ‬إي‭-‬4‮»‬‭ (‬Chang’e-4‭)‬،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬لم‭ ‬تستكشف‭ ‬سابقاً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬ليجعل‭ ‬الصين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬ترسل‭ ‬مسباراً‭ ‬للجانب‭ ‬البعيد‭ ‬من‭ ‬القمر،‭ ‬والذي‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬بسبب‭ ‬بعد‭ ‬المسافة‭ ‬وتضاريسه‭ ‬الشاقة‭. ‬

بالتالي،‭ ‬بدأت‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬مقارنة‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬الصينية‭ ‬بالإخفاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتتالية‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬الخاص‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬القمر،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعدما‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬Astrobotic‭ ‬الأمريكية‭ ‬الناشئة‭ ‬فشل‭ ‬مركبتها‭ ‬‮«‬بيريغرين‮»‬‭ ‬في‭ ‬الهبوط‭ ‬بسلاسة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا‭ ‬أنها‭ ‬اضطرت‭ ‬لتأخير‭ ‬المهمتين‭ ‬المقبلتين‭ ‬من‭ ‬برنامجها‭ ‬‮«‬أرتميس‮»‬‭ ‬بنحو‭ ‬عام‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لنقص‭ ‬التمويل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكونجرس‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬تعهدات‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬بإعادة‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬

وبخلاف‭ ‬سباق‭ ‬القمر‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعتمد‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬بعثات‭ ‬أبولو‭ ‬إلى‭ ‬القمر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السباق‭ ‬الجديدة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬يشهد‭ ‬مساهمات‭ ‬مختلفة‭ ‬تماماً‭ ‬لشركاء‭ ‬واشنطن،‭ ‬فقد‭ ‬انضمت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬حوالي‭ ‬42‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أرتميس،‭ ‬والتي‭ ‬تبني‭ ‬تحالفاً‭ ‬متنامياً‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التعاون‭ ‬القمري،‭ ‬ومحاولة‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬وتعمل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حالياً،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وكندا‭ ‬واليابان،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬Lunar Gateway،‭ ‬والتي‭ ‬ستدور‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬إطلاق‭ ‬الوحدات‭ ‬الأولى‭ ‬لها‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬كذا‭ ‬تعتمد‭ ‬استراتيجية‭ ‬واشنطن‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري،‭ ‬وقد‭ ‬تمخض‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬أرتميس‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬تتبنى‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬القمري‭ ‬نموذج‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬الذي‭ ‬تديره‭ ‬الدولة،‭ ‬لضمان‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬الفضائية‭ ‬وتكنولوجيتها‭ ‬وبياناتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬نجاحها،‭ ‬لكن‭ ‬بشرط‭ ‬توافر‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تنهار‭ ‬حالة‭ ‬تراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬للبرنامج‭. ‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬النهج‭ ‬السابق‭ ‬لبكين‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬تعاون‭ ‬أقل‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفضاء،‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬استكشاف‭ ‬القمر‮»‬‭ (‬CLEP‭) ‬الصيني‭ ‬ليستهدف‭ ‬توسيع‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وتعزيز‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أعلنت‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الوطنية‭ ‬الصينية‭ (‬CNSA‭) ‬رسمياً‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬‮«‬محطة‭ ‬أبحاث‭ ‬القمر‭ ‬الدولية‮»‬‭ (‬ILRS‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬مبادرة‭ ‬صينية‭ ‬بشأن‭ ‬تطوير‭ ‬منصة‭ ‬تعاونية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬للبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬كما‭ ‬وقعت‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الصينية‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬الإطلاق‭ ‬الفضائي‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2021‭. ‬

ولم‭ ‬يعد‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬القمري‭ ‬قاصراً‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬فهناك‭ ‬تحركات‭ ‬موازية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬كالهند‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬هبوط‭ ‬مركبتها‭ (‬Chandrayaan-3‭) ‬غير‭ ‬المأهولة‭ ‬بنجاح‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬لتكون‭ ‬بذلك‭ ‬رابع‭ ‬دولة‭ ‬تهبط‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬صعودها‭ ‬كقوة‭ ‬فضائية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأوسع‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬نيودلهي‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬الفضائية‭. ‬

بالإضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬هناك‭ ‬مساع‭ ‬دولية‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التحركات‭ ‬اليابانية‭ ‬والروسية،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هبوط‭ ‬ناجح‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬مركبة‭ ‬الهبوط‭ ‬الروسية‭ ‬‮«‬لونا‭ ‬25‮»‬،‭ ‬ومركبة‭ ‬الفضاء‭ ‬اليابانية‭ ‬‮«‬Moon Sniper‮»‬‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هبوط‭ ‬ناجح‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الرحلات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭. ‬

الأهمية‭ ‬الجيواستراتيجية

تعد‭ ‬عملية‭ ‬الهبوط‭ ‬على‭ ‬القمر‭ ‬مهمةً‭ ‬شاقةً‭ ‬للغاية،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تأخر‭ ‬إعادة‭ ‬تكرارها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬منذ‭ ‬عملية‭ ‬أبولو‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬عدد‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬الذين‭ ‬هبطوا‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وهم‭ ‬12‭ ‬رائداً‭ ‬جميعهم‭ ‬أمريكيون،‭ ‬وصلوا‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعثات‭ ‬أبولو‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬1969‭ – ‬1972،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬مرشح‭ ‬للزيادة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزيادة‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقها‭ ‬للدوران‭ ‬حول‭ ‬القمر‭ ‬أو‭ ‬الهبوط‭ ‬على‭ ‬سطحه‭.‬

فثمة‭ ‬اهتمام‭ ‬دولي‭ ‬واسع‭ ‬بالمهام‭ ‬القمرية‭ ‬واستخراج‭ ‬الموارد‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند‭ ‬واليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الصين‭ ‬تعتبر‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬رؤية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لتوسيع‭ ‬نشاطها‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الهائلة‭ ‬الموجودة‭ ‬هناك،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬الوحيدة‭ ‬أيضاً‭ ‬التي‭ ‬استثمرت‭ ‬أموالاً‭ ‬طائلة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬الفضاء‭ ‬المستقبلية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬القاعدة‭ ‬القمرية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الصين‭ ‬لإنشائها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬للقمر‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ (‬Intuitive Machines‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬تجارية‭ ‬أمريكية،‭ ‬نجاحها،‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬في‭ ‬هبوط‭ ‬مركبتها‭ ‬الفضائية‭ ‬غير‭ ‬المأهولة‭ ‬‮«‬نوفا‭-‬سي‮»‬‭ (‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬أوديسيوس‭) ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬حفرة‭ ‬‮«‬مالبيرت‭ ‬أ‮»‬‭ (‬Malapert A‭) ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭. ‬ويشكل‭ ‬هذا‭ ‬الهبوط‭ ‬حدثاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬بمركبة‭ ‬غير‭ ‬مأهولة،‭ ‬فإنها‭ ‬تعد‭ ‬أول‭ ‬هبوط‭ ‬قمري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاماً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لجيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭. ‬

وبينما‭ ‬ارتبط‭ ‬سباق‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بالصراعات‭ ‬السياسية،‭ ‬فإن‭ ‬سباق‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬سيكون‭ ‬مرتكزاً‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬وشركات‭ ‬الطيران‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭ ‬وتطوير‭ ‬مركبات‭ ‬هبوط‭ ‬قمرية‭ ‬تجارية،‭ ‬كما‭ ‬طرحت‭ ‬بعض‭ ‬الأدبيات‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬‭ ‬اقتصاد‭ ‬القمر‮»‬‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬المكاسب‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أنشطتها‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالقمر‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬القمرية‭ ‬الراهنة‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬حاسمة‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬التنافس‭ ‬الصيني‭ – ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬فكما‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬أبولو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬والذي‭ ‬تمخض‭ ‬عنه‭ ‬إنزال‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬كان‭ ‬محدداً‭ ‬محورياً‭ ‬لتكريس‭ ‬التفوق‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬القمرية‭ ‬الباردة‭ ‬الجديدة‭ ‬ستكون‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬ملامح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد‭. ‬

عسكرة‭ ‬القمر

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معاهدة‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬لعام‭ ‬1967‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬عسكرة‭ ‬القمر‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مطالبات‭ ‬بالملكية،‭ ‬واعتبار‭ ‬القمر‭ ‬بمثابة‭ ‬ملكية‭ ‬مفتوحة‭ ‬لكافة‭ ‬البشر‭ ‬والدول،‭ ‬فإن‭ ‬حالة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬الحاد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬عسكرة‭ ‬القمر‭ ‬وتصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬الصراع‭ ‬بشأن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬القمر‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬قوة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬تضاريس‭ ‬رئيسية‮»‬‭. ‬كذا‭ ‬يتولى‭ ‬مختبر‭ ‬أبحاث‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكي‭ ‬عملية‭ ‬تمويل‭ ‬قمر‭ ‬صناعي‭ ‬تجريبي،‭ ‬وهو‭ ‬Oracle،‭ ‬والذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026،‭ ‬ليقوم‭ ‬بمراقبة‭ ‬الفضاء‭ ‬بين‭ ‬القمر‭ ‬والأرض‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الخبرة‭ ‬الطويلة‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬المركبات‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بالدوران‭ ‬حول‭ ‬الأرض،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تسعى‭ ‬لاستغلال‭ ‬هذه‭ ‬الخبرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬أفضل‭ ‬لأنشطة‭ ‬الحكومة‭ ‬الفضائية‭. ‬

وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ركزت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬مشاريع‭ ‬الأبحاث‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتقدمة‮»‬‭ (‬DARPA‭) ‬الأمريكية‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬الوكالة‭ ‬ثلاثة‭ ‬مشروعات‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يتمثل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬التصنيع‭ ‬المداري‭ ‬والقمري‭ ‬المتكافئ‭ ‬بين‭ ‬المواد‭ ‬والأحجام‭ ‬الكتلية‮»‬‭ (‬NOM4D‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬واستحداث‭ ‬أساليب‭ ‬وتصاميم‭ ‬تسمح‭ ‬بتصنيع‭ ‬أنظمة‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬لصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭. ‬أما‭ ‬البرنامج‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ (‬LunA-10‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬القمرية‭ ‬المستقبلية‭. ‬بينما‭ ‬يتمثل‭ ‬المشروع‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬‮«‬إرشادات‭ ‬التشغيل‭ ‬القمري‭ ‬لاتحاد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‮»‬‭ (‬LOGIC‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يسعى‭ ‬لتطوير‭ ‬معايير‭ ‬دولية‭ ‬للتشغيل‭ ‬التقني‭ ‬المخصصة‭ ‬للقمر‭. ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬تنامي‭ ‬أبحاث‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬القمر‭ ‬التي‭ ‬تنبثق‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬تخوفات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬تكريس‭ ‬مفهوم‭ ‬العسكرة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭. ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬السباق‭ ‬الفضائي‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬يتركز‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬إلى‭ ‬تصدير‭ ‬الصراعات‭ ‬والتوترات‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭. ‬

ويربتط‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعسكرة‭ ‬القمر‭ ‬بتصاعد‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفضائية‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬تستعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لنشر‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬المحطات‭ ‬الطرفية‭ ‬المعيارية‭ ‬عن‭ ‬بعد‮»‬‭ (‬RMT‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬تشويش‭ ‬أرضي‭ ‬جديد‭ ‬بغرض‭ ‬تعطيل‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬المعادية‭ ‬وقت‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬حذر‭ ‬بعض‭ ‬المسؤوليين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬خلال‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬أسبن‮»‬‭ ‬الأمني‭ ‬السنوي،‭ ‬من‭ ‬اتجاه‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬لنشر‭ ‬أسلحة‭ ‬فضائية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

ملامح‭ ‬التسليح‭ ‬القمري‭ ‬الراهن

بات‭ ‬الفضاء‭ ‬القمري‭ ‬يشكل‭ ‬أصلاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬محتملاً‭ ‬للأغراض‭ ‬العسكرية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بسبب‭ ‬الخصائص‭ ‬الفريدة‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬البيئة‭ ‬القمرية،‭ ‬وكذا‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬ساحةً‭ ‬جذابةً‭ ‬للتطبيقات‭ ‬العسكرية‭. ‬وتتنوع‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬استخدام‭ ‬القمر‭ ‬كأصل‭ ‬عسكري‭ ‬استراتيجي،‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬ترسيخ‭ ‬وجود‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬القمر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬قواعد‭ ‬متقدمة‭ ‬هناك،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬توفير‭ ‬منصة‭ ‬مستقرة‭ ‬لمراقبة‭ ‬الفضاء‭ ‬والأرض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحسين‭ ‬أنظمة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭. ‬كذا‭ ‬يمكن‭ ‬للوجود‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬أصول‭ ‬عسكرية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الفضائية‭ ‬الحرجة‭ ‬وردع‭ ‬الخصوم‭. ‬بالإضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬للقوات‭ ‬العسكرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوجود‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬أن‭ ‬تكتسب‭ ‬ميزة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المرونة‭ ‬ووقت‭ ‬الاستجابة،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬نشر‭ ‬الأصول‭ ‬العسكرية‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬القمر‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬المدار‭ ‬الأرضي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬والرد‭ ‬حال‭ ‬اندلاع‭ ‬أي‭ ‬صراع‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬هناك‭ ‬تخوفات‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المداري،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عقب‭ ‬الاختبار‭ ‬الروسي‭ ‬المضاد‭ ‬لأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬والذي‭ ‬أُجري‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يتزايد‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬تحاول‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬المتنافسة‭ ‬إحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬الاهتمام‭ ‬المحدودة‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تقييد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬وربما‭ ‬تتفاقم‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬بسبب‭ ‬اتجاه‭ ‬القوى‭ ‬الدولية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حالياً‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتمخض‭ ‬عنه‭ ‬مخاطر‭ ‬تشغيلية‭ ‬وتأجيج‭ ‬نزاعات‭ ‬محتملة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬ومناطق‭ ‬التنافس‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬تتزايد‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬بسبب‭ ‬تنامي‭ ‬احتمالات‭ ‬الاصطدام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النشاط‭ ‬المتزايد‭ ‬نحو‭ ‬القمر‭.  ‬كذا،‭ ‬أشارت‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لديها‭ ‬حالياً‭ ‬خطط‭ ‬لنشر‭ ‬أسلحة‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬واشنطن‭ ‬لنشرها‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬البعيد‭ ‬من‭ ‬القمر،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬العسكرية‭ ‬لكي‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬القمر‭ ‬بهدف‭ ‬التجسس،‭ ‬وتبدو‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬قديمة‭ ‬للغاية،‭ ‬ترتبط‭ ‬بتطلعات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الكافية‭ ‬أعاق‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬آنذاك‭. ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ملامح‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولجي‭ ‬الهائل،‭ ‬دفع‭ ‬واشنطن‭ ‬لإعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تطلعاتها‭ ‬السابقة‭ ‬بشأن‭ ‬تسليح‭ ‬القمر‭. ‬وربما‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬إنشاءها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الفضائية‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬فروع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وعلى‭ ‬المنوال‭ ‬ذاته،‭ ‬حذرت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مساع‭ ‬صينية‭ ‬حالية‭ ‬لنشر‭ ‬معدات‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬خلال‭ ‬رحلاتها‭ ‬الاستكشافية،‭ ‬وذلك‭ ‬بغية‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬لتواجدها‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬للقمر‭.‬

مستقبل‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬القمرية

هناك‭ ‬تنافس‭ ‬رئيسي‭ ‬حالياً‭ ‬لترسيخ‭ ‬وجود‭ ‬مستدام‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬للقمر،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬والمعدنية‭ ‬الهائلة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬هناك‭ ‬مساع‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬لإنشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬قمرية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وستشكل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬نقطة‭ ‬حاسمة‭ ‬للطرف‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬السبق‭ ‬فيها‭. ‬إذ‭ ‬يرتبط‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الصراعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقمر‭ ‬بمحاولة‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬المتنافسة‭ ‬تحقيق‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬لبعض‭ ‬المناطق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والمطالبة‭ ‬بملكيتها‭ ‬ومنع‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الهبوط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭. ‬ويرجح‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬تصاعداً‭ ‬في‭ ‬حدة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬القمري،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاستعداد‭ ‬السياسي‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬لإنفاق‭ ‬مبالغ‭ ‬ضخمة‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬القمرية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تقدر‭ ‬اجمالي‭ ‬نفقات‭ ‬برنامج‭ ‬أرتميس‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬حوالي‭ ‬93‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنخرط‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬بدور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنافسة‭ ‬القمرية‭. ‬

وتشكل‭ ‬الاعتبارات‭ ‬القانونية‭ ‬معضلة‭ ‬رئيسة‭ ‬ترتبط‭ ‬بعسكرة‭ ‬القمر،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬غياب‭ ‬لقواعد‭ ‬ملزمة‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬المحتمل‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬وفي‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬معاهدة‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬لعام‭ ‬1967‭ ‬تحظر‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬وضع‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬على‭ ‬القمر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تنص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬نشر‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬هناك‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬ترجيح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الصينيون‭ ‬أو‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يعيد‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬فسوف‭ ‬يضفي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بعداً‭ ‬جديداً‭ ‬للتنافس‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬يضاف‭ ‬للعلاقات‭ ‬المتوترة‭ ‬بالفعل‭ ‬بينهما،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬الهيمنة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المعايير‭ ‬والقواعد‭ ‬الخاصة‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬القمر‭ ‬ومناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬عليه‭.‬●

عدنان‭ ‬موسى‭ ‬‭(‬مدرس‭ ‬مساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬–‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭)‬

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض