تحطمت طائرة من طراز إف – 35 واشتعلت فيها النيران بعد وقت قصير من إقلاعها في 29 مايو 2024، بالقرب من قاعدة جوية في مدينة ألباكركي بولاية نيو مكسيكو، ونقل قائدها إلى المستشفى وهو في حالة حرجة، بعد أن تمكن من القفز بمظلته. وبعدها ببضعة أيام، وقعت حادثة أخرى، إذ أفادت وسائل إعلام يابانية في 3 يونيو 2024، بأن طائرتين مقاتلتين يابانيتين من طراز “إف – 35 أيه” هبطتا اضطرارياً في مطار تجاري شمال اليابان، بعد أن تعرضت إحداهما لمشكلة ميكانيكية غير معروفة، ولم تفصح السلطات اليابانية عن نوعية هذا العطل.
قبل هذين الحادثتين، وقعت حوالي 30 حادثة تحطم للمقاتلة الأمريكية، حسب شبكة سلامة الطيران الأمريكية، أولها في فبراير 2013 وآخرها في سبتمبر 2023، وذلك من مختلف الطرز الثلاثة للمقاتلة وهي «إف – 35 آي»، و«إف – 35 بي»، و«إف – 35 سي».
كما تعاني المقاتلة من مشكلة أخرى، وهي التكلفة المرتفعة لصيانتها، فقد أشارت هيئة رقابية مستقلة تابعة للكونجرس أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تستطيع استخدام أسطول الطائرات المقاتلة من طراز «إف- 35» إلا بنسبة 51% إذ إنها تعاني من مشكلات كبيرة في الصيانة، وذلك على الرغم من أن البنتاجون كان يستهدف استخدامها بنسبة 85% إلى 90% من إجمالي الاستخدامات.
وسوف يتناول التحليل التالي بالتوضيح أبرز العيوب الفنية التي تعانيها المقاتلة الأمريكية الأحدث، والجدل المثار حول فاعليتها، خاصة في ضوء وجود مؤشرات على أن المقاتلة ليست خفية تماماً عن نظم الدفاع الجوي المعادية.
التكلفة المرتفعة للمقاتلة
تقدر تكلفة إنتاج المقاتلة الواحدة من طراز «إف – 35» بحوالي 100 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل في حد ذاته مشكلة كبيرة، إذ إن برنامج «إف 35» كان قد تم تطويره بالأساس، في تسعينات القرن العشرين، من أجل إنتاج آلاف من المقاتلات الجديدة لكي تحل محل جميع الطائرات الحربية التكتيكية الموجودة في مخزونات القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية. وتحتاج القوات الجوية الأمريكية نحو 1800 مقاتلة من هذا الطراز لكي تستبدل أسطولها القديم من مقاتلات «إف 16»، وكذلك «آي – 10 إس».
وبعد مرور خمسة عشر عاماً على أول رحلة للمقاتلة، لم يعد لدى القوات الجوية سوى 250 مقاتلة فقط من هذا النوع. وتجدر الإشارة هنا إلى أن القوات الجوية أنهت إنتاج مقاتلة الجيل الخامس «إف – 22» بعد الانتهاء من إنتاج 195 نسخة فقط منها. وقد كان أحد الأهداف من وراء ذلك هو إنتاج مقاتلة جديدة من الجيل الخامس أقل تكلفة، وأخف وزناً، وهو ما تجلى في مشروع إنتاج المقاتلة «إف – 35»، غير أنها أخفقت في تحقيق هذين الهدفين، مع زيادة التكنولوجيا المعقدة الموظفة بها، والتكلفة المرتفعة. وأشار التقرير المعنون «مقتنيات الدفاع: ملاحظات على مقاتلة «إف – 35» ونظام إدارة المعركة المتقدم للقوات الجوية»، والصادر عن «مكتب مساءلة الحكومة الأمريكية» إلى أن «المقاتلة هي أكبر برنامج استحواذ لوزارة الدفاع الأمريكية من حيث التكلفة في تاريخ الجيش الأمريكي، حيث من المتوقع أن يتجاوز إجمالي تكاليف الاستحواذ 406 مليارات دولار لتطوير وشراء أكثر من 2400 طائرة حتى السنة المالية 2044.
تكاليف الصيانة الباهظة
لا تتحكم الحكومة الأمريكية في حقوق البيانات الخاصة ببرنامج المقاتلة «إف – 35»، ولا يمكن للقائمين على الصيانة من أفرع الجيش المختلفة الوصول إلى البيانات الفنية اللازمة للقيام بالكثير من أعمال الصيانة الخاصة بالمقاتلة. كما لا تستطيع الحكومة تزويد الشركات الأخرى بإمكانية الوصول إلى تلك المعلومات التقنية.
ونتيجة لذلك، فإن شركة لوكهيد مارتن تحتكر وحدها عقود الصيانة المربحة. ولم يكن عدم الحصول على البيانات منذ بداية البرنامج خطأ غير مقصود من جانب مسؤولي التعاقدات الحكومية، بل كان قراراً متعمداً استناداً إلى بدعة تُحَمِّل الشركة «مسؤولية الأداء الكلي للنظام». وبموجب هذا الأمر، تخلت الحكومة الأمريكية فعلياً عن مسؤوليتها عن صيانة المعدات لشركة لوكهيد مارتن.
وفي المقابل، لم يكن لدى الشركة حافز لتصميم أسلحة بسيطة وسهلة الصيانة، لأن نموذج أعمالهم كان يقوم على عقود صيانة طويلة الأجل لمنتجاتهم، والتي تدر بدورها أرباحاً كبيرة. فقد منح مسؤولو البنتاجون شركة لوكهيد مارتن ما يصل إلى 6.6 مليار دولار في عام 2021 لدعم أسطول المقاتلات «إف – 35» لمدة عامين، حتى عام 2023. وسوف تنمو هذه العقود بشكل أكبر مع إنتاج المزيد من المقاتلات لصالح الجيش الأمريكي، إذ تقدر الحكومة الأمريكية أن «تكاليف استدامة برنامج «إف – 35» لتشغيل الأسطول وصيانته على مدار الـ 52 عاماً القادمة سوف يبلغ 1.12 تريليون دولار.
مشاكل فنية بلا حلول مرضية
أكد مكتب البرنامج المشترك لمقاتلات «إف – 35» في بيان أصدره في ديسمبر 2019 عن مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية أن هناك مشكلة قد تؤدي إلى تلف قسم ذيل المقاتلة إذا ما واصلت التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت. ويعني هذا القصور أنه في الارتفاعات العالية للغاية، لا يمكن لنسخ البحرية الأمريكية ومشاة البحرية من طائرة «إف – 35»، وهي «إف – 35 سي» التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت إلا لفترات قصيرة قبل أن يكون هناك خطر حدوث ضرر هيكلي وتفقد قدرتها على التخفي. وقد تجعل هذه المشكلة من المستحيل على المقاتلة القيام باعتراضات أسرع من الصوت. ويلاحظ أنه تم تصنيف هذا العيب ضمن العيوب التي لن يتم إصلاحها، ولكن سوف يتم تغيير معايير التشغيل للمقاتلة، أي وضع قيد زمني على الوقت اللازم للمقاتلة للتحليق بسرعة أسرع من الصوت.
وبالفعل يضطر طيارو مقاتلة الجيل الخامس «إف – 35» من طرازي «بي» و«سي» إلى مراعاة القيود المفروضة على السرعة الجوية لتجنب إلحاق الضرر بهيكل المقاتلة أو طلاء الطائرة، والذي يساعدها على التخفي. ولذلك تم وضع قيد بأن المقاتلة «إف – 35 سي» لا يمكنها التحليق بسرعة 1.3 ماخ لمدة لا تزيد على 50 ثانية تراكمية، كما لا يمكن للمقاتلة «إف – 35 بي» التحليق بسرعة 1.2 ماخ لمدة 80 ثانية تراكمية أو لمدة 40 ثانية عند 1.3 ماخ. وقد يمنع هذا القيد المقاتلة «إف – 35 سي» من الوصول إلى السرعة المثالية المقدرة عند 1.44 ماخ لإطلاق الأسلحة خارج نطاق الرؤية البصرية، أي تلك الصواريخ التي تبلغ مداها أكثر من 37 كيلومتراً.
نموذج أولي قيد التطوير
لم تصل مقاتلة «إف – 35» إلى قدرتها التشغيلية الكاملة حتى مطلع عام 2024، إذ إ نها تحتاج بالفعل إلى تحديثات وتعديلات، بما في ذلك محرك جديد. ويرى بعض الخبراء العسكريين أن «كل مقاتلة من هذا الطراز تم بناؤها، حتى الآن، ليست أكثر من نموذج أولي مكلف للغاية. وسيتعين أن تخضع الوحدات التي تم إنتاجها بالفعل لعمليات تحديث مكلفة في المستقبل عندما يكتمل التصميم لجعلها تقترب من المعايير القتالية الكاملة».
وليس أدل على صدق هذا التوقع، إعلان الشركة المنتجة للمقاتلة أن عدد أوجه القصور الفنية الحرجة تتقلص ببطء، حيث انخفض عدد أوجه القصور الفنية الحرجة من 11 مشكلة حرجة في يناير 2021 إلى سبعة أوجه قصور في يوليو من نفس العام. كما أنه لم يتم الكشف عن أوجه القصور هذه، نظراً لأن هذه المعلومات حساسة من الناحية العملياتية، إذ إنها قد تضر بالدول التي تمتلك المقاتلة. ويلاحظ أن بعض المشاكل السبع الفنية الموجودة في المقاتلة تصنف ضمن الفئة «1 بي»، أي أنها لها تأثيرات جدية على الاستعداد لأداء المهام العسكرية، في حين أن البعض الآخر يندرج ضمن «1 آي»، أي أنها يمكن أن تهدد حياة الطيار الذي يقود المقاتلة.
وأشار التقرير إلى أن الأسباب الرئيسية للأعطال الحرجة كانت اهتزاز واضطراب أداء البرمجيات، وبعض المشاكل الفنية في المقاتلة، وجهاز ذاكرة الطائرة، وشاشة عرض الطيران الاحتياطية، وباب التزود بالوقود. وبلغت أوقات إصلاح «الأعطال الحرجة» ضعف المتطلبات التشغيلية بالنسبة للقوات الجوية، وحوالي ثلاثة أضعاف بالنسبة لسلاح مشاة البحرية، وأكثر من الضعف بالنسبة للقوات البحرية.
ويلاحظ أنه ليس هناك ثقة كبيرة في أن حل مشكلة استقرار البرمجيات في المقاتلة سيكون سريعاً أو سهلاً، فقد أبلغ الجنرال شميدت اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي المعنية بالقوات الجوية والبرية التكتيكية في ديسمبر 2023 أن «البيانات تخبرني أن حل مشكلة البرمجيات سيكون في منتصف الربيع من عام 2024»، غير أن ذلك لم يحدث، واعترف شميدت نفسه بإمكانية حدوث تأخير عن هذا الموعد، إذ أكد أنه «لا يمكنه ضمان التخلص من هذه المشكلة تماماً بحلول هذا التاريخ». وكان من المفترض أن تصل التحديثات في يونيو 2023، غير أن هذا التاريخ قد جرى تأجيله حتى مارس – يونيو 2024، غير أن الشركة المصنعة لم تتمكن من الانتهاء من تطور البرمجيات بحلول هذا التاريخ كذلك.
وفي مايو 2024، أفاد «مكتب محاسبة الحكومة» أن مشاكل البرمجيات في المقاتلة لا تزال مستمرة، وأن بعض الطيارين الذين قاموا بالتحليق بالمقاتلة في طلعات تجريبية احتاجوا إلى إعادة تشغيل أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية بالكامل أثناء الطيران لإعادتهما إلى العمل مرة أخرى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه تم وضع 60 مقاتلة «إف – 35» أمريكية من «طراز بلوك 15» التي تم تصنيعها في عام 2023 في المخزن، إلى جانب تلك التي تم بناؤها في النصف الأول من عام 2024، وذلك في انتظار أن يصبح «الجيل الثالث من التحديث التكنولوجي» (TR-3) جاهزاً، وهو عبارة عن تحديثات في معدات المقاتلة وبرمجيتها. وربما يتم تخزين المزيد من المقاتلات القديمة في انتظار الجيل الثالث من التحديثات. ويتوقع أن يتم القيام بهذه التحديثات للمقاتلة «إف – 35» في الربع الثالث من 2024، أي ما بين شهري يوليو وسبتمبر 2024.
ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أنه بموجب الخطة الجديدة، سيتم إصدار الجيل الثالث من التحديثات التكنولوجية على دفعتين منفصلتين، الأولى هي النسخة التجريبية، وهو الإصدار (40P01)، المخصص للمقاتلات للتدريب فقط. أما الإصدار النهائي ذو القدرة القتالية الكاملة (40P02) فينبغي أن يتم الانتهاء منه خلال مدة زمنية تتراوح بين عام وعام ونصف، وذلك على افتراض أنهم سيحصلون على الإصدار التجريبي «خالٍ من المشاكل التقنية من المرة الأولى»، دون الحاجة إلى إصدارات برمجية تدريجية تالية لاختبار وتنفيذ الإصلاحات الحرجة التي قد يتم اكتشافها في النسخة التجريبية. ولذلك لا يوجد جدول زمني «ثابت»، لأن كل إصدار تجريبي إضافي سيضيف تأخيراً يتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع.
تراجع الكفاءة التشغيلية
يلاحظ أن مقاتلات «إف – 35 لايتننج 2» جاهزة لأداء المهام الموكلة إليها بنسبة تزيد قليلاً على نصف الوقت، وذلك بسبب مشاكل الصيانة والإصلاح، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب المساءلة الحكومية، وهي وكالة مستقلة غير حزبية تعمل لصالح الكونجرس، إذ ذكر التقرير أن «معدل جاهزية أسطول المقاتلات الشبحية للمهام»، أي النسبة المئوية للوقت الذي تستطيع فيه الطائرة أداء إحدى المهام الموكلة إليها، كان حوالي 55% في مارس 2023، وهو أقل بكثير من الهدف الموضوع للمقاتلة. ويعود ذلك إلى عدة أسباب أبرزها الاعتماد الكبير على المتعاقدين، وعدم كفاية التمويل، وعدم كفاية التدريب، ونقص البيانات الفنية اللازمة للإصلاح، ونقص قطع الغيار، وهي العوامل التي أثرت في قدرة الطائرة على الوصول للأداء المتوقع.
ويلاحظ أن المقاتلة لم تنتقل من مرحلة الإنتاج الجزئي إلى الكامل، إلا في مارس 2024، أي بعد نحو عشرين عاماً من التطوير، وذلك لتتجاوز فترة التطوير الأولية، والمقدرة بحوالي عشر سنوات، بمقدر الضعف تقريباً. ويعني ما سبق أن المقاتلة، من وجهة نظر البنتاجون، باتت تمتلك تكنولوجيا وأجهزة مستقرة، وهو ما يعني كذلك أن النسخ القديمة المنتجة من تلك المقاتلة سوف تحصل على أجهزة وبرامج محدثة لكي تماثل تلك المنتجة حديثاً، وإن كان من الملاحظ أن بعض الأخبار التالية، والتي سبق عرضها، حول مشاكل تحديث المقاتلة قد يخالف تلك الرؤية المتفائلة للبنتاجون الأمريكي.
مشاكل في الأداء العملياتي
يمكن لنظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز «إس – 400» اكتشاف المقاتلة «إف – 35» على بعد 20 ميلاً، وفقاً لتقديرات القوات الجوية الأمريكية. وأكدت كاثرين ويلبارغر، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، في مايو 2019 أن «إس – 400» هي منظومة روسية مصممة لإسقاط مقاتلة مثل إف – 35». ونظرياً، يمكن أن يسمح مدى الصواريخ التي تحملها المقاتلة الأمريكية بتدمير «إس – 400» قبل أن يكتشفها رادار نظام الدفاع الجوي الروسي، ولكن هذا الأمر لم يتم اختباره عملياً.
ومن جهة أخرى، فإن القوات التركية استخدمت نظام الدفاع الجوي «إس – 400» الخاصة بها، وذلك لرصد المقاتلات الأمريكية من الجيل الخامس من طرازي «إف – 35» و«إف – 22»، وأشارت أخبار صحفية إلى أن النتائج كانت مرضية بالنسبة لأنقرة.
كما أن نظم الدفاع الجوي الروسي الأكثر تقدماً من «إس – 400»، وهو «إس – 500» يمكنه بسهولة رصد وتعقب مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية، خاصة وأن نظم الدفاع الجوي الروسي «إس – 500» يوفر مدى كشف يصل إلى 600 كيلومتر (373 ميلاً). وتسمح هذه القدرة بعيدة المدى للنظام بتحديد وتتبع الأهداف قبل دخولها منطقة الاشتباك بوقت طويل، مما يوفر ميزة تكتيكية كبيرة. كما يمكن للرادار أن يعمل في أوضاع متعددة، بما في ذلك التتبع والاشتباك في وقت واحد، مما يضمن تغطية مستمرة واستجابة سريعة للتهديدات الناشئة. ومن جهة أخرى، فإن هناك أخبار متداولة في مطلع 2024 بأن مواجهة وقعت بين طيار إيطالي يقود مقاتلة الجيل الخامس «إف – 35»، وطيار روسي يقود المقاتلة «سو – 30 إس إم» فوق بحر البلطيق، وأن الأخير تمكن من التشويش على معدات الحرب الإلكترونية في المقاتلة الأمريكية من خلال نظام «خيبيني» للحرب الإلكترونية، الأمر الذي اضطر الطيار الإيطالي إلى إعادة تشغيل نظام الحرب الإلكترونية على مقاتلة «إف – 35» عدة مرات، حتى يعود للعمل من جديد. وتكشف كل هذه الأمثلة أن المقاتلة الأمريكية لم تعد خفية بدرجة كاملة، وأنه يمكن اعتراضها، سواء من خلال نظم الدفاع الجوي، أو حتى من خلال التشويش الإلكتروني.
وعلى الرغم من التحديات السابقة التي تواجهها المقاتلة الأمريكية، فإنه لا يتوقع أن تتخلى الولايات المتحدة عن هذه المقاتلة، وهو ما يرتبط بعدة اعتبارات، أبرزها أن الولايات المتحدة استغرقت نحو عقدين من الزمان لتطوير هذه المقاتلة، كما أنه على الرغم من العيوب الفنية التي لاتزال تعانيها، فضلاً عن تراجع ميزة التخفي فيها، بالنظر إلى قدرة الجيش الروسي على رصدها، فإن هذه الطائرة، شأنها شأن مقاتلات الجيل الخامس، سوف تكون المقاتلة التي يعتمد عليها في تطوير مقاتلات الجيل السادس، إذ إن هذا الجيل الجديد من المقاتلات يقوم على فكرة أن تقوم مقاتلة الجيل الخامس بالتحكم في عدد من الطائرات المسيرة وتوجيهها، سواء للتجسس، أو اعتراض أي صواريخ معادية للخصم لحماية المقاتلة الأم، ولذلك يتوقع أن تواصل واشنطن الاعتماد على هذه المقاتلة، على الرغم من أنها تُعَدُّ وبحق، أغلى مشروع دفاعي أمريكي، ولايزال يواجه تحديات فنية هائلة بدليل الحوادث الكثيرة التي تتعرض لها هذه المقاتلة. ●
» د. شادي عبدالوهاب (أستاذ مشارك في كلية الدفاع الوطني)