تعد شركة ساب إحدى أهم الشركات العالمية التي تزود مختلف دول العالم بمنتجات وخدمات وحلول مبتكرة ومتطورة في قطاعات الدفاع والأمن والفضاء. وللتعرف إلى مجالات عمل «ساب» ومنتجاتها واستثماراتها وأحدث مشروعاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، التقت مجلة «الجندي» «آنا كارين روزين»، المدير العام لشركة «ساب» بدولة الإمارات العربية المتحدة وأجرت معها الحوار التالي:
ما هي مجالات عمل شركة ساب وأبرز منتجاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
ساب شركة متخصصة في مجال الدفاع والأمن ولطالما كانت مهمتها مساعدة الدول في الحفاظ على أمن شعوبها ومجتمعها.
بدعم موظفيها الموهوبين البالغ عددهم 18 ألفاً عبر 35 دولة، تعمل ساب باستمرار على دفع حدود التكنولوجيا من أجل عالم أكثر أمناً واستدامة.
لدى ساب تاريخ طويل في دولة الإمارات، حيث تعود عملياتها إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد شهدت الكثير من النمو منذ ذلك الحين وازدهرت عملياتها في عام 2018 عندما أسست شركة «ساب المحدودة» المملوكة بالكامل لمجموعة ساب، والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
أثرت هذه السنوات على ما نقدمه من عدة نواحٍ، حيث أنشأنا مركزاً للتطوير والإنتاج في مجمع توازن الصناعي بأبوظبي بعد مدة قصيرة من تأسيس «ساب المحدودة» في عام 2018، وكخطوة أولى نحو التطوير المستمر لعمليات ساب في أبوظبي، اتفقنا على خطة عمل مع مجلس توازن الاقتصادي في عام 2019.
من هي آنا كارين روزين، العضو المنتدب لشركة ساب في الإمارات؟
قبل بدء مسيرتي المهنية في ساب في عام 1999، عملت لفترة قصيرة كمدني في القوات الجوية السويدية، وقضيت 4 سنوات في العاصمة الأمريكية واشنطن كدبلوماسي، ثم عملت لمدة 12 عاماً في أقسام تطوير وهندسة أنظمة الطيران في ساب، وتخصصت في سلامة وموثوقية أنظمة الطائرات المقاتلة.
وفي عام 2011، انتقلت مع عائلتي إلى بانكوك، حيث شغلت منصب مدير أعمال ساب في أنظمة الطيران في تايلاند. وبعد ذلك في عام 2014، عملت كرئيسة قسم التسويق والمبيعات لمقاتلات جريبن (Gripen) لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، في بريتوريا بجنوب إفريقيا.
وفي عام 2017، انتقلت مع عائلتي إلى أبوظبي لشغل منصب مدير برنامج الأوفست في الإمارات، وفي 2018 تم تعييني مديراً لشركة ساب في دولة الإمارات.
ما أهمية سوق دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لشركة ساب؟
شهدت شركة ساب في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً على الصعيد الدولي، حيث ازداد وجود الشركة في البلدان الرئيسية، والتي تعد الإمارات واحدة منها، إذ تمتلك الإمارات الكثير من الإمكانات فيما يتعلق بالقدرات الدفاعية، الأمر الذي برز من خلال الشراكات الدولية المختلفة التي أبرمتها في الأشهر الأخيرة.
نحن نؤمن كشركة محلية بأن تكوين الشراكات هو مفتاح النجاح وعنصر أساسي في بناء أساس قوي ونظام بيئي للدفاع والأمن في الإمارات.
كيف تقيمين التعاون بين شركة ساب ودولة الإمارات؟
نسعى دائماً لتحقيق تعاون أكبر بين الحكومة والأوساط الصناعة والأكاديمية، وفقاً لنموذج الحلزون الثلاثي (Triple Helix Model)، وهذا يساعدنا على توجيه الأفكار وابتكار منتجات جديدة للاستخدام العسكري والمدني، فضلاً عن خلق فرص عمل وتسويق البحث والتطوير وتحسين القدرة التنافسية للإمارات في هذا القطاع.
برز نهج الحلزون الثلاثي في جميع مجالات تطوير شركة ساب، حيث تتطلب جميع المشروعات المعقدة مشاركة مختلف الشركاء والكفاءات، فضلاً عن آراء الأوساط الأكاديمية والحكومية في شكل بحث وتمويل وتوجيه استراتيجي.
وضعنا يمكننا من فهم احتياجات العملاء المحليين وتقديم حلول عالية التقنية مخصصة لتلبية هذه الاحتياجات، فمع فريقنا المتنامي والذي يشمل حوالي 150 موظفاً أجنبياً ومحلياً، نستطيع تعزيز وجودنا في الإمارات ودعمها في مسارها لتصبح رائدة في هذا المجال.
ما هي استثمارات ساب في الإمارات ومع من تعمل بشكل أساسي؟
أقمنا علاقات قوية وطويلة الأمد مع مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة الرئيسية في الصناعة وصناع القرار في الحكومة والباحثين الأكاديميين، كما قدمنا مساهمات كبيرة في الصناعة المحلية، ونفتخر بلعب دور محوري في نمو الإمارات في هذا القطاع، سواء كان ذلك من خلال إعادة استثمار حصة كبيرة من مبيعاتنا في البحث والتطوير، أو مواصلة الحوار الوثيق مع العملاء والشركاء والجامعات أو استكشاف حلول تقنية جديدة مع الجهات المحلية، ويشمل ذلك مجلس توازن الاقتصادي،حيث نعملعلى تطوير عمليات ساب في أبوظبي.
كما تمتلك ساب مشروعاً مشتركاً مع شركة «جي إيه سي أو» (GACO) الخليجية للطيران والفضاء، حيث تمتلك شركة ساب الشرق الأوسط 49% و«جي إيه سي أو» 51% من المشروع.
ما هي المنتجات الجديدة التي تقدمها ساب للإمارات ومنطقة الخليج؟
تشمل المنتجات والأنظمة التي قدمتها ساب إلى الإمارات والمنطقة أنظمة القيادة والتحكم البحرية،والرادارات البحرية،والمركبات تحت الماء، والحماية الذاتية، وإدارة إشارة التعريف، والمراقبة المحمولة جواً،والمستشفيات الميدانية،والتدريب والأمن،وأنظمة الإدارة والاتصالات وإدارة المرور.
وتشمل أحدث تطورات «ساب» جناح مراقبة الحركة الجوية المتكامل الذي سيتم تنفيذه في مطاري «دبي الدولي» و«آل مكتوم الدولي». ويتضمن العقد الذي منحته شركة دبي لمشاريع الطيران الهندسية لشركة ساب توفير حوالي 95 وظيفة تحكم سيتم توزيعها بين المطارين، وأكاديمية الإمارات للتدريب على الطيران، ومركز عمليات الطوارئ.
ويعتبر «غلوبال آي» (GlobalEye) أحد المنتجات الرئيسية لشركة ساب، والذي يعتبر أكثر حلول التحكم والإنذار المبكر الجوية تطوراً في العالم، وهو يعمل وفقاً للخطة في الإمارات، وقد حصلت ساب مؤخراً على عقد إضافي في عام 2021 لتوفير نظامين آخرين من غلوبال آي.
كما وقعنا في وقت سابق من هذا العام اتفاقية مع شركة توازن في مجال الاتصالات الآمنة، والتي تأتي بعد اتفاقيات متعددة لقطاعات أخرى أبرمت في الأشهر السابقة بين ساب وتوازن.
تضمنت الاتفاقية التطوير المحلي لنظام اتصالات من الجيل الخامس 5G للعمليات العسكرية والطوارئ، مما يوفر اتصالاً صوتياً ومعلوماتياً يتميز بالسرعة والموثوقية والأمان بما يتناسب مع احتياجات العملاء.
ما هي خطط ساب المستقبلية؟
في حين تظل السويد في صميم الأساس الاستراتيجي لساب، يرتبط نجاح الشركة المستقبلي بقدرتها على التوسع والنمو على المستوى الدولي، وبمساعدة شراكات قوية ومنتجات عالية التقنية في مجالات التكنولوجيا المحورية، تسعى ساب لأن تصبح شركة عالمية متعددة الفروع وذات مكانة قوية في الأسواق الاستراتيجية، لتضمن بذلك تحقيق مزيداً من النمو في رحلة الشركة.
وبمساعدة الشراكات التي أسستها مع الموردين المحليين، تتمتع ساب بحضور تشغيلي محلي راسخ، فضلاً عن قاعدة ثابتة في البلدان التي تحتوي على فرص مستقبلية للعمل.
وستتمثل المحركات الرئيسية للنمو في زيادة تلقي الطلبات والمبيعات المحلية والبحث والتطوير والاستثمارات والتصدير بدعم من الشراكات، فضلاً عن التعاون الصناعي والجامعي لبناء منصة للنمو المستقبلي، وبالطبع تعتبر الإمارات واحدة من هذه الدول الحيوية استراتيجياً للنمو.
نمت ساب في الإمارات بقدر كبير منذ عام 2018، من ناحية الموهبة والتقنية، فنحن نعمل على تنمية مجموعة مهمة من المنتجات المطورة محلياً من مركز تطويرنا في أبوظبي.
ما أهم إنجازاتكم في قطاع الدفاع؟
كان عاما 2021 و2022 حافلين بالأحداث، وتفخر شركة ساب في الإمارات بتحقيق العديد من الإنجازات بعون العديد من الشركاء المحليين، فقد بُنيت علاقتنا مع الإمارات على الثقة التي برزت في منحنا العقد الإضافي في عام 2021 لبيع نظامين آخرين من أنظمة GlobalEye.
وكما ذكرنا سابقاً، أطلقنا مؤخراً نظام اتصالات G5 حديث للعمليات العسكرية والطوارئ في معرض UmexSimTEX 2022 في أبوظبي، والمعروف باسم «دبلوي نت» DeployNet. طُور «دبلوي نت» محلياً في الإمارات، وسيكون ذا قيمة عالية لكل من الأسواق العسكرية والمدنية، والتي تحتاج شبكة 5G/LTE وتتميز بالمتانة وسرعة النشر، وليس لاستخدامها في الإمارات فقط، بل للتصدير عالمياً، وخاصة في المناطق التي لا تحتوي على شبكة اتصالات مثبتة مسبقاً.
ما هي أهداف ساب قصيرة المدى؟ وأين ترونها على المدى الطويل؟
لتنمو وتظل منافساً في السوق العالمية، تواصل ساب التركيز على الاستثمارات في التقنيات الجديدة، حيث تدفع التطورات السريعة في التكنولوجيا حدود الابتكار والكفاءة، بينما تتيح إمكانية الانتقال إلى الحلول المستدامة.
ومع شركائنا الدوليين، تركز ساب استثماراتها المستقبلية على الذكاء الاصطناعي وذاتية القيادة والتكنولوجيا السيبرانية والسحابية، لضمان التميز في الكفاءة والقدرات المستقبلية.
فقد واصلنا تنفيذ استراتيجيتنا العالمية متعددة الفروع وعززنا مكانتنا في الأسواق المهمة، بينما نوسع بصمتنا المحلية في الأسواق الاستراتيجية وندعم باستمرار القدرات والتقنيات الوطنية الرئيسية.
فلا يمكن تحقيق التزاماتنا تجاه عملائنا والمجتمع، إلا بالحفاظ على ريادتنا في التكنولوجيا، مع تعزيز الاستدامة، ويلعب موظفونا دوراً محورياً في هذه الرحلة، كما تتطلع ساب باستمرار إلى اجتذاب مواهب جديدة والاستثمار فيها للحفاظ على هذه الأفضلية.
تهتم قيادة دولة الإمارات بالفضاء والابتكار والأمن السيبراني، فماذا تفعل ساب لتمكين الدولة من تحقيق التقدم في هذه المجالات الثلاثة؟
تتطور صناعة الفضاء في الإمارات بسرعة كبيرة، حيث تستكشف أحدث الحلول التكنولوجية وتجري محادثات تهدف لإشراك القطاع الخاص في طموحاتها التنموية، ونحن ندرك هذا الإنجاز، وفي أكتوبر 2021، حظينا بشرف استضافة «كريستر فوجليسانغ»، رائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية ومستشار الفضاء في ساب، الذي شارك في مهمتين على متن مكوكين فضائيين و5 عمليات سير في الفضاء، بالجناح السويدي في أسبوع الفضاء في معرض إكسبو 2020.
وكجزء من منتجاتنا الخاصة بالفضاء، تعمل ساب على تطوير تقنية حديثة تساعد مستخدميها على تحسين فهمهم لكوكب الأرض، وبخبرة واسعة في تطوير وتنفيذ أنظمة القيادة والتحكم المعقدة، وسعت ساب عروضها من خلال حل تكنولوجي يربط العديد من منتجات الشركة الحالية ومعلومات الاستشعار ببيانات الأقمار الاصطناعية.
فنحن نسعى جاهدين لتعزيز التعاون بين الحكومة والأوساط الصناعية والأكاديمية، حيث سيساعد ذلك في توجيه الأفكار وابتكار المنتجات المتطورة للاستخدام العسكري والمدني، فضلاً عن خلق فرص عمل وتسويق البحث والتطوير وتعزيز قدرة الإمارات التنافسية في هذا المجال.
هل تودين توجيه أي رسالة إلى مجتمع الدفاع بشكل عام أو الإمارات بشكل خاص من خلال مجلة الجندي؟
تتمتع الإمارات بإمكانيات هائلة، ومواهبها المحلية تزدهر في جميع أنحاء الصناعة، مع التركيز على جذب المزيد من المواهب الإماراتية في قطاع الدفاع والأمن.
وقد استثمرت «ساب» في العديد من البرامج التدريبية التي تلبي احتياجات المواهب الإماراتية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وتساعد على تزويدهم بالأدوات المناسبة ليصبحوا خبراء في هذا المجال، فنحن مستثمر مبكر في الإمارات ونلتزم بالاستثمارات المستقبلية الهادفة لتعزيز ازدهار الدولة على المدى الطويل.
بروفايل
المدير العام لشركة ساب في دولة الإمارات العربية المتحدة.
انتقلت آنا إلى أبوظبي في أكتوبر 2017، للعمل كمديرة برنامج الأوفست في الإمارات.
قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية في ساب في عام 1999، عملت لفترة وجيزة كمدنية في القوات الجوية السويدية وقضت 4 سنوات في واشنطن كدبلوماسية، ثم عملت لمدة 12 عاماً في قسم تطوير وهندسة الطيران، وتخصصت في سلامة وموثوقية أنظمة الطائرات المقاتلة.
في عام 2011، انتقلت إلى بانكوك، حيث شغلت منصب مدير أعمال ساب في أنظمة الطيران في تايلاند، وبعد ذلك في عام 2014، شغلت منصب رئيسة قسم التسويق والمبيعات لمقاتلات جريبين (Gripen) في الشرق الأوسط وإفريقيا، من مقر الشركة في بريتوريا في جنوب إفريقيا.
حاصلة على ماجستير في الهندسة الميكانيكية وبكالوريوس في إدارة الأعمال وبكالوريوس في علم تنظيم العمل والعنصر البشري والتكنولوجيا.
» حوار: «مجلة الجندي»