تمتلك شركة «نمر» ما يقرب من عقدين من الخبرة في إنتاج منصات مثبتة الكفاءة في العمليات، تلبي احتياجات العملاء مع الالتزام بالمعايير الدولية الأكثر تطلباً. وقد صعدت مكانة الشركة التي تندرج تحت قطاع المنصات والأنظمة في مجموعة «ايدج» الإماراتية لتصبح رائدة في مجال الآليات العسكرية المدولبة الخفيفة والمتوسطة عالية الأداء، مع خبرة مميّزة في ملاءمة الظروف الإقليمية. وللتعرف إلى مجالات عمل الشركة وأبرز مشاريعها، التقت مجلة «الجندي» «أبري دو بليسيس»، الرئيس التنفيذي لشركة «نمر» وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن شركة «نمر»NIMR ومجالات عملها بشكل عام
تعتبر شركة «نمر» من الشركات الرائدة في مجال تصنيع المركبات المدرعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتميز بحضور قوي في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قطعت «نمر» شوطاً طويلاً منذ بدء العمل على مركبتها الأولى «نمر 1» (NIMR1) في عام 2000، وازدادت قوة الشركة منذ ذلك الحين، حيث كونت مركباتنا سمعة عالمية بمرونتها وموثوقيتها وتنوع استخداماتها.
واليوم، لدى شركة نمر مجموعة كبيرة من المركبات العسكرية ذات الفعالية المُثبتة والقدرة على الارتقاء لتلبية أكثر متطلبات العمل تحدياً.
نعمل في الوقت الحالي على مجموعة من المشاريع المهمة التي تعزز مكانتنا كشركة رائدة في تصنيع المدرعات التي أثبتت كفاءتها في ميادين القتال، كما تتميز شركتنا بالقدرة على تصميم وإنتاج مجموعة متنوعة من المنصات لتلبية مختلف احتياجات المستخدم. تدير شركة «نمر» منشأة إنتاج تبلغ مساحتها 37500 متر مربع في أبوظبي، لتلبية الطلب المتزايد على المركبات العسكرية في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، وتعتبر هذه المنشأة لتصنيع المركبات العسكرية الأكبر في المنطقة وتنافس أكبر المنتجين الدوليين. وخلال عقدين حافلين بالأحداث، كانت شركة «نمر» سباقة في العديد من الابتكارات، ونتطلع إلى البناء على نجاحنا والسعي وراء طرق جديدة للنمو.
ما مدى أهمية سوق دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لشركة «نمر»؟
أُسست شركة «نمر» منذ أكثر من 20 عاماً كأحد الأصول الاستراتيجية لدولة الإمارات، وأولويتنا الأساسية الآن هي تعزيز القدرات السيادية للإمارات والحرص على أن يكون عميلنا الأساسي وهو القوات المسلحة الإماراتية، مُزود بأحدث المدرعات التي تلبي كافة احتياجاته التشغيلية.
على مر السنين، كونا تحالفات قوية مع شركائنا في وزارة الدفاع، وتعلمنا بعض الدروس القيمة التي ساعدتنا على تعزيز وظائف منتجاتنا وقابلية استخدامها. وبالمثل قمنا ببناء علاقة استراتيجية قوية مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية، والتي تُوجت باتفاقية ترخيص التصنيع التي تم توقيعها في مارس 2022، خلال افتتاح معرض الدفاع العالمي في الرياض. وتنص اتفاقية ترخيص التصنيع على أن تنقل شركة نمر تكنولوجيا تصنيع مدرعة «جيس» ذات الدفع الرباعي (JAIS 4×4) إلى المملكة، فضلاً عن دعم المزيد من التطوير لسلسلة توريد الشركة السعودية للصناعات العسكرية وتعزيز قدراتها التصنيعية، بهدف تمكين المملكة من الإنتاج المحلي في النهاية.
تمثل هذه الصفقة التاريخية التعاون الصناعي العسكري الأول بين الإمارات والسعودية، كما تعمل كمحفز لمزيد من التعاون بين البلدين. وتعتبر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي سوقاً هائل الحجم وبالتالي تحتوي على إمكانات وفرصاً مهمة لنا، فنحن نتطلع إلى تعزيز تحالفاتنا في المنطقة والاستمرار في تطوير منتجات جذابة وتنافسية في السوق الدولية.
ما المنتجات التي تقدمها شركة نمر لدولة الإمارات ومنطقة الخليج؟
صممنا مجموعة مدرعات «عجبان» (AJBAN) للاستخدام في مجموعة متنوعة من الأدوار العسكرية المتخصصة، حيث تتميز بمستويات عالية من الحماية والحركة والقوة النارية. تنتمي مدرعة «عجبان إم كيه 2» والتي تم إطلاقها في عام 2021، إلى مركبات الجيل الثاني، وهي مصممة لأداء مهام مثل الاستجابة التكتيكية ودوريات الحدود والاستطلاع ومكافحة التمرد وعمليات القوات الخاصة، كما تضم المجموعة مدرعات «عجبان 420» (AJBAN 420) و«عجبان 440» (AJBAN 440) و«عجبان 450» (AJBAN 450) و«عجبان» الخاصة بالعمليات بعيدة المدى (AJBAN LRSOV) و«عجبان» الخاصة بعمليات الأمن الداخلي (AJBAN ISV).
على صعيد متصل، توفر مدرعات «حفيت» (HAFEET) منصة متعددة الاستخدام تلبي جميع متطلبات العمليات العسكرية، بدءاً من العمل كمركبة خدمات وصولاً إلى العمل كمركبة دوريات محمية بالكامل.
تستخدم هذه الفئة هيكلاً عالمياً سداسي الدفع (6×6) لتقليل الاختلافات اللوجستية وعبء التدريب والصيانة وإدارة قطع الغيار للمستخدم.
وتوفر مدرعة «حفيت إم كيه 2» (HAFEET Mk2) التي تم إطلاقها في عام 2021، مزيجاً مثالياً من الحمولة، وقدرات التنقل، والحماية في أقسى البيئات، حيث يمكن دمج المركبة في مجموعة متنوعة من المهام ومع أنظمة الأسلحة المختلفة. على مدار العقدين الماضيين، تم استخدام الجيل الأول من هذه المدرعات على نطاق واسع، وقد تعلمنا بعض الدروس الحيوية فيما يخص الجوانب التي يمكن تحسينها من حيث الموثوقية وسهولة الاستخدام.
وأخذنا كل هذا في عين الاعتبار عند تطوير الجيل الثاني من مدرعاتنا، ونحن نفتخر بتقديم أفضل المنصات في فئاتها والتي يمكنها التنافس على الساحة العالمية.
وأخيراً وليس آخراً، تعتبر فئة «جيس» الجيل التالي من المدرعات المضادة للكمائن والألغام (MRAP)، حيث تحقق التوازن الصحيح بين القوة النارية والحماية والتنقل للعمليات الحديثة والتقليدية وغير المتماثلة، حيث توفر «قلعة الطاقم» التي أثبتت كفاءتها في المعركة الحماية من الألغام والعبوات الناسفة (IED) والتهديدات الباليستية.
وتعتبر مدرعة «جيس» رباعية الدفع (JAIS 4×4) إحدى المنتجات المميزة من شركة «نمر»، حيث اختارتها الشركة السعودية للصناعات العسكرية كمركبتها المفضلة بعد تجارب مكثفة. شركة «نمر» تقدم حلولاً متكاملة تشمل أنظمة تكامل للمهام المختلفة ودعم الحياة لمنصات المدرعات والمركبات غير المدرعة.
دأبت دولة الإمارات على حث الشركات على إيلاء أهمية كبرى لمسألة التوطين، ما الذي فعلته «نمر» في هذا الصدد؟
تمتلك الإمارات رؤية واضحة لعملية الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتحول إلى دولة مصدرة للتكنولوجيا لضمان الازدهار طويل المدى للأجيال الحالية والمستقبلية، فالإمارات معروفة بطموحها ورؤيتها وإيلائها الأولوية للتكنولوجيا.
ويعتبر أحد أهداف شركة «نمر» الأساسية هو تطوير المنتجات والحلول الدفاعية السيادية، ونحن نتخذ كل خطوة ممكنة لضمان أن تتمتع منتجاتنا المصنوعة في الإمارات بإمكانيات تصدير كبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي.
ونظراً لتوافق رؤية شركة «نمر» مع رؤية الإمارات، نحن فخورون بتوقيع اتفاقية مهمة مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية لنقل التكنولوجيا، حيث يعد هذا التعاون الأول من نوعه بين الإمارات والسعودية إنجازاً مهماً، ليس لشركة «نمر» فقط بل للإمارات أيضاً.
وبالمثل، لدينا مشروع مشترك في الجزائر لإنتاج مجموعة متنوعة من مركبات «نمر»، كما نعمل على توسيع بصمتنا في أوروبا الشرقية لتعزيز القدرة على التصنيع والإنتاج المحلي، والمساعدة على بناء أعمال مستدامة هناك.
تعد مجموعة ايدج جزءاً من البرنامج الوطني للقيمة المحلية المضافة التابع لهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس الذي يسعى إلى إعادة توجيه مشتريات القطاعين العام والخاص نحو الاقتصاد المحلي بما يتماشى مع مشروع الـ300 مليار.
ما أكبر إنجازات شركة «نمر» الأخيرة في قطاع الدفاع وما خططها المستقبلية؟
يأتي إطلاق الجيل الثاني من مدرعات «عجبان» و«حفيت» بعد سنوات من العمل الجاد المستمر وعمليات التطوير والاختبار، وبالاستفادة من جميع الدروس التي تعلمناها على مدار العقدين الماضيين، عملنا على ضمان توفير منصات ذات إمكانات متطورة تمكننا من التنافس على العملاء محلياً وفي السوق الدولية أيضاً.
لقد حافظنا على أساسيات المدرعة، ولكننا حدثنا جميع مواصفاتها، حيث ضاعفنا حمولتها، وأضفنا إلى مساحة الطاقم، وعززنا إمكانية صيانة المركبات، وحدثنا البنية الكهربائية، والأهم من ذلك عززنا مستوى الحماية بقدر كبير.
تعد اتفاقية الترخيص التي وقعناها مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية واحدة من أهم إنجازاتنا، فبعد سنوات من العمل الجاد في المملكة واستعراض إمكانيات مدرعة «جيس» في أصعب التجارب والاختبارات، شعرنا بإحساس رائع بالإنجاز عندما وقعنا الاتفاقية.
ويسعدني أن أقول إن مبيعات منتجاتنا قوية، وقد حظي الجيل الثاني من مركباتنا باهتمام كبير بين العملاء المحليين والدوليين، خاصة في أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، ونحن نعمل حالياً على ترقية مجموعة منتجاتنا ونأمل أن نعرضها في بداية عام 2023.
بروفايل
الرئيس التنفيذي لشركة «نمر»التابعة لمجموعة «ايدج»، وهو مسؤول عن نمو أعمال شركة «نمر» على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال منتجاتها وخدماتها التنافسية.
يمتلك 20 عاماً من الخبرة القيادية في إدارة المشاريع وتكنولوجيا المعلومات والعمليات والهندسة، 10 سنوات منها على المستوى التنفيذي.
قبل انضمامه إلى شركة «نمر»، عمل كمدير للمشاريع والهندسة وتكنولوجيا المعلومات بمصنع Denel Vehicle Systems في جنوب إفريقيا، حيث كُلف بإدارة وقيادة دورة حياة المنتج الإجمالية.
وقبل ذلك، أكمل فترة عمله في شركة «BAE Systems Land Systems» في جنوب إفريقيا، حيث شغل العديد من المناصب القيادية كمدير للمشاريع والهندسة، ومدير المشروعات الدولية، ومدير تقنية المعلومات وتميز الأعمال.
حصل على ماجستير إدارة الأعمال تخصص الإدارة المالية من جامعة «بريتوريا» في جنوب إفريقيا.
كما أنه حاصل على بكالوريوس في نظم المعلومات ودبلوم في البيانات وعلوم الكمبيوتر وكلاهما من جامعة جنوب إفريقيا، كما أكمل برنامج التطوير التنفيذي في كلية «هينلي» لإدارة الأعمال في جنوب إفريقيا.
» حوار: الجندي