تمتلك «تاليس» الفرنسية مجموعة متنوعة من الأنظمة والحلول الدفاعية والأمنية المميزة، ولديها خبرة كبيرة في المجال الدفاعي أكسبتها، منذ تأسيسها في العام 2000، ثقة مختلف جيوش العالم، وأهم المؤسسات الدفاعية، حيث باتت خدماتها تشكل علامة فارقة في قطاع الدفاع والأمن.
وللتعرف أكثر على توجهات الشركة الفرنسية وأهم مشاريعها، التقت مجلة الجندي خلال معرض «يوروساتوري» 2024 السيدة «باسكال سوريس»، الرئيس التنفيذي لشركه تاليس العالميه، وأجرت معها الحوار التالي:
ما هو المنتج الرئيسي لشركة «تاليس» في معرض «يوروساتوري»؟
يعد معرض «يوروساتوري» من أهم المعارض الدفاعية والأمنية التي تحرص «تاليس» على المشاركة فيها بانتظام، حيث ركزنا خلال مشاركتنا بالمعرض مؤخراً على مفهوم الاستخبارات الموثوقة التي تخدم القوات، وهذه الاستخبارات تتضمن ثلاثة مكونات: الذكاء البشري، وأنظمة الاستخبارات، والذكاء الاصطناعي.
ولا تقتصر خططنا لاستخدام الذكاء الاصطناعي على المستقبل فقط، فبعد سنوات من البحث والتطوير، بتنا ندمجه في أنظمتنا، حيث إنه يعزز قدرات أنظمتنا مع الحفاظ على التحكم البشري. وركز جناحنا في معرض «يوروساتوري» على 4 مجالات رئيسية وهي:
الاشتباك: يركز هذا المجال على الجنود المترجلين والمركبات والطائرات المسيرة، بما في ذلك كيفية استخدام الطائرات المُسيرة في العمليات الأرضية لتعزيز قدرات الجيوش.
القيادة: تركز على الاتصالات بجميع أشكالها، مع اعتماد نهج هجين بين وسائل الاتصالات العسكرية واستخدام أنظمة الاتصال المدنية. فضلاً عن ذلك، تتضمن القيادة أنظمة قيادة وتحكم مدعومة بالذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها لتعزيز فعالية وكفاءة العمليات العسكرية، مع تحسين جودة القرارات، لأن الذكاء الاصطناعي يتيح الحصول على بيانات أكثر دقة وتحديد المعلومات ذات الصلة بسهولة أكبر، مما يسهل عملية اتخاذ القرار في مقرات القيادة.
الحماية: تتمحور الحماية حول حماية المواقع والأراضي، مع التركيز بقوة على الدفاع الجوي بجميع مكوناته بما في ذلك الرادارات وأنظمة القيادة والتحكم وأنظمة الأسلحة والمكونات الفعالة، التي نعرض مجموعة كاملة منها.
التدريب والدعم: يتضمن تدريب القوات اللازمة. فكان لدينا عرض مثير للاهتمام في مجال التدريب الحي والتدريب على جميع أنواع التطبيقات، بما في ذلك القوات البرية وطيارو المروحيات.
والجزء الآخر من التدريب والدعم يتعلق بكيفية الحفاظ على المعدات بكفاءة عالية، لذلك يستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكيننا من الصيانة الوقائية بدلاً من الانتظار حتى يحدث عطل، مما يحسن جاهزية النظام.
لذلك كان لدينا عرض كامل، مع التركيز بقوة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات الحلول المختلفة.
تتمتع شركة «تاليس» بعلاقات جيدة مع العديد من دول العالم، ما مدى أهمية سوق دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لكم؟
سوق الشرق الأوسط هو منطقة رئيسية لشركة «تاليس»، فنحن موجودون في المنطقة منذ 50 عاماً ولدينا حوالي 2000 موظف في المنطقة ونسعى جاهدين لخدمة جميع عملائنا، مع اعتماد نظرة بعيدة المدى للعلاقة، كما أننا ملتزمون بشدة بتوطين المزيد من الكفاءات حتى نكون عند حسن ظن عملائنا ونبني كفاءات هندسية ومرافق إنتاج وكذلك مراكز خدمة لدعم قاعدتنا.
ما أهمية معرضي «آيدكس ونافدكس» لأعمال «تاليس» في المنطقة؟
«آيدكس ونافدكس» مهمان للغاية لشركتنا، حيث نشارك فيهما منذ البداية، وفي كل مرة نأتي ونلتقي العديد من العملاء والشركاء، لذا استفدنا من فرصة معرض «آيدكس» السابق للإعلان عن بناء مصنع للرادارات في الإمارات سيتم توطينه في فرعنا Thales Emarat Technologies، وسنواصل التحدث مع شركائنا وعملائنا في المعرضين حول ما نقوم به لخدمة البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، أود أن أشير إلى أننا شاركنا مؤخراً في نهاية مايو الماضي في مؤتمر صنع في الإمارات، ونحن ملتزمون بشدة بتطوير سلسلة توريد قوية تشمل العديد من الشركات الإماراتية ونحن سعداء جداً بذلك.
كيف تتعامل «تاليس» مع الأهمية المتزايدة للطائرات المسيرة في الحروب الحديثة؟
نحن منخرطون بشدة في هذا المجال، والخطوة الأولى التي تتخذها «تاليس» هي تجهيز الطائرات المُسيرة بأجهزة الاستشعار وأنظمة الاتصال اللازمة للتحكم في هذه الطائرات ومراقبتها، مما يمكننا من تقديم حل دفاعي متكامل.
بالإضافة إلى ذلك، نحن نعتمد دائماً على شريك لتوفير منصة الطائرة المسيرة، وطورنا في «تاليس» حلولاً لمراقبة وإدارة أسراب الطائرات المُسيرة، وتجهيز هذه الطائرات بأجهزة الاستشعار والعناصر الفعالة اللازمة. ولدينا حلول مضادة للطائرات المُسيرة قادرة على كشف الطائرات التي تختلف عادة عن الطائرات الكلاسيكية أو الذخائر عالية السرعة. فعندما يتعلق الأمر بالطائرات المسيرة، هناك حاجة للقدرة على كشف التهديدات على ارتفاعات وسرعات منخفضة. وهذا ما تفعله راداراتنا قبل أن تقوم حلولنا للدفاع الجوي بتحييد التهديد.
كيف تتعامل «تاليس» مع كون الذكاء الاصطناعي توجهاً رئيسياً في قطاع الدفاع والأمن؟
بالنسبة لنا، الذكاء الاصطناعي هو حل موجود بالفعل في محفظتنا. يُستخدم عادةً في العمليات العسكرية لتحسين أداء أجهزة الاستشعار ودعم عملية اتخاذ القرارات بشكل أفضل. فعلى سبيل المثال، قمنا بدمج الذكاء الاصطناعي في بعض أجهزتنا الاستشعارية على متن الطائرات لتحديد الهدف الذي نريد تحييده.
ومع ذلك، فإن دقة هذا الجيل من الأنظمة تتطلب التقاط الكثير من الصور وجمع كمية هائلة من البيانات، مما يزيد العبء التشغيلي على الطيارين. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية تحليل هذه البيانات، وتحديد المعلومات ذات الصلة واقتراح قرار على الطيار، مما يقلل من الوقت اللازم لاتخاذ القرار بمقدار 100 مرة. ويعتبر تحسين استهلاك الطاقة مثالاً آخر على كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي، حيث تجعل القيود المتعلقة باستهلاك الطاقة على متن الطائرات أو المركبات تحسين استخدام قدرة الحوسبة على هذه المنصات ضرورة لتقليل استهلاك الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين اتخاذ القرارات من خلال توفير معلومات أكثر دقة، فنحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة كميات كبيرة من البيانات لتحديد الأنماط، مما يؤدي إلى فهم أفضل للتهديدات. وهذا يسمح بالتحديد التلقائي والتصنيف الأوتوماتيكي للأهداف، لتحديد ما إذا كان الهدف يمثل تهديداً وإلى أي فئة ينتمي، مما يمكن النظام بعد ذلك من تحديد نظام الأسلحة المناسب لتحييد التهديد.
الذكاء الاصطناعي ضروري للاستفادة الكاملة من المعلومات التي تم جمعها عن الأهداف من مختلف أجهزة الاستشعار، مثل الرادارات، وأجهزة الاستشعار الإلكترونية، وربما السونار تحت الماء.
حدثينا عن مذكرة التفاهم التي وقعتها شركة «تاليس» مع مجموعة «ايدج» خلال معرض «يوروساتوري»؟
وقعنا مذكرة تفاهم مع «ايدج» تركز على أنظمة الاتصالات الراديوية بهدف إقامة شراكة لتطوير أنواع معينة من الراديو، وخاصة راديو HF طويل المدى.
وهذا الاتفاق مهم لأنه يعزز تعاوننا المستمر مع «ايدج» في مجالات مختلفة، ويدعم هدفنا المتمثل في تعزيز أنشطتنا التعاونية مع الشركات الإماراتية، لذلك نحن سعداء للغاية بتوقيع هذه المذكرة مع المجموعة الإماراتية، بحضور رئيسها التنفيذي.
هل يمكنك أن تخبرينا المزيد عن Thales Emarat Technologies؟
تأسس فرع «تاليس» في الإمارات عام 2019، وهو يعمل على تطوير أنشطتها تدريجياً. وحالياً، لدينا ثلاثة مراكز كفاءة داخل الفرع: واحد للرادارات، والثاني للتكنولوجيا الرقمية بما في ذلك الراديو، والثالث لتقديم خدمات الدعم لقاعدتنا المثبتة الواسعة من المعدات في الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، نحن نوظف 160 شخصاً في الفرع ونخطط لمضاعفة هذا العدد بحلول عام 2025. وتعتبر المبادرة الرئيسية التي تقود هذه الزيادة هي إنشاء مصنع الرادار في الإمارات والذي يهدف إلى تلبية احتياجات الإمارات العربية المتحدة وكذلك تصدير الرادارات عالمياً.
هل لديكم أي رسالة تودون توجيهها إلى قراء ومتابعي مجلة الجندي؟
تاليس راضية جداً عن مستوى الثقة القوي بين دولة الإمارات وشركتنا التي يعود تاريخها في البلاد إلى 50 عاماً، وهذه الثقة تعني الكثير لنا، ونحن مسرورون بقدرتنا على تعزيز علاقتنا مع العديد من الشركات الإماراتية، حيث تتقدم شراكتنا بشكل جيد للغاية، كما ندمج هذه الشراكات الآن في سلسلة التوريد العالمية لشركة «تاليس». ولا تقتصر فائدة هذا الدمج على عملياتنا في الإمارات فقط، بل يوفر أيضاً فرصاً لشركائنا في سلسلة التوريد لخدمة الإمارات العربية المتحدة والسوق العالمية، من خلال التصدير من الإمارات.
حوار: الجندي