تعتبر مجموعة ايدج واحدة من أكثر المجموعات التكنولوجية تقدّماً وتطوراً في العالم. وجاء تأسيسها بدولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2019 بهدف تطوير حلول مرنة وجريئة ومبتكرة في قطاع الدفاع وغيره من المجالات ذات الصلة، ولتكون حافزاً للتغيّر والتحول، حيث تكرّس المجموعة جهودها لتقديم ابتكارات وتقنيات وخدمات فائقة التطور في السوق بسرعة وكفاءة أكبر لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي رائد لصناعات المستقبل، وخلق مسارات واضحة ضمن القطاع للجيل التالي من المواهب عالية الكفاءة بما يُمكنها من تحقيق النجاح والازدهار، على نحو مستدام.
ومن خلال تركيزها على اعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، تقود ايدج تطوير القدرات السيادية للتصدير العالمي والحفاظ على الأمن الوطني، حيث تتعاون مع مشغلي الخطوط الأمامية، والشركاء الدوليين، بالاعتماد على التقنيات المتقدمة، مثل القيادة الذاتية، والأنظمة السيبرانية الفيزيائية، وأنظمة الدفع المتقدمة، والروبوتات، والمواد الذكية.
وتجمع مجموعة ايدج بين البحث والتطوير والتقنيات الناشئة والتحوّل الرقمي وابتكارات السوق التجارية مع القدرات العسكرية لتطوير الحلول المبتكرة والمصممة وفقاً للمتطلبات المحددة لعملائها.
وللتعرف عن قرب على جديد المجموعة الإماراتية، التقت مجلة «الجندي» السيد حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ايدج، وأجرت معه الحوار التالي:
حدّثنا عن رؤيتك الاستراتيجية لمستقبل أنظمة الدفاع في المشهد الجيوسياسي المُتغيّر، وكيف تخطط مجموعة ايدج للبقاء في طليعة التقدّم التكنولوجي والمساهمة في الأمن العالمي؟
منذ تأسيس المجموعة قبل 5 سنوات، تنصب مهمتنا الأساسية في تحديث صناعة الدفاع من خلال طرح مجموعة متقدمة من المنتجات العسكرية المتطورة في المجال الجوي والبري والبحري، والأسلحة الذكية، وتعزيز البنية التحتية الحيوية، وتقديم أحدث الحلول الرقمية والسيبرانية.
وبالفعل نجحنا في تحقيق هذا الهدف إلى حد كبير، حيث ارتفعت عدد منتجاتنا وحلولنا إلى أكثر من 160 منتجاً، وهي زيادة بلغت معدلات وصلت إلى 500 % منذ التأسيس. كما نمت البصمة التجارية بقدر كبير لتشمل أكثر من 50 دولة عبر 5 قارات، مما عزز مركز المجموعة الريادي المرموق عالمياً كمُزوّد رئيسي وفاعل حيوي، ومُصدّر رئيسي لأنظمة الدفاع.
وللاستفادة من استراتجية النموّ المستدامة، سنواصل متابعة تطوير خارطة منتجاتنا المتطورة من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع الجهات الفاعلة في الصناعة، بهدف تنويع القدرات الصناعية وربطها بالتكنولوجيا المتقدمة، واستكشاف الفرص التجارية محلياً وعالمياً، لتبرز النجاحات في قطاع دائم التطور ، مع زيادة المساهمة في الناتج المحلي على حد سواء.
نظراً لسرعة تطور مشهد الدفاع والتكنولوجيا، كيف تحافظ مجموعة ايدج على مكانتها كرائدة في الابتكار والتنافسية؟
تعتبر مجموعة ايدج واحدة من أسرع المجموعات الدفاعية نمواً في العالم، حيث أبرمت عقوداً تزيد قيمتها الإجماية أكثر من 60 مليار درهم إماراتي منذ تاريخ التأسيس. ويرجع معدلات النمو الكبير إلى إطلاق وتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية، بدءاً من الاستثمار في القوى العاملة ذات الكفاءة العالية، إلى السعي لتحقيق شراكات استراتيجية قوية، ووصولاً إلى الاستحواذ على شركات ذات قيمة عالية.
فقد انتهجنا استراتجية استحواذ محكمة، حيث ساهمت عمليات الاستحواذ المحلية والدولية البالغ عددها 13 حتى الآن، بشكل كبير في رفع مستوى القدرات التكنولوجية، وتوسيع مروحة مجموعة الحلول، إلى جانب تعزيز القدرات التصنيعية ومواصلة تقدّمهاعلى نحو متسارع ومستدام.
وتشمل عملية الاستحواذ الهامة على «ميلريم روبوتيكس»، وهي شركة عالمية متخصصة في أنظمة الروبوتات والأنظمة ذاتية القيادة. كمايأتي افتتاح مكتب جديد لها في أبوظبي مؤخراً، ليتيح الفرصة للعملاء المحليين الاطلاع على مجموعة المركبات البرية المُسيرة المتطورة، ومتابعة حجم العمليات المتزايدة.
من جهة مماثلة، استحوذت المجموعة مؤخراً على «أنافيا»، وهي شركة سويسرية متخصصة في تصميم وتطوير وتصنيع أنظمة الطائرات عمودية الإقلاع والهبوط (VTOL) المتعددة الاستخدامات.
وتشمل عمليات الاستحواذ البارزة الأخرى شركة SIATT، المتخصصة في تصنيع الأسلحة الذكية والذخائر الموجهة بدقة، و«كوندور»، التي تعتبر واحدة من أفضل خمس شركات عالمية متخصصة في تكنولوجيا الأسلحة غير المميتة (NLT)، بالإضافة إلى «فلاريس»، التي تتخصص في تصنيع أنظمة الطيران المتطورة ذات الأجنحة الثابتة.
تعمل مجموعة ايدج بنشاط على تشكيل شراكات على المستوى العالمي، ما الأهمية الاستراتيجية لهذه الشراكات؟ وكيف تساهم في تحقيق الرؤية العامة للمجموعة؟
من المهم بمكان أن ندرك أن شراكاتنا الدولية تلعب دوراً محورياً في تعزيز سلاسل القيمة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة لدينا. وتدعم هذه الشراكات بدورها نمو الصادرات، وتعزز القدرات الوطنية، كما تساهم بشكل مباشر في تحقيق خطة «الصناعة 4.0» الخاصة بالمجموعة، وانتهاجاً لاستراتيجية التصنيع الإماراتية.
عندما ننظر إلى اتفاقيتنا الأخيرة مع شركة «أداني» للدفاع والفضاء، والتي تُشكّل منصة عالمية للاستفادة من قدرات الدفاع والفضاء لكلا الشركتين، أود الإشارة أن هذه الشراكة لن تقتصر على إنشاء مرافق البحث والتطوير في الهند ودولة الإمارات لأغراض التطوير والإنتاج والصيانة فقط، بل ستعزز وجودنا في جنوب آسيا، وتقوِّي سلاسل التوريد الحيوية داخل المنطقة والأسواق العالمية الأوسع.
ويلي ذلك، إطلاق «مايسترال» (MAESTRAL)، المشروع المشترك مع شركة «فينكانتييري»، واحدة من أكبر شركات بناء السفن في العالم، والذي من المتوقع أن يشهد إنشاء خط إنتاج بحري بقيمة 30 مليار يورو.
فضلاً عن ذلك، لدينا شراكة مع «إندرا» (INDRA) الإسبانية، وهي شركة عالمية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات وأنظمة الدفاع، والتي من المقرر أن تُسرع بقدر كبير قدرتنا على تطوير الجيل التالي من الرادارات، إلى جانب فتح فرصاً جديدة في الأسواق العالمية سريعة النمو.
وتعتبر هذه الشراكات الدولية وغيرها ذات أهمية حيوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية بإحكام وترسيخ مكانة المجموعة كفاعل عالمي مبتكر في قطاعات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
بصفتها مجموعة تركز على التكنولوجيا المتقدمة، كيف تعزز ايدج ثقافة الابتكار بين فرقها؟ وما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا المتقدمة في استراتيجيتها العامة؟
يعتبر تطوير رأس المال البشري المفتاح الرئيس للنجاح. ففي كل منتج جديد تم ابتكاره أو نظام رائد تم تصميمه أو بناؤه في مجموعة ايدج، يعود إلى جهود فريق عمل متكامل من الموهوبين من ذوي الخبرات والمهارات يعملون على مدار الساعة، ويُحوِّلون الأفكار والتصاميم المبدئية إلى مرحلة التقييم، ومن ثمّ التفعيل ليصبح واقع ملموس. ولذا، نعزز دوما ثقافة الابتكار، كما ندعم تطوير خبراء التكنولوجيا وقادة المستقبل بنشاط في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
لقد تمكنّا من إنجاز كل ذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الأكاديمية، وتقديم برامج تعليمية وتطويرية شاملة داخل المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك، نعمل على تحفيز وتشجيع النمو والابتكار الصناعي من خلال اتباع خارطة طريق برنامج «الصناعة 4.0» الحائزة على الجوائز لتحويل القدرات الصناعية المحلية، وتعزيز الكفاءة والاستفادة من التكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتبسيط العمليات وتعزيز قوة الحلول الرقمية بهدف تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
ما التحديات والفرص التي تتوقعها لمجموعة ايدج في السنوات القادمة، خاصة في سياق التحولات الجيوسياسية والتقدم التكنولوجي؟
يجد العالم نفسه اليوم في مواجهة الخطر وعدم اليقين ، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمشهد الأمن في المستقبل القريب، تاركاً صناعة الدفاع عرضة للتغيرات والتحولات المفاجئة.
كما أصبحت التكنولوجيات المبتكرة، مثل الذكاء الاصطناعي، والحرب الإلكترونية، والاتصالات الآمنة، والأمن السيبراني أمور أساسية وحيوية للأمن الوطني.
لهذا الأسباب، تستثمر مجموعة ايدج بكثافة في جميع هذه المجالات ذات الأولوية، لتضمن بقاءها في مقدمة اهتمامات الأمن الوطني بهدف البنية التحتية الحيوية في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، نعمل في ايدج على ضمان الاستجابة السريعة للاحتياجات والمتطلبات المتزايدة لعملائنا، مثل الحاجة لتحقيق مستويات الاستعداد التشغيلي المطلوب، وتعزيز سلاسل التوريد الدولية، بالإضافة إلى توفير الوصول إلى أنظمة الطيران المُسيرة المتقدمة، والأنظمة البرية، والبنية التحتية للدفاع السيبراني، وحلول الاتصالات الآمنة.
بناء قوة عاملة ماهرة أمر حاسم للنجاح، كيف تستثمر مجموعة ايدج في تطوير المواهب وتضمن أن فرقها مجهزة بالمهارات اللازمة للتفوق في هذه الصناعة الديناميكية؟
نُؤمن أن الابتكار وتطوير المواهب أساسهما التعلّم، وهو ركيزة أساسية لاستراتيجيتنا طويلة المدى. تستند مجموعة ايدج على قوى عمل عالمية تزيد على 12.000 فرد، من ذوي الكفاءات والمهارات، ينتمون لأكثر من 95 جنسية مختلفة.
وبهدف تزويد الفرق بالمهارات اللازمة، أنشأنا مركز ايدج للتعلم والابتكار (LIF)، وهو مركز تعليم متقدم بتكنولوجيا الصناعة 4.0، حيث يجمع المركز بين التكنولوجيا النظرية والتطبيق تحت سقف واحد، لتحسين مستويات الأداء وتعزيز الإلهام الفكري و اعتماد ثقافة الابتكار لإحداث ثورة في العمليات والمنتجات المستقبلية.
وقد طوّر مركز ايدج للتعلم والابتكار حتى الساعة حوالي 49 برنامجاً تدريبياً مختلفاً وفقاً لمنهجيات Lean و Six Sigma و Industry 4.0 و Analytics و Agile.
كما استقطب المركز مجموعة متنوعة من الخبراء ذوي الأداء العالي من جميع أنحاء العالم لتطوير وتقديم البرامج التدريبية، وتوفير تجارب تعليمية ممتازة.
في عصر التقدم التكنولوجي السريع، كيف تتكيف مجموعة ايدج مع التغيير؟.. وكيف تضمن أن تظل المجموعة مرنة وقادرة على الاستجابة لمتطلبات السوق المتغيرة؟
يُقدّم التقدّم التكنولوجي تحديات وفرصاً واعدة غير محدودة. وفي مجموعة ايدج، نبقى في طليعة التوجهات الصناعية من خلال التركيز على التقنيات الناشئة والاستفادة منها على حد سواء.
وفي هذا السياق، نتمكّن من خلال كوكبة من الخبراء العالميين، وفريق من المختصين متعددي المجالات، مع فريق عملنا المتميز من تصميم وتصنيع حلول تكنولوجية وأمنية مبتكرة لتلبية متطلبات العملاء الآخذة في التطور والنمو.
فعلى سبيل المثال، تستخدم مجموعة ايدج مراحل التصور المُبكر والهندسة المفتوحة. ويُحفّز هذا النهج تطوير المنتجات الحديثة وتوفيرها إلى الأسواق الدولية، مما يسمح بمرونة أكبر، وتكّيف أسرع ، خاصة مع التطورات الحديثة في العديد من الصناعات. كما تسهم استراتيجيتنا الاستشرافية في الحفاظ على التفوق التنافسي في قطاع هذه الصناعة سريعة التطور، وتُمكّننا أيضا من تلبية متطلبات عملائنا المتزايدة بفعالية وجودة عالية.
نظراً إلى الأهمية المتزايدة للأمن السيبراني والطبيعة الحساسة للصناعات التي تخدمها، كيف تواجه مجموعة ايدج التحديات والتهديدات في هذا المجال؟
تكمن مسؤوليتنا كشركة رائدة في قطاع الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة في تقديم حلول رائدة يُمكنها مواجهة التهديدات المتزايدة للأمن السيبراني بفعالية وإحكام. لهذا السبب، نستثمر بقوة في اكتساب وتطوير تقنيات متقدّمة، وتعزيز قدرات نعتقد أنها ستحقق التأثير الاكبر في مواجهة تحديات البنية التحتية الحيوية.
وبالنسبة للحلول الأمنية الرقمية، تُوفر «كاتم» (KATIM)، وهي شركة متخصصة في الاتصالات الآمنة وجزء من مجموعة ايدج، هواتف ذكية فائقة الأمان وتشفير ما بعد الكمي للشبكات، لضمان أمان البيانات الحساسة بشكل دائم.
إضافة إلى ذلك، أدى استحواذنا على «أوريكس لابز» (ORYXLABS) إلى إضافة حلول أمن سيبراني حائزة على العديد من الجوائز إلى مجموعة القدرات العالية التي نمتلكها، مما يُوفر مراقبة فعالة للبنية التحتية الرقمية للحكومات والشركات، إلى جانب تحديد الثغرات المحتملة في البنية التحتية الرقمية والشبكات، بالإضافة إلى إدارة الامتثال للأمن السيبراني بشكل متكامل.
وأخيراً، تضيف شركة «بيكن رد» (BEACON RED) قدرات أمن وطني أساسية إلى مجموعة الأصول السيبرانية، من خلال تصميم سيناريوهات تدريب مخصصة لعمليات الأمن السيبراني، و تحقيق التكامل المطلوب.
بروفايل
- السيد/ حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ايدج
- يتولى مسؤولية الإدارة الاستراتيجية والتجارية والتشغيلية العالمية لمجموعة ايدج
- عمل سابقاً رئيساً لقطاع الصواريخ والأسلحة لدى المجموعة، حيث أشرف على التوجيه الاستراتيجي للتطوير ووظائف الأعمال ضمن القطاع الذي يشمل أربع شركات هي: «الطارق»، و«كراكال»، و«هالكن»، و«لهب».
- شغل منصب الرئيس الاستشاري في مجلس التوازن، حيث أشرف على شراكات العملاء الاستراتيجية، وتقديم الدعم الاستشاري بناءً على البحوث التشغيلية.
- قبل ذلك، تولّى منصب المدير العام لشركة توازن ديناميكس (الطارق حالياً)، وهي مشروع لأسلحة المواجهة المشتركة في مرحلته التجريبية.
- مع انطلاقة مجلس التوازن، تم تكليفه بإدارة الشراكات المعقدة لأصحاب المصلحة ومتعاقدي مجال الدفاع في جميع أنحاء أوروبا في البداية، ثم على مستوى العالم.
- يعد متحدثاً بارزاً في العديد من منتديات القيادة، ومشاركاً منتظماً في ورش العمل والندوات التي تُركّز على تعزيز التميز في قطاع الدفاع وتنمية رأس المال البشري. كما يعمل بصفة استشارية في العديد من اللجان والمجالس الإدارية.
حوار: «الجندي»