تلتزم «ريثيون الإمارات»، وهي شركة تابعة لـ «ريثيون تكنولوجيز» ومقرها أبوظبي، بتوظيف المواهب الإماراتية ضمن طواقمها الفنية وإدارتها التنفيذية. ويدعم هذا الالتزام الرؤى الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمساهمة في تنويع اقتصادها، وتطوير قوة عاملة إماراتية على مستوى عالٍ من الكفاءة والإنتاجية.
وتسعى «ريثيون الإمارات» لأن تكون شريك الدفاع الأكثر موثوقية لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال توفير حلول مبتكرة عالية القيمة، وتطوير معارف المواهب المحلية للارتقاء بالقدرات الوطنية الإماراتية في المجالات الدفاعية والأمنية.
وأعلنت «ريثيون الإمارات» مؤخراً عن تعيين فهد محمد المهيري في منصب المدير العام. وسيتولى المهيري، الذي شغل سابقاً منصب نائب المدير العام في الشركة، مهام الإشراف على عمليات توطين الصناعات الدفاعية في «ريثيون الإمارات»، وتعزيز العلاقات طويلة الأمد بين الشركة والمنظومة الدفاعية لدولة الإمارات، وبناء الخبرات والشراكات والقدرات المحلية.
وللتعرف بشكل أكبر على الشركة، التقت مجلة «الجندي» السيد فهد محمد المهيري، مدير عام شركة «ريثيون الإمارات»، وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا بتفصيل أكبر عن «ريثيون الإمارات»؟
«ريثيون الإمارات» هي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة «ريثيون تكنولوجيز»، تأسست في عام 2017 ومقرها أبوظبي. أُطلقت الشركة بدعم من مجلس التوازن في إطار برنامجه الاقتصادي احتفاءً بالذكرى السنوية الثلاثين لتعاون شركة «ريثيون تكنولوجيز» مع دولة الإمارات. وشكل تأسيس شركة ريثيون الإمارات خطوة مهمة للمضي بهذه الشراكة نحو آفاق جديدة.
واليوم، تركز «ريثيون الإمارات» على ثلاثة مجالات عمل هي: المستجيبات، والدفاع الجوي والصاروخي، والتكنولوجيا المتقدمة.
وبالاستناد إلى قيم «ريثيون تكنولوجيز»، نواصل السعي لنكون شريك الدفاع الأكثر موثوقية لدولة الإمارات من خلال توفير حلول مبتكرة عالية القيمة. ونسعى بشكل حثيث لتطوير القدرات الدفاعية المحلية بما يدعم جهود الدولة لتنويع اقتصادها، وتطوير حلول تكنولوجية جديدة، وتنمية المواهب الإماراتية، الأمر الذي يمكننا من الإسهام في ارتقاء القدرات الصناعية الإماراتية.
كيف تسهم «ريثيون الإمارات» في تعزيز القدرات المحلية؟
في إطار مساعي «ريثيون الإمارات» والتزام شركة «ريثيون تكنولوجيز» بجعل الشركة كياناً إماراتياً أصيلاً، حظيت العام الماضي بشرف الانضمام إلى «ريثيون تكنولوجيز» لتلقِّي التدريب فيها وفهم عملياتها وإجراءاتها وثقافتها. واليوم من موقعي القيادي في إدارة شركة «ريثيون الإمارات»، يسرني العمل على تعزيز الشراكة بين «ريثيون تكنولوجيز» ودولة الإمارات بهدف توسيع علاقاتنا الثنائية.
تلتزم «ريثيون الإمارات» بإقامة شراكات محلية، ومشاركة الخبرات العالمية، وصقل القدرات الدفاعية المحلية لضمان تلبية احتياجات الدولة الحالية والمستقبلية.
نحن ندرك في «ريثيون الإمارات» الأهمية الاستراتيجية للتركيز على التصنيع المحلي، والتطوير المشترك مع منظومة الدفاع الإماراتية، والعمل مع الشركات الإماراتية، وعلى رأسها مجلس التوازن ومجموعة إيدج وغيرهما، لتعزيز القدرات المحلية.
كثيراً ما نسمع أن الشركات تواجه تحدي إيجاد المرشحين المناسبين لشغل المناصب العليا في الشركات، ومنها شركتكم «ريثيون الإمارات». هل تتفقون مع ذلك، وكيف تتعاملون مع هذا التحدي؟
لا شك أن استقطاب الكفاءات يمثل تحدياً عالمياً، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لكننا نرى أننا جميعاً نتشارك المسؤولية لسد هذه الفجوة من خلال تدريب الشباب، والحرص على اكتسابهم المؤهلات المناسبة لتولي هذه الوظائف مستقبلاً. ونحن في «ريثيون الإمارات» ملتزمون بتوظيف المواهب الإماراتية وصقل مهاراتها، وبناء قوة عاملة متنوعة متعددة الجنسيات، والتفاعل مع المجتمع المحلي والمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة من خلال دعم التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتستضيف «ريثيون الإمارات» برامج تدريب سنوية لتزويد الطلاب الإماراتيين بالتدريب والإرشاد والخبرة العملية تحت إشراف خبراء من شركة «ريثيون»، لمساعدتهم على بدء حياتهم المهنية. ونتعاون في ذلك مع برنامج «استدامة وتعزيز توطين الصناعات الدفاعية والأمنية» (SEEDS) من مجلس التوازن الاقتصادي، وجامعة خليفة، وكليات التقنية العليا، وجامعة زايد، على سبيل المثال لا الحصر، كما ندعم المبادرات التعليمية التي تحفز الجيل القادم من المبتكرين وتعزز خبراته.
ما الفرص التي تدرسون استثمارها في دولة الإمارات لتحقيق النمو؟
تزخر دولة الإمارات بكثير من فرص الشراكات والتعاون لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وخبرات غنية، وقدرات تصنيع محلية رائدة على مستوى المنطقة.
نحن نسعى باستمرار إلى استكشاف السبل الأنسب لتعزيز وجودنا في دولة الإمارات بإشرافٍ من مجلس التوازن الاقتصادي ودعمه. ونسهم في الوقت نفسه بتنمية القدرات الصناعية لدولة الإمارات بالاستناد إلى حضورنا الطويل في الدولة، وضمان استدامة أنظمة «هوك» و«باتريوت» و«رام» و«تي بي واي2-» في دولة الإمارات، ومواصلة تحديثها وتحسينها لتوفير حماية أفضل للدولة.
لقد شهدنا جميعاً تأثير اضطراب سلاسل التوريد على امتداد أنحاء العالم بسبب الجائحة، ولمسنا بطبيعة الحال مدى الحاجة إلى التعاون مع مصادر توريد إضافية. وتعد الإمارات مرشحاً قوياً للاضطلاع بهذا الدور في ضوء الدعم الذي تقدمه الدولة من خلال مبادراتهما الرائدة لتنمية قطاع التصنيع الإماراتي، بالإضافة إلى جميع المزايا الأخرى التي تستطيع دولة الإمارات تقديمها. ونحن في «ريثيون الإمارات» نستكشف فرص تأهيل موردين ثانويين إضافيين في الدولة لدعم خطوط إنتاج «ريثيون تكنولوجيز»، وتهدف هذه المبادرة الجديدة إلى خلق فرص مجزية في السوق.
ختاماً، بصفتك مواطناً إماراتياً يشغل منصب المدير العام لشركة دفاع غنية عن التعريف، بماذا تنصح الشبان والشابات الإماراتيين الطامحين لتقلُّد مناصب مشابهة في المستقبل؟
علمتنا قيادتنا الرشيدة أن «لا شيء مستحيل». فدولتنا تزخر بقيادات تنفيذية ملهمة – في القطاعين الحكومي والخاص – ممن يرفعون مستوى التحدي ويقدمون لنا كل أشكال الرعاية. أنصح الشبان والشابات الإماراتيين بمواصلة التعلم دون حدود، وأن يتحلوا بالشغف نحو ما يفعلونه. إذا لم تجدوا سبيلاً لمواجهة تحدٍ معين، حاولوا إيجاد طريق آخر للتغلب عليه. لا تخافوا من المجازفات المحسوبة، فمن لا يفعل ذلك لا يتعلم من أخطائه. لا تكتفوا بتنمية مهاراتكم الأساسية فحسب، بل حاولوا تنمية المهارات المهمة الأخرى، من المهارات الشخصية، والتفكير النقدي، إلى قدرات حل المشكلات. لقد أنعم الله علينا في دولة الإمارات بكثير من الفرص، حاولوا اغتنامها بأفضل صورة ممكنة، وكلّي ثقة أنكم ستحققون النجاح.
بروفايل
- فهد محمد المهيري .
- المدير العام لدى «ريثيون الإمارات» التابعة لـ«ريثيون تكنولوجيز».
- يتمتع بخبرة 20 عاماً متنوعة بين الخبرات الدولية والخاصة والحكومية والاتحادية.
- شغل سابقاً منصب المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الفضاء الإماراتي في وكالة الإمارات للفضاء (UAESA).
- شغل منصب المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة الإمارات للصناعات الدفاعية (EDIC).
- أطلق أول مشروع استشعار عن بعد لجودة الهواء في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع معهد مصدر لتطوير خوارزميات خاصة بجودة الهواء.
- حاصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الميكانيكية من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية.
حوار: «الجندي»