أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة في حوار خاص مع مجلة الجندي أن المجلس يواصل دوره الوطني بالمساهمة في مسيرة النهضة الشاملة وتعزيز نهج الشورى وتعزيز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، وتكريس قيم الولاء والانتماء والتلاحم الوطني، ويقدم كل ما هو أفضل لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن وتعزيز مكانة الدولة عالمياً في ظل الدعم الكبير من قبل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات.
وأضاف معاليه أن حرص المجلس الوطني الاتحادي مستمر ومتواصل في القيام بمهامه الدستورية والتشريعية بما يُلبي طموحات شعب الاتحاد، وبما يُشارك مشاركة فعالة في النهضة التي تعيشها الدولة، لذلك فإنه منذ تأسيس المجلس وهو يواصل دوره ونشاطه الدؤوب في المساهمة في خطط الدولة واستراتيجياتها الوطنية، ومنها الاستعداد للمستقبل بالإعلان عن عام 2020 «عام الاستعداد للخمسين».
وحول وباء كورونا واستراتيجية الإمارات التصدي له، أشار معاليه إلى أن القيادة وضعت مصلحة المواطن والمقيم فوق كل اعتبار، في ظل هذا الوباء، وقدمت نموذجاً للعالم في التعامل مع الأزمة وتكاتف وتعاون مؤسساتها ووعي شعبها ومجتمعها والالتزام الكامل، مؤكداً أن رسائل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيجابية للمواطنين والمقيمين هي رسائل طمأنينة وثقة وتأكيد على الجهود اللامحدودة التي تتخذها الدولة لمواجهة واحتواء وباء كورونا، وجاءت تعبيراً عن تقدير سموه لدور الكوادر الطبية التي تعمل دون كلل وتواصل الليل بالنهار في مواجهة الفيروس. وفيما يلي نص الحوار:
معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي. نهنئكم على الثقة الكبيرة والغالية من قبل القيادة الرشيدة، ونتمنى لكم التوفيق في خدمة وطننا الحبيب.. وبهذه المناسبة نسأل معاليكم: ماذا تعني لكم هذه الثقة من قبل القيادة وأن تكونوا على رأس السلطة الرابعة في الدولة؟
على قدر ما تشرفت بنَيل هذه الثقة الغالية، فإنني أؤكد أنها تُحملني مسؤولية كبيرة انطلاقاً من إدراكي العميق لحجم ومكانة ودور هذا الصرح الوطني الشامخ ضمن البناء الدستوري للدولة، وطموحات قيادتنا الرشيدة الهادفة إلى أن يواكب تطوره وفاعليته التطور المتسارع في مسيرتنا التنموية، وأن يواكب تطلعات شعبنا، لأن يكون المجلس قريباً من نبض المواطنين جميعاً، مسانداً ومرشداً وداعماً للجهود الوطنية المخلصة، لأن جميع أعضاء المجلس وكل أجهزته، ولجانه وأمانته العامة تعمل في تناغم وترابط وتكامل، بما من شأنه أن يمثل إضافة حقيقية لعملنا الوطني، سواء في تدارس ومناقشة مشروعات القوانين، أو استخدام الأدوات الرقابية، أو في التمثيل البرلماني المشرف في الاتحادات والمنتديات الإقليمية أو الدولية.
اسمحوا لنا معاليكم، أن نبدأ بالقضية التي تشغل العالم كله وضمنه دولة الإمارات وهي وباء كورونا، ثم نتطرق إلى الجوانب الأخرى المتعلقة بالمجلس الوطني الاتحادي.. تقدم دولة الإمارات أنموذجاً متميزاً في التعامل مع الوباء على المستويات كافة.. ما هي السمات المميزة لهذا النموذج من وجهة نظركم؟
دولة الإمارات، كعهدها دوماً، حريصة على وضع وتنفيذ الخطط للتعامل مع الأزمات بشتى أنواعها، وذلك بفضل التوجيهات والمتابعة الحثيثة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات.
وفي ظل ما يشهده العالم من سرعة انتشار هذا الفيروس، تبرز دولة الإمارات كنموذج رائد في اهتمام القيادة وحرصها على وضع مصلحة الإنسان في مقدمة اهتمامها، وفي وعي والتزام شعبها ومجتمعها، وفي تكاتف جهود مؤسساتها الاتحادية والمحلية والقطاعين الحكومي والخاص، وبفضل ما تم وضعه من خطط وتدابير استباقية واحتياطية جعلت الدولة على أعلى جاهزية، الأمر الذي يجسد نجاح نهج الدولة منذ تأسيسها في التعامل مع الأزمات، وفي وضع ما يناسبها من أنظمة وسياسات نابعة من فهمها العميق لاحتياجاتها ومتطلبات مجتمعها.
وفي هذا السياق تُشكل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رؤية واضحة لتقديم كل ما من شأنه رفعة الوطن ومصلحة المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة، عندما قال «إن دولة الإمارات حكومة وقطاعاً خاصا ًومجتمعاً قادرة على تجاوز الأزمة التي يمر بها العالم». ولقد عودتنا قيادة دولة الإمارات بما تمتلكه من حكمة ورؤية مستقبلية وحرص على النظر في الظروف الصعبة والطارئة إلى الإنسانية جمعاء انطلاقاً من أن «دولة الإمارات هي وطن الإنسانية»، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في رسائله التي طمأن بها شعب الإمارات بأهمية أمن المجتمع وسلامة مواطنيه وبتوافر الدواء والغذاء والإمكانات والقدرات من كوادر في مختلف التخصصات وأهمها الطبية منها، لمواجهة كل التحديات.
ماذا تقول معاليكم، للكوادر الطبية العاملة في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس؟
نُثمن عالياً، وبكل الفخر والتقدير، عمل جميع الكوادر الطبية والإجراءات الصحية الاحترازية التي بدأت منذ اللحظات الأولى بكل شفافية عالية بتفعيل أنظمة الإنذار المبكر للحالات الصحية وتوفير مخزونات كافية من المستلزمات الطبية، وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، كممثلين لشعب الاتحاد، يقدرون كل التقدير دور وعمل الفرق الطبية المجهزة والمؤهلة التي تعمل على مدار الساعة دون كلل لتتعامل مع هذه الأوضاع الطارئة بكل كفاءة واقتدار وقدرتها على تحصين المجتمع، لتثبت أنها جاهزة للتعامل مع أي نداء لواجب الوطن لحفظ استقراره وأمنه المجتمعي وسلامة وصحة مواطنية والمقيمين على أرضه، وهو ما شهدت له منظمة الصحة العالمية وإشادتها بكفاءة النظام الصحي في الدولة ونجاحه في مواجهة انتشار الوباء. وفي هذا السياق أثني على الجهود التي تقوم بها المؤسسات الاتحادية والمحلية، في احتواء آثار هذا الفيروس، حيث تُعد دولة الإمارات الأولى عالمياً من حيث نسبة إجراء الفحوصات المختبرية للتأكد من سلامة كل أفراد المجتمع من فيروس كورونا المستجد مقارنة بعدد سكانها.
كيف تتعاون الحكومة مع المجلس الوطني الاتحادي في ظل ظروف وباء كورونا؟
لا بد هنا ان أشيد بالتواصل والتعاون والشراكة القائمة بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية في طرح ومناقشة القضايا الملحة، وأعبر عن تقدير وشكر أعضاء المجلس الوطني الاتحادي لمعالي الأخ عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، على إطلاع المجلس في جلسته الرابعة التي عقدها بتاريخ 11 فبراير 2020م، على الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع فيروس كورنا منذ أول مراحل ظهوره. إن ما نشهده تحت قبة المجلس من مداولات، وحوارات ومناقشات شفافة وبناءة في هذا الشأن توضح أن عملية تكامل الأدوار المنوطة بالمجلس والحكومة تشكل السند الأساسي للمجلس للوفاء بمسؤولياته الوطنية.
تهتم القيادة الرشيدة بتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي في مسيرة التنمية.. كيف تنظرون معاليكم إلى دور المجلس في خطط التنمية الطموحة للدولة خلال الفترة القادمة وخاصة خطط الاستعداد للخمسين سنة المقبلة؟
استطاعت دولة الإمارات منذ تأسيسها أن تنال تقدير العالم من خلال الإنجازات التي حققتها والتي كان ركنها الأساسي قيادة استثمرت في بناء الإنسان وسخرت كل الجهود لتمكينه، وأبناء وطن عملوا بجد وعزيمة وتفانٍ في رسم صورة حضارية مشرقة للدولة عالمياً. والمجلس الوطني الاتحادي قادر، من خلال ما يضمه من نخبة متميزة من الأعضاء، ومن خلال القيام الجاد بواجباته الرقابية والتشريعية، على دعم جهود الدولة في القضايا والقطاعات الاستراتيجية خاصة في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والإسكان والعلوم المتقدمة، كما أنه قادر على المشاركة الحقيقية في ترجمة رؤى القيادة الرشيدة في استشراف نصف قرن من المستقبل لاستمرار الإمارات في وضعها المتقدم عالمياً على كافة الصعد الاقتصادية والتنموية والثقافية والبشرية، مع استعدادات المجلس للتعاون مع مختلف القطاعات والجهات لتنفيذ استراتيجية مسيرة البناء والنهضة الشاملة المتوازنة التي تشهدها الدولة.
لأول مرة تمثل المرأة نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.. ما دلالات ذلك من وجهة نظر معاليكم؟ وكيف سيؤثر على أداء البرلمان في الفصل التشريعي الحالي؟
ما حدث في الفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي من تمكين المرأة الإماراتية من 50 % من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي يمثل سبقاً جديداً على المستويين الإقليمي والعالمي، فحصولها على نصف مقاعد المجلس يعكس إيمان القيادة الرشيدة بدور المرأة المهم في دفع مسيرة التنمية وتعزيز مكانة الإمارات لتصبح دولتنا في مصاف الدول من حيث تمثيل المرأة برلمانياً، وها هي الآن، وتحت قبة المجلس، تؤكد كل يوم قدرتها على أن تكون نموذجاً ملهماً وقدوة يحتذى بها، كما نثق جميعاً بأن بنت الامارات ستثبت، كعادتها دائماً، جدارتها بثقة قيادتنا الرشيدة وشعب الاتحاد، وأن أداءها البرلماني وتميزها، إضافة نوعية قيمّة للكثير من قصص نجاح مسيرة التمكين في وطن التمكين.
ماهي أبرز مؤشرات أو سمات تشكيل المجلس الوطني الاتحادي خلال هذا الفصل التشريعي خاصة من حيث تمثيل الشباب وذوي الخبرة وغيرها؟
إن استعراض المراحل العمرية لمعظم أعضاء المجلس يؤكد أن العناصر الشابة هي الغالبة على أعضاء المجلس، وهي عناصر شابة تتميز بالتأهيل العالي، كما تتميز بالحماس والقدرة على تحمل المسؤولية ليكونوا شركاء فاعلين في عملية التنمية، فهم يؤكدون أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة على صعيد تمكين الشباب وتنمية قدراتهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة وليس فقط الاستثمار فيهم، وليكونوا شركاء فاعلين في المساهمة في عملية صنع القرار وفي مسيرة التنمية الشاملة. ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن نستذكر أن أول موضوع عام طرحه المجلس في الجلسة التاسعة من الدور الأول من الفصل الأول التي عقدها بتاريخ 28/3/1973، كان بعنوان «شغل أوقات فراغ الشباب»، حيث ناقشه وتبنى توصياته بشأنه، لذلك ليس غريباً على المجلس على مدى أكثر من أربعة عقود أن اهتم بالشباب وبتطوير قدراتهم وإشراكهم في مسيرة البناء والتنمية، ولأهمية دور الشباب في مسيرة التنمية كونهم قادة المستقبل. والمجلس كما يضم الشباب بحماسه، فإنه يضم المراحل العمرية التي صقلتها خبرات التجربة والحياة، والممارسة العملية العميقة، وبتعاون حماس الشباب وتأهيلهم الحديث مع ذوي الخبرة والتجارب الإنسانية يكون المزج بين مكونات التأسيس من ناحية، والانطلاق من ناحية أخرى نحو آفاق رحبة من استمرار التفوق والبناء والمشاركة في تقدم العالم.
الامارات تعد مثالاً بارزاً للتعاون المثمر بين الحكومة والبرلمان.. كيف يؤثر ذلك على فاعلية المجلس؟ وماهي رؤية معاليكم لتعميق هذا التعاون مع الحكومة خلال السنوات القادمة؟
إن التعاون المثمر والإيجابي بين الحكومة والمجلس ليس وليد اليوم، إنما هو نهج قام عليه المجلس، ويحافظ عليه وتؤكده دوما القيادة الرشيدة، وهو يمثل عنواناً بارزاً للعلاقة بينهما على مدى السنوات الماضية، وسوف يظل ويتأكد خلال الحاضر والمستقبل، لأن البناء الذي تبنيه دولة الإمارات لا يقوم إلا على التعاون والتلاحم بين الشعب والقيادة، وبين جميع سلطات الاتحاد التي تمثل الحكومة ركناً ركيناً فيها، كما يمثل المجلس ركناً مهماً فيها، فهكذا تُبنى كل نهضة في دولة الامارات، وهكذا يعمل الجميع لمصلحة الوطن.
الدور الخارجي للمجلس الوطني الاتحادي له أهمية كبيرة من خلال الدبلوماسية البرلمانية.. كيف تنظرون معاليكم إلى هذا الدور خلال السنوات القادمة. وماهي رؤيتكم بخصوص تطويره وتفعيلة لخدمة مصالح الدولة على الساحة الدولية والإقليمية؟
إن المكانة التي حققتها دولة الإمارات على المستوى الدولي هي مردود لعمل مشترك وتعاون مستمر بين كافة سلطات الدولة، فالدولة، بكل سلطاتها ومؤسساتها، تحرص على استمرار وتنامي هذه المكانة من خلال مُمكنات عديدة، لعل أبرزها الدبلوماسية الدولية، وفتح آفاق التعاون على كل بلاد العالم، وإبراز دور الإمارات في رسالتها العالمية كدولة داعية للسلام والتسامح والخير، مما عزز من ريادتها العربية والإقليمية والدولية، كما جعل صوتها مسموعاً لدى الشعوب والدول، والمجلس الوطني الاتحادي يؤكد دعم هذا الدور لدولة الإمارات من خلال ممارسة دبلوماسيته البرلمانية التي تستند إلى أسس ثابتة ومبادئ محددة تطرح بشكل دائم على أجندة أعمال المجلس في مشاركاته الخارجية من أبرزها وأهمها: الحفاظ على حقوقه في قضية الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث، وحفاظه على الأمن الخليجي والعربي والاقليمي، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التسامح والانفتاح والتواصل على الصعيد الدولي، والسعي إلى تحقيق السلام العالمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي المتواصل لأن يكون حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، ولكي تسود الشرعية. وإن المجلس بخيرة العناصر التي يضمها في عضويته قادر، بعون الله وتوفيقه، وبدعم من القيادة، على أن يبني على ما تحقق، وأن يُضيف إنجازات إلى الإنجازات التي نراها كل يوم.
من وجهة نظر معاليكم.. ماهي الأولويات الوطنية للمجلس الوطني الاتحادي خلال فصلة التشريعي الحالي؟
يحرص المجلس الوطني الاتحادي على أن يكون شريكاً في تحقيق تطلعات وآمال شعب الاتحاد، ولذلك تبنت لجان المجلس مجموعة من الموضوعات التي ترتبط برؤية الإمارات وسعيها لأن تكون دوماً من بين أفضل دول العالم، ومنها الموضوعات المرتبطة بالنواحي الاقتصادية والصحية والتعليم والسكن وخدمات الاتصالات والأسرة الإماراتية، وغيرها من الموضوعات التي تتعاطى مع اهتمامات شعب الاتحاد وكذلك أولويات حكومة الإمارات، وكذلك التأكيد على الدور الخارجي للدبلوماسية البرلمانية وما تعكسه من مواقف الدولة الإيجابية.
كيف تقيمون معاليكم التجربة البرلمانية الإماراتية خلال مسيرة 48 عاماً؟
حظي المجلس الوطني الاتحادي مع انطلاق مسيرة الاتحاد وبدء مرحلة التأسيس للنهضة الحضارية لدولة الإمارات باهتمام ودعم من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وإخوانه الآباء المؤسسين، وذلك في أبهى تمثيل لنهج الشورى وتأكيداً للقناعة الراسخة لديهم بأهمية إشراك المواطنين في العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم في مسيرة بناء الوطن منذ تأسيسه.
ولقد تواصل هذا الدعم وذلك الاهتمام في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» كل ذلك مكّن المجلس من تحقيق العديد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والخارجي، حيث كان للمجلس دوره في إرساء البيئة التشريعية والرقابية من خلال ممارسة اختصاصاته الدستورية الرامية إلى تأسيس وتطوير وتحديث البيئة التشريعية ومناقشة القضايا التي لها علاقة مباشرة بشؤون الوطن والمواطنين، فأصبح منبراً للشورى ومساهماً بدور فعّال في النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، حيث تمكن على مدى «17» فصلاً تشريعاً، منذ بدء التأسيس وحتى الجلسة الخامسة من دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر الحالي التي عقدت في 18 فبراير 2020، من عقد 614 جلسة، ناقش وأقرّ خلالها 605 من مشروعات قوانين، وشارك في7 تعديلات دستورية، كما ناقش 327 موضوعاً عاماً تناولت العديد من القطاعات المهمة، ووجه 891 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة، وتبنى ما يزيد على «350» توصية، كلها تصب في خدمة الوطن والمواطن.
وقد تكامل مع هذا الدور الداخلي دوره الخارجي في مشاركته مع باقي مؤسسات الدولة صاحبة الاختصاص لتجسيد نهج الدولة وتوجهاتها لتي أسهمت في ترسيخ مكانتها الدولية، وعلى كافة الصعد، كنموذج للاتزان والاعتدال والحكمة وعنصر أساسي في معادلة تحقيق الاستقرار والسلام والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي، مما أسهم في فتح مجالات جديدة وعديدة في علاقات الدولة الدبلوماسية، مما كان له أثره في إبرام «34» مذكرة تعاون مع برلمانات إقليمية ودولية.
معاليكم توليتم مسؤوليات وطنية عديدة وتاريخكم حافل بالعمل من أجل الوطن.. كيف تختلف مسؤوليتكم الحالية عن مسؤولياتكم السابقة؟
إذا كانت الأدوار تتنوع وتتوزع بين العمل التنفيذي والحكومي والعمل البرلماني والتشريعي بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بثقة من القيادة الرشيدة، فإن جوهر العمل والهدف يبقى واحداً، وهو السعي المخلص دوماً لأن نكون، بعون الله، بين العديدين من أبناء هذا الوطن العاملين من أجله ولخدمته في ظل قيادة مستنيرة ورشيدة، نحتذي بها، وهي قدوة لنا في مواصلة العمل من أجل البناء، وهدفنا جميعاً هو أن نعطي وطننا مثلما أعطانا في كل نواحي الخير والأمن والرفاهية.
كلمة تريد معاليكم توجيهها لمنتسبي المؤسسة العسكرية من وزارة الدفاع والقوات المسلحة من خلال مجلة الجندي.
من خلال مجلة الجندي أقول لأبنائنا وجميع منتسبي وزارة الدفاع والقوات المسلحة أنتم موضع فخر واعتزاز الوطن، أنتم أبناء زايد، أبناء أرض التسامح وأرض القوة العادلة الواعية، تحملون أمانة المسؤولية الوطنية بعزيمة الرجال، وتصميم الشرفاء، وأملنا أن يظل فيكم المثل الملهم، والنموذج الطيب الذي يقتدي به شباب الدولة في رفع رايات نفتخر بها. فقواتنا المسلحة التي تتشرفون بالانتساب إليها تحمل دوماً أسمى معاني الوطنية في الولاء، والانتماء، وهي قيم سامية نلتف حولها جميعاً، وقواتنا المسلحة، هكذا دوماً، مصنع للرجال المخلصين كل الإخلاص وعلى عهدهم ووعدهم حماة للوطن وطوعاً لقيادته التي نجدد لها جميعا العهد والوفاء، والله يرعاهم ويوفقهم دوماً.
أجرى اللقاء: جاسم شاهين البلوشي – تصوير: محمد حسن الشاعر