تعتبر مجموعة «إيدج» الإماراتية التي أطلقت أعمالها في نوفمبر 2019، واحدة من مجموعات التكنولوجيا المتقدمة الرائدة في العالم، وقد جاء تأسيسها بهدف تطوير حلول مرنة وجريئة وفعالة لمجالات الدفاع وغيره، لكي تكون أحد محفزات التغيير والتحول.
وللتعرف عن قرب إلى جديد مجموعة التكنولوجيا المتقدمة الرائدة، وأهم مشاريعها المستقبلية، التقت مجلة «الجندي» السيد منصور محمد الملا، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «إيدج» وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن مجموعة «إيدج» ومجالات عملها بشكل عام، والمنتجات والحلول الرئيسية للشركة، ومدى رضا العملاء عنها..
باعتبارنا مجموعة رائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، فإن دمج شركات الدفاع تحت مظلة «إيدج» مكننا من زيادة التعاون، وتركيز جهودنا على البحث والتطوير في هذا المجال، والارتقاء باستمرار بقدراتنا الخاصة، والتقدم بكفاءة وسرعة، وتقديم خدماتنا لعملائنا وأسواقنا الرئيسية.
في إيدج، تركز أولوياتنا الرئيسية على ثلاثة مجالات أساسية هي: القدرات الذاتية، والأسلحة الذكية، والحرب الإلكترونية. ونظراً لأن تقنياتنا المبتكرة والناشئة تحدد هويتنا، تواصل قاعدة عملائنا البحث عن منتجاتنا، بينما نقدم أفضل الحلول للتحديات والتهديدات المتطورة.
يشهد سوق منطقة الخليج العربي حالياً منافسة شديدة. ما الذي يجعل منتجات مجموعة «إيدج» جذابة للعملاء؟
في حين أن المنافسة ثابتة في قطاع الدفاع، تضع «إيدج» الأولوية للتقنيات الناشئة، والبحث والتطوير، وتوطين الملكية الفكرية، لتشجيع الابتكار وجذب عملاء السوق الرئيسيين. نحن نعمل باستمرار على صناعة وتطوير منتجات مبتكرة لتلبية احتياجات العملاء المحددة، وتلبية المتطلبات الإقليمية الفريدة من خلال التكنولوجيا المتطورة والحلول الدفاعية، مع ضمان قدرتنا التنافسية دائماً من حيث المواصفات والأداء والتكلفة.
في رأيك، ما هي الحلول والتقنيات الدفاعية التي تفتقر إليها المنطقة حالياً في مجال خبرتك؟
تتمثل إحدى أولوياتنا الاستراتيجية في «إيدج» بالمساعدة على تعزيز القدرات السيادية وكذلك المساهمة في النمو الاقتصادي من خلال توسيع وتنويع محفظة صادراتنا. ولتحقيق هذه الأهداف، ركزت برامجنا واستراتيجياتنا التنموية على ثلاثة مجالات رئيسية:
1- تطوير القدرات الذاتية والحلول التنافسية عبر الجو والبر والبحر، بهدف إنشاء أنظمة يمكنها تحييد التهديدات باستخدام القدرات المستقلة الذاتية، مع ميزات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
2- التركيز على تقنيات الحرب الإلكترونية، بما في ذلك الاتصالات الآمنة والتدابير المضادة للتعامل مع التهديدات.
3- البحث عن أسلحة متقدمة ستشهد تطوير الجيل القادم من الأسلحة الذكية.
ومن خلال الاستثمار في الأفراد والتكنولوجيا، نعتقد أن جهودنا ستطلق شرارة قطاع دفاع محلي مزدهر مدعوم بالابتكارات والشراكات والقوى العاملة ذات الخبرة العالية.
كيف ترى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح القلب النابض للعديد من القطاعات، وأداة أساسية في القطاع العسكري؟ ما هي المشاريع الرئيسية لمجموعة «إيدج» في هذا المجال؟
لا يمكن إنكار أن الذكاء الاصطناعي هو القوة التحويلية التي تقود الابتكار في جميع القطاعات، بما في ذلك صناعة الدفاع. في «إيدج»، نتصور الذكاء الاصطناعي كمحفز لإطلاق العنان للإمكانات الكاملة للأنظمة المستقلة والأسلحة الذكية وحلول الحرب الإلكترونية.
وللبقاء في المقدمة، فإن برامج التطوير الخاصة بـ«إيدج» هي أنظمة أكثر ذكاءً وأكثر تركيزاً، مع قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. نحن ملتزمون بإنشاء تقنيات الجيل التالي التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الوعي الظرفي، وقدرات صنع القرار، والكفاءة التشغيلية.
تركز مشاريعنا الرئيسية على تطوير أنظمة ديناميكية متقدمة ومستقلة، وأسلحة ذكية تمتلك استهدافاً ودقة متفوقين، وحلول حرب إلكترونية لمواجهة التهديدات الناشئة.
كيف تقيمون تجربة المجموعة مؤخراً ومشاركتها في «آيدكس 2023»، وهل لبَّت التوقعات ومتطلبات قطاع الدفاع بشكل عام؟
حقق معرض «آيدكس 2023» نجاحاً كبيراً بالنسبة إلى مجموعة «إيدج»، حيث ساهمت مكانة المجموعة بوصفها راعياً استراتيجياً للحدث في قدرتها على إقامة شراكات جديدة مع اللاعبين الرئيسيين في صناعة الدفاع، والعمل كممثل لصناعة الدفاع الإماراتية سريعة التطور.
وكان هذا النجاح دليلاً على الابتكار المستمر لقطاع الدفاع، والخطوات الهائلة التي قطعتها «إيدج» على مدى السنوات الثلاث الماضية في تطوير بعض القدرات التي يستخدمها المستخدمون النهائيون اليوم.
كما أطلقنا خلال «آيدكس 2023» 14 منتجاً جديداً، وأبرمنا عقوداً وصفقات وطنية ودولية كبيرة بمليارات الدولارات. لذلك نعتقد أن هذه الإنجازات الرئيسية كانت مؤشراً واضحاً على أننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا، بالتزامن مع تعزيز بصمتنا العالمية.
ما هي خططكم خلال الدورة الـ18 لمعرض دبي الدولي للطيران 2023، وما الجديد في مشاركتكم فيها هذا العام؟
نحن فخورون بأن نكون شريك تكنولوجيا الدفاع للحدث هذا العام، ونتطلع بشغف إلى عرض مجموعة كبيرة وواسعة من المنتجات والحلول وخدمات الطيران والدفاع والتكنولوجيا على رواد الصناعة والمبتكرين الدوليين.
وستركز مجموعة «إيدج» بشكل خاص على التقنيات والحلول الثورية التي تستخدمها لتحويل صناعة الطيران والدفاع، بما في ذلك القدرات الذاتية والأسلحة الذكية والحرب الإلكترونية، وإلقاء الضوء على قابلية التشغيل البيني لمنتجاتها عالية التنافسية عبر مجالات متعددة. ومن المقرر أيضاً أن تعرض المجموعة القدرات الواسعة لمحفظتها من الشركات ووحدات الأعمال المتطورة.
بالإضافة إلى ذلك سنلقي الضوء على التزام المجموعة المستمر بدعم التوطين كجزء من مبادرة «اصنع في الإمارات»، من خلال اعتماد تقنيات الصناعة 4.0 في جميع عملياتها في دعم كامل لاستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات التي تحدد التصنيع الدفاعي المتقدم كأحد الصناعات الرئيسية في المستقبل.
ما أهمية سوق دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة إلى مجموعة «إيدج»؟
بصفتنا شركة متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة للدفاع ومقرها في دولة الإمارات، نستمر في أداء دور أساسي في السوق المحلية المهمة جدًا، ونسعى أيضًا لتطوير شراكات قيمة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وتماشياً مع الأهداف الرئيسية التي وضعتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تعمل «إيدج» على تطوير قاعدة صناعية دفاعية في دولة الإمارات العربية المتحدة لخلق قيمة محلية من خلال إدخال واستخدام تقنيات الصناعة 4.0، والمساعدة على وضع دولة الإمارات كلاعب عالمي جاد في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ما هي خططكم المستقبلية؟ وكيف ترون المجموعة خلال السنوات القادمة؟
في السنوات القادمة، سنواصل الجمع بين ابتكارات السوق التجارية والقدرات العسكرية، وتقديم المنتجات والخدمات بشكل فعال وزيادة صادراتنا. ومن خلال استخدام التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، سنصبح رائداً عالمياً في هذا المجال، لا سيما في مجالات الحلول الجوية والبرية والبحرية المستقلة، والأسلحة الذكية، والتقنيات السيبرانية، بما في ذلك الحرب الإلكترونية والاتصالات الآمنة. يبدو المستقبل مثيراً بالنسبة لـ «إيدج»، حيث سنعمل على نطاق عالمي أكبر بكثير.
ما هي أهم إنجازاتكم الأخيرة في قطاع الدفاع؟
مع استمرار «إيدج» في التعاون مع بعض أكبر الأسماء في قطاع الدفاع، فقد وصلنا إلى معالم مهمة ولحظات فخر. فبالإضافة إلى إطلاق 14 منتجاً مبتكراً، وقعنا أكثر من 20 اتفاقية دولية رئيسية هذا العام مع لاعبين رئيسيين في هذه الصناعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2022، كان من دواعي سرور المجموعة أن تعلن عن تلقي طلبات بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، 35 في المائة منها في الصادرات الدولية، مما يمثل زيادة بنسبة 500 % على أساس سنوي. في ما يتعلق بشراكاتنا الحالية والحديثة، فإننا نتعاون مع شركات عالمية متعددة أهمها «لوكهيد مارتن» و«بوينج» و«L3Harris» و«Raytheon» في الولايات المتحدة و«Embraer» في البرازيل و«Airbus» و«Rheinmetall». كما أعلنا مؤخراً عن افتتاح مكتب إقليمي في العاصمة البرازيلية برازيليا، وهو أول مكتب دولي خارج دولة الإمارات.
وفي الأشهر الأخيرة، كنا محظوظين للقيام بالعديد من عمليات الاستحواذ التي عززت محفظتنا. على سبيل المثال، حصلنا على حصص كبيرة في شركات متخصصة مثل High Lander، وهي شركة تركز على حلول الحركة الجوية المتقدمة ذاتية القيادة، و”ميلريم روبوتكس” ، وهي شركة تتمتع بسمعة راسخة بوصفها رائدة في مجالات الروبوتات والأنظمة المستقلة.
وفي هذا العام، استحوذت «إيدج» أيضاً على شركتين في دولة الإمارات، هما مجموعة GRADEONE، المتخصصة في توفير المعدات العسكرية والألعاب النارية والذخيرة والإمدادات لمختلف القطاعات العسكرية، ومجموعة تراست إنترناشونال الدفاعية المتخصصة، والمورد الرئيسي للحلول المتميزة للقوات المسلحة الإماراتية والمؤسسات الأمنية.
الابتكار والأمن السيبراني، مجالات ذات أهمية كبيرة لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة. ما الذي تقومون به لتمكين الدولة من تحقيق التقدم في تلك المجالات؟
هذه هي بالفعل مجالات الاهتمام القومية الرئيسية، ونحن في «إيدج» نتفق تماماً مع هذه الرؤية، حيث إن استثمار البلاد المستمر في التقنيات الحديثة والتزامها الثابت بأن تكون في طليعة الابتكار يقود هذا التحول السريع. لذلك نلعب دوراً نشطاً في تمكين التقدم المستمر في هذه المجالات من خلال التزامنا بتطوير حلول إلكترونية قوية.
كما أننا في «إيدج»، ندفع حدود ما هو ممكن في التقنيات السيبرانية، مما يعود بالنفع على كل من دولة الإمارات وشركائنا وعملائنا العالميين. نحن نسعى جاهدين لبناء نظام بيئي رقمي آمن، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي لدولة الإمارات، والأمن الوطني، والقدرة التنافسية العالمية.
Profile
- منصور محمد الملا
- يشرف منصور الملا على الإدارة الاستراتيجية والتجارية والتشغيلية لمجموعة «إيدج»، والتي تغطي أربعة قطاعات أعمال استراتيجية هي: المنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، وتقنيات الحرب والاستخبارات الإلكترونية، ودعم المهام.
- يمتلك منصور خبرة واسعة تصل إلى أكثر من 22 عاماً في العديد من المجالات، بما في ذلك التمويل المهيكل وأسواق رأس المال وعمليات الدمج والاستحواذ والاستراتيجية والتخطيط المالي وإدارة المخاطر وإعادة الهيكلة وتطوير الأعمال.
- وقبل انضمامه إلى «إيدج»، تولى منصور العديد من المناصب القيادية في شركات كبرى في دولة الإمارات، وكان آخرها منصب رئيس الاستثمار للمجموعة في شركة أبوظبي التنموية القابضة، والعديد من المناصب الإدارية العليا في شركة مبادلة للاستثمار، بما في ذلك الرئيس المالي في مبادلة للبترول.
حوار: «الجندي»