تولي دولة الإمارات العربية المتحدة تطوير صناعتها الدفاعية أهمية كبرى، وتعمل على إقامة الشراكات المهمة مع الشركات الرائدة المتخصصة في شؤون الدفاع في العالم، وذلك في إطار نظرة استراتيجية شاملة لهذه الصناعات ضمن رؤية التنمية المستدامة التي تركز على تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد معرفي، إضافة إلى الاستراتيجية الدفاعية التي تقوم على امتلاك أحدث تكنولوجيات الدفاع وتوطينها ومد قواتنا المسلحة بأحدث الأسلحة لتعزيز دورها في الدفاع عن الوطن ومكتسباته. وفي هذا السياق، تُعتبر شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، إحدى الشركات المهمة التي لها شراكات مهمة ومثمرة مع الشركات الدفاعية الإماراتية، وتعاون فاعل على مستويات متعددة، ومشروعات مشتركة تصب في تحقيق الأهداف الوطنية لرؤية تطوير الصناعات الدفاعية الإماراتية. وللتعرف إلى أبعاد هذه الشراكة والتعاون، أجرت مجلة الجندي، لقاءً مع السيد روبرت بوب إس. هاروارد Robert (Bob) S. Harward، الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، حاورته فيه حول التعاون بين شركته وصناعة الدفاع الإماراتية وآفاق وجوانب هذا التعاون، إضافة إلى بعض القضايا الأخرى ذات الصلة. وإليك عزيزي القارئ مادار في الحوار:
ثمة علاقة جيدة بين الإمارات وقواتها المسلحة وشركة لوكهيد مارتن، هل يمكنك إخبارنا في أي المجالات ينعكس هذا التعاون؟
لقد كانت الإمارات العربية المتحدة وقواتها المسلحة شركاء في العديد من المشروعات؛ مثل المقاتلة إف-16، والرادارات، وعلوم الطيران، وأنظمة القيادة والتحكم. وفي مجال الفضاء، نتطلع إلى التعاون في الأقمار الاصطناعية والأنظمة الأخرى. وفي مجال دعم المهام، هناك تعاون في المروحيات وأنظمة القيادة والسيطرة. ثم في مجال التحكم بالنيران والصواريخ، نقوم بالعمل على نظام THAAD للدفاع الصاروخي على الارتفاعات الشاهقة، وأنظمة الاعتراض، لذا فهي علاقة صحية للغاية في جميع المجالات، أما فيما يتعلق بالإعلان عن شركة EDGE، وتطوير قطاع الطيران والدفاع، فإننا منخرطون في مشاركة صناعية عن طريق مبادلة ونستخدم أدواتها للاستثمار والمساعدة في إنماء وتطوير الصناعة الدفاعية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كيف تنظر إلى دمج معظم مصنعي معدات الدفاع الإماراتية في كيان واحد، تحت مظلة EDGE؟ وكيف سيؤثر ذلك في تعاونكم مع دولة الإمارات العربية المتحدة وصناعتها الدفاعية؟
هذا سيعزز شراكتنا، والأهم من ذلك، أنه سيسمح لنا بأخذ جميع إمكانياتنا ومواردنا والعاملين لدينا وتركيزهم بطريقة لم نكن نستخدمها من قبل. وأعتقد أن هذا سيوفر علينا كثيراً من الوقت من خلال اختصار الكثير من الإجراءات وتسهيلها، الأمر الذي سيعزز من كفاءة العمل المشترك وسرعته وجعله أكثر انسيابية.
هل لك أن تخبرنا عن أهدافكم في المرحلة الحالية وعما إذا طلبت منكم الإمارات العربية المتحدة تطوير تعاونكم في أي مجال معين؟
نحن دائماً لدينا أهداف ومعايير مشتركة، لذلك فإن تعاوننا متواصل ولا يتوقف. أعتقد أن «إدج» ستساعد كلانا في تحقيق هذه الأهداف بشكل أكثر فعالية وكفاءة، وأن نحصل كلانا على قيمة أفضل للمال الذي ننفقه والجهد الذي نبذله. هذا ما يمثله إعلان EDGE لي ويفسر لك لماذا أنا متحمس جداً. ونحن نعرف هؤلاء الشركاء. هذا الفريق إنما هو عائلة متماسكة للغاية، من «مبادلة» إلى «توازن»، إلى «إيديك» سابقاً، وحتى EDGE الجديدة، وبقية هذه الشركات. نحن نعرف بعضنا بعضاً، لقد عملنا معاً من قبل. وهذا الإعلان إنما يُعتبَر مؤشراً على تطور صناعة الطيران والدفاع داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يسمح لنا بإنتاج منتجات أفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة وبشكل أسرع وأكثر فعالية.
نحن نعلم أن لوكهيد مارتن، ربما، لديها أحدث التقنيات وأفضل المعايير في العالم، ولكن ما هو مستوى التقنيات التي تنقلونها إلى الإمارات؟
شكرا لك. هذه نقطة رائعة. أحد الأشياء التي نحن فخورون بها للغاية هو مركزنا للابتكار والحلول الأمنية في أبوظبي الذي كنا على مدار العامين الماضيين لا نقدم من خلاله جميع تقنياتنا الجديدة إلى الإمارات وحسب، وإنما نبني الجيل القادم من المهندسين والطلاب أيضاً الذين يتدربون الآن في برامج الفضاء، والقيادة والسيطرة وغير ذلك من البرامج. هؤلاء المتدربون عند الانتهاء من التدرب على هذه البرامج، سيكونون جزءاً من هذه الصناعة، وسيكونون قادة المهندسين والمبتكرين الذين يضمنون حصول الإمارات على أفضل التقنيات، ليس فقط من الخارج، ولكن أيضاً نأمل داخلياً ومن المحيط المحلي. إذاً، هذا هو مستقبلنا ونحن نرى اليوم كل هذا يحدث في غضون عقد من الزمن.
في الواقع، يساعد مركزنا للابتكار والأمن الإمارات العربية المتحدة على استكشاف الابتكار وتعزيز الأمن كما يساعد على تحقيق رؤية الإمارات في بناء اقتصاد قوي ومرن. ومركز الابتكار والحلول الأمنية (CISS) في دولة الإمارات العربية المتحدة هو الأول من نوعه خارج الولايات المتحدة.
الفضاء والابتكار والأمن السيبراني، جميعها تحظى بأولوية وأهمية كبيرة لدى قيادة الإمارات العربية المتحدة. ما الذي تفعلونه لتمكين دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق تقدم في هذه المجالات الثلاثة؟
هذا سؤال مثير للاهتمام، حسناً، انظر إلى الإمارات فقد أصبح لديها رائد فضاء الآن. انظر أين وصل برنامج الفضاء وكيف يتقدم. فيما يتعلق بالأمن السيبراني الإلكتروني، نحن ندرك مدى أهميته، ونشتغل عليه عن كثب، ولكن هذا المجال تتحرك فيه حكومتنا وحكومة الإمارات العربية المتحدة بتروٍّ شديد للتأكد من أننا نفعل الشيء الصحيح ولا نضر بأنظمتنا، فنحن نبني تلك الشراكات لمواجهة التهديدات في هذا المجال.
باعتبار أن هناك طلاباً إماراتيين يتعلمون ويتدربون في مراكز التدريب التابعة لكم، كيف تقيّم حماسهم للتعلم ومدى استعدادهم وقابليتهم لاستيعاب التقنيات الجديدة؟
لا تسألني أنا، بل اسأل حميد الشمري من «مبادلة»، شريكي في ذلك. أستطيع أن أقول لك إلى أي حدّ كان مبتهجاً. بإمكانك أن تسأل سعادة فيصل البناي، الرئيس التنفيذي لشركة EDGE والمدير العام أيضاً. واسأل الأشخاص الذين رأوا هذه القدرات بأمّ أعينهم ويستخدمونها ويستفيدون منها ويفهمون ما يمكن أن تعنيه هذه المجموعة من الطلاب للمستقبل. لذا، أعتقد أنه أمر غير مسبوق. أعتقد أنه نجاح. وبالمناسبة، نحن في شركة لوكهيد مارتن تعاقدنا مع بعض هؤلاء الطلاب للعمل معنا. هؤلاء الطلاب هم المستقبل للإمارات.
من وجهة نظرك أنت، لماذا حقق طلابنا هذا النجاح غير المسبوق؟
نحن نعمل كفريق واحد. نحن على ثقة من أن «مبادلة» تساعدنا في اختيار الطلاب المناسبين وفحصهم. المسؤولون في مبادلة يعرفونهم أفضل منا. نحن على ثقة من أن هؤلاء الطلاب لديهم الطاقة الصحيحة والرؤية الصحيحة. ويمكنني أن أخبرك عندما انتهينا من المسابقة الأخيرة التي أجريناها، مسابقة «تصميم الحمولة (ما يمكن أن تحمله المركبات الجوية غير المأهولة)»، كل واحد من هؤلاء الطلاب طوَّر تقنية فريدة خاصة به وكلّ واحد منهم الآن يمتلك حقوق الملكية الفكرية لهذه الإبداعات، والآن يريدون الخروج إلى السوق ليبدؤوا أعمالاً تجارية خاصة بهم. هذا دليل على نجاحهم بالطبع. وفي الإمكان أن نتعامل مع جميع هؤلاء الطلاب، وسنستضيفهم لدينا في معرض دبي للطيران. أحد أعضاء فريق لوكهيد مارتن في معرض دبي للطيران واحدة من هؤلاء الطلاب، وهي مهندسة إماراتية تعاقدنا معها للعمل لدينا وهي تعمل معنا بالفعل، وهي رائعة.
هل ترغب بهذه المناسبة إرسال رسالة إلى القوات المسلحة وشركات صناعات الدفاع والطيران الإماراتية من خلال مجلة الجندي؟
كل ما أود أن أقوله إن هذه فرصة عظيمة لنا جميعاً. إنها حالة سنستفيد منها جميعاً وننمو، والأهم من ذلك أننا سوف ننمي القدرات التي تخدم دولة الإمارات العربية المتحدة لفترة طويلة قادمة. لذلك، إنه وقت مثير للغاية بالنسبة لنا.
أجرى اللقاء: محمد فهد الحلبية – تصوير: محمد حسن الشاعر