بهدف الوقوف على الأرقام والحقائق من مصدرها، التقت «الجندي» سعادة العميد فهد الذهلي المتحدث الرسمي لمعرضي يومكس وسيمتكس 2020 في اليوم الختامي للمعرض وحاورته حول الأسباب الكامنة وراء نجاح هذين المعرضين اللذين يُعقدان تحت سقف واحد وعن تطورهما وأهمية مشاركة صناعتنا الوطنية الدفاعية وما إلى هنالك من مواضيع أخرى ذات صلة، وإليك عزيزي القارئ ما دار من حوار:
هذا المعرض حقق بدورته الحالية نمواً ونجاحاً كبيراً، إلى أي شيء تعزون هذا النجاح؟
كما تعلمون يتميز معرض يومكس وسيمتكس بتركيزه على الأنظمة غير المأهولة وأنظمة ومعدات التدريب، ومن خلال تجوالي في المعرض لاحظت أن الكثيرين يُشيدون به وخاصة الوفود الخارجية. وبالطبع كونه المعرض الوحيد من نوعه المتخصص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن نجاحه ومعارضنا الدفاعية الأخرى يُشكل مبعث فخر واعتزاز لدولة الإمارات التي تهتم قيادتها به وتدعمه. ولا شك بأن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة له تعتبر مؤشراً قوياً على أهمية هذا المعرض واهتمام قيادتنا فيه. كما أن احتضان المعرض لمسابقة محمد بن زايد على الروبوتات خلق روح التنافس والأجواء التنافسية بين الجيل الحالي والأجيال القادمة من الشباب لابتكار أفكار جديدة تتبناها الشركات الوطنية أو الأجنبية، ناهيك عن فريق العمل واللجنة المنظمة للمعرض اللذين لهما دور مهم في إنجاح هذا المعرض.
ما مدى النمو الذي حققته الدورة الحالية للمعرض مقارنة بدوراته السابقة؟
أول دورة لهذا المعرض كانت مصاحبة في 2015 لمعرضي آيدكس ونافدكس. وقد ارتأت اللجنة المنظمة في حينها فصل هذا المعرض وعقده بصورة مستقلة لما عليه من إقبال. فكان يومكس في نسخته الثانية في 2016 والثالثة في 2018. في نسخته الأولى، كانت مساحة يومكس لا تتعدى 2200 متر مربع، النسخة الحالية، وصلت مساحتها إلى 25500 متر مربع، وعدد العارضين كان 35 شركة في النسخة الأولى، بينما في النسخة الحالية وصل 166 شركة، ضمنها 66 شركة وطنية تمثل نسبة 40% من المشاركة. عدد الزوار في النسخة الأولى وصل إلى 3000 زائر بينما من المتوقع أن يتخطى الـ 20000 زائر في هذه الدورة. (عدد الزوار وصل 26000 زائر). عدد ممثلي الجهات الإعلامية ازداد من 100 شخص في الدورة الأولى إلى 500 إعلامي في الدورة الحالية، بينما ازداد عدد الوفود من 80 وفداً إلى 200 وفد. وهذا دلالة واضحة بالطبع على مدى النجاح الذي أحرزه معرض يومكس وسيمتكس.
هل ما يُعرض في هذه الدورة يلبي تطلعات الإمارات وقواتها المسلحة في الحصول على أعلى مستوى التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة ومعدات التدريب بالفعل؟
الكثير من الناس يعتقدون أن ما يُعرض هنا للأغراض العسكرية فقط. ولكن الحقيقة أن هناك الكثير من المعروضات والتطبيقات المدنية. وللعلم ستسعى اللجنة المنظمة للمعرض إلى زيادة المعروضات المدنية في نسخة المعرض القادمة 2022التي سنرى فيها إضافة للتطبيقات والمعدات والأجهزة غير المأهولة، التطبيقات والمعدات الخاصة بالجانب المدني من قبيل معدات الدفاع المدني والشرطي والأمن وأمن المنافذ والحدود وكذلك في المجال الطبي.
كيف تقارنون تقنيات الشركات الوطنية بالتقنيات الأجنبية المعروضة هنا؟
أحد الأغراض الذي عُقد من أجلها هذا المعرض يتمثل في نقل التكنولوجيا أو توطين التقنيات. أثناء وجود الشركات الوطنية في المعرض واحتكاكها بالشركات الأجنبية وحوارها معها، فإنها تستقي أفكاراً وتقوم بتصنيعها وإنتاجها بما يلبي احتياجات القوات المسلحة في المنطقة وبقية الجهات المعنية وهذا يدعونا إلى الفخر. وفي زمن قياسي وبعد ثلاث دورات لهذا المعرض، أصبحت شركاتنا- إن لم يكن- على المستوى العالمي، فإنها أصبحت منافساً للشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ما من شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تقود مسيرة التقدم في التصنيع العسكري في عالمنا العربي، ولكن ماذا عن بقية الدول العربية التي غابت عن مشهد هذا المعرض المهم جداً؟
الدول لا تُقاس بعمرها الزمني، وإنما تُقاس بالأفكار التي تطرحها وبالتقنيات التي تقدمها. نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا حكومة رشيدة وضعت جُلّ اهتمامها في تبوء المركز الأول. وهذا الاهتمام انتقل إلى شعب هذه الدولة وإلى جيل الشباب. فقد أصبح شغلنا الشاغل تطبيق النظرية أن تكون الإمارات دائماً وأبداً في المركز الأول. ولا شك من مواجهة أي عراقيل أو صعوبات قد تواجهنا في تحقيق هدفنا، لكن تصميم وإصرار الشعب الإماراتي على بلوغ هدفه من خلال السعي إلى ذلك بالجهود الحثيثة والعمل الدؤوب، سيُمكنه من تحقيق هدفه وتخطي العراقيل مهما كانت. إن همَّ الإمارات، حكومة وشعباً، هو إبراز مستوى التقدم والتطور الذي أحرزته الإمارات والقدرة على منافسة نظيراتها من الدول في المنطقة والعالم ككل، وقد شكل هذا حافزاً لكل فرد يُقيم على أرض الإمارات أن يُقدم ما لديه مهما كان تخصصه وألا يبخل بذلك، وهذا لا ينسحب على من يعملون في المجالات التقنية التي نتحدث عنها وحسب، وإنما عن المجالات الطبية أيضاً، الإعلامية والاقتصادية، والعسكرية والمدنية، ستجدها جميعاً تسير نحو هدف واحد، ألا هو تبوؤ الإمارات للمركز الأول في كل الميادين.
معظم العارضين يعتبرون أن حجم الصفقات التي تُبرم في المعرض تشكل جزءاً مهماً من نجاح المعرض، ما هو تقييمكم للصفقات التي أُبرمت من ناحية، ومن ناحية أخرى هل لبت الصفقات التي أُبرمت تطلعات قواتنا المسلحة لجهة المستوى التقني الذي تنشده ؟
الصفقات التي أُبرمت في هذا المعرض كانت مفاجَئة وإيجابية بشكل فاق التوقعات. والصفقات لم تكن فقط لصالح القوات المسلحة وحسب، وإنما لصالح شرطة أبوظبي والدفاع المدني. والصفقات قبل عقدها تخضع لدراسة مستفيضة من قِبل لجان متخصصة لدينا لتحديد مدى فائدتها وجدواها لقواتنا المسلحة وغيرها من الجهات المشابهة وأن الشركات التي وقع عليها الاختيار قادرة على الإيفاء بمتطلباتنا. وأود أن أوضح هنا بأن مجموع الصفقات التي أُعلن عنها حتى أمس (اليوم قبل الأخير للمعرض) ذهب 49% منها لصالح شركاتنا الوطنية. وهذا دليل واضح على أن شركاتنا الوطنية أصبحت لديها القدرة على منافسة الشركات العالمية بجدارة وكفاءة عالية. وقد بلغت قيمة الصفقات المعلنة حتى اليوم 624 مليون درهم ومن المتوقع أن تتجاوز اليوم هذا الرقم.
من وجهة نظركم ألا تعتقدون أن مشاركة صناعتنا الدفاعية بهذه القوة التي نشهدها هنا تشكل دعماً قوياً لاستمرارية هذه المعارض التي تُعقد على أرضنا؟
بكل تأكيد هذا صحيح بسبب وجود هذه الشركات على أرض الوطن، ووجودها على أرض الوطن يعني أنها ليست رافداً لشراء المعدات وحسب، وإنما استمرارية لتوفر المعدات وقطع الغيار وخط الإصلاح، وبالتالي فإن وجودها على أرض دولتنا يعني أن كل ما تنتجه من أنظمة ومعدات وقطع غيار هو في منال قواتنا المسلحة في أي وقت تُريد، مايعزز السيادة الوطنية واستقلالية القرار.
هل تودون توجيه رسالة إلى قواتنا المسلحة عبر مجلة الجندي بهذه المناسبة؟
ونحن في اليوم الأخير للمعرض يطيب لي أن أهنِّىء قواتنا المسلحة ووزارة الدفاع على تعاونهما مع شركة “إدنك” على نجاح المعرض الذي تحقق بفضل جهود اللجان التي تم تشكليها لتنظيمه. لذا فإنني أتوجه بشكري الجزيل لكل من شارك بتنظيمه. وبانتظار المعرض القادم الذي لن يَقُلّ بالتأكيد من حيث الأهمية والتطور عن هذا المعرض، فإنني أود أن أؤكد بأن كل الجهود المثمرة التي بُذلت وأدت إلى هذا النجاح الباهر، بطريقة أو بأخرى، إنما تشكل دعماً لاقتصادنا الوطني، وتعتبر استجابة وترجمة فعلية لرؤية 2030 لقيادتنا التي تسعى إلى الحد من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لاقتصاد الإمارات العربية المتحدة . ومثل هذه المعارض تعكس للعالم الدور الريادي الذي تلعبه دولتنا في منطقتنا وفي العالم ككل. وفي ختام اللقاء أتمنى لمجلة “الجندي” كل التوفيق والنجاح، معبراً عن سعادتي بهذا اللقاء.
أجرى اللقاء: محمد فهد الحلبية – تصوير محمد حسن الشاعر