ثمة حالة من الاستقطابات الشديدة التي تشهدها المنطقة العربية، حيث إنّ البعض تخلّوا عن عروبتهم والتحقوا بإيران الخامنئية وانخرطوا أيضاً في التحالف السياسي والعسكري الذي يقوده رجب طيب أردوغان الذي بات يتطلّع جدياً لاستعادة الدولة العثمانية التي كان دفنها مصطفى كمال “أتاتورك”، وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة وإلى حدٍّ أنّ “الكماليّين” الأتراك باتوا “يجمعون” صفوفهم للدفاع عن كيان الدولة التركية التي كان قد أشاد بنيانها هذا القائد التركي التاريخي الذي أزال العثمانيين حتى من تاريخ هذه الدولة الجديدة.
قال أردوغان خلال أول مرة يطأ فيها أرض ليبيا إنّ هذه الأرض: “عثمانية” وحقيقة أنّ هذا الذي قاله لم يكن مجرد “فلتة” لسان عابرة، لا بل إنه كان مقصوداً، وأنّ هدف تحالف “الإخوان المسلمين” معه هو هذا الهدف، وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة، وأنّ قطر تقف معها وتقوم بتبذير أموال الشعب القطري من أجلها.
هناك دول عربية أساسية ورئيسية مثل العراق وسوريا التي كانت توصف بأنها: “قلب العروبة النابض”، تتعرض للاختطاف من قبل إيران، فيما لبنان تتحكم به ضاحية بيروت الجنوبية وحزب الله بقيادة حسن نصرالله، أما اليمن الشمالي فقد اختطفه “الحوثيون” وأصبح قاعدة عسكرية إيرانية لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية.
وهكذا وطالما أنّ هذه هي الحقيقة، وأنّ هذا هو التحدي الإيراني والتركي، من الواضح أنه لن يتوقف، وأنه في تصعيد متواصل ومستمر، فإنه لا بد من أن يكون هناك موقف عربي مضاد لتركيا وإيران، وأتباعهما من العرب، وذلك من خلال تحالف عربي قوي يتصدى لأطماعهما في منطقتنا العربية، وهي الأطماع التي غدت ظاهرة ولا يبذل أصحابها أي مجهود لإخفائها. وهذا التحالف غدا مطلوباً وضرورياً في مثل هذه المرحلة التاريخية الخطيرة، لأنه ليس بإمكان دولة بمفردها أن تتصدى لهذين المشروعين الخطيرين.. أحدهما طائفي وهو مشروع إيران، والثاني ديني وهو مشروع تركيا.