بداية سقوط الدولة تكون واضحة وفق معطيات تؤشر نحوها كسنوات من السياسات الخاطئة والتكابر على الذات حتى تصل إلى مرحلة حتمية التغيير.. مجبورة داخلياً أن تتدارك الموقف بتغيير نهجها بصورة راديكالية .وهناك يتمكن المتابع لما يحدث في الشرق الأوسط أن يرى كيف لعبت السياسة في تدهور إقتصاديات بحجة حماية المصالح وتطوير الموارد ولم بعض البلدان أنها في غنى عن ذلك وأنها لم تجلب عبره إلا الخراب وترويع الناس وخلافات كبيرة مع جيرانها .هذه تركيا مثالاً فبينما تصحح الدول العربية نفسها بعد صراع طويل من الايدلوجيات والفساد أتت لحظة النمو والاستقرار في حين أن سياسة أنقرة جرتها لتكوين مليشيات مرتزقة في سوريا والعراق وليبيا وبعدها اتجهت الى أوروبا لتتمادى على اليونان وتخلق مشكلة في البحر المتوسط ولم تكتفي بذلك بل ظهرت مخاوف روسية فرنسية من إرسال تركيا مرتزقة من سوريا وليبيا للقتال في أذربيجان، بالإضافة الى تبجح أردوغان بتهديد دول مستقرة محاولاً جرها في خلافاته ولكن يظهر مدى انزعاجه من إنحسار مشروعه التوسعي على يد قوى عربية مستقره كالسعودية ومصر والإمارات .وكل هذا أدى إلى ترنح الليرة وتفاقم العجز في الميزان التجاري للبلاد، فحسب بيانات اقتصادية حديثة أن العجز التجاري في تركيا تفاقم إلى 192.7 بالمئة على أساس سنوي في سبتمبر.وهذا ما جعل صراخه يعلوا في تصريحاته غير المسؤولة واليوم نبارك للسودان التي أراد جرها إلى مستنقعه إلا أنها نجحت في التغلب على أطماعه وها هي تشهد حلولاً متتالية لما أحدثه الزمن بها .ونراها اليوم توقع اتفاقية السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية وتحالف الجبهة الثورية وستدمج أطرافا جديدة في العملية السياسية، وتمكن من إعادة نحو 4.5 مليون لاجئ ونازح سوداني.وبدأت في تحسين علاقات السودان الخارجية، ورفع العقوبات عن البلاد، لأن أهم شروط واشنطن لإزالة الخرطوم من قائمة الارهاب تتمثل في تحقيق السلام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الدينية وجميعها مضمنة بهذا الاتفاق. بينما تدخل تركيا في لعبة المرتزقة وتشكيل مليشيات في دول عربية أدت إلى تأزيم وضعها بالإضافة الى تشكيل حكومات من أحزاب تحمل فكر الأخوان المسلمين الإرهابي لتكون تابعة وجناح تركيا في دولهم، فيا للخيانة !
تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى ثابتة وفق رؤية مستقبلية واضحة، للتحول إلى عاصمة للعالم في مجال …