“الاتحاد قوة والتفرق ضعف” عبارة نسمعها منذ نعومة أظافرنا، لكننا لا نستطيع أن ندرك كم الكفاح الذي قام به الآباء المؤسسون من أجل أن تتحقق هذه العبارة جلية على أرض الواقع، في الثاني من ديسمبر للعام 1971 تجسدت هذه المقولة على أرض الواقع، وأصبحت دولة الإمارات العربية موحدةً تحت علم واحد بفضل الجهود التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي نفس اليوم من كل عام تتزين المعالم السياحية والتاريخية في دولة الإمارات.
احتفالات صاخبة في الشوارع، كلُ يعبّر عن فرحته بطريقته الخاصة، يرفعون الأعلام ويغنون الأهازيج القديمة التي تسري في الروح مسرى الدم بالعروق.
ويواكب الاحتفال باليوم الوطني الـ 51 الاحتفال بيوم الشهيد، ففي الثلاثين من نوفمبر عام 1971، كان تراب وطننا الحبيب على موعد مع الارتواء من دماء أول شهيد تتقاطر على رماله، في ذلك اليوم سقط الشهيد سالم سهيل خميس دفاعاً عن أرض الوطن أثناء خدمته على جزيرة طنب الكبرى، فضَّل السقوط على أن تسقط راية الوطن.
في أغسطس 2015 أمر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أن يكون الثلاثين من نوفمبر من كل عام مناسبةً لتخليد ذكرى الشهداء البواسل الذين ذادوا عن تراب الوطن، وإبان ولاية عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، أمر بتدشين مكتب خاص داخل ديوان ولي العهد من أجل أسر الشهداء ورعاية أبنائهم والاهتمام بكافة شؤنهم الحياتية والمعيشية.
أيضاً قامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” حفظها الله ورعاها، بإطلاق اسم “شهيد الوطن” على كل قاعة من القاعات التابعة للاتحاد النسائي العام، وتم إنشاء “أرشيف الشهداء” بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بالإضافة إلى متحف خاص بالشهداء يحكي سيرهم الخالدة، قامت القيادة الرشيدة بتخليد ذكرى هؤلاء الأبطال من خلال تشييد واحة الكرامة.
وفي اليوم الوطني الـ 51، نعاهد قادتنا وشهداءنا، أننا على العهد باقون، وعلى رفعة راية الوطن عازمون، وعلى أرضه ومكتسباته محافظون، ولنداء الوطن مُلبون، وبصبغة الأبطال على كل جبهة صامدون، فيكفي أن تنادي الإمارات فنهرول إليها مرددين “عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا، عِشتي لشعبك، دينه الإسلام، عهده القرآن، حصنتُكَ باسم الله يا وطن”.