في 28 أغسطس/آب، من كل عام، تحتفل الدولة بـ”يوم المرأة الإماراتية” الذي يمثل مناسبة وطنية مهمة ومميزة، تكشف عن الجهود الوطنية المبذولة في دعم مشاريع تمكين المرأة، وتعزيز مكانتها وتقوية أدوارها المختلفة.
وكانت أولى خطوات التمكين أن حظيت المرأة الاماراتية برعاية واهتمام، عززتها رؤية المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، الذي آمن بأن المرأة هي نصف المجتمع، وأن المجتمع الذي لا تأخذ فيه المرأة دورها يظل بعيداً كل البعد عن النمو والتقدم والازدهار.
وجاء تأسيس الاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) في 28 أغسطس 1975 بموجب القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 1974 ليكون عاملاً رئيسياً في تعزيز مكانة المرأة، ومشرفاً على استراتيجيات تمكينها وتفعيل أدوارها السياسية والاقتصادية والمجتمعية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، تصدّرت دولة الإمارات قائمة الدول الأعلى من حيث تحقيق التكافؤ بين الجنسين، بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقى أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة، وتقدمت إلى المركز 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز الـ72 في نسخة العام الماضي.
كما تعد الدولة واحدة من الدول الرائدة عالمياً بتمثيل النساء في السلطة التشريعية، حيث تصل نسبتهن إلى 50 % من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك الحال بالنسبة للتمثيل الوزاري الذي بلغن ما نسبته 27.5 % من عدد الوزراء، إضافة إلى تمثيلهن المرتفع بسوق العمل والوظائف التخصصية الأخرى.
ولا يمكننا إغفال دور مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، الذي اضطلع خلال السنوات الماضية بمهام تقليص الفجوة بين الجنسين بكل القطاعات، ومن ضمنها مراكز صنع القرار، والارتقاء بتصنيف الدولة في مؤشرات التنافسية والتقارير العالمية ذات الصلة، ناهيك عن قيامه بمراجعة وإدخال التحسينات على العديد من التشريعات والقوانين المتعلقة بالتوازن بين الجنسين في مختلف الصعد.
وليس بمقدورنا إغفال الأدوار المتعددة للمرأة الإماراتية في عملية التنمية المستدامة التي أكدتها خطة الخمسين عاماً المقبلة، عبر إطلاق المبادرات الوطنية التي تدعم جاهزيتها في بناء المستقبل، فضلاً عن تعزيز معارفها ومهاراتها العلمية، بما ينعكس إيجاباً على حضورها السياسي والمجتمعي والاقتصادي، ويرسخ مكانتها كشريك استراتيجي في عملية تنفيذ هذه الخطة.
كل عام والمرأة الإماراتية بخير قادرة على الإنجاز والإبداع، والعطاء، تخطو بثقة وثبات نحو المستقبل لتحقيق المزيد من التقدم…