في إطار سعي دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز التماسك الأسري، والتلاحم المجتمعي، تم تخصيص عام 2025 ليكون عام المجتمع، وإيماناً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بأهمية تماسك الأسرة التي هي نواة المجتمع وأساسه، فقد أطلق سموه مبادرة وقف الأب، والتي تهدف إلى التراحم والتكافل المجتمعي، وإتاحة الفرصة لكل شخص من أجل التبرع باسم والده كي يكون صدقة جارية عن الآباء.
وقف الأب عمل خيري مستدام، يساهم في مساعدة الملايين من الآباء على تلبية احتياجاتهم من رعاية صحية وعيش ملائم وكريم، كما أنه يسهم في تعزيز جوانب البر والعمل الخيري والتطوعي في المجتمع، والذي بدوره يعزز قيم العطاء والإحسان ويشجع الأفراد على المساهمة في المجتمع بروح المسؤولية الاجتماعية، فهو استمرار الخير للأجيال المقبلة، ويساعد المحتاجين ويعطي نماء وتقدماً وتكاتفاً بين أبناء الدولة.
تعد حملة وقف الأب نموذجاً إبداعياً وإنسانياً في مجال الوقف الخيري حيث تجمع الحملة بين التكافل الاجتماعي والاستدامة المالية، وهي فكرة مبتكرة لدولة أحبت الابتكار وسعت إليه كثيراً حتى تمكنت من الوصول إليه في شتى المجالات، بالإضافة إلى مجال العمل الإنساني، حيث كانت الحملة فكرة مبتكرة ورائدة وغير مسبوقة في عالمنا العربي، حيث أنه ولأول مرة يتم إطلاق وقف وطني باسم الآباء، مما يمكن الأفراد من التبرع باسم آبائهم، ليكون له أثر مستدام في خدمة المجتمع، حيث إن دولتنا تبدع في ابتكار حلول خيرية تترك أثراً دائماً.
مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو توقيت مثالي يعكس روح العطاء والتكافل وبر الوالدين، الأمر الذي يجعل المبادرة أكثر تأثيراً وانتشاراً، ونحن من جانبنا علينا دور كبير في المساهمة من أجل نجاح الحملة من خلال نشر الفكرة بين الأصدقاء والعائلة لتعظيم الأجر، وكذلك إشراك الأسرة في فعل الخير، مما يرسخ قيم البر والتكافل ويرسم البسمة على وجوه المحتاجين.
العمل الخيري والإنساني هو نهج دولة الإمارات، وذلك منذ عهد الأب والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والذي كان أُنموذجاً يقتدى به في هذا الجانب، حتى وصلت دولة الإمارات إلى مكانة مرقومة في جانب العمل الإنساني والتكافل المجتمعي، حيث تعد دولة الإمارت من أكبر المانحين الدوليين على مستوى العالم، يشهد بذلك التفرد القاصي والداني، حتى تبوأت دولتنا الحبيبة المكانة المرموقة التي تستحقها.