في التاسع عشر من مايو 2020 قام معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، باعتماد وإطلاق منصات التواصل الاجتماعي لوزارة الدفاع، وتحديث الموقع الرسمي للوزارة. وأكد معاليه أهمية إطلاق منصات للتواصل الاجتماعي لوزارة الدفاع لتواكب من خلالها أهم الأحداث والمواضيع العالمية، وتعزز صورتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، مع الحرص على تقديم المحتوى الهادف.
وفي هذا الإطار، فإن هناك العديد من المؤشرات التي توضح أهمية وجود منصات تواصل اجتماعي لوزارة الدفاع يمكن الإشارة إلى أهمها في الآتي:
١- الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات: وفي هذا السياق قال «تقرير مواقع التواصل الاجتماعي 2019» الذي أعدته مؤسسة «كراود أناليزر» إن عدد الحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات يصل الى نحو 20.8 مليون حساب، موزعة كالاتي: 8.8 مليون حساب على «فيسبوك»، وأربعة ملايين حساب نشط على «لينكد إن»، و3.7 مليون لـ«إنستغرام»، و2.3 مستخدم لـ«تويتر»، ونحو مليوني حساب نشط على موقع «سناب شات». وفي السياق ذاته جاءت الإمارات في الترتيب الأول عالمياً في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين السكان البالغين بنسبة 99% و9.5 مليون مستخدم، وفق تقرير «الحالة الرقمية في العالم 2019» الشامل، والذي تصدره بشكل سنوي مؤسسة «HootSuite» الكندية المتخصصة في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي. ووفقاً لنتائج تقرير «الحالة الرقمية في 2020» الصادر عن المؤسسة ذاتها بلغت نسبة انتشار الإنترنت بين إجمالي عدد سكان الإمارات خلال العام الماضي 99%، لتحتل المركز الأول عالمياً، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنيت في الإمارات 9,732,158 مستخدماً. كما جاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً بنسبة 99% في مؤشر «انتشار التواصل الاجتماعي بين إجمالي السكان»، حيث بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بين سكان الدولة 9,730,00 مستخدم. وهذا يعني ان المجتمع الإماراتي مجتمع منفتح بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، ولديه حضور مؤثر في ساحتها سواء من خلال المتابعة أو من خلال المشاركة.
٢- انتشار الهاتف المحمول والإنترنيت بشكل كبير في الإمارات: حيث حققت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في اشتراكات النطاق العريض للهواتف المحمولة، والمركز الأول عالمياً في تغطية شبكات الهاتف المحمول، والمركز الثاني عالمياً في نسبة اشتراكات الهاتف المحمول، وذلك بحسب نتائج تقرير السياحة والسفر 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي للسياحة والسفر. وهذا يعني أن دولة الإمارات لديها البنية التحتية الاتصالية المواتية لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة شعبيتها بين سكان الدولة.
٣- وسائل التواصل الاجتماعي مصدر الأخبار بالنسبة إلى الشباب في دولة الإمارات: وفقاً لتقرير نشره مجلس الإمارات للشباب في عام 2018 تحت عنوان “مصادر أخبار الشباب”، حلّت شبكات التواصل الاجتماعي في المرتبة الأولى كمصدر للأخبار للشباب بنسبة 42%، يليها التلفاز بنسبة 23%، فيما حلت الإذاعة في المرتبة الأخيرة بنسبة 4% فقط. كما تبين الدراسة المذكورة أن معظم الشباب يترددون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمدة تتراوح بين ساعة و5 ساعات يومياً، في حين أن معظمهم يتصفحون من دون مشاركة أو تفاعل. وبالنظر إلى أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة مجتمع يسيطر على تركيبته الديموغرافية الشباب، فإن هذا يكسب مواقع التواصل الاجتماعي أهمية خاصة بالنسبة إلى مؤسسات الدولة ووزاراتها المختلفة، لأنها تمكنها من خلق تواصل مهم مع شريحة مهمة وكبيرة من الشعب.
٤- الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم: فقد غدت هذه الوسائل عنصراً أساسياً في التواصل بين الناس وبعضهم بعضاً، وبين الحكومات والمواطنين، وساحة لتبادل ونشر الأفكار والمعلومات، والدعاية…الخ. وفي هذا السياق تشير التقديرات إلى أن عدد المتصلين بشبكة الإنترنت على المستوى العالمي في عام 2019 بلغ أكثر من 5.8 مليار شخص، بزيادة سنوية تصل إلى 9%، وأن إجمالي عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بلغ نحو أكثر من 4.5 مليار شخص، بزيادة سنوية تصل إلى 14.2%، وأن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على مواقع التواصل ارتفع بنحو 60% في المتوسط على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وأن شبكة الإنترنت تضم تحت مظلتها ما بين 750 و1500 موقع وتطبيق تواصل اجتماعي.
وهذا يجعل حضور المؤسسات المختلفة بما فيها الهيئات الحكومية والوزارات في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي أمراً ليس فقط ضرورياً وإنما حتمياً كذلك.
٥- أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة أساسية لتوصيل الرسائل إلى الجمهور من قبل المسؤولين، بل إن المواقف الرسمية لبعض قادة الدول تظهر على «تويتر» أولاً قبل نشرها على وسائل الإعلام الأخرى، ومن هنا تهتم وسائل الإعلام بشكل كبير، بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي وأخذ أخبارها منها خاصة مع الثقة المتزايدة التي تكتسبها هذه الوسائل مع مرور الوقت.
٦- مثلما أن لوسائل التواصل الاجتماعي جوانبها الإيجابية، فإن لها جوانبها السلبية كذلك التي من المهم الالتفات إليها والاشتباك معها من داخلها وليس من خارجها. حيث تستخدم هذه الوسائل في بعض الأحيان لبث الشائعات الضارة، والترويج لبعض الأفكار الهدامة والمتطرفة والإرهابية، إضافة إلى استخدامها في خوض المعارك والصراعات بين الدول، والنيل من الأمن القومي لبعض الدول من خلال التأثير على فكر شعبها. وهذا يحتاج من الدول المختلفة ومؤسساتها إلى الحضور في هذه الساحة لتتعرف على الأفكار المتداولة فيها، والتصدي للشائعات، والوقوف ضد أي محاولة لاستخدامها من قبل بعض الأطراف للإضرار بالأمن أو الاستقرار الداخلي للمجتمعات.
وفي إطار ما سبق، هناك العديد من الاعتبارات التي تزيد من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي يمكن الإشارة إلى أهمها في الآتي:
• سرعة الوصول الى الجمهور. فبالمقارنة بوسائل التواصل التقليدية تتميز وسائل التواصل الاجتماعي بالقدرة الكبيرة على الوصول إلى الناس في أسرع وقت ممكن، وفي وقت وقوع الحدث.
• بالنظر إلى التنوع الكبير في مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تمثل ساحة ثرية للأفكار والمقترحات والرؤى حول موضوع أو حدث أو تطور معين.
• دور وسائل التواصل الاجتماعي مهم في أوقات الأزمات، حيث يمكن من خلالها إيصال الرسائل للجمهور في أقصر وقت ممكن، وضمان وصول الرسالة إلى أكبر عدد من الناس في توقيت واحد.
• لا تتيح وسائل التواصل الاجتماعي توصيل الرسائل والأخبار بأسرع وقت فقط، وإنما تتيح كذلك التعرف على ردود الفعل حولها، ما يمكن الجهات الحكومية من الاستفادة من هذه الردود في تحسين عملها وخدمتها ووضع يدها على أي مظاهر للضعف أو التقصير في أدائها.
• من المتوقع أن تتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها على ساحة الاتصال خلال الفترة القادمة بالنظر إلى اعتبارين: الأول هو التطورات التكنولوجية المتسارعة التي تلقي بتأثيراتها المختلفة على هذه الوسائل. الاعتبار الثاني هو التطور في هذه الوسائل ذاتها سواء من خلال تحديث وتجديد وتطوير القائم منها أو عبر استحداث وسائل جديدة، حتى إنه تتم الإشارة حالياً إلى التحول نحو الجيل الجديد من وسائل التواصل الاجتماعي «مع توجه عدد كبير من المراهقين وصغار السن إلى تطبيقات جديدة غير تلك المعهودة في العقد الماضي، مثل: فيسبوك، وتويتر، لصالح تطبيقات أخرى أبرزها: تيك توك TikTok، وفيرو Vero، وغيرها، بالإضافة إلى الإنستغرام وسناب شات وغيرها من التطبيقات التي تعتمد على خدمات الفيديو والبث المباشر live أكثر من كونها تعتمد على التغريدة أو الصورة» .