798c7f93-c67f-4d5d-b36e-15c9ac70e3b4

«إكسبو دبي».. بوصلة المستقبل لعالم ما بعد الجائحة

يشكل إكسبو 2020 دبي، بموعده الجديد في الفترة من 1 أكتوبر 2021 لغاية 31 مارس 2022، منارةً للأمل ومسرحاً لاحتفاء الإنسانية بالانتصار على فيروس «كوفيد 19» الذي أحدث تغيرات جذرية في كافة مناحي الحياة، قد يستمر بعضها على المدى الطويل.
ويتصدر إكسبو دبي أجندة العالم أجمع، خلال العام المقبل، بوصفه أكبر حدث دولي شامل، وتتطلع أكثر من 190 دولة مشارِكة في الحدث إلى الاستفادة منه، لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي، وترويج مقوماتها السياحية والاستثمارية والثقافية، وبناء علاقات تجارية ودبلوماسية جديدة في هذا المحفل الدولي التاريخي، وستجتمع على أرض الإمارات خلال فعاليات الحدث الدول والشعوب بروح التفاؤل والتعاون من أجل بناء غد أفضل وأكثر استدامة للجميع والاحتفال بثقافات الأمم وإبداعاتها وابتكاراتها.
ومع تنوع فعالياته، واتساع القضايا التي سيناقشها، في ظل كثافة المشاركات من الدول ونخبة المؤسسات والمنظمات الدولية، سيشكل إكسبو دبي بوصلة حيوية ترشد العالم إلى أفضل الطرق للتعافي ومعاودة النهوض من تداعيات فيروس «كوفيد 19» ليرسم الجميع معاً خارطة الطريق لمستقبل ما بعد الجائحة. كما سيشكل الحدث وجهة سياحية وترفيهية حيوية بعد انقطاع حركة السياحة والسفر خلال 2020 بفعل الجائحة، وسيتقاطر ملايين الزوار والسياح من كافة أنحاء العالم للاستمتاع بكل ما يقدمه إكسبو دبي لزواره من فعاليات ثقافية وفنية وسياحية متنوعة والتعرف على ثقافات دول العالم ومقوماتها السياحية والمعرفية والتاريخية، وبالتالي سيكون إكسبو دبي مهرجاناً شاملاً للبشرية جمعاء.
التزام قوي
أتاحت مرونة استجابة إكسبو 2020 للأزمة الصحية التي يشهدها العالم مواصلة تقدم الأعمال في كافة المحاور والعمليات المرتبطة بالحدث رغم التحديات التي فرضتها الجائحة.
فبعد اكتمال الإنشاءات الدائمة التابعة لإكسبو مع نهاية العام 2019 ركّز العمل خلال 2020 على تنسيق المناظر الطبيعية في الموقع وتجهيز المباني المملوكة لإكسبو  دبي. وتستمر التجهيزات لأجنحة الدول المختلفة بوتيرة متسارعة، وهو ما يؤكد الالتزام القوي الذي يحافظ المشاركون على إظهاره تجاه هذا الحدث الدولي.
وشكل قرار الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في شهر مايو 2020، وهو الجهة المشرفة على معارض إكسبو الدولية، بتأجيل موعد انعقاد  إكسبو 2020 دبي إلى العام 2021، انعكاساً واقعياً لقدرة الإمارات على تعزيز العمل المشترك والتنسيق الشامل على المستوى الدولي لحشد التأييد اللازم خلال عملية التصويت على القرار من قبل الدول الأعضاء بالمكتب، ونص القرار على احتفاظ إكسبو 2020 دبي باسمه.
ومع اقتراب انطلاق الحدث في 1 أكتوبر 2021، باتت دولة الإمارات على أهبة الاستعداد لاستضافة أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. حيث أصبحت جميع فرق العمل في مختلف القطاعات الحيوية المحلية والاتحادية والخاصة جاهزة لاستقبال أكثر من 190 دولة مشاركة، وتترقب الترحيب بملايين الزوار في منصة مثالية بنيت بإبداع جمع الفن المعماري، وأحدث التقنيات العالمية بهدف تعزيز التعاون وتجسيد شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، إذ ستدعو الإمارات العالم لدخول ساحة إكسبو 2020 دبي والاحتفال بالحياة والعودة إلى الاكتشاف في أول حدث ضخم يقام لإعادة التواصل بين الناس والثقافات وأفراد المجتمع منذ جائحة «كوفيد 19». ومع برنامج فريد من الفعاليات والبرامج اليومية، ومجموعة عروض متنوعة واستثنائية للفنون والعمران والترفيه والثقافة والتقنية، والمأكولات العالمية، سيحرص الحدث الدولي على تحفيز الروح البشرية الإيجابية وتعزيز قدرتها على الإبداع وسعيها وراء التفاؤل في مواجهة الصعاب.
منتدى شامل
ويكتسب الحدث أهمية معرفية خاصة بالنسبة لكافة دول العالم، إذ سيكون منتدى دولياً شاملاً ومتكاملاً لمناقشة أهم القضايا وبحث التحديات التي تواجه الإنسانية، حيث  سيوفر الحدث منصة حيوية للحوار ومشاركة الخبرات والمعارف المكتسبة في كافة المجالات وفي مقدمتها آليات التعامل مع جائحة فيروس «كوفيد 19» ومعالجة تداعياتها ليس على القطاع الطبي فحسب، بل على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. كما ستكون المشاركة العالمية في الحدث أكثر فعالية وشمولية من الدورات السابقة للحدث، إذ إن الظروف التي عاشها العالم اليوم أثبتت أهمية التعاون البناء بين الدول ورسخت مبدأ الشراكة كنهج أساسي لمواجهة التحديات وابتكار حلول ناجعة تساهم في بناء غد أفضل للبشرية، وبالتالي سيحرص كافة المشاركين على تحقيق الاستفادة القصوى من الحدث وتكثيف الجهود لمد يد التعاون والتضامن إلى سائر دول وشعوب العالم.
مواجهة التحديات
وانطلاقاً من دوره كمنصة للحوار العالمي البناء ومشاركة الخبرات والمعارف، يحرص إكسبو دبي على تطوير أجندة متكاملة من الأسابيع المتخصصة التي يركز كل أسبوع منها على قضية حيوية تهم البشرية جمعاء، ومن ضمنها الصحة والعافية والتنمية الحضرية والريفية والمناخ والتنوع الحيوي بالإضافة إلى التسامح والشمول والغذاء والزراعة والفضاء، بالإضافة إلى قضية المياه وغيرها، ويتضمن كل أسبوع سلسلة من الفعاليات والندوات الحوارية وورش العمل بالتعاون مع جميع المشاركين في الحدث، وسيتسنى لكل دولة المساهمة في برنامج فعاليات إكسبو 2020، الذي يتسم بالحيوية والتنوع والتغير المستمر. ويعكف الحدث الدولي على تطوير برامجه المتخصصة، التي ستسلط الضوء على مجموعة من أكثر التحديات العالمية إلحاحاً، بما في ذلك تغيُّر المناخ، والصحة واللياقة، وغياب المساواة، والتدهور البيئي.
وستساهم فعاليات أسابيع الموضوعات والأيام العالمية التي سيقيمها إكسبو دبي في حث شركائه ومشاركيه وزواره على استكشاف أبرز القضايا العالمية والالتزام بالعمل الجماعي لمواجهتها، وهو ما سيدعم جهود الحدث القائمة في جمع العالم معا لتسهيل العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن جانب آخر، سيستضيف مركز دبي للمعارض الذي يقع في موقع الحدث سلسلة واسعة ومتكاملة من المعارض والمؤتمرات المتخصصة خلال فعاليات الحدث بدءاً من القمة العالمية للحكومات والقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي وغيرهما، مما يساهم في إثراء أجندة فعاليات إكسبو دبي وتعزيز أهميته في استشراف مستقبل مختلف القطاعات على المستوى العالمي.
تحفيز الابتكار
وبينما يقف العالم على أعتاب تحول لا سابق له في ظل التحديات التي فرضتها الجائحة، سيسلط إكسبو دبي الضوء بقوة على دور الثورة الصناعية الرابعة في حل أهم التحديات التي تواجه العالم حالياً، وبالإضافة إلى توفير شبكات الجيل الخامس للاتصالات من قبل شركة اتصالات، وهي شريك أول رسمي للحدث، فإن الروبوتات الموجودة في الموقع وأحدث الابتكارات ستتيح للزوار تجارب مميزة. كما سيبرز إكسبو مدى الدعم الذي يحصل عليه المبتكرون من خلال برنامج منح الابتكار المؤثر وبرنامج إكسبو لايف، وكيفية اختيار الأفكار الجديدة من أجل برنامج أفضل الممارسات العالمية، وهي كلها برامج تعمل على مساعدة الملايين في المجتمعات المهمشة في أنحاء العالم. ويركز الحدث على إيجاد الحلول للتحديات بتوظيف الابتكار وتسخير التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز التعاون وتبادل الأفكار وتوفير المنصات الملهمة والمحفزة على الإبداع لضمان استمرار التقدم البشري في جميع المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الصناعي للبيئة.
حشد الإبداعات
وفي إطار التزامه بتشجيع التغيير الإيجابي من خلال التعاون وتبادل الأفكار، يسعى إكسبو 2020 دبي من خلال برنامج أفضل الممارسات العالمية وعدد من المبادرات الأخرى إلى دعم الحلول المبتكرة للتحديات العالمية المعاصرة وتعزيزها من خلال حشد الطاقات المبدعة القادرة على تقديم هذه الحلول. ويؤكد البرنامج أفضل الممارسات العالمية التزام إكسبو دبي الراسخ تجاه المشروعات التي يحتاجها العالم ويحقق تطلعاته ويعكس الجهود الواسعة التي تبذلها دولة الإمارات لإحداث التغيير الإيجابي في عدد من القضايا العالمية الرئيسية،  حيث ستستفيد المشروعات المنضمة إلى البرنامج من منصة فريدة، ستسهّل تبادل المعرفة والتعاون الدولي، وستحقق الإلهام بالتحرك الجدي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يتسق مع شعار (تواصل العقول وصُنع المستقبل).
وسيوفر إكسبو دبي منصة متميزة لعرض هذه الحلول في إطار سعية لإلهام العالم بحلول مبتكرة والخروج بأفكار جديدة من خلال تعزيز التعاون، سعياً إلى بناء مستقبل أفضل للإنسانية. وسيكون للبرنامج مساحة عرض خاصة به في إكسبو 2020 دبي، بينما ستتلاقى أهداف التنمية المستدامة مع الحدث الدولي بالعديد من الطرق، من بينها في جناح الفرص، حيث سيستكشف الزوار كيف يمكن لإطلاق إمكانيات الأفراد والمجتمعات صنع مستقبل أكثر رخاء واستدامة لنا جميعاً. ويسلط هذا الضوء على نسخ إكسبو الدولية كمنصة مميزة للإلهام من أجل التغيير ودفع الإنسانية نحو التقدم.
وتأسس برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية في عام 2018 تحت شعار «خطوات بسيطة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام»، على يقين بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول الموعد النهائي المحدد في 2030 يتطلب حلولاً محلية لضمان مشاركة الجميع. ويتناول كل مشروع يقع عليه الاختيار أحد أهداف التنمية المستدامة، البالغ عددها 17 هدفاً، بما في ذلك القضاء على الفقر، وتحسين جودة التعليم، وتحسين الوصول إلى فرص عمل ملائمة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الطاقة النظيفة بأسعار مقبولة، والتصدي لظاهرة التغير المناخي. كل هذه الحلول يمكن تبنيها وتكرارها وتغيير إطار تطبيقها في مختلف مجتمعات العالم، وهو أمر يمثل خاصية أساسية في هذه البرامج، وتكتسب هذه المحاور أهمية أكبر في ظل تداعيات جائحة «كوفيد 19».

بشار أكرم (صحفي اقتصادي)

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض