تعد شركة «إليترونيكا» الإيطالية من أهم الشركات التي تعمل على تطوير حلول وتقنيات وأنظمة الحرب الإلكترونية، وقد استفادت من خبرتها العريقة العديد من جيوش العالم، وباتت علامة فارقة في عالم الدفاع والأمن، ولإلقاء الضوء على الشركة الإيطالية ومجالات عملها ومنتجاتها، التقت «الجندي» السيد «إنزو بينيني» العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة «إليترونيكا»، وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن شركة إليترونيكا الإيطالية ومجالات عملها بشكل عام، وعن أبرز المنتجات التي تقدمها الشركة لعملائها، وما مدى الرضا والطلب عليها؟
أُسست شركة إليترونيكا منذ 70 عاماً، بهدف تطوير التقنيات المتقدمة والحلول الفعالة في مجال الحرب الإلكترونية، متعاملة مع جميع المجالات والتطبيقات التي تتنوع بين حماية المنصات الجوية والبحرية وبين تطبيقات الاستخبارات الإلكترونية البرية والجوية.
هذا وتمت إضافة تقنيات رئيسية مطورة داخل الشركة لتمييز إليترونيكا عن المنافسين، وبالإضافة إلى هذه السمات، لطالما استطاعت إليترونيكا تطوير مستوى عالٍ من الثقة لدى عملائها.
بشكل عام، تُعرف إليترونيكا بأنها دار الحرب الإلكترونية، لكننا في الواقع أصبحنا أكثر من ذلك بكثير، فقد دخلنا مجال الحرب الإلكترونية منذ 70 عاماً، لكن في السنوات التي تلت انتقالنا إلى مجالات جديدة، بما في ذلك أسواق الأمن السيبراني والأمن الوطني، الأولى من اختصاص شركة CY4GATE التابعة لنا، والأخيرة مسؤولية شركة إليترونيكا جي إم بي إتش التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها.
لا يقتصر عملنا على “الصناديق السوداء”، فنحن نستمتع بالعمل عن كثب مع شركائنا لتزويدهم بحلول شاملة للتحديات التي يواجهونها في الطيف الكهرومغناطيسي، ويمكن التأكد من كلامنا.
لقد قمنا بتوريد أكثر من 3000 نظام إلى 30 دولة في خمس قارات، وتثق القوات البحرية والجيوش والقوات الجوية وأول المستجيبين للطوارئ والحكومات في جميع أنحاء العالم في منتجاتنا وخدماتنا، وقدرتنا على توريد هذه المنتجات لعملائنا الأساسيين لعقود من الزمان، بينما كنا نكتسب عملاء جدداً تؤكد ثقتهم في حلولنا.
ما أهمية سوق الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لشركة إليترونيكا؟
هذا السوق مهم للغاية، فقد بدأنا الانخراط في أسواق الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في تسعينات القرن الماضي، وكان التزامنا منذ ذلك الحين متسقاً وثابتاً، حيث تفخر إليترونيكا بالعمل عن كثب مع شركائنا في المنطقة.
فقد شهدنا بأنفسنا التحديات الأمنية المعقدة التي يواجهونها، وعملنا بجد لضمان أن حلولنا في المجالات الجوية والبحرية والبرية تحمي الأفراد والأصول والبنية التحتية الوطنية الحيوية من تهديدات اليوم والغد.
وبالنسبة لوجودنا المستقبلي في سوق الخليج، نطمح لأن نصبح مجموعة دولية ذات شركات تابعة مكتفية ذاتياً وتعمل بكامل طاقتها في السنوات الثلاث المقبلة إلى جانب تأسيس تعاون قوي مع الحكومة المحلية.
ما هي أبرز مشاريعكم للمرحلة القادمة؟
لقد كانت إليترونيكا محظوظة جداً بالمشاركة في العديد من برامج الدفاع الرائدة خلال تاريخنا الطويل، ففي الآونة الأخيرة، كنا شريكاً مشرفاً وموثوقاً به في برامج مرموقة مثل طائرة يوروفايتر تايفون المقاتلة وطائرة هليكوبتر NH-90 وبرنامج الفرقاطة الفرنسي الإيطالي FREMM، الذي أدى لدمج شركة إليترونيكا للتكنولوجيا، ومهد الطريق أمام تطوير تقنيات متقدمة جديدة.
هناك العديد من المشروعات المثيرة في الأفق، والتي تشمل مشاركتنا في المشروع الأوروبي لتطوير الجيل السادس من طائرات Tempest القتالية، وسفن الدوريات الجديدة من فئة “PPA” التابعة للبحرية الإيطالية وغواصات فئة “U212”.
هذا وشهد العملاء الجدد والحلول المحدثة تطورات ناجحة في مجالات التسويق والمجالات التقنية.
ما هي الخطط المستقبلية لشركتكم؟ وكيف ستتغير الشركة في غضون عامين؟
أصبح الطيف الكهرومغناطيسي أكثر أهمية من أي وقت مضى، ليس فقط عسكرياً بل للعالم المدني أيضاً، حيث يجب أن يواجه العالم المدني حقيقة أن الخصوم يمكنهم منع أو مقاطعة استخدامه للطيف.
يمكن أن تكون لهذا الأمر تداعيات تجارية ومجتمعية بعيدة المدى، لذلك نحن نستثمر بكثافة في أنشطة البحث والتطوير لمساعدة كل من المجتمعين المدني والعسكري، فمن الضروري أن نتمكن من إفادة المجتمع المدني حيثما أمكن بالخبرات التي نطورها لعملائنا العسكريين والعكس.
ويتضح هذا بشكل خاص في العمل الذي نقوم به في مجال الأمن السيبراني. كما أننا نشارك بشكل كبير في المجالات الناشئة مثل الحرب الإلكترونية الفضائية، وهو مجال من المتوقع أن يزداد أهمية في السنوات القادمة، مع تزايد اعتماد عالمنا على الفضاء في مجموعة من الأنشطة، من الاتصالات والملاحة إلى الزراعة وحماية البيئة على سبيل المثال لا الحصر. قد يتغير العالم، لكن أساس عملنا وهو حماية الأشخاص والأصول من التهديدات الكهرومغناطيسية بأقصى جهودنا يظل كما هو.
كيف تقيمون التعاون بين شركتكم ودول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الإمارات العربية المتحدة؟
نشعر بالفخر لأننا تمتعنا بتعاون طويل ومثمر مع دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. وقد بُني هذا على أساس قوي من الاحترام والتقدير المتبادلين والإتمام الناجح للبرامج الصعبة.
الاستماع والفهم فلسفة أساسية في إليترونيكا، وهذه الفلسفة تساعد على تحديد كل خطوة من خطوات تصميم منتجاتنا وخدماتنا الجديدة لدعم عملائنا على المدى الطويل، كما نتطلع إلى توسيع وتعميق هذه العلاقات في المستقبل.
وفي العقود الماضية، ساهمت إليترونيكا في نمو تكنولوجيا ومهارات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الحرب الإلكترونية، واليوم ينعكس هذا في فهم المستخدم النهائي الشامل للأنظمة المعقدة، فالنمو وتطوير التقنيات والقدرات من المتطلبات الرئيسية للصناعات الإماراتية.
تؤمن إليترونيكا بقوة بالشراكات الصناعية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي على استعداد للمشاركة في مشاريع التنمية المشتركة في جميع أنحاء الدولة، كما تناقش الشركة العديد من المقترحات مع كبرى المؤسسات الحكومية والمجموعات الصناعية الإماراتية.
ما هي الإنجازات الأخيرة التي حققتها إليترونيكا في قطاع الدفاع؟
هذا السؤال ممتاز! أنا محظوظ جداً بالقدرة على النظر للماضي وتذكُّر إنجازات شركتنا العديدة. وهناك إنجاز واحد أفتخر به أنا والشركة بشدة، وهو بكل بساطة، نجاح حلولنا وخدماتنا وخبراتنا في الحفاظ على سلامة الناس.
فقد مكّن عملنا البحارة والجنود وأطقم الطائرات والعديد من الأشخاص الآخرين من العودة بأمان من مهامهم، وهو أمر بالغ الأهمية وأكبر مصادر فخرنا.
لنكون أكثر تحديداً، قمنا بتطوير ونشر أنظمة برية متقدمة مضادة للطائرات المُسيرة، وعالجنا بنجاح جانب الغواصات من الحرب الإلكترونية البحرية ونفذنا نهجاً جاداً واعداً جداً في مجال الأمن الإلكتروني عبر الحرب الإلكترونية.
ما هي استثمارات «إليترونيكا» في الإمارات العربية المتحدة.. ومع من تعمل بشكل أساسي؟
كما ذكرت، وجود إليترونيكا في الإمارات كبير في مجال الحرب الإلكترونية بسبب البرامج والحلول العديدة التي تم تناولها وتوفيرها، ونحن الآن على استعداد لمتابعة ودعم توطين الأنشطة في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
تناقش إليترونيكا العديد من مشاريع الحرب الإلكترونية التعاونية في الإمارات العربية المتحدة، حيث سيشهد هذا استثمارات من حيث المعرفة ونماذج الأعمال الجديدة، كما نعمل أيضاً على إنشاء شركة إماراتية تابعة مقرها في أبوظبي وستكون أعمالها الأساسية أول جزء من الدعم اللوجستي داخل الدولة للقوات المسلحة الإماراتية التي تخدمها أنظمة إليترونيكا.
هذا وستشكل شركة “إليترونيكا الإمارات” المرحلة الأولية لاستراتيجية تصنيع أكثر طموحاً لشركة إليترونيكا والتي ستركز على خلق القدرات المحلية وتوظيف المواهب المحلية والشراكة مع القطاع الصناعي الإماراتي عالي الكفاءة.
أخبرنا عن تجربتك الأخيرة ومشاركتك في معرض دبي للطيران لعام 2021، وهل كان يلبي توقعاتكم؟
لطالما كان معرض دبي للطيران يعتبر حدثاً مهماً للغاية بالنسبة لنا، ولم يكن عام 2021 مختلفاً، فمن الواضح أنه قد تم عقده في ظروف فريدة تماماً، فالجائحة العالمية لا تزال تؤدي للعديد من التحديات في بيئة العمل، وخاصة بالنسبة للمعارض. ومع ذلك، تم تنظيم الحدث بشكل ممتاز وإدارته بشكل احترافي للغاية، كما حافظ على سلامة المشاركين والزوار والموظفين طوال مدة الحدث. فمن المهم بالنسبة لنا مقابلة شركائنا في المنطقة، فضلاً عن مقابلة أصدقاء جدد ومستقبليين متعاونين.
إنه لمن دواعي سروري أن أكون في دبي الجميلة واستمتع بأشعة الشمس خاصة أن الطقس غالباً ما يكون بارداً جداً في أوروبا في ذلك الوقت من العام!
ما هي المنتجات الجديدة التي تقدمها «إليترونيكا» لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج؟
لدينا العديد من الحلول الجديدة التي نقدمها للإمارات والمنطقة بشكل عام، وهي تشمل نظام ADRIAN المضاد للطائرات المسيرة. فنحن على دراية بأن الاستخدام غير القانوني للطائرات المُسيرة يعتبر مصدر قلق أمني خطير في الخليج.
هذا وقد بدأ نظام ADRIAN العمل بالفعل، ونعتقد أنه يقدم الحل الذي يحتاجه أصدقاؤنا في المنطقة، وبالمثل، تشكل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة تهديداً للطائرات العسكرية في المنطقة، لذلك تم تصميم حجرة تشويش EDGE الخاصة التي طورناها لحماية المنصات الفردية أو مجموعات الطائرات المقاتلة من هذه التهديدات. تستخدم حجرة EDGE أحدث التقنيات، ولا يقتصر دورها على منع التهديدات فحسب، بل يمكنها أيضاً جمع معلومات استخباراتية عن إشارات العدو، خاصة فيما يتعلق بالمجال البحري كما حصلت شركة إليترونيكا مؤخراً على عقد لتوريد أحدث أجهزة الرادار المتكامل والاتصالات تعتبر منصة البحرية المضادة للطائرات المُسيرة تطوراً لنظام ADRIAN البري، فهي مصممة خصيصاً لحماية السفن من هذه التهديدات الخطيرة.
هل ترغب في إرسال أي رسالة من خلال «الجندي» إلى مجتمع الدفاع بشكل عام، أو في الإمارات بشكل خاص؟
تلتزم «إليترونيكا» بشدة بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على حماية موظفيها وأفرادها وبنيتها التحتية الوطنية الحيوية وسجلنا الحافل يشهد على ذلك.
ونحن على استعداد لمساعدة أصدقائنا وشركائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بأسرها كيفما أمكننا ذلك كما نتطلع إلى شراكات أعمق وأقوى!
» أجرى اللقاء: محرر «الجندي»