HUNTER-2-S_V2_220217_202655

«هالكن» توظف الذكاء الاصطناعي في أسراب طائراتها المسيرة «هانتر 2 إس»

باتت الطائرات المسيرة جزءاً لا يتجزأ من منظومة عمل العديد من جيوش العالم المتطورة، وزاد الاعتماد عليها في الآونة الأخيرة بعد نجاحها اللافت في تأدية مهام نوعية ساهمت في تحقيق التقدم والنصر السريع على العدو في الكثير من الصراعات المسلحة في مختلف بقاع العالم.

وأدت عمليات التطوير الواسعة التي طالت الطائرات المسيرة المستخدمة في المجال العسكري، والتي لم تعد حكراً على القوى العسكرية العظمى، إلى تنويع استخداماتها وتقوية قدراتها القتالية بالاعتماد على أحدث التقنيات التكنولوجية وأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، حيث أصبحت اليوم سلاحاً فتاكاً يخرج في أسراب لضمان تحقيق النصر في المعارك.

ومع تسارع التطورات التكنولوجية ودخول أنظمة الذكاء الاصطناعي في آلية عمل الطائرات المسيرة، دخلت الشركات الدفاعية حول العالم في سباق كبير لتطوير وابتكار حلول دفاعية تتلاءم مع جميع المتغيرات، وقد برزت في هذا الإطار شركة «هالكن» HALCON الإماراتية المتخصصة في مجال التطوير والتصنيع المتكامل لأنظمة التوجيه الدقيق والطائرات المسيرة كلاعب أساسي يعود له الفضل في إيجاد الحلول الدفاعية الملائمة التي تلبي متطلبات النصر في الحروب.

أسراب طائرات Hunter 2-S المسيرة

تمتلك شركة «هالكن» التابعة لمجموعة «إيدج» EDGE الإماراتية – أحد أهم 25 مورداً دفاعياً على مستوى العالم – خبرة واسعة في مجال الطائرات المسيرة، وقد أطلقت مؤخراً أسراب طائرات «هانتر 2-إس» (Hunter 2-S) المسيرة، والتي من المتوقع أن يؤثر استخدامها بشكل كبير على ساحات المعارك في المستقبل، لأنها توفر للجيوش ميزات تكتيكية متطورة عبر سلسلة من السيناريوهات القتالية والمهام المتعددة.

وتعتبر طائرات Hunter 2-S المُسيرة حلاً متقدماً يتميز بقدرات عالية، تعتمد على استراتيجية العمل ضمن الأسراب لتحقيق أكبر قدر من الفاعلية مقارنة بالعمل في كتلة غير منسقة.

تعد Hunter 2-S جزءاً من عائلة الطائرات المُسيرة أحادية الاستخدام Hunter والتي صممت لمهام الهجوم والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

الخصائص والمواصفات والاستخدامات

تستخدم طائرات Hunter 2-S التي صنعت بداخل شركة «هالكن» وبالاعتماد على إمكاناتها التصنيعية المتقدمة، أجزاءً مطبوعة ثلاثية الأبعاد، ومواد بلاستيكية حرارية مؤهلة للطيران.

وصُممت طائرات Hunter 2-S المسيرة والتي تعمل بالبطارية والطاقة الكهربائية، لأداء مهام الهجوم والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، كما تحمل رأساً حربياً مجزءاً يزن 2 كيلوجرام.

وتحتوي طائرات Hunter 2-S المسيرة التي يتم إطلاقها من الأرض لضمان تحقيق الحسم في القتال، على أجنحة قابلة للطي، يتم فردها بمجرد إطلاقها من أنبوب القاذفة الذي يمكن تركيبه على مركبة مدرعة أو مدفعية، لتحلق بعد ذلك في تشكيل يصل إلى 21 طائرة، كما تستطيع هذه الطائرة المُسيرة الطيران بشكل مستقل لأداء مهام منسقة تساعد على إرباك الخصم وتسهيل التغلب على العدو.

ويبلغ الحد الأقصى لوزن إقلاع طائرة Hunter 2-S المسيرة 2 كيلوجرام، وتتميز بسرعة طيران قصوى تبلغ 80 كيلو متراً في الساعة، وبارتفاع أقصاه 1000 متر، وطاقة عمل تصل لمدة 30 دقيقة متواصلة، ونطاق اتصالات يصل إلى نحو 10 كيلومترات.

وتبلغ المسافة بين أطراف جناحي الطائرة 1.44 متر، فيما يصل طولها إلى 1.25 متر، ويمكن نشرها ضمن سرب الطائرات المسيرة في غضون 60 ثانية، لإيصال الحمولة المتفجرة بضرب الهدف مباشرة، كما يمكن للسرب إصابة عدة أهداف في وقت واحد.

ومن مميزات طائراتHunter 2-S أن فعاليتها كبيرة وتكلفتها قليلة مقارنة مع استخدام الصواريخ في المعارك.

خطط مستقبلية تطويرية

تمتلك شركة «هالكن» خططاً تطويرية مستقبلية لزيادة عدد الطائرات المسيرة من فئة Hunter 2-S بقدر يفوق الـ21 طائرة، كما تخطط الشركة لاختبار أول نظام كامل من طائرات Hunter 2-S في العام المقبل 2023، فيما سيبدأ إنتاجها الكامل بحلول عام 2025.

العمل بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة

بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تتشارك الطائرات المُسيرة التكتيكية المعلومات مع بعضها البعض للمحافظة على مواقعها، كما يمكن للذكاء الاصطناعي المستخدم في هذه الطائرات تحديد الأهداف من خلال شكلها وكثافتها، وتقييم الطريقة الأنسب للهجوم عليها سواءً كانت بطريقة مباشرة أو على مقربة منها، فضلاً عن تخصيص العدد المناسب من المسيرات اللازمة للاشتباك مع الأهداف.

سيناريو لمعركة Hunter 2-S

تتمركز شاحنة مدرعة مزودة بقاذفة طائرات Hunter 2-S على بعد 10 كيلومترات من قاعدة العدو، بمجرد إطلاقها، تفتح الطائرات المُسيرة البالغ عددها 21 أجنحتها، وترتفع وتصل إلى سرعتها المطلوبة قبل اقترابها من قاعدة العمليات المشتركة للعدو والتي تحتوي على طائرات ذات أجنحة دوارة وناقلات وقود وعربات مصفحة ومعسكرات متعددة.

يمكن تخصيص طائرتين مُسيرتين لضرب طائرة الأجنحة الدوارة، وطائرة لضرب كل ناقلة وقود، وطائرتين لكل مركبة مدرعة، بينما تضرب الطائرات المتبقية المعسكرات، ويمكن تنفيذ الضربة في وقت واحد، بشكل مستقل، وبسرعة حيث تضرب طائرة قمرة القيادة للطائرة ذات الأجنحة الدوارة وتضرب أخرى الذيل.

تتسبب ناقلات الوقود التي يتم ضربها في انفجار كبير يمكن أن تستعر على إثره الحرائق، ويمكن أن تضرب طائرة واحدة المركبة المدرعة لتعطيلها إذا لم تتمكن من تدميرها، ثم يتم تدمير المعسكرات بالرؤوس الحربية التي تحملها الطائرات.

كما أن المستوى العالي من الاستقلالية المقترنة بقدرات الضربة المتزامنة لـ Hunter 2-S يصعب على الأعداء التصدي للهجوم وبالتالي يعطلهم وقواعدهم في غضون ثوانٍ.

ومع تعرض القاعدة لإصابات مدمرة، يمكن جمع المعلومات باستخدام كاميرا Hunter 2-S ليتم تحليل الصور ومقاطع الفيديو للمهمة الناجحة للمساعدة على تحقيق نجاح أكبر في المهام المستقبلية، واكتساب فهم أفضل لاستراتيجيات العدو.

أما بالنسبة للجانب الدفاعي لطائرات Hunter 2-S المُسيرة، فيمكن أن يوفر سرباً من هذه الطائرات المُسيرة التغطية الجوية الفورية اللازمة في حالة الوقوع في كمين، حيث غالباً ما يستهدف الخصوم الذين يستخدمون أساليب حرب العصابات في أي بيئة قوافل تنقل الإمدادات والقادة والدبلوماسيين، وفي هذه الحالة يمكن أن تتعرض قوات العدو التي حاصرت قافلة وسيطرت على الطريق لهجوم جوي سريع في غضون ثوان.

إنفوجرافيك


إعداد: إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون العسكرية)

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض