Issue 5901 A

الروبوت والجندي في العمليات العسكريـة المستقبلية

سيشكل‭ ‬فريق‭ (‬الروبوت‭ ‬ـــــ‭ ‬الجندي‭) ‬عنصراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ ‬المستقبلية،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬قوة‭ ‬قتالية‭ ‬معقدة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬ديمومة‭ ‬وأكثر‭ ‬فاعلية‭. ‬يطرح‭ ‬تعقيد‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬مشاكله‭ ‬الخاصة،‭ ‬كما‭ ‬يخلق‭ ‬تنوع‭ ‬الأنظمة‭ ‬الروبوتية‭ ‬والعدد‭ ‬اللامتناهي‭ ‬تقريباً‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬العسكرية‭ ‬المحتملة‭ ‬معضلة‭ ‬للباحثين‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬التنبؤ‭ ‬بأداء‭ ‬تفاعلات‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬المستقبلية‭. ‬

صارت‭ ‬آثار‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬المبتكرة‭ (‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستشعار،‭ ‬والأنظمة‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬والبرمجيات‭) ‬على‭ ‬البشر‭ ‬والروبوتات‭ ‬واضحة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬القضايا‭ ‬الناشئة‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الروبوتات‭ ‬والبشر‭. ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬تم‭ ‬استثمار‭ ‬هذا‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الروبوتات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬للناس‭. ‬ومع‭ ‬تطور‭ ‬الصناعة‭ ‬الحديثة‭ ‬بسرعة،‭ ‬تطلب‭ ‬هذا‭ ‬تكامل‭ ‬جوانب‭ ‬التفاعل‭ ‬المختلفة،‭ ‬المادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يتقارب‭ ‬هذان‭ ‬المجالان‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭ (‬الروبوتات‭ ‬الخدمية‭ ‬والروبوتات‭ ‬الصناعية‭) ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬ويتشاركان‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬متشابهة‭ ‬جداً‭. ‬وقد‭ ‬يتبعان‭ ‬طرقاً‭ ‬مماثلة‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭. ‬عندما‭ ‬تعمل‭ ‬الروبوتات‭ ‬في‭ ‬الخدمة،‭ ‬يتم‭ ‬دمجها‭ ‬بالكامل‭ ‬داخل‭ ‬بيئة‭ ‬البشر‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬للإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬أدواراً‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬البيئة،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬الإنسان‭ ‬مساعداً‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الروبوتات‭ ‬الصناعية،‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬كمساعد‭ ‬ومدرب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الروبوت‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬يأخذ‭ ‬دور‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الروبوتات‭ (‬مرشد،‭ ‬معلم،‭ ‬ممرض،‭ ‬إلخ‭). ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأنظمة‭ ‬الآلية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مناسبة‭ ‬بشأن‭ ‬الكيانات‭ ‬غير‭ ‬المتجانسة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭.‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬الروبوتات‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مشغلين‭ ‬بشريين‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سلوكيات‭ ‬النظام‭ ‬الآلي‭ ‬آمنة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬وتتبع‭ ‬تعليمات‭ ‬المشغلين‭ ‬البشريين،‭ ‬يجب‭ ‬دمج‭ ‬المشغل‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬والبرمجيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصناعية،‭ ‬وتزايد‭ ‬تفاعل‭ ‬الروبوت‭ ‬والانسان،‭ ‬يتحدى‭ ‬طريقة‭ ‬بعض‭ ‬الميزات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالروبوتات‭ ‬الخدمية‭ (‬السلامة،‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭) ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تصورها‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭.‬

الروبوت‭ ‬والتواصل‭ ‬التفاعلي‭ ‬البشري‭ ‬

التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬هو‭ ‬مجال‭ ‬دراسي‭ ‬وبحثي‭ ‬يجري‭ ‬تطويره‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لفهم‭ ‬وتصميم‭ ‬وتقييم‭ ‬الأنظمة‭ ‬الروبوتية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬تعمل‭ ‬معه،‭ ‬وهو‭ ‬مزيج‭ ‬مختلط‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬مختلفة‭ ‬تشمل‭ ‬الحاسوب‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وعلم‭ ‬الروبوتات‭ ‬والتصميم‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭. ‬يتطلب‭ ‬التفاعل‭ ‬بحكم‭ ‬تعريفه‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الروبوت‭ ‬والبشر،‭ ‬وقد‭ ‬يتخذ‭ ‬عدة‭ ‬أشكال‭ ‬تتأثر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بكيفية‭ ‬عمل‭ ‬الروبوت‭ ‬والانسان‭. ‬يطبق‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الروبوت‭ ‬والانسان‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التصنيع،‭ ‬والطب‭ ‬والجراحة،‭ ‬والفضاء،‭ ‬والطيران،‭ ‬وأعماق‭ ‬البحار،‭ ‬والزراعة،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية‭.‬

شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬انتشاراً‭ ‬لتطبيقات‭ ‬الروبوتات‭ ‬التي‭ ‬تتفاعل‭ ‬فيزيائياً‭ ‬مع‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭. ‬دفعت‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬الأساسية‭ ‬للتعاون،‭ ‬مثل‭ ‬تخصيص‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬والمزامنة‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬جهات‭ ‬الاتصال‭ ‬والتفاعل‭ ‬المادي‭ ‬وتخصيص‭ ‬الدور‭ ‬التكيفي‭ ‬أثناء‭ ‬التعاون‭ ‬والتعلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العروض‭ ‬التوضيحية‭ ‬والتحكم‭ ‬الآمن‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أحرزت‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الروبوتات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تقدماً‭ ‬هائلاً‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬سلوك‭ ‬وتعقيد‭ ‬الإشارات‭ ‬اللفظية‭ ‬وغير‭ ‬اللفظية‭ ‬التي‭ ‬يتبادلها‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوتات‭ ‬أثناء‭ ‬التفاعل،‭ ‬مما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الحاسمة‭ ‬مثل‭ ‬الثقة‭ ‬والوعي‭ ‬المتبادل‭ ‬وتبادل‭ ‬الأدوار‭. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬مدفوعة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بزيادة‭ ‬المساعدة‭ ‬وتطبيق‭ ‬الروبوتات‭ ‬الخدمية،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬الروبوتات‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬التسوق‭ ‬والمتاجر‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمنازل،‭ ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬ضرورية‭ ‬لقبول‭ ‬تقنيات‭ ‬الروبوتات‭ ‬الذكية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الصناعية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬التصنيع‭. ‬يعمل‭ ‬مجتمع‭ ‬أبحاث‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬التفاعل‭ ‬الجسدي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للروبوتات‭. ‬ويقر‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬البحث‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للروبوتات‭ ‬التابع‭ ‬للمفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬بأهمية‭ ‬الروبوتات‭. ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬وسهولة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬تمثل‭ ‬الروبوتات‭ ‬فجر‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة‭ ‬كمساعدات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للأعمال‭ ‬ونوعية‭ ‬الحياة‭ ‬للأفراد‭. ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتوسع‭ ‬دورها‭ ‬باستمرار‭ ‬ليتجاوز‭ ‬الدور‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬التحويلية،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬فرصاً‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬إلى‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الزراعة‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والأمن‭ ‬والنقل‭ ‬والتطبيقات‭ ‬العسكرية،‭ ‬بينما‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬الروبوتات‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬أنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬تقريباً،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنزل‭.‬

أصل‭ ‬الروبوت‭ ‬

‭ ‬صاغ‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬التشيكي‭ ‬كاريل‭ ‬شابك‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الروبوت‮»‬‭ ‬في‭ ‬مسرحيته‭ ‬عام‭ ‬1921‭. ‬كان‭ ‬المصطلح‭ ‬مشتقاً‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭ ‬التشيكية‭ ‬robota،‭ ‬التي‭ ‬تصف‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬به‭ ‬الفلاح‭ ‬لمالك‭ ‬الأرض،‭ ‬أي‭ ‬‮«‬الكدح‮»‬‭. ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬الروبوت‭ ‬هو‭ ‬فلاح‭ ‬أو‭ ‬عبد،‭ ‬وكانت‭ ‬كلمة‭ ‬rabota‭ ‬هي‭ ‬الكلمة‭ ‬السلافية‭ ‬القديمة‭ ‬للعبيد‭. ‬بدأت‭ ‬مسرحية‭ ‬شابك‭ ‬بأداء‭ ‬الروبوتات‭ ‬لأعمال‭ ‬أسيادهم‭ ‬البشرية‭ ‬وانتهت‭ ‬بالروبوتات‭ ‬التي‭ ‬تتمرد‭ ‬ضد‭ ‬مبدعيها‭ ‬وتقتل‭ ‬الجنس‭ ‬البشري،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬موضوعاً‭ ‬مشتركاً‭ ‬لكتاب‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭. ‬مؤلف‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ (‬إسحاق‭ ‬أسيموف‭) ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬عن‭ ‬الروبوتات‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬لم‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬النظرية‭ ‬القائلة‭ ‬إن‭ ‬الروبوتات‭ ‬ستدمر‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬كتب‭ ‬أسيموف‭ ‬عن‭ ‬الروبوتات‭ ‬التي‭ ‬خدمت‭ ‬البشرية‭ ‬وتمت‭ ‬برمجتها‭ ‬بثلاثة‭ ‬توجيهات‭ ‬أولية‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬قوانين‭ ‬الروبوتات‮»‬‭:‬

1‭ ‬

لا‭ ‬يجوز‭ ‬للروبوت‭ ‬أن‭ ‬يؤذي‭ ‬إنساناً‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بسبب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭.‬

2‭ ‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يطيع‭ ‬الروبوت‭ ‬الأوامر‭ ‬الصادرة‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البشر‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأوامر‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الأول‭.‬

3‭ ‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬الروبوت‭ ‬وجوده،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الحماية‭ ‬لا‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬القانون‭ ‬الثاني‭.‬

بالنسبة‭ ‬للروبوت‭ ‬العسكري‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬الروبوتات‭ ‬الخاصة‭ ‬بجيش‭ ‬معين‭ ‬أرواح‭ ‬الجنود‭ ‬والحلفاء‭ ‬التابعين‭ ‬له‭ ‬والمدنيين‭. ‬وأن‭ ‬تتلقى‭ ‬الروبوتات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجيش‭ ‬الأوامر‭ ‬منه،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العدو‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تهتم‭ ‬الروبوتات‭ ‬بوجودها‭. ‬بيت‭ ‬القصيد‭ ‬حسب‭ ‬التصميم،‭ ‬هو‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬البشرية‭ ‬بالتضحية‭ (‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭) ‬بالآلة‭. ‬ويقول‭ ‬رائد‭ ‬الروبوتات‭ ‬المخضرم‭ (‬بارت‭ ‬إيفريت‭): ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬الروبوت‭ ‬هو‭ ‬ردنا‭ ‬على‭ ‬الانتحاري‮»‬‭. ‬وتتوفر‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأكاديمية‭ ‬حول‭ ‬أخلاقيات‭ ‬تسليح‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والسماح‭ ‬لها‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬قاتلة،‭ ‬إذ‭ ‬نشر‭ ‬معهد‭ ‬جورجيا‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬كتاباً‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬السلوك‭ ‬المميت‭ ‬في‭ ‬الروبوتات‭ ‬المستقلة‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬قدم‭ ‬الأساس‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬الروبوتات‭ ‬القتالية‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬البرمجة‭ ‬المناسبة،‭ ‬يمكن‭ ‬للروبوتات‭ ‬المستقلة‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬بشكل‭ ‬أخلاقي‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الجنود‭. ‬

التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجندي‭ ‬والروبوت

كانت‭ ‬الجيوش‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بطيئة‭ ‬في‭ ‬تكييف‭ ‬التقنيات‭ ‬المتطورة‭ ‬إلى‭ ‬تكتيكات‭ ‬عسكرية‭ ‬مقبولة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬خسائر‭ ‬وهزائم،‭ ‬ولعل‭ ‬تأخر‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬الدبابات‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الأربعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬جعلها‭ ‬تتراجع‭ ‬أمام‭ ‬ألمانيا،‭ ‬لذلك‭ ‬يزداد‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬بضرورة‭ ‬توظيف‭ ‬الروبوتات‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬القتال‭ ‬بسبب‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الروبوتات‭. ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬الروبوتات‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نخوض‭ ‬بها‭ ‬الحروب‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ستغير‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالقتال‭.‬

يطرح‭ ‬تعقيد‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬مشاكله‭ ‬الخاصة‭ ‬بتنوع‭ ‬الأنظمة‭ ‬الروبوتية‭ ‬والعدد‭ ‬اللامتناهي‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬العسكرية‭ ‬المحتملة‭ ‬معضلة‭ ‬للباحثين‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬بدراسة‭ ‬أداء‭ ‬تفاعلات‭ ‬الإنسان‭ (‬الجندي‭) ‬والروبوت‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬التفاعلات‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المستقبلية‭ ‬فرصة‭ ‬للباحثين‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬القضايا‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتفاعل‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬لتقديم‭ ‬نتائجهم‭ ‬لدراسة‭ ‬مشكلات‭ ‬معينة،‭ ‬مثل‭ ‬تفاعل‭ ‬المشغلين‭ ‬مع‭ ‬الروبوتات‭ ‬الأرضية‭ ‬أو‭ ‬الجوية‭ ‬ودراسة‭ ‬المعدات‭ ‬ذاتية‭ ‬التحكم‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬السلوكيات‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭. ‬إن‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬ذكية‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البيئات‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬تركيز‭ ‬تفاعل‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ (‬الروبوت‭ ‬الجندي‭) ‬سيشكل‭ ‬عنصراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ ‬المستقبلية،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬قوة‭ ‬قتالية‭ ‬معقدة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬ديمومة‭ ‬وأكبر‭ ‬فاعلية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬عقيدة‭ ‬حول‭ ‬استخدام‭ ‬الروبوتات‭ ‬في‭ ‬القتال،‭ ‬فإن‭ ‬الفكرة‭ ‬العامة‭ ‬السائدة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬ستكون‭ ‬دائماً‭ ‬موضع‭ ‬تقدير‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعدات‮»‬،‭ ‬ووجود‭ ‬الروبوتات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بأخطر‭ ‬المهام‭ ‬القتالية‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ينظر‭ ‬الجنود‭ ‬والقادة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الروبوتات‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أعضاء‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬وربما‭ ‬إنشاء‭ ‬روابط‭ ‬عاطفية‭ ‬معها،‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الروبوتات‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المنشود‭.‬

لطالما‭ ‬أظهر‭ ‬البشر‭ ‬نزعة‭ ‬خارقة‭ ‬لإجراء‭ ‬اتصالات‭ ‬عاطفية‭ ‬مع‭ ‬الآلات‭. ‬لأجيال‭ ‬مضت‭ ‬قام‭ ‬أصحاب‭ ‬السيارات‭ ‬بتسمية‭ ‬سياراتهم‭ ‬بأسماء‭ ‬بشرية،‭ ‬كذلك‭ ‬يُطلق‭ ‬أصحاب‭ ‬القوارب‭ ‬أسماء‭ ‬على‭ ‬زوارقهم‭ ‬المائية‭. ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬أجهزتنا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬عناصر‭ ‬الذكاء،‭ ‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تتعزز‭ ‬الروابط‭ ‬العاطفية،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬ينسب‭ ‬البشر‭ ‬للروبوتات‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الديناميكيات‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬عندما‭ ‬يعمل‭ ‬البشر‭ ‬والروبوتات‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬الضغط‭. ‬سيكون‭ ‬للنتائج‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬البشر‭ ‬والروبوتات،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬دور‭ ‬أكبر‭ ‬للآلات‭ ‬المستقلة‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬المستقلة‭ ‬للقيام‭ ‬بوظائف‭ ‬الجيش‭ ‬الصعبة‭ ‬والخطيرة‭ ‬أمراً‭ ‬لا‭ ‬رجوع‭ ‬فيه‭.‬

يتذكر‭ ‬الرقيب‭ (‬تيد‭ ‬بوغوش‭) ‬وهو‭ ‬مدير‭ ‬ورشة‭ ‬الصيانة‭ ‬في‭ ‬معسكر‭ ‬فيكتوري‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬بغداد‭/‬العراق‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬الممطرة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬دخل‭ ‬فني‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الذخائر‭ ‬المتفجرة‭ ‬إلى‭ ‬ورشة‭ ‬الصيانة‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬صندوق‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬بقايا‭ ‬نظيره‭ ‬الروبوت،‭ ‬الذي‭ ‬سماه‭ ‬‮«‬سكوبي‭ ‬دو‮»‬‭. ‬الروبوت‭ (‬سكوبي‭ ‬دو‭)‬،‭ ‬أثناء‭ ‬محاولته‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬عبوة‭ ‬ناسفة،‭ ‬تم‭ ‬تفجيره‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭. ‬يتذكر‭ ‬بوغوش‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬سكوبي‮»‬‭. ‬سجله‭ ‬الحافل‭ ‬يشير‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬روبوتاً‭ ‬رائعاً‭ ‬حقاً‮»‬‭. ‬أبلغ‭ ‬بوغوش‭ ‬الفني‭ ‬أن‭ (‬سكوبي‭ ‬دو‭) ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للإصلاح‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬روبوتاً‭ ‬بديلاً‭ ‬جديداً‭. ‬استاء‭ ‬فني‭ ‬المتفجرات‭ ‬المخضرم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭. ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬روبوتاً‭ ‬جديداً‭. ‬يريد‭ ‬عودة‭ ‬سكوبي‭ ‬دو‭. ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬ميل‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬الى‭ ‬تقسيم‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والروبوت‭ ‬إلى‭ ‬فئتين‭: ‬التفاعل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والتفاعل‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬ويفترض‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬التفاعل‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬علاقات‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفرضية‭ ‬القائلة‭ ‬إن‭ ‬الجنود‭ (‬البشر‭) ‬يشكلون‭ ‬روابط‭ ‬أقوى‭ ‬مع‭ ‬المركبات‭ ‬الأرضية‭ ‬المسيرة‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭.‬

واجهة‭ ‬للحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬

الحوار‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أبسط‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬يستخدم‭ ‬بها‭ ‬البشر‭ ‬اللغة،‭ ‬وهو‭ ‬الطريقة‭ ‬الأكثر‭ ‬طبيعية‭ ‬للأشخاص‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬عوامل‭ ‬مستقلة‭ ‬معقدة‭ ‬مثل‭ ‬الروبوتات‭. ‬ستتطلب‭ ‬البيئات‭ ‬التشغيلية‭ ‬للجيش‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬تقنية‭ ‬تسمح‭ ‬لعوامل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بفهم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الأوامر‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬كأعضاء‭ ‬في‭ ‬الفريق‭. ‬ابتكر‭ ‬باحثون‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬القتالية‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬ومختبر‭ ‬أبحاث‭ ‬الجيش‭ ‬ومعهد‭ ‬التقنيات‭ ‬الإبداعية‭ ‬بجامعة‭ ‬جنوب‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬أبحاث‭ ‬تابع‭ ‬للجامعة‭ ‬ترعاه‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع،‭ ‬نهجاً‭ ‬لتفسير‭ ‬نوايا‭ ‬الجندي‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها‭ ‬بمرونة‭ ‬مستمدة‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬الناطق‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬مثل‭ ‬الروبوتات‭. ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬حالياً‭ ‬المكون‭ ‬الأساسي‭ ‬لمعالجة‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬لتحويل‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجندي‭ ‬والروبوت‭ ‬وأداء‭ ‬مهام‭ ‬مشتركة‭ ‬بسرعات‭ ‬تشغيلية‭ ‬وتسمى‭ ‬واجهة‭ ‬التفاهم‭ ‬والحوار‭ ‬المشترك‭ ‬Joint Understanding and Dialogue Interface،‭ ‬وهو‭ ‬نموذج‭ ‬أولي‭ ‬يتيح‭ ‬تفاعلات‭ ‬محادثة‭ ‬ثنائية‭ ‬الاتجاه‭ ‬بين‭ ‬الجنود‭ ‬والأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬مثل‭ ‬الروبوتات،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة‭ ‬النطاق،‭ ‬مثل‭ ‬كلام‭ ‬الجندي‭ ‬ونظام‭ ‬إدراك‭ ‬الروبوت،‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬التعاوني‭. ‬يدعم‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬أولوية‭ ‬تحديث‭ ‬المركبات‭ ‬القتالية‭ ‬وتقليل‭ ‬عبء‭ ‬الجندي‭ ‬عند‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬مستقلة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬بالقيادة‭ ‬والتحكم‭ ‬اللفظي‭ ‬للأنظمة‭ ‬مثل‭ ‬الروبوتات‭. ‬تُمكن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬الجندي‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكلام‭ ‬ثنائي‭ ‬الاتجاه‭ ‬والحوار‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬التكتيكية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬تعليمات‭ ‬المهام‭ ‬اللفظية‭ ‬للقيادة‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬روبوت‭ ‬متحرك‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تمنح‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الروبوت‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬التوضيح‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬تحديثات‭ ‬الحالة‭ ‬عند‭ ‬اكتمال‭ ‬المهام‭. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬محددة‭ ‬مسبقاً،‭ ‬وربما‭ ‬عفا‭ ‬عليها‭ ‬الزمن،‭ ‬حول‭ ‬مهمة‭ ‬ما،‭ ‬يُمكّن‭ ‬الحوار‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬فهمهم‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬من‭ ‬البشر‭.‬

ويقول‭ ‬الباحث‭ ‬العسكري‭ ‬الدكتور‭ ‬فيليكس‭ ‬جيرفيتس‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬استخدمنا‭ ‬تقنية‭ ‬التصنيف‭ ‬الإحصائي‭ ‬لتمكين‭ ‬محادثة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬باستخدام‭ ‬أحدث‭ ‬تقنيات‭ ‬فهم‭ ‬اللغة‭ ‬الطبيعية‭ ‬وإدارة‭ ‬الحوار‮»‬‭. ‬يمكّن‭ ‬مصنف‭ ‬اللغة‭ ‬الإحصائي‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬من‭ ‬تفسير‭ ‬نية‭ ‬الجندي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إذا‭ ‬تلقى‭ ‬الروبوت‭ ‬أمراً‭ ‬‮«‬بالدوران‭ ‬45‭ ‬درجة‭ ‬وإرسال‭ ‬صورة‮»‬،‭ ‬فيمكنه‭ ‬تفسير‭ ‬التعليمات‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المهمة‭.‬

ستؤدي‭ ‬قدرة‭ ‬واجهة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬منحنى‭ ‬التعلم‭ ‬للجنود‭ ‬الذين‭ ‬سيحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬التحكم‭ ‬أو‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الروبوتات،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬مهمة،‭ ‬مثل‭ ‬الاستكشاف‭ ‬أو‭ ‬توصيل‭ ‬الإمدادات‭ ‬وبالنهاية‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تحويل‭ ‬نموذج‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجندي‭ ‬والروبوت‭ ‬من‭ ‬التشغيل‭ ‬اليدوي‭ ‬للروبوتات‭ ‬باستخدام‭ ‬ذراع‭ ‬التحكم‭ ‬الكامل‭ ‬باليد‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬التفاعل‭ ‬بدون‭ ‬استخدام‭ ‬اليدين‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للجندي‭ ‬أن‭ ‬يتعاون‭ ‬مع‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬الظرفي‭ ‬لمحيطهم‭.‬

ووفقاً‭ ‬للباحثين،‭ ‬يختلف‭ ‬واجهة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬المشترك‭ (‬JUDI‭) ‬عن‭ ‬الأبحاث‭ ‬الحالية‭ ‬المماثلة‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المدني،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬مجموعات‭ ‬بيانات‭ ‬كبيرة‭ ‬ومكلفة‭ ‬لتدريب‭ ‬النظام،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬يتطلب‭ ‬أوامر‭ ‬تدريب‭ ‬أقل‭ ‬للجنود،‭ ‬لأن‭ ‬الكلام‭ ‬هو‭ ‬واجهة‭ ‬طبيعية‭ ‬وبديهية‭ ‬للبشر‭ ‬ووقت‭ ‬أقل‭ ‬للتشغيل‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الجديدة‭. ‬الفرق‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أنظمة‭ ‬الحوار‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تدريبها‭ ‬عادةً‭ ‬على‭ ‬مهمة‭ ‬البحث‭ ‬والإنقاذ‭ ‬تم‭ ‬تصميمها‭ ‬لتقليد‭ ‬أسلوب‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجندي‭ ‬والروبوت‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تكتيكية‭ ‬مستقبلية‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬واجهة‭ ‬كلام‭ ‬طبيعية‭ ‬لهذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬المعقدة،‭ ‬يمكن‭ ‬للباحثين‭ ‬دعم‭ ‬التشغيل‭ ‬بدون‭ ‬استخدام‭ ‬اليدين‭ ‬لتحسين‭ ‬الوعي‭ ‬بالموقف‭ ‬ومنح‭ ‬الجنود‭ ‬الميزة‭ ‬الحاسمة،‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬مهماً‭ ‬وفريداً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يتيح‭ ‬حواراً‭ ‬متبادلاً‭ ‬بين‭ ‬الجنود‭ ‬والأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬مثل‭ ‬الروبوتات،‭ ‬كما‭ ‬يسمح‭ ‬نهج‭ ‬التصنيف‭ ‬بتحسين‭ ‬الشفافية‭ ‬وإمكانية‭ ‬شرح‭ ‬أداء‭ ‬النظام‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحليل‭ ‬سبب‭ ‬إنتاج‭ ‬النظام‭ ‬لسلوك‭ ‬معين،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للتطبيقات‭ ‬العسكرية،‭ ‬حيث‭ ‬تتطلب‭ ‬المخاوف‭ ‬الأخلاقية‭ ‬قدراً‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬للروبوتات‭. ‬ومع‭ ‬البيئة‭ ‬التكتيكية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬فرقاً‭ ‬مختلطة‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬والروبوتات،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬تحولي‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭. ‬يؤمن‭ ‬الباحثون‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬دراسة‭ ‬الروبوتات‭ ‬المصممة‭ ‬لغرض‭ ‬معين‭ ‬وتطويرها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مهماتها‭ ‬الخاصة‭. ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬الروبوتات‭ ‬أبداً‭ ‬محل‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬قراراتها‭ ‬محل‭ ‬قرارات‭ ‬الجنود‭. ‬وأن‭ ‬الروبوتات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬بها‭ ‬البشر‭ ‬وألا‭ ‬تُمنح‭ ‬مطلقاً‭ ‬استقلالية‭ ‬كاملة‭.‬

‮»‬‭ ‬العقيد‭ ‬المتقاعد‭ ‬المهندس‭ ‬خالد‭ ‬العنانزة (مستشار‭ ‬ومدرب‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية)

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض