تُعد صناعات الدفاع السويدية من بين القطاعات الحيوية التي تلعب دوراً فعّالاً في الحفاظ على سيادة البلاد وتحقيق الاستقرار الوطني، حيث يتميز القطاع الدفاعي السويدي، وبشكل خاص، في مجال الدفاع الجوي وصناعة المقاتلات الحربية، بالتزامه العالي بالتطور التكنولوجي والابتكار. وتبرز شركة ساب (Saab) العالمية الشهيرة كشريك رئيسي في تحقيق هذا النجاح ولها دور بارز في تعزيز القدرات الدفاعية السويدية.
وتعتبر شركة «ساب» من الرواد في مجال تطوير وتصنيع المقاتلات الحربية، وتتمتع بسمعة قوية على الصعيد العالمي، حيث تعتمد المقاتلات التي تنتجها على تقنيات حديثة وابتكارات متقدمة، مما يجعلها قادرة على التكيف مع أحدث التحديات الجوية.
Gripen E.. تصميم فريد ومميزات نوعية
وفي هذا السياق، تبرز المقاتلة الشهيرة Gripen E وتتخذ مكانة الصدارة والتميز، إذ إن مهامها المتعددة وتصميمها الفريد ومميزاتها النوعية، تجعل من هذه الطائرة الحربية واحدة من النماذج الرائدة والحديثة في تكنولوجيا الطائرات الحربية التي تلبي احتياجات الدفاع الوطني والتحديات الجوية المعاصرة بشكل فعال.
ولا تُمثل طائرة الجيل الحديث السويدية هذه قفزة هائلة في القدرات التكنولوجية فحسب، بل تعتبر تجسيداً لمبادئ التنوع والكفاءة والقابلية للتكيف، حيث وصفتها العديد من التقارير الدفاعية المتخصصة بأنها أفضل بديل للعديد من المقاتلات الشبحية المتطورة حول العالم.
وتحتوي طائرة Gripen E على أنظمة طيران متقدمة تعمل بتكامل سلس مع مجموعة حساسات معقدة ورادارAESA (مصفوفة الأقمار الاصطناعية الإلكترونية النشطة) الحديث، الذي يوفر وعياً تكتيكياً متقدماً، وقدرات تتبع محسَّنة للأهداف، مما يتيح للطائرة التتبع والتفاعل مع عدة أهداف بدقة هائلة، وهي قدرة حيوية في المواجهات الديناميكية والمعقدة للمعارك الجوية الحديثة.
وصممت مجموعة الحرب الإلكترونية (EW) لهذه المقاتلة لمواجهة التهديدات الرادارية والأشعة تحت الحمراء على حد سواء.
قوة قتالية هائلة
وتعتبر التدابير الإلكترونية الخاصة بمكافحة التهديدات وأنظمة الحماية الذاتية للطائرة، دليلاً على التزام شركة «ساب» بضمان أمان الطيار والطائرة في البيئات المعادية. ففي عصر تزداد فيه أهمية قدرات الحرب الإلكترونية، تبرز Gripen E كقوة قتالية هائلة.
وتتميز هذه الطائرة بتصميم مرن قابل للتكييف والتخصيص، مما يسمح بإضافة التقنيات والترقيات الجديدة بسلاسة، وهي ميزة استراتيجية تمكن الطائرة من التطور لمواكبة التهديدات سريعة التغير. علاوة على ذلك، تعتبر قدرة Gripen E على استيعاب أنظمة الأسلحة الجديدة والحساسات وتحديثات البرمجيات بسرعة ميزة تجعلها استثماراً جيداً للقوات الجوية في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بالأداء، تأتي هذه الطائرة مدعومة بمحرك General Electric F414G، وتتميز بسرعة ورشاقة ومدى عاليين، كما تعزز قدرتها على الإقلاع والهبوط باستخدام مدرجات قصيرة مرونتها الاستراتيجية، وإمكانية نشرها في مجموعة متنوعة من السيناريوهات في الدول ذات التضاريس الجغرافية والمتطلبات التشغيلية المتنوعة.
الكفاءة العالية والتكلفة الفعالة
في عصر يتميز بالقيود المالية، تُعَدُّ التكلفة الفعَّالة من العوامل الرئيسية لكثير من الدول عند اختيار طائرة حربية لسلاحها الجوي، وتتعامل سلسلة طائرات Gripen E مع هذا الأمر عن طريق تقديم تكلفة تشغيلية تنافسية دون التأثير سلباً على قدراتها.
كما أن استمرار سلسلة طائرات Gripen E في جذب الانتباه على المسرح العالمي، يُبرز أهمية الابتكار والقدرة على التكيف في عالم المنافسة الشديدة لطائرات القتال. فالتزام شركة «ساب» بدفع حدود التكنولوجيا وتركيزها على تلبية احتياجات القدرات الجوية في جميع أنحاء العالم يجعل هذه السلسلة لاعباً قوياً في ساحة القتال الجوي في القرن الحادي والعشرين، وذلك بفضل قدراتها المتقدمة وتصميمها القابل للتعديل وكفاءتها العالية.
ويعزز نهج شركة «ساب» تجاه التعاون الدولي ونقل التكنولوجيا جاذبية سلسلة طائرات Gripen E، حيث تشارك الشركة السويدية بنشاط في الدخول بشراكات مع عملائها من مختلف دول العالم، معززة بذلك بيئة التعاون التي تسمح بتبادل التكنولوجيا والخبرات، مما يقوي الروابط الدبلوماسية ويمكِّن الدول الشريكة من بناء صناعاتها الجوية والحفاظ على استدامتها.
السيطرة على ساحة المعركة
الهدف من هذه المقاتلة الحديثة هو تأمين المجال الجوي وتنفيذ المهام ضد التهديدات المعقدة، في إطار واسع من مختلف السيناريوهات، فالقتال في ميدان المعركة الحديث يتطلب المثابرة والتقدم على الخصوم، لذلك تم تصميم Gripen E بحلول تقنية ذكية وقابلية التكيف لتكون قادرة على السيطرة على ساحة المعركة لعقود قادمة.
زُودت Gripen E بشبكات صامتة تتميز بالدمج الكامل للمستشعرات عبر وحدة جوية تكتيكية، تربك الخصوم والأعداء، فعندما تكون احدى الطائرات نشطة، تنتقل الأخرى إلى الوضع السلبي، ويحصل الفريق معاً على الفرصة لإطلاق الصاروخ الأول وتدمير العدو.
التعاون بين الإنسان والآلة
صممت Gripen E لتكون امتداداً لعقل وجسم الطيار، وذلك من خلال تقنية التعاون المتقدمة بين الإنسان والآلة (HMC) والتي تمكن الإنسان والآلة من العمل معاً بسلاسة لتنفيذ المهمة.
وتأتي هذه الطائرة بذكاء اصطناعي فائق القدرة، وتصميم متطور لقمرة القيادة يتميز بشاشة عرض واسعة (WAD)، تسهل عملية اتخاذ القرارات للطيار وتوفر المساعدة الحيوية في المهام المعقدة، وذلك من خلال تقديم المعلومات بطريقة سهلة الاستخدام، مما يدعم قدرة الطيار على اختيار وإطلاق وتوجيه الأسلحة بتنسيق مثالي مع أعضاء الوحدة الجوية التكتيكية الآخرين.
الوعي الظرفي
يحتاج طيارو الطائرات الحربية إلى وعي ظرفي عالٍ، لكي يكونوا قادرين على رؤية الأهداف واستيعاب الموقف والتصرف أولاً، للحفاظ على أفضليتهم في القتال، فكثيراً ما يحدد هذا الأمر نجاح المهمة أو فشلها، لذلك تجمع حساسات Gripen E البيانات عبر المجالات المختلفة على مستوى غير مسبوق.
ومن ثم يتم تحليل المعلومات بسرعة ومشاركتها في الوقت الفعلي مع الطيار، مما يمكنه من اتخاذ قرارات حاسمة بسرعة، ليضمن التفوق التكتيكي.
الحرب الإلكترونية
تمتلك الطائرة Gripen القدرة على اختراق مناطق العدو وتعطيل قدرته الإلكترونية في ساحة المعركة المعقدة، حيث يجمع نظام الحرب الإلكترونية المتكامل الحديث للطائرة مجموعة من التدابير الهجومية والدفاعية لتعطيل قدرات العدو وحماية نفسها في آن واحد.
وتقوم Gripen بتحليل الإشارات في الوقت الفعلي وإدارة التدابير الوقائية، للتغلب على أي منافس.
القدرات الهجومية
تتميز Gripen E بـ10 نقاط صلبة لتثبيت الأسلحة، وتقدم أفضل الأسلحة والحوامل من جميع أنحاء العالم، كما تتمتع بسهولة فائقة في تكامل وحدات التخزين.
كما يمكن لـ Gripen E تنفيذ مهام هجومية جو – جو، جو – أرض، والاستطلاع، وتحقق الهيمنة الجوية باستخدام ما يصل إلى 7 صواريخ Meteor جو-جو للمدى البصري البعيد وصاروخي IRIS-T للمدى البصري القريب، بالإضافة إلى قدرتها على استخدام القدرات الهجومية والدفاعية في آن واحد، واكتشاف واستهداف وقمع أو تدمير الأهداف المرصودة بفعالية.
وتم تصميم Gripen E للعمل داخل قبة منطقة منع الوصول (A2AD) الخاصة بالعدو، أي المنطقة والمجال الجوي الذي تغطيه أنظمة الدفاع الجوي الأرضية للعدو بكثافة، حيث تقدم في هذا السياق أداءً أفضل من الطائرات الشبحية.
أقصى جاهزية
صممت Gripen E منذ البداية لتسهيل الصيانة وضمان كفاءة أعلى من منافسيها، حيث يمكن لها العمل في مناخات قاسية والإقلاع والهبوط على مدرجات قصيرة وغير مهيأة.
ويمكن لطاقم أرضي محدود العدد والمعدات أن يعيد تعبئة وقود وأسلحة هذه الطائرة لمهمة جو-جو في أقل من 20 دقيقة، مما يضمن إعادة الاشتباك السريعة.
ومع انخفاض متطلبات صيانتها لكل ساعة طيران، تقضي Gripen E وقتاً أقل على الأرض ووقتاً أكبر في الجو.
التشغيل المتكامل
تمتلك Gripen E القدرة على العمل مع القوات المتحالفة في الجو وعلى الأرض وفي البحر، حيث تجعل سهولة تكامل الأسلحة، واستخدام أنظمة الاتصال المشتركة، وشبكات ربط البيانات من هذه الطائرة خياراً ذكياً للعمليات المشتركة.
طائرة Gripen Maritime البحرية
تعد هذه الطائرة جزءاً من سلسلة Gripen E- series، وهي مصممة خصيصاً للعمل من على متن حاملات الطائرات.
حجم Gripen Maritime وقدرتها على التحليق والمناورة على سطح الحاملة يجعلانها مقاتلة بسيطة وقوية فيما يتعلق بجميع العمليات التي تنفذها، كما من شأن بصمتها اللوجستية الصغيرة والمساحة التخزينية الصغيرة لقطع الغيار أن تجعلها أكثر قابلية للصيانة وتتطلب عدداً أقل بكثير من الأفراد مقارنة بالمقاتلات الحالية.
محرك بحري
وتلبي Gripen Maritime أو تتجاوز جميع الاحتياجات التشغيلية للدول العاملة بمقاتلات بحرية حول العالم، حيث يمكن للمقاتلة العمل في الرطوبة العالية وهي مصممة لتحمل التأثير التآكلي لمياه البحر المالحة، كما أن المحرك GE 414G مصمم بالكامل للعمليات على متن حاملات الطائرات.
هبوط مستقر على سطح الحاملة
وتمنح السيطرة السريعة على الاندفاع والميل بالإضافة إلى التحكم الدقيق في المسار الهبوطي، طيارGripen Maritime منصة مثالية لهبوط آمن ومستقر على سطح الحاملة.
إنفوجرافيك
إعداد: إكرام بندلة (باحثة متخصصة في الشؤون العسكرية)