يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، حيث يتم تشخيص إصابة امرأة واحدة على مستوى العالم بسرطان الثدي كل 15 ثانية، وتتوفى كل 50 ثانية إحدى النساء في العالم بسببه، وينتج سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني والبيئة المحيطة الذي يؤدي إلى نمو خلايا الثدي بطريقة غير طبيعية وبشكل خارج عن السيطرة لتشكل أوراماً من الممكن أن تنمو وتغزو أجزاء أخرى من الجسم وتدمرها.
الأسباب وعومل الخطورة
أسباب سرطان الثدي غير معروفة، لكن هناك مجموعة من العوامل المترابطة، التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث تساهم العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، وطريقة اختيار نمط الحياة في حدوثه، وتشمل هذه العوامل:
الجنس: يعد نوع الجنس (الإناث) أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، فالنساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة، وتحدث 99 % تقريباً من حالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، بينما تبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال 0.5-1 %
العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بين الإناث مع التقدم في العمر وخصوصاً فوق سن الخمسين، أما معظم الرجال المصابين بسرطان الثدي فهم ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً.
الطفرات الجينية: حيث إن التغيرات في الحمض النووي لجينات سرطان الثدي BRCA1 وBRCA2 قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
التاريخ المرضي للعائلة: إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى (الأم، الأخت، البنت) مصاباً بسرطان الثدي فإنَّ احتمالية الإصابة تزداد.
التاريخ المرضي الشخصي: كالإصابة ببعض أمراض الثدي غير السرطانية مثل فرط التنسج اللانمطي للثدي أو الإصابة بالسرطان في أحد الثديَّين.
التاريخ الإنجابي: عدم الحمل مطلقاً او إنجاب الطفل الأول في سن متأخرة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
بدء الحيض في سنٍّ مبكرة: يزيد بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 سنة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
بدء انقطاع الطمث في سن متأخرة: حيث يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللاتي يعانين انقطاع الحيض في وقت متأخر عن متوسط العمر بعد سن 55.
كثافة الثدي: يزداد خطر الإصابة بهذا المرض بين النساء اللاتي لديهن أنسجة ثدي من الدهون أكثر.
العلاج باستخدام الهورمونات البديلة أو بالعلاج الإشعاعي او استخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
أنماط الحياة غير الصحية: والتي تشمل زيادة الوزن أو السمنة، قلة النشاط الرياضي، الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية وشرب الكحوليات والتدخين.
الأعراض والعلامات
على الرغم من أن معظم التغيرات التي تطرأ على الثدي ليست سرطانية، ولكن من المهم الحرص على الكشف عنها، وذلك لأنه في معظم الحالات قد لا يظهر سرطان الثدي أي أعراض في مراحله المبكرة، وإنما تظهر الأعراض عندما يكبر وينمو، وتشمل هذه الأعراض والعلامات ما يلي:
ظهور تورم أو كتل بالثدي دون ألم في أغلب الأحيان.
تغير في شكل أو مظهر أو حجم الثدي.
تغييرات في الجلد مثل التجاعيد أو التنقير أو كأن يبدو الجلد كسطح قشر البرتقال.
تغير لون الثدي، فقد يبدو أحمر اللون أو ملتهباً.
تغير في مظهر الحلمة (تفلطُح الحلمة أو انقلابها إلى الداخل) أو تغيرات في الجلد المحاط بها كظهور طفح جلدي أو تقشر الجلد.
خروج سائل دموي أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
وقد ينتشر سرطان الثدي إلى أماكن أخرى في الجسم، ويؤدي إلى أعراض أخرى، وكثيراً ما يكون الموضع الأول الأكثر شيوعاً للانتشار هو العقد الليمفاوية تحت الذراع، ومع مرور الوقت قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى، منها الرئتان والكبد والدماغ والعظام، وبمجرد وصولها إلى هذه الأماكن قد تظهر أعراض جديدة متصلة بالسرطان مثل ألم العظام أو الصداع.
التشخيص والعلاج
يتم تشخيص سرطان الثدي عن طريق مجموعة من الاختبارات تشمل:
فحص الثدي الإكلينيكي من قبل الطبيب المختص لكلا الثديين والعقد اللمفاوية.
التصوير بالأشعة السينية أو الماموغرام في حالة اكتشاف وجود تكتلات غير طبيعية في الفحص الاكلينيكي.
الأشعة بالموجات فوق الصوتية وذلك لتحديد ما إذا كان الورم على هيئة كتلة صلبة أو تكيس ممتلئ بالسائل.
استخراج عينة من خلايا الثدي للاختبار (خزعة) وذلك لتحديد إذا ما كانت الخلايا سرطانية أم لا، وتقييم مرحلة تطور السرطان.
تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (MRI) يستخدم لإنشاء صور من داخل الثدي.
يعتمد علاج سرطان الثدي على الشخص ونوع السرطان وانتشاره وقد يجمع بين ما يلي:
الجراحة لإزالة ورم الثدي والغدد اللمفاوية أو استئصال الثدي بأكمله.
العلاج الإشعاعي لتقليل خطر التكرار في الثدي والأنسجة المحيطة به.
الأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بما في ذلك العلاجات الهورمونية أو العلاج الكيميائي أو العلاجات البيولوجية الموجهة.
الوقاية
الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
الكشف المبكر يساعد على اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، حيث تزداد فرص نجاح العلاج وزيادة معدل الشفاء إلى أكثر من 95 %، وخفض معدل الوفيات بنسبة قد تصل إلى 30 % ويشمل:
الفحص الذاتي للثدي والذي يجب القيام به بشكل شهري من عمر 20 سنة في اليوم السادس إلى العاشر من بدء الدورة الشهرية.
الفحص السريري عن طريق الطبيب المختص والذي يتم بشكل سنوي من عمر 40 سنة فما فوق، وكل 3 سنوات من عمر 20 سنة فما فوق.
فحص الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام) كل سنتين ابتداء من عمر 40 سنة.
إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة والتي قد تساعد على التقليل من خطورة الإصابة وتشمل:
اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالألياف، كما يجب تجنب الدهون والأطعمة المصنعة أو والإفراط في تناول اللحوم الحمراء.
الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية.
الحفاظ على وزن صحي.
التقليل من استخدام حبوب منع الحمل أو العلاجات الهورمونية.
إعداد: الدكتورة بدرية الحرمي، استشاري الصحة العامة ـــــ جمعية الإمارات للصحة العامة