مع حلول فصل الشتاء، وما يصاحبه من أجواء باردة وليال ممطرة، يستمتع الكثيرون بهذه الأجواء الرائعة، لكن بالنسبة للبعض يصبح الحفاظ على الصحة تحدياً في هذه الأشهر الباردة، حيث تنخفض درجات الحرارة وتزداد التجمعات في الأماكن المغلقة، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروسات والبكتيريا وخاصة بين هذه الفئات:
الرضع والأطفال دون سن 5 سنوات وكبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً، إلى جانب النساء الحوامل الذين يعانون تغيرات في مناعتهم.
الأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي، القلب، والسكري، وأيضاً الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة مثل مرضى السرطان والإيدز.
الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مزدحمة أو ظروف غير صحية.
العاملون في مجال الرعاية الصحية.
ومن أبرز المشاكل الصحية المرتبطة بموسم الشتاء:
نزلات البرد: التي تنتقل بسهولة من شخص لآخر عبر الرذاذ الناتج عن السعال والعطس أو عبر ملامسة الأسطح الملوثة، وتشمل الأعراض: السعال، الاحتقان، سيلان الأنف، وآلام الحلق.
الإنفلونزا: وهي عدوى فيروسية تنتشر بسرعة عن طريق الهواء عند السعال والعطس، أو عبر ملامسة الأسطح الملوثة، أعراضها تشمل: الحمى، السعال الجاف، آلام العضلات، والتعب الشديد.
التهاب الحلق البكتيري: ومن أعراضها: ألم في الحلق، صعوبة في البلع، وارتفاع درجة الحرارة.
التهاب الشعب الهوائية: يحدث غالباً بسبب الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب المجاري التنفسية، ويمكن أن تتفاقم الحالة عند المدخنين أو الأشخاص الذين يعانون أمراضاً رئوية مزمنة وتسبب السعال المستمر وضيق التنفس.
الالتهاب الرئوي: يعد الشتاء من الفصول التي تزداد فيها حالات الالتهاب الرئوي، سواء كان بكتيرياً أو فيروسياً، وينتج عنه أعراض مثل الحمى، صعوبة التنفس، وآلام الصدر.
التهاب الأذن الوسطى: يحدث عادة بسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تنتقل من الجهاز التنفسي العلوي إلى الأذن الوسطى، مما يسبب ألم شديداً في الأذن، فقدان السمع المؤقت، حمى، وإفرازات من الأذن.
ولكي نستمتع بأجمل شتاء، يجب علينا الاستعداد له بطريقة صحية وسليمة واتباع النصائح التالية:
الاهتمام بالتغذية المتوازنة: من الضروري تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تعزز المناعة مثل الفواكه، الخضروات، المكسرات، والحبوب الكاملة، فيُنصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين “ج” مثل البرتقال، الليمون، والفراولة، وكذلك الخضروات مثل الفلفل الأحمر، السبانخ، والبروكلي. كما يُوصى بتناول مصادر فيتامين “د” مثل الأسماك الدهنية، والحليب المدعم. هذا بالإضافة إلى الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والشاي الأخضر، والأطعمة التي تحتوي على البروتين والألياف مثل البقوليات واللحوم الخالية من الدهون. كما يُفضل التقليل من تناول السكريات والدهون المشبعة التي قد تؤثر سلباً على الجهاز المناعي والصحة العامة.
شرب كميات كافية من الماء: حيث من السهل إهمال شرب الماء عندما يصبح الطقس أكثر برودة، إذ يعتقد بعض الاشخاص أن الجسم لا يحتاج إلى المزيد من الماء، ولكن في الحقيقة أن الترطيب لا يقل أهمية في الشتاء عن الصيف، فالجفاف يمكن أن يؤثر سلباً على البشرة، لذا يجب شرب الماء بكميات كافية وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكريات، لأنها تضعف أداء جهاز المناعة وتتسبب في الجفاف وزيادة الوزن.
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة الرياضة على رفع مستوى نشاط الجسم، تحسين الدورة الدموية، وتعزيز المناعة، لذلك من المهم الاستمرار في ممارسة الرياضة وعدم الاستسلام لخمول الشتاء. ويمكن القيام ببعض التمارين مثل المشي، والجري، وركوب الدراجات مع التأكد من ارتداء ملابس دافئة للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وفي حال كان الطقس شديد البرودة، يمكن ممارسة التمارين داخل المنزل للحفاظ على النشاط البدني وتحقيق فوائده الصحية.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: من الضروري الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم يومياً لدعم جهاز المناعة والتقليل من احتمالية الإصابة بالأمراض. هذا بالإضافة الى تجنب تناول الكافيين، ممارسة الرياضة، أو تناول الطعام مباشرة قبل الذهاب إلى الفراش، حيث تؤثر هذه العوامل سلباً على جودة النوم.
الوقاية من العدوى: وذلك عن طريق اتباع الإجراءات الوقائية للحد من الإصابة بالأمراض المعدية والتقليل من مضاعفاتها مثل: الحصول على اللقاحات اللازمة كلقاح الإنفلونزا ولقاح المكورات الرئوية، البقاء في المنزل في حال ظهور أية اعراض مرضية واستشارة الطبيب في حال تفاقم هذه الأعراض، غسل اليدين بانتظام واستخدام المعقمات، تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس، تعقيم الأسطح الملوثة، تقليل التواجد في الأماكن المزدحمة والمحافظة على التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين وعدم مشاركة الأدوات الشخصية.
ارتداء الملابس المناسبة: إن ارتداء طبقات من الملابس يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم خلال فصل الشتاء، ويُفضل استخدام الملابس المصنوعة من الأقمشة التي تحتفظ بالحرارة مثل الصوف، والابتعاد عن الأقمشة التي لا تمتص الرطوبة مع التأكد من تغطية الأجزاء المعرضة للبرد مثل اليدين والقدمين.
الحفاظ على صحة البشرة: قد تتعرض البشرة في فصل الشتاء للجفاف نتيجة الهواء البارد وقلة تناول الماء، لذلك من المهم العناية بصحة البشرة وسلامتها من خلال استخدام المرطبات والواقيات الشمسية، وتجنب الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة.
التقليل من التعرض لدخان الأخشاب والفحم: حيث يؤثر استنشاق الدخان بشكل سلبي على الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية، كما أنه يزيد من خطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون القاتل خصوصاً عند إشعال الحطب في الأماكن المغلقة، لذا من الضروري إبقاء الشوايات ومواقد المخيم خارج المنزل والتأكد من أن جميع السخانات والمدافئ تعمل بكفاءة.
تعزيز الصحة النفسية: يؤثر التوتر سلباً على الصحة العامة، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض، كما أن الطقس البارد وقلة الضوء الطبيعي إلى جانب العزلة الاجتماعية قد تسهم في الإصابة بالاكتئاب الموسمي، لذلك من المهم ممارسة الأنشطة التي تساعد على تقليل الضغط النفسي مثل القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، أو قضاء الوقت مع العائلة.
إعداد: الدكتورة بدرية الحرمي – استشاري الصحة العامة – جمعية الإمارات للصحة العامة