تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً في الابتكار وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، حيث تتبنى رؤية طموحة لتكون في صدارة الدول الرائدة في مختلف المجالات، ويأتي قطاع الفضاء والتكنولوجيا السيبرانية بمجموعة «ايدج» كأحد المحاور الرئيسية لتحقيق هذه الرؤية من خلال بناء قدرات متطورة تسهم في تعزيز السيادة التكنولوجية للدولة ومواكبة التحديات المستقبلية.
وللتعرف عن قرب إلى أهم الأنشطة والخطط المستقبلية التي تقدمها مجموعة «ايدج» عبر قطاع الفضاء والتكنولوجيا السيبرانية، لتعزيز قدرات دولة الإمارات في هذا المجال، التقت مجلة «الجندي» السيد وليد المسماري، رئيس قطاع الفضاء والتكنولوجيا السيبرانية في مجموعة «ايدج»، وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن مسيرتك المهنية وكيف شكلت دورك كرئيس لقطاع تقنيات الفضاء والأمن السيبراني في مجموعة «ايدج»
تركزت مسيرتي المهنية على تعزيز الابتكار وتطوير الأنظمة التي تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة الإمارات. وقد أكسبتني خبراتي السابقة رؤى قيمة حول الإمكانيات التحويلية للتكنولوجيا، بينما ينصب اهتمامي الحالي على تطبيق هذه الرؤى لتعزيز طموح دولة الإمارات في أن تصبح رائدة عالمياً في التقنيات المتقدمة.
بصفتي رئيساً لقطاع تقنيات الفضاء والأمن السيبراني في مجموعة «ايدج»، أتحمل مسؤولية صياغة استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الابتكار وبناء قدرات حيوية تعزز السيادة التكنولوجية لدولة الإمارات. ويشمل ذلك قيادة شركات رئيسية مثل: «كاتم»، «أوريكس لابز»، «بيكن رد»، «هاي لاندر»، و«فضاء»، بهدف تقديم حلول مبتكرة تواجه تحديات المستقبل وتُرسّخ مكانة دولة الإمارات كقائد في استكشاف الفضاء، والاتصالات التكتيكية، والأمن السيبراني، والمرونة الرقمية.
كيف تسهم كل من «فضاء» و«كاتم» و«أوريكس لابز» و«هاي لاندر» و«بيكن رد» في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لقطاع تقنيات الفضاء والأمن السيبراني في مجموعة «ايدج»؟
تلعب كل جهة ضمن قطاع تقنيات الفضاء والأمن السيبراني دوراً فريداً ومتكاملاً في دفع الأهداف الاستراتيجية لمجموعة «ايدج» وتعزيز رؤية دولة الإمارات الأوسع. كما تُشكل هذه الشركات معاً نظاماً متكاملاً يقدم حلولاً متطورة متعددة المجالات.
«فضاء»: تقود طموحات دولة الإمارات في قطاع الفضاء من خلال تطوير أنظمة فرعية متقدمة للأقمار الصناعية وتقنيات مراقبة الأرض، مما يعزز الابتكار والتنافسية العالمية.
«كاتم»: تقدم حلول اتصالات آمنة شاملة، تحمي المعلومات الحساسة للحكومات والصناعات والمنظمات التي تحتاج إلى اتصالات موثوقة ومقاومة للتهديدات.
«أوريكس لابز»: تُعزّز الأمن السيبراني بحلول قابلة للتطوير ومتكاملة لمواجهة التهديدات وتعزيز الوعي الظرفي وحماية البنية التحتية الحيوية عبر مختلف المجالات.
«هاي لاندر»: تقدم حلولاً فعالة في إدارة الحركة الجوية المُسيرة، مما يعزز قدرات الطائرات المُسيرة، التحكم الذكي في المجال الجوي، والتنسيق السلس لأسراب الطائرات المسيرة باستخدام نظام خالٍ من الأجهزة.
«بيكن رد»: تُزود المنظمات بأدوات متخصصة، وتدريبات، وخدمات استشارية لمواجهة التحديات المعقدة، معززة بمعارف ومهارات الأفراد لدعم الأمن الوطني والجاهزية العملياتية.
عبر دمج جميع الخبرات والقدرات، تسهم هذه الشركات في تحقيق مهمة مجموعة «ايدج» لتقديم حلول ثورية تعزز السيادة التكنولوجية وتضع دولة الإمارات في طليعة الابتكار والمرونة.
كيف تتماشى هذه الشركات مع رؤية دولة الإمارات وتساهم في تحقيق طموحها بأن تكون رائدة عالمياً في حلول تقنيات الفضاء والأمن السيبراني؟
تُمثل هذه الشركات جزءاً أساسياً من رؤية دولة الإمارات لتكون رائدة عالمياً في التقنيات المتقدمة، من خلال حلولها الرائدة وتطوير المواهب المحلية وبناء مهارات القدرات البشرية. على سبيل المثال، بعد أربعة أشهر فقط من إطلاقها، بدأت «فضاء» بتأسيس شبكة قوية من المواهب الإماراتية المتخصصة في تصميم الأجهزة الفضائية، والأنظمة الفرعية للأقمار الصناعية، والخبرات التشغيلية. تضمن هذه المبادرة أن يكون قطاع الفضاء في دولة الإمارات مدعوماً بمواهب محلية، مما يعزز الاستدامة على المدى الطويل ويتماشى مع الأهداف الوطنية لتعزيز الابتكار والسيادة التكنولوجية.
يركز القطاع على تطوير قدرات سيادية تضمن لدولة الإمارات تصميم وتسليم تقنيات متقدمة بشكل مستقل مع دعم النمو القائم على التصدير. ومن خلال المبادرات الاستراتيجية، تسهم هذه الشركات في بناء نظام قوي يعزز مرونة وقدرات الدولة التنافسية على الساحة العالمية.
عبر إعطاء الأولوية لتطوير المواهب والابتكار والمواءمة مع الأولويات الوطنية، يلعب قطاع تقنيات الفضاء والأمن السيبراني دوراً حيوياً في تحقيق طموحات دولة الإمارات في تطوير القدرات المحلية والتفوق في الأسواق العالمية.
ما رؤيتكم لشركة «فضاء» وتطورها والدور الذي تسعى للعبه في تعزيز الطموحات الاستراتيجية لدولة الإمارات؟
تطمح «فضاء» إلى أن تكون حجر الأساس لطموحات دولة الإمارات في مجال تعزيز تقنيات الفضاء من خلال بناء نظام فضائي مستدام وقائم على الاكتفاء الذاتي. ومن خلال التركيز على تطوير أنظمة الأقمار الصناعية المتقدمة وقدرات مراقبة الأرض، تهدف «فضاء» إلى مواجهة التحديات الوطنية والعالمية مثل التغير المناخي وإدارة الكوارث.
فضلاً عن ذلك، تركز جهود الشركة على تنمية المواهب المحلية وتعزيز الخبرات الهندسية والتقنية، مما يمكن القوى العاملة الإماراتية من قيادة قطاع الفضاء في الدولة. بالتوازي، تعزز «فضاء» التعاون مع الشركات الصغيرة والمتوسطة وشركاء القطاع الخاص لتعزيز الابتكار ومكانة دولة الإمارات في قطاع الفضاء العالمي.
كيف تُعزز شركة «كاتم» مشهد التكنولوجيا السيبرانية في دولة الإمارات، وخاصة في البيئات الحساسة؟
تلعب «كاتم» دوراً حيوياً في تعزيز مشهد التكنولوجيا السيبرانية في دولة الإمارات، لا سيما في البيئات الحساسة مثل الحكومة، وقطاع الدفاع، والصناعات الحيوية. كما توفر حلول «كاتم» المبتكرة، بما في ذلك هاتف «كاتم» X3M فائق الأمان، أجهزة مقاومة للعبث، وتشفيراً مخصصاً، وأماناً شاملاً لحماية المعلومات الحساسة في أصعب الظروف.
من جهة مماثلة، تقدم «كاتم» مشفرات شبكية مثل «كاتم جيتواي» التي توفر قدرات متقدمة للاتصالات الآمنة للمنظمات التي تدير كميات كبيرة من البيانات الحساسة، مما يضمن تبادل المعلومات بسلاسة وأمان عبر الشبكات. هذه المشفرات، إلى جانب حلول مثل التشفير الكمي المستقبلي والتشفير المستند إلى شبكات المعروفة ب VPN ، حيث تعالج التعقيدات المتزايدة للتهديدات السيبرانية الحديثة.
إضافة إلى ما سبق، طورت شركة «كاتم» نظام «مودم» متقدم للأقمار الصناعية باستخدام بنية الراديو المعرف بالبرمجيات الحديثة (SDR). ولا يقتصر دور هذا المودم على نقل البيانات فقط، بل يُعد رمزاً للحماية الإلكترونية المتقدمة وأعلى معايير أمان الاتصالات.
من خلال تقديم بنية تحتية متينة وحلول أمان اتصالات عالية الكفاءة، تعزز شركة «كاتم» مرونة دولة الإمارات السيبرانية وريادتها في حلول الاتصالات الآمنة المتقدمة.
ما أبرز مساهمات «أوريكس لابز» في تعزيز مرونة التكنولوجيا السيبرانية في دولة الإمارات؟
قدمت شركة «أوريكس لابز» مساهمات كبيرة في تعزيز مرونة التكنولوجيا السيبرانية في دولة الإمارات من خلال توفير حلول مبتكرة ومبادرات استراتيجية، وتشمل أدواتها المتقدمة كل من” Discovery “ ، و”DNS Firewall” ، وأداة الامتثال “”Cyber360، التي تهدف لمواجهة تحديات أساسية مثل تحديد الثغرات، والامتثال التنظيمي، وحماية البنية التحتية.
يذكر أن هذه الجهود قد حازت العديد من الجوائز في حفل «التميز في الأمن السيبراني 2024».
وبالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني الإماراتي، طورت «أوريكس لابز» تقرير «حالة الدولة: مجلس التعاون الخليجي»، الذي يوفر رؤى قيّمة حول الاتجاهات والمخاطر السيبرانية الإقليمية.
وبدورها تعزز هذه المبادرات، إلى جانب الشراكات التي عرضت في «جيتكس جلوبال 2024»، مكانة «أوريكس لابز» كقائدة في مواجهة التهديدات الناشئة وتعزيز المرونة على حد سواء.
كيف تساهم الشراكات الاستراتيجية في دفع الابتكار في مجموعة «ايدج»؟
تدعم الشراكات الاستراتيجية داخل دولة الإمارات ومع شركات عالمية جهود الابتكار في المجموعة. على سبيل المثال، يعزز التعاون مع مجلس الأمن السيبراني المرونة السيبرانية، بينما توفر شراكات دولية مثل التعاون مع” Pavotek “ وصولاً إلى أسواق جديدة وتبادلاً نافعاً ومجدياً للخبرات.
هل هناك رسالة تود توجيهها إلى مجتمع الدفاع والتكنولوجيا في دولة الإمارات وخارجها؟
احتفلت مجموعة «ايدج» مؤخراً بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها، ما يمثل محطة مهمة في رحلتها نحو الابتكار والنمو المستدام. على مدار هذه الفترة، رسخت المجموعة مكانتها في التقنيات المتقدمة، وساهمت في تحقيق الطموحات الاستراتيجية لدولة الإمارات من خلال تطوير القدرات السيادية وتعزيز الشراكات العالمية.
تُبرز هذه الذكرى الإنجازات التي شكلت مسيرة مجموعة «ايدج»، وتؤكد رؤيتها للمستقبل كقوة دافعة في قطاع الدفاع ومواكبة مجال التكنولوجيا الآخذ في التطور باستمرار.●
حوار: الجندي