ضربت جائحة كوفيد-19 مختلف مفاصل الحياة في جميع أنحاء العالم، مجبرةً معظم سكان الكوكب على البقاء في منازلهم وتعطيل مختلف أنشطتهم، إلا أن الأزمات في الإمارات تجد رد فعلٍ مختلف، إذ تزيد شعبها إصراراً وتصميماً على مواصلة الحياة. ومع الالتزام المطلق الذي أبداه جميع سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين بالتوجيهات والتعليمات الحكومية للحد من انتشار الفيروس في مجتمع الدولة، سارعت جميع الجهات للوقوف بجانب مختلف فئات المجتمع في هذه الأوقات الصعبة.
وكان اتحاد الإمارات للجوجيتسو سبّاقاً في هذه الجهود، حيث حافظ على تواصلٍ دائم مع لاعبيه مطلقاً المبادرات المتعاقبة لتشجيعهم على مواصلة التدريب في منازلهم. وتوّج اتحاد الإمارات هذه الجهود بإقامة معسكرٍ تدريبي مغلق، وإقامة بطولتين مغلقتين للاعبي المنتخب الوطني، ما يبرهن على تبني اتحاد الإمارات للجوجيتسو لقيم اللعبة في التصميم والتحدي والصبر.
قال السيد فهد الشامسي، المدير التنفيذي لاتحاد الإمارات للجوجيتسو: بدعمٍ لا محدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعةٍ حثيثةٍ من سعادة عبدالمنعم السيد محمد الهاشمي، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجوجيتسو، نواصل في اتحاد الإمارات للجوجيتسو مسيرة الإنجاز والتميّز، لنقدّم بذلك مثالاً حياً حول أهمية التصميم على تجاوز الأزمات وابتكار الحلول الخلّاقة لمواصلة العطاء والنجاح. وحرصنا منذ مرحلةٍ مبكرة على وضع خطة متكاملة للوقوف بجانب لاعبينا في ظل الظروف الاستثنائية، حيث ساهم الجهاز الفني واللاعبون في ترجمة هذه الخطة على أرض الواقع، الأمر الذي تؤكده النجاحات المتعاقبة لمبادراتنا وأنشطتنا مثل المعسكر التدريبي المغلق والبطولتين اللتين أقيمتا في إطاره.
معسكر داخلي
وفور دعوة الاتحاد للاعبيه، سارع 57 لاعباً لتلبية الدعوى والالتحاق بصفوف المعسكر الذي أقامه الاتحاد في فندق نادي ضباط القوات المسلحة خلال الفترة الممتدة بين 3 و24 مايو تحت إشراف الكادر الفني للمنتخب، والذي ضم المدرب رامون ليموس والفريق الفني الذي يضم مارسيلو نونيس وإدواردو دا سيلفا وسامويل أراوجو وبابلو ديسيرو وميخائيل مايا ومحمد القبيسي وإبراهيم الحوسني. وقبل انطلاق التدريبات، أخضع الاتحاد جميع اللاعبين والفريق الفني والإداري المشارك لفحصٍ طبيٍ شامل للتأكد من سلامة جميع المشاركين، حيث تم عزل اللاعبين في غرفٍ منفصلة حتى حين استلام النتائج، لتنطلق بعد الاطمئنان على صحة الجميع التدريبات المكثّفة.
الأنشطة
وتوزّعت أنشطة المعسكر على قسمين، ركّز الأول على استعادة لياقة اللاعبين ومرونتهم، فيما تمحوّر الثاني حول تحسين الجوانب الفنية والمهارية في مجال حركات الجوجيتسو. وعلى الرغم من انعقاد المعسكر خلال فترة شهر رمضان أبدى اللاعبون حماسةً كبيرة للتدريب والالتزام بالجلسات اليومية التي توزعت على جلستين يومياً، الأولى قبل وقت الإفطار وتتضمن تمارين خفيفة وتمارين تمدد، والثانية بعد الإفطار بين الساعة العاشرة والثانية عشر ليلاً. وأسهم المعسكر في تعزيز جاهزية اللاعبين وأهليتهم للاستحقاقات والبطولات المقبلة بما في ذلك بطولة الألعاب الشاطئية بالصين في الأول من نوفمبر القادم، وبطولة العالم للناشئين والشباب والكبار تحت مظلة الاتحاد الدولي في شهر نوفمبر أيضاً، وبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي يخطط الاتحاد لتنظيمها في نوفمبر أيضاً، بالإضافة للارتباطات القارية والعالمية لمنتخبات الناشئين والشباب والكبار
بطولة الجوجيتسو التنشيطية
وتأكيداً على ريادته العالمية ومكانته المتقدمة في مجال الترويج لرياضة الجوجيتسو، أقام اتحاد الإمارات للجوجيتسو بطولة الجوجيتسو التنشيطية، وهي البطولة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث أُقيمت وسط إجراءات احترازية مشددة لضمان صحة وسلامة اللاعبين. وجاء تنظيم البطولة نتيجة الحماس الكبير الذي أبداه اللاعبون خلال المعسكر وتحليهم بالمسؤولية العالية، تجاه عدم مخالطتهم لأي شخصٍ غير مشارك في المعسكر لضمان صحة وسلامة زملائهم.
مفاجآت البطولة
وحملت البطولة في طياتها الكثير من المفاجآت لا سيما على صعيد الفلسفة وآلية النزالات، فهي البطولة الأولى التي تُقام بين لاعبي المنتخب الواحد، إلى جانب السماح خلالها بتواجه اللاعبين من فئات الوزن المختلفة، ما أسهم في تعزيز قدرة لاعبي المنتخب على التعامل مع ظروف النزال المختلفة والضغوطات المصاحبة.
والتزاماً بالتوجيهات الحكومية حول ضرورة عدم إقامة الفعاليات الجماهيرية، تمت إقامة البطولة بشكلٍ مغلق على أرض جوجيتسو أرينا دون حضورٍ جماهيري، فيما تم نقل البطولة على تلفزيون أبوظبي الرياضي ومنصات التواصل الاجتماعي. وبناءً على النجاح منقطع النظير الذي حققته بطولة الجوجيتسو التنشيطية، بادر اتحاد الإمارات للجوجيتسو بعد عدّة أيام لتنظيم بطولة الجوجيتسو التنشيطية للاعبي المنتخب الوطني المشاركين في معسكره المغلق. حيث استقطبت هذه البطولة متابعاتٍ واسعة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، كونها أقيمت أيضاً بشكلٍ مغلق دون حضورٍ جماهيري في جوجيتسو أرينا.
وشهدت البطولة مشاركة 50 لاعباً من لاعبي المنتخب توزعوا على فريقين، كان الأول بقيادة نجم اللعبة فيصل الكتبي، فيما قاد الفريق الثاني النجم محمد القبيسي، ليتنافس الفريقان ضمن 25 نزالاً للفوز بجوائز مالية مجزية وصلت قيمتها إلى 200 ألف درهم إماراتي. وأتاحت بطولة تحدي أبطال الجوجيتسو للاعبين فرصة مواجهة زملائهم الأقرب لمستواهم في الخبرة، الأمر الذي رفع حماسة النزال إلى أعلى مستوياته. وخاض كل لاعب من كل فريق نزالاً واحداً، حيث حصل الفريق على 100 نقطة عن كل فوزٍ حققه أحد لاعبيه، و50 نقطة إضافية لحالات الفوز بالإخضاع. وفي نهاية البطولة، تم احتساب اجمالي النقاط التي حققها كل فريق، بغض النظر عن تصنيفات العمر والوزن، ليكون الفوز في نهاية المطاف من نصيب الفريق الأبيض بقيادة محمد القبيسي.
تميز وريادة إماراتية
وتمثّل الفعاليات التي يحرص الاتحاد على إقامتها استمراراً لسجل التميّز والريادة الرياضية الذي نقش الاتحاد فيه صفحاتٍ من ذهب، ليسهم في نهاية المطاف في إعداد النشء الجديد جسدياً وبدنياً وعقلياً، والترويج لرياضة الجوجيتسو بوصفها أحد مكونات هوية الفرد الإماراتي، نظراً لما تتمتع به هذه الرياضية من فوائد على الفرد والمجتمع.