قد يكون الابتكار للبعض مجرد كلمة رائجة، لكنه في الحقيقة من أهم مكونات التقدم والاستمرارية في الحياة، فبدونه تبقى المجتمعات والصناعات والاقتصادات مكانها، وقد تهلك الأمم بفعل القوى السلبية التي تتفاقم عندما يُفقد الابتكار. يمنحنا الابتكار القدرة على حل المشاكل المعقدة والحساسة، وهذا أحد الأسباب التي جعلت قطاعي الدفاع والأمن في طليعة عملية التحول على مر التاريخ.
قلّما يحدث الابتكار بمعزل عن الآخرين، بل على العكس تماماً، فهو نتيجة حتمية للتفاعل والتعاون بين الأفراد والفرق والمجموعات. ويعد تطوير لقاحات “كوفيد-19” من أهم الأمثلة على ذلك، فلو لم يجتمع العلماء والباحثون والشركات والمؤسسات الأكاديمية من جميع أنحاء العالم لإيجاد علاج في وقت قياسي، فإن الفيروس كان قد أودى بحياة الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأشخاص. وتعد فلسفة التعاون هذه في صميم أولويات “أسباير”، ذراع إدارة البرامج التكنولوجية التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، والجهة المنظمة لتحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية.
وفي إطار استعداد “أسباير” لتنظيم المسابقة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تمت دعوة الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات والمبتكرين الأفراد من مختلف أنحاء العالم لكي يتعاونوا على تطوير منظومة تساعد على حل بعض أكثر التحديات البحرية تعقيداً، مثل التهريب والقرصنة والصيد غير القانوني.
كما ستتضمن المسابقة التي ستركز على المجالات غير المستكشفة في الروبوتات المستقلة، تعاوناً غير متجانس بين الطائرات والسفن غير المأهولة، حيث سيُطلب منها تأدية مهام معقدة في الملاحة والمناورة ضمن بيئة خارجية يحظر فيها استخدام نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
إن الحلول التي سيتم تطويرها في هذا السياق تؤكد مجدداً أن الشراكة عنصر مهم في عملية الابتكار، سواء كان ذلك في قطاعات الدفاع والأمن أو غيرها. لذا فإن التعاون أمر ضروري للاضطلاع بالابتكارات.
